in

ازدواجية الميول الجنسية تاريخياً واجتماعياً، ومشاهير لا تعرف بأنهم مزدوجو الميول

ازدواجية الميول الجنسية
صورة: Thomas Marshall

إنّ ازدواجية الميول الجنسية ليست بالمفهوم الحديث، فقد وجدت في العديد من الحضارات القديمة بدءاً من الإغريق واليابانيين وصولاً إلى الأمريكيين الأصليين. ويمكننا التحقق من بعض جوانب تاريخ ازدواجية الميول الجنسية من خلال فحص النصوص والسجلات والمنتوجات الفنية لفترات مختلفة عند الحضارات.

اليونان القديمة:

لم يكن مفهوما ”غيريّ الجنس“ و”مثليّ“ موجودين بالفعل عند الكثير من الناس في اليونان القديمة، فلم يعِ الكثير هذا التقسيم على أسس الميول الجنسية.

وقد شُجّع الشباب في كثير من الحالات (كما هو متوقع) على إقامة علاقات مع الرجال كبار السن بقصد اكتساب الخبرة والحكمة، وبالتأكيد لم تؤثر على فرصتهم في الزواج في وقت لاحق.

فيما كان بعض أبطال الأسطورة اليونانية المشهوربن مزدوجي الميول الجنسية، حيث نجد أن ”آخيل“ في إلياذة ”هوميروس“، قد أقام علاقات مع امرأتين ومع صديقه وشريكه في القتال ”باتركلوس“، ولا يصور هذا أي شيئ غير اعتيادي.

وقد كلّف قانون الأجداد في أسبرطة القديمة جميع الرجال البالغين إقامة علاقات مثليّة مع الشباب الذين كانو في سن البلوغ، مادام الرجل سيتزوج في نهاية المطاف وينجب أطفالاً.

ويعتقد الإسبرطيون أن الحب والعلاقات الجنسية بين الجنود المبتدئين والجنود ذوي الخبرة يعزز الولاء القتالي ويشجع التكتيكات البطولية، كما يجعل الرجال يتنافسون لإثارة إعجاب محبّيهم، ومن المفترض أن تصبح هذه العلاقة غير جنسية بمجرد أن يبلغ الجنود الأصغر سناً الرشد، ولكن ليس من الواضح كثيراً كيف كان يتم الأمر.

وقد تكون ”عصبة طيبة – The Theban Band“ نُظمت وفق هذه الفكرة، حيث أنها كانت عبارة عن قوات من جنود مختارة تتألف من 150 زوجاً من العشّاق الذكور، والذين شكلّوا نخبة جيش طيبة في القرن الرابع قبل الميلاد.

روما القديمة:

أن يرغب رجل روماني حرّ بممارسة الجنس مع كل من الذكور والإناث لهو أمر متوقع ومقبول اجتماعياً في روما القديمة، طالما أنه قام بدور ”النافذ“ في العلاقة الجنسية.

وتعتمد أخلاقيات هذا السلوك على المكانة الإجتماعية للشريك وليس على جنسه في حد ذاته، وقد كان مسموحاً بالمثلية الجنسية في أواخر زمن الجمهورية الرومانية تحت تأثير ثقافي يوناني، حيث كانت إقامة العلاقات مع العبيد منتظمة وخاصة الفتيان الصغار منهم.

وعلى الرغم من أن الجنس لم يكن معياراً فيما إذا كان الشريك الجنسي للرجل مقبولاً، إلا أن ممارسة الجنس مع زوجة رجل حر آخر أو ابنته أو ابنه القاصر أو حتى مع الرجل نفسه اعتبرت شيئاً لا أخلاقياً، وكان الإستخدام الجنسي لعبد رجل آخر رهناً بإذن مالكه.

يُظهر الشعراء ومنهم ”كاتولوس“ و”تيبولوس“ و”مارتيال“ بأن المتعلمين والمتزوجين من الرومان قد اعتبروا الأولاد بدائل جنسية عن النساء. ونجد أن الإمبراطور الروماني العظيم ”هادريان“ قد حافظ علناً على زوجاته وعشاقه الرجال على حد سواء، وعندما انتحر محبوبه ”أنطونيوس“ قام ”هادريان“ المنفطر القلب ببناء مدينة ”أنتيبوليس“ في مصر تخليداً لذكراه.

اليابان القديمة:

لطالما كانت ازدواجية الميول الجنسية جزءاً من المجتمع الياباني القديم، ويُزعم أنها كانت منتشرة بين المحاربين (الساموراي)، حيث شاع تدريب الفتية الصغار على أيدي الساموراي الذكور الأكبر سناً، وذلك وفقاً لقواعد الشرف والمعركة المعقدة، فكان متوقعاً أن يصبح اثنان منهم عشاقاً.

وقد سمي هذا النوع من العلاقات ”الشودو – Shudo“، وكان من المفترض أن يؤدي إلى علاقة وثيقة من الصداقة مدى الحياة، على الرغم من أن الأمر كان ينتهي بالشاب الأصغر سناً بالزواج من امرأة (وهنا نتذكر ما كان يحدث في اليونان القديمة).

وقد ساد نفس الأمر في الأديرة البوذية، حيث حافظت الشخصيات الدينية القديمة؛ مثل الرهبان، على العلاقات الجنسية مع المساعدين الأصغر سناً.

الأميريكون الأصليون:

لم يُظهر الأميريكيون الأصليون تاريخاً واضحاً في ازدواجية الميول الجنسية ولكن تشير أسطورة الأناس ”ذوي الروحَين“ (وهم أفراد من القبيلة ممن ولدوا بروحين لذكر وأنثى) إلى أن الفكرة كانت موجودة بطابعها الخاص، وقد اعتبر الأشخاص ”ذوي الروحَين“ مقدسين لمظهرهم الثنائي الجنس.

اوش تيش
صورة لأوش-تيش (على اليمين) وزوجته (على اليسار) وهما من أشهر من كانوا من ذوي الروحين

لقد كانوا قادةً، كما أخذوا أدوار الذكور والإناث في المجتمع على حد سواء، وقد حظَوا باحترام غالبية القبائل، ومع ذلك فإن الخط الفاصل بين الهوية الجندرية والهوبة الجنسية مشوش هنا، حيث ممكن أن يقيم الأشخاص ”ذوو الروحين“ علاقات مثليّة وغيريّة، ولكن مفهوم ”الروحين“ يستخدم اليوم في أغلب الأحيان لمناقشة تاريخ ثنائي الجنس والمصححين جنسياً أكثر من استخدامه في ازدواجية الميول الجنسية.

ازدواجية الميول الجنسية عند الحيوانات:

تُظهر العديد من الحيوانات سلوكيات ثنائية الجنس، وإن ثنائية الجنس الهيكلية والسلوكية شائعة جداً بين اللافقاريات، فيما تصبح الخنوثة الحيوانية أو ثنائية الجنس الهيكلية نادرة في نطاق التطور، ومع ذلك توجد بعض الأمثلة:

1. حبّار أعماق البحار:

وجد وفقاً لبعض الأبحاث الجديدة أن حبّار أعماق البحار يتزواج روتينياً ودون تمييز مع كل من الذكور والإناث، ربما ذلك بسبب الظلام والوحدة التي يعيش فيها هناك في قاع المحيط، ويمكن أن يقضي الحبار حياته دون أن يلتقي بحبار آخر ليتزاوج معه.

2. البونوبو:

هذا النوع بأكمله مزدوج الميول الجنسية، حيث تنخرط قردة البونوبو في نشاطات جنسية مع بعضهم البعض لأي سبب على الإطلاق، إذا كانوا جائعين أو متعبين أو متوترين أو غاضبين أو يريدون فقط اللعب، فإن ممارسة الجنس هي الحل لجميع مشاكل البونوبو.

3. دلافين بوتلنوز:

تكون الدلافين من فصيلة ”بوتلنوز“ مزدوجة الميول الجنسية في معظم حياتها، مع فترات تقتصر على المثليّة الجنسية، وتنخرط هذه الدلافين في بداية حياتها (من عمر سنة لعشرة) قي ممارسة الجنس مع كل من الذكور والإناث، وعندما تصبح بعمر العاشرة، فإنها تشكل أزواجاً مع شريك من نفس الجنس حتى تصبح جاهزة لتتزاوج غيريّاً.

4. البجع الأسود:

يستخدم حوالي ربع البجع الأسود الذكور البجعات الإناث من أجل بيضهم، ويقوم أزواج البجع المثليون بسرقة عش الإناث أو حتى تشكيل مجموعة ثلاثية مؤقتة وذلك للحصول على متاعها، وبمجرد أن تضع الإناث، يتخلصون منها، يالوحشيتهم!

5. قردة المكاك:

المكاك الياباني، أو قردة الثلج منفتحة تماماً عندما تقدم على اختيار شريكها، ويعتبرها العلماء مزدوجة الميول الجنسية لأنها غالباً ما تختار شركاء من نفس الجنس، حتى ولو أتيحت لها الفرصة لممارسة الجنس البديل الغيريّ.

6. الأسود:

ينجذب كل من ذكور وإناث الأسود لنفس الجنس أحياناً، وخصوصاً الذكور، ومن المعروف عن الأسود إقامتها لعلاقات مؤقتة على مدى أيام قليلة، تتخللها المداعبة ومس الأنوف وسلوكيات أخرى.

وجدت دراسة إستقصائية في عام 2002 في الولايات المتحدة الأمريكية قام بها المركز الوطني للإحصائيات الصحية أن 1.8% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18-44 سنة يعتبرون أنفسهم مزدوجي الميول الجنسية، و2.3% يعتبرون أنفسهم مثلييّ الجنس، ووجدت الدراسة نفسها أن 2.8% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18-44 يعتبرن أنفسهن مزدوجات الميول الجنسية، و1.3% مثليات الجنس.

زعمت بعض الدراسات بما فيها دراسة الباحث المثير للجدل ”J. Michael Bailey“، والتي جذبت اهتمام وسائل الإعلام عام 2005، أن ازدواجية الميول الجنسية نادرة عند الرجال، ولكن تفترض مثل هذه الدراسات عادة أن الشخص يكون مزدوج الميول الجنسية فقط إذا أظهر تقريباً استجابات إثارة متساوية لكل من الجنس الغيريّ والمثليّ.

مشاهير ربما لاتعرف بأنهم مزدوجو الميول الجنسية:

أنجلينا جولي Angelina Jolie

عندما سئلت الممثلة ”أنجلينا جولي“ بشكل مباشر في مقابلة عام 2003 عما إذا كانت مزدوجة الميول الجنسية، أجابت: ”بالطبع.“

بيلي جو أرمسترونغ Billie Joe Armstrong

قال المغني ”بيلي أرمسترونغ“ في مقابلة مع صحيفة ”The Advocate“: ”أعتقد أنني كنت مزدوج الميول الجنسية دائماً، وإنه شيئٌ لطالما اهتممت به، وأعتقد أن الناس يولدون مزدوجي الميول الجنسية، وإن آباءنا والمجتمع هم من يخرجوننا من هذا الشعور.“

درو باريمور Drew Barrymore

كانت الممثلة ”درو باريمور“ صريحة حول حياتها الجنسية في العديد من المقابلات أوائل العام 2000، حيث قالت ذات مرة: ”هل أحب النساء من ناحية الجنس؟ نعم أنا كذلك، أجل لقد اعتبرت نفسي مزدوجة الميول الجنسية دائماً.“

آلان كومنغ Alan Cumming

أقام الممثل ”آلان كومنغ“ علاقات طويلة مع كل من الرجال والنساء، بما في ذلك اثنين من الزيجات، واحدة مع امرأة، والأخرى مع رجل (زوجه الحالي).

إيمي وينهاوس Amy Winehouse

صرح أصدقاء الموسيقية ”ايمي وينهاوس“، بأنها قالت في عام 2010: ”ماذا في ذلك؟ تروقني الفتيات أيضاً، لقد كان لدي علاقات مع نساء أخريات، ولكن هذا لا يعني بأنني لم أعد أحب بليك.“

أليك غينيس Alec Guinness

نجح الممثل ”أليك غينيس“ بإبقاء حياته الشخصية بعيدة عن أنظار الجمهور، ولكن بعد وفاته عام 2001، تبين أنه مزدوج الميول الجنسية، وهو ما أكده أصدقاؤه وعائلته.

أندي ديك Andy Dick

يفترض أن يكون الممثل ”أندي ديك“ مثليّ الجنس، لكنه أخبر صحيفة واشنطن بوست: ”فقط لأنني كنت مع الرجال – وأنا مزدوج الميول الجنسية – لا يعني بأني مثليّ الجنس.“

كاري غرانت Cary Grant

وُصف الممثل ”كاري غرانت“ بأنه مزدوج الميول الجنسية من قبل العديد من المقربين له بما في ذلك أول زوجتين له.

ديفيد بوي David Bowie

في مقابلة مع مجلة ”بلاي بوي“ عام 1976، قال: ”هذا صحيح، أنا مزدوج الميول الجنسية، واستخدمت هذه الحقيقة بشكل جيد للغاية، أفترض أنه أفضل شيئ حدث لي، ممتع جداً.“

كيشا Kesha

أوضحت الموسيقية ”كيشا“ علاقاتها لهافينغتون بوست: ”أنا أحب الناس، والأمر ليس حول نوع الجنس (الجندر)، فقط عن الروح التي تنضح من الشخص الآخر الذي أنت معه.“

ومشاهير آخرون نذكر منهم: الممثلة المشهورة ”Evan Rachel Wood“، والممثلة ”Anna Paquin“، والكاتب الشهير ”Christopher Hitchens“، والمغني ”Lou Reed“، والممثلة والمغنية ”Carrie Brownstein“، والكاتب ”Hans Christian Andersen“، و”Cynthia Nixon“ نجمة ”Sex and The City“، والممثل ”Marlon Brando“.

مقالات إعلانية