in

أفضل مقالب ”كذبة أبريل“ المتعلقة بالعلم والعلوم على الإطلاق، من إبداع العلماء

بطاريق تقفز إلى الجليد

يعتبر يوم الفاتح من شهر أبريل يوما غريبا بحق، حيث تملي التقاليد جواز الخداع والتضليل والكذب وكذا تنفيذ المقالب على كل من قد تنطلي عليه الحيلة.

بينما يعتبر هذا التقليد العريق هاجسا يؤرق محرري الأخبار والمدققين في صحة الوقائع، فإن العلماء في الجهة المقابلة لا يبدو عليهم أنهم يمانعون بين الحين والآخر استغلال هذا اليوم لكسر الروتين العلمي، وتنفيذ بعض المقالب ذات القالب العلمي علينا.

إليك عزيزي قارئ موقع ”دخلك بتعرف“ قائمة ببعض هذه المقالب والدعابات من إبداع العلماء في مختلف الميادين، وأكثرها تسلية وإقناعا في الوقت عينه، لأنه لا أحد يستطيع إقناعك بحقيقة علمية أكثر من عالم موثوق أو مجلة علمية موثوقة، حتى وإن كانت تلك الحقيقة عبارة عن ”كذبة أبريل“.

البطاريق الطائرة:

البطاريق الطائرة

منذ عشرة سنوات، نشرت قناة الـ(بي بي سي) BBC خبرا ادعت فيه أنها اكتشفت مستعمرة من البطاريق الطائرة على جزيرة (الملك جورج) بالقرب من القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، وقد أظهر شريط اليوتوب القصير الذي بثته القناة مجموعة من البطاريق تطلق نفسها من على قمة جروف جليدية لتطير إلى الغابات المطيرة الاستوائية في جنوب القارة الأمريكية حيث تقضي الوقت هناك مع طيور الطوقان خلال فصل الشتاء.

وفي حالة ما إذا لم يكن المشاهدون متيقنين تماما ما إذا كان المشهد عبارة عن كذبة أبريل أم لا، فقد تم تقديم الشريط من طرف (تيري جونز) من برنامج (مونتي بايثون)، وليس الصوت الحكيم الموثوق والمعتاد الخاص بـ(دايفيد أتانبيرغ)، فـ(دايفيد) ما كان ليخدعنا بهذا الشكل إطلاقا.

اكتشاف الـ(بيغون) Bigon:

في سنة 1996، نشرت مجلة (ديسكوفر) Discover تقريرا حول اكتشاف جزيء أساسي جديد للمادة، لكان هذا ليمثّل اكتشافا مذهلا في أي يوم آخر من السنة، لكن التقرير جاء في الأول من شهر أبريل.

أُطلق على هذا الجزيء الأساسي اسم الـ(بيغون)، وكان حجمه يماثل حجم كرة البولينغ، لكن شهرته لم تدم سوى بضعة ثوانٍ.

ومن أجل صرف أي شكوك قد تتبادر إلى القرّاء حول إمكانية أن يكون الخبر عبارة عن ”كذبة أبريل“، ورد في التقرير: ”هل هناك احتمال في أن يكون الـ(بيغون) عبارة عن تلفيق أو نوعا من نكت يوم الفاتح من أبريل، مثلما يرمي إليه كل الفيزيائيون؟ وأجاب (زويشتاين) Jean-Xavier Zweistein على السؤال: إن للناس حس سخرية كبير، فالعلم يحقق باستمرار العديد من الاكتشافات التي تكون مثيرة لدرجة قد تبدو فيها خيالية أو صعبة التصديق، ومع ذلك يتم التحقق من صحتها وكونها واقعا“.

مسرّع (سيرن) للذرات يعثر على أدلة على وجود (القوة) The Force -التي يشار إليها غالبا في سلسلة أفلام (ستار وورز Star Wars):

في سنة 2015، أخذ مسرع ومصادم الذرات الشهير (سيرن) استراحة من عمله في اكتشاف نسيج الكون ليطلق أكبر كذبة أبريل على الإطلاق، حيث عقد الباحثون فيه مؤتمرا صحفيا أعلنوا فيه عن عثورهم على ”أول دليل على وجود (القوة)“.

كانت التفاصيل حول (القوة) قليلة، لكنهم ذكروا شيئا عن إمكانية استعمالها في ”الاتصالات البعيدة، والتأثير على عقول الناس، ورفع أشياء ثقيلة من تحت المياه“.

وقد بُنيت هذه التصريحات على نتائج أبحاث ودراسة قام بها الباحث الكبير (بين كينوبي) -شخصية خيالية- في جامعة (مويس إزلي) الموقرة في (تاتوين) -وهي مكان خيالي يوجد في أفلام (ستار وورز)-. وذكر متحدث باسم هذا المخبر الذي جرت فيها الأبحاث: ”هذه النتيجة مثيرة للغاية“.

للتنويه، لن تنطلي هذه الخدعة على كل من لديه فكرة عن سلسلة أفلام (ستار وورز)، وفي حالة ما كان بعض هؤلاء -الذين ربما كانوا يعيشون تحت صخرة منيعة من سلسلة أفلام (ستار وورز) منذ سنة 1977- قد انطلت عليه الخدعة فعلا، فقد صرح الباحثون لدى مسرّع (سيرن) في اليوم الموالي مباشرة بأن الأمر برمته كان عبارة عن كذبة أبريل.

لِتَكُنْ هناك تنانين:

المنحنى البياني الذي نشر مع المقال ليدعم مقلب إثبات قرب إعادة ظهور التنانين "المنقرضة"
المنحنى البياني الذي نشر مع المقال ليدعم مقلب إثبات قرب إعادة ظهور التنانين ”المنقرضة“.

تعتبر مجلة (الطبيعة) Nature واحدة من بين أفضل المجلات العلمية وأكثرها مصداقية في نشر الأبحاث العلمية وآخر ما توصلت إليه العلوم في العالم، لذا لك أن تتخيل عزيزي القارئ حجم المفاجأة والحماس الذي يشعر به قراؤها في مختلف أنحاء العالم عندما نشرت مقالا ”علميا“ في الأول من شهر أبريل سنة 2015 بعنوان ”علم الحيوان: فلتكن هناك تنانين“.

ورد في ملخص المقال: ”دلائل جديدة تشير إلى أنه لن يتعين علينا بعد الآن الإشارة إلى التنانين على أنها كائنات أسطورية ومحض خيال، كما تشير الأبحاث إلى أن التأثيرات الصناعية على المناخ العالمي قد تكون بصدد تمهيد الطريق لإعادة بعث هذه الوحوش“.

أكملت المجلة المقال مع مجموعة من الاقتباسات والمنحنيات البيانية المثيرة، وقد كانت هذه الدراسة تبدو مقنعة إلى أبعد الحدود، لولا أنها كانت تضمنت تعقيبا في أسفل الصفحة يقول: ”يحتاج بعض محتوى هذا المقال إلى التمحيص والتشكيك بشكل دقيق في حقيقته“.

الـPi عبارة عن حملة شنها الملحدون على المؤمنين:

تم تداول مقال صحفي على الإنترنيت في شهر أبريل من سنة 1998، يُدَّعى فيه أن الهيئة التشريعية في ولاية (ألاباما) قررت تحوير قيمة العدد Pi من 3.1415 إلى 3 تماما حتى تتوافق بشكل أكبر مع الإنجيل ورواياته، وذلك لكون القيمة السابقة للعدد كانت حملة دعائية ومؤامرة من الملحدين ووفقا لموقع (سنوبس)، وهو من أوائل المواقع التي تعني بالتحقق من الحقائق والمعلومات التي يتم تداولها في العالم والتدقيق في صحتها.

لكن الأمر برمته كان مجرد كذبة أبريل حيكت بدهاء منقطع، والتي تم تلفيقها في الواقع للسخرية من دعم ولاية (نيو ميكسيكو) لتعليم مبدأ ”الخلق“ في المدارس.

أخبار مزيفة:

عدد من صحيفة النيويورك تايمز الذي نشر في الثالث من أبريل سنة 1923

نشرت صحيفة ألمانية تحمل اسم Deutsche Allgemeine Zeitung في سنة 1923 تقريرا ذكرت فيه أن عالما روسيا اكتشف طريقة تمكنه من تسخير الطاقة الكامنة في الغلاف الجوي للأرض، مما يمكّن السوفييت من استعمالها في طيران أجسام عملاقة حول العالم بأسره مع أقل مجهود.

للأسف انطلت الحيلة على رؤساء التحرير في جريدة الـ(نيويورك تايمز) الأمريكية الذين نشروا قصة عن الخبر على الصفحة الأمامية لعدد الثالث من شهر أبريل.

غوغل يغزو كوكب المريخ:

هناك الكثير من المقالب التي نفذتها شركة (غوغل) فيما يخص موضوع ”كذبة أبريل“ لدرجة لن يتسع مقالنا هذا لذكرها كلها، وقد يكون من بين أفضلها على الإطلاق هو إعلانها عن إطلاقها لتطبيق محرك بحث خاص بالحيوانات الأليفة التي ستصبح قادرة على استعماله لوحدها.

وكان واحد من أفضل مقالب الشركة كذلك هو إعلانها عن خطتها لتوسيع خدمة ”سحابة غوغل“ لتشمل كوكب المريخ، في خطوة تسبق ”الاستكشاف والتعمير الحتمي للكوكب الأحمر الذي لا مجال للتشكيك فيه“، كما صرحت أنه أصبح متاحا استعمال ”خرائط غوغل“ والـStreet View على كوكب المريخ.

لكننا الآن في سنة 2018 يا (غوغل) ولا يسعك بعد الآن إلقاء الدعابات حول هذا النوع من المواضيع، لأنها على وشك أن تصبح حقيقة.

مقالات إعلانية