أحمد يسري
اسمه كيلاسا، وهو معبد من أصل 34 معبد ودير يعرفون باسم كهوف ايلورا، ويقع في منطقة ايلورا الجبلية، ويبعد 29 كم عن مدينة اورنجباد الواقعة بولاية مهارشترا الهندية، ويبلغ عمر المعبد 1200 عام كما أنه قد تم نحته من صخرة واحدة فقط!
ويظهر المعبد السمات المميزة للمعمار الدرافيدياني في القرن الثامن حيث الأبعاد المتناسبة الدقيقة جدا، مظهرة الصنعة المعقدة لهذا النوع من المعمار والنحت، برغم بناء المعبد بأساليب بدائية في النحت واستخدام الفيلة في نقل الأحجار الثقيلة.
تاريخيا:
ينتمي المعبد إلى الإله الهندوسي شيفا، قرر بناء المعبد في عهد كريشنا الأول – ملك قبيلة الراشتراكوتا، والتي حكمت معظم أنحاء شبه القارة الهندية من القرن السادس إلى القرن العاشر الميلادي.
كما يسمى أيضا باسم معبد الكايلاش، وتعود تلك التسمية إلى كايلاشناث ومعناه ملك الكايلاش.
نحت المعبد:
قدر توقيت نحت المعبد المطل على جبل كايلاش بين عامي 783 و757 ميلادي وهو نفس المكان الذي كان يقيم به شيفا وباقي الهندوس.
استهلك نحت المعبد حوالي 400000 طن من الصخور واستغرق عشرين عام لأتمام نحت هذا البناء المتكامل.
وبالنظر لآثار النحت على حوائط المعبد استنتج علماء المعمار أنه قد استخدم ثلاثة أنواع من الأزاميل (آلة نحت)، وأنه قد تم نحته رأسيا من أعلى لأسفل بسبب صعوبة نحت المعبد أفقيا، وترى عزيزي القارئ رسم تخطيطي للمعبد من الداخل بهذه الصورة:
المعمار الخارجي للمعبد:
يظهر جليا النحت متعدد الطوابق في المعبد خصوصا في البوابتان متعددتان الطوابق المؤديتان لباحة المعبد التي تشبه حرف U، ويحدد شكل باحة المعبد عدة عمدان متراصة يبلغ طولها ثلاث طوابق، هذه العمدان تحتوي على نحت لمجموعة لوحات تبرز الالهة الهندية المختلفة، ويبلغ ارتفاع هيكل المعبد سبعة أمتار مقسم لطابقين.
على حائط قدس أقداس المعبد تظهر صورة الثور ناندي، وهو شائع في المعابد التابعة للإله شيفا.
أما عن قاعدة المعبد فمنحوت فيها العديد من الأفيال، مما يوحي للناظرين أن المعبد بأكلمه محمول على ظهر تلك الفيلة.
المعمار الداخلي للمعبد:
يحتوي المعبد من الداخل على أعمدة ونوافذ وغرف داخلية وخارجية وقاعات للتجمع، كما يوجد أيضا حجر لينجام كبير – حجر تشتهر به الهندوسية، في قدس الاقداس منقوش عليه العديد من الالهة الهندوسية ولوحات تعبر عن الطبيعة الجنسية الإنسانية.
يعتقد أن صور الآلهة المنحوتة على يسار مدخل المعبد تابعة للملك شيفا، والالهة المنحوتة على يمين المدخل يعتقد انها الالهة التابعة للملك فيشنو – وهي آلهة هندوسية أيضا.
كما يحتوى المعبد أيضا على عمودان يحتوون على ساريتا أعلام – دواجاستامبام – في باحة المعبد، كما يوجد أيضا العديد من التماثيل التي تصف مشاهد ملحمية للملك شيفا.
نحن نعتمد على التكنولوجيا الحديثة في كل مناحي الحياة بعالمنا اليوم، ومن الصعب علينا تخيل كيف بنا أسلافنا معبد بهذه البراعة باستخدام أدوات نحت بدائية بأياد عارية.
