in

هل يمكن لعلم الوراثة تفسير نجاح العدائين من شرق إفريقيا في ركض المسافات؟

اجسام رياضيون

هذه السنة، يوجد أكثر من 10000 رياضي من 206 دول مختلفة يتنافسون على المجد في دورة الألعاب الأولمبية في ريو، البرازيل. ولكن عندما يتعلق الأمر المسافات فمن المحتمل أن، كما هو الحال في السنوات السابقة، أن يهيمن على نهائيات كأس العالم لاعبين ولاعبات من بلدان شرق أفريقيا أو ذوي الأصول من شرق أفريقيا.

عداء مسافات طويلة
العداءان Sharon Cherop و Wesley Korir في وجه الكاميرات لالتقاط صور لهما بعد فوزهما سنة 2012.

كيف يمكن للاعبين واللاعبات من هذه المنطقة من العالم أن ينجحوا نجاحًا استثنائيًا في رياضة واحدة؟ ربما عرفتم الإجابة من عنوان هذا المقال: إنها العوامل الوراثية.

يبدو أن هذا الافتراض منطقيّ لأن عددًا هائلاً من الميداليات الأولمبية فاز بها لاعبون ولاعبات من نفس المنطقة الجغرافية مع موارد محدودة نسبيًا للإنفاق على التدريب بسبب الفقر أو الفساد.

بناءً على ذلك، فإنه ليس من الغريب أن نجد عددًا كبيرًا من الدراسات العلمية على مدى السنوات الـ15 الماضية، والتي تحاول الإجابة على هذا السؤال. هناك بعض الأدلة على أن نوع الجسم لديهم –سيقان طويلة ونحيلة– يمكن أن يسهم في زيادة كفاءة ركضهم، وخصوصًا في سرعتهم خلال السباق. ومع ذلك، فإن النتائج العامة لهذه البحوث والدراسات لم تحدد الصفات الوراثية التي يمكن أن تفسر بشكل قاطع نجاح عدّائي المسافات من شرق أفريقيا.

كما أن أداء النخبة الرياضية في الأولبياد هو ظاهرة معقدة، فإنه من غير المحتمل أن النجاح الرياضي هو نتيجة لعامل وراثي واحد، بل هو مزيجٌ من التفاعلات بين العوامل الجينية التي تساهم في نجاحهم خلال ركض المسافات الطويلة.

أحدث وأجدد بحث جيني، باشتراك أكثر من 10 باحثين في جامعة غلاسكو، اسكتلندا، يحاول استكشاف هذه الظاهرة العجيبة، حيث يذكر البحث أن عدائي المسافات المتوسطة و الطويلة من إثيوبيا وكينيا (دول تقع في شرق إفريقيا) يملكون أكثر من 90٪ من الأرقام القياسية عالمياً، وحالياً أعلى 10 مراكز في التصنيف العالمي. لكن البحث لم يحدد أي خاتمة تفند أو تؤكد على عوامل جينية محددة.

إن لم يكن بإمكان الأبحاث الوراثية وحدها أن تفسر هيمنة عدائي المسافات من شرق أفريقيا على الأرقام القياسية، إذًا ما هي العوامل الأخرى التي قد تكون وراء نجاحها؟

اطفال كينيا
اطفال كينيا.

عامل اجتماعي آخر في كثير من الأحيان يقترح أن المشي والركض المُجهِد منذ سن مبكر هو السبب؛ حيث إن المجموع الكلّي للمسافة التي يمشونها في شرق افريقيا من وإلى المدرسة هو بين 5 إلى 20 كيلومتراً.

ومع ذلك، لم تثبت هذه الفكرة البدائية عن اختلاف تحمُّل المسافات أنها تؤدي إلى ارتفاع القدرة القصوى للتنفس (الشهيق والزفير خلال الركض كمؤشر رئيسي للتحمّل) عن تلك التي عند نُخبة عدائي المسافات الأوروبية.

مقالات إعلانية