in

3 طرق بإمكاننا التحكم بالطقس من خلالها، و5 أخرى لا

التحكم بالطقس
صورة من غلاف مجلة collier's سنة 1954

نحن معشر البشر لدينا قدرة رائعة في التحكم في العالم من حولنا، فبامكاننا تحريك الجبال، وارساء روبوتات على أسطح كواكب أخرى، كما بامكاننا إبقاء بعضنا البعض على قيد الحياة لمدة طويلة جدا، ويمكننا حتى إعادة إحياء أجناس كاملة وإعادتها من عتبة الانقراض.

لكن على الرغم من كل هذه القفزات النوعية التي قام بها جنسنا البشري، فما زلنا غير قادرين على التحكم في الطقس، تلك القوة الهائلة التي تؤثر في كل كائن حي على هذا الكوكب، اإا أن ذلك لم يمنعنا تماما من الإتيان ببعض الطرق للتأثير في الطقس (بجرعات صغيرة على الأقل).

1. يمكننا بشكل ما جعل السماء تمطر:

يمكننا بشكل ما جعل السماء تمطر

لطالما كانت الرغبة الملحة في التحكم بالطقس دعامة من دعائم المخيلة البشرية منذ بداية المخيلة نفسها، فقد تكون ثروات مجتمعات كاملة مرهونة بكمية الأمطار التي تسقط، فقد يودي بها الجفاف كما قد تنسف بها الفياضانات، مما كوّن لدى البشر حافزا كبيرا في جعل السماء تمطر في منطقة ما، أو في تعديل هطول الثلوج في منطقة أخرى، لكن أعظم نجاح حققته البشرية في هذا المجال هو تقنية بامكانها -على الأرجح- تشكيل أمطار قليلة فوق سماء منطقة صغيرة.

تقوم هذه العملية والتي تدعى بـ”زرع الغيوم“ على إطلاق جسيمات دقيقة على شاكلة ”يوديد الفضة“ داخل سحابة ما لتحفيز تشكل الأمطار أو الثلوج، تقوم هذه الجزيئات بلعب دور النواة التي يدور حولها بخار الماء ليتكثف ويتحول إلى قطرة ماء أو ندفة ثلج.

يتم القيام بهذه العملية غالبا عن طريق طائرات صغيرة، كما قد تتم من خلال إطلاق صواريخ صغيرة من الأرض نحو السماء.

نظريا، قد تجلب عملية زرع الغيوم هذه العديد من الفوائد والخيرات على مختلف أنحاء العالم، مثل الحفاظ على المحاصيل الزراعية ووقايتها من الجفاف، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وحتى التخفيف من شدة بعض العواصف الرعدية والأعاصير، إلا أن الأمر لا يسير دائما على هذا النحو.

تشكل زراعة الغيوم موضوع نقاش ساخن بين العلماء اليوم، إذ أن معظم الدراسات قد وجدت آثارا ضئيلة لهطول الأمطار، أو أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد الأثر الدقيق لهذه العملية.

تعتبر عملية زراعة الغيوم حلا رائعا إذا ما أردت حثّ سحابة ما على تفريغ المزيد من الأمطار الإضافية، لكنها تبقى عاجزة في حال نال منك اليأس وأردت خلق أمطار غامرة من العدم، حيث أنها تتطلب على الأقل وجود بعض الغيوم مسبقا في السماء، وحتى وإن تقدمت هذه التقنية في المستقبل وتم تطويرها، إلا أنها لن تقدم أي إضافة بالنسبة للمناطق التي تعاني من الجفاف والتي لم تشهد سحابا منذ مدة طويلة.

2. بامكاننا استقطاب البرق باستعمال الصواريخ:

استقطاب البرق باستعمال الصواريخ
استقطاب البرق باستعمال الصواريخ

تعتبر السلامة من الصواعق الرعدية والبرق أول ما نتعلمه من قواعد السلامة منذ الصغر، فما إن تسمع دوي الرعد حتى تهرع إلى أقرب سقف وتحتمي تحته، ولكن ماذا لو أردت استقطاب البرق؟ إنه لأمر سهل جدا إن كنت تملك المعدات المناسبة وأردت حقا مواجهة إحدى مظاهر غضب الطبيعة.

يستطيع العلماء ممن يرغبون بدراسة البرق جلبه إلى غاية عتبة أبوابهم عن طريق استعمال صواريخ مصصمة خصيصا، وموصولة بأسلاك تمتد حتى موقع إطلاقها من الأرض، فعندما تمر عاصفة رعدية فوق محطة المراقبة، يقوم العلماء باطلاق صواريخ نحو الغيوم لتحفيز حدوث البرق الذي يتبع الأسلاك الموصولة بالصواريخ، والتي تقوده بدورها نحو الأسفل باتجاه موقع إطلاق الصاروخ على الأرض، وهكذا: ”برق على الطلب“، فقط أضف الوقود إلى الصاروخ وستحصل عليه متى شئت.

3. بامكاننا تشكيل حرارة وغيوم حتى عندما لا نرغب في ذلك:

غيوم مدينة

تكون معظم الطرق التي نتحكم من خلالها في الطقس -أو بالأحرى نؤثر فيه- من خلال أفعال غير مباشرة -وغالبا غير متعمدة- ”أووبس، لقد قامت المحطة النووية لتوليد الطاقة بالتسبب في عاصفة ثلجية“، ليست هذه العبارة على قدر الجنون الذي تبدو عليه، فكميات البخار الصادرة من مداخن هذه المحطات بامكانها إنتاج غيوم وتيارات هوائية بكثافة كافية لتشكل الأمطار أو الثلوج.

كما أن المدن بحد ذاتها بامكانها إحداث مناخات صغيرة بدرجات حرارة أعلى نسبيا، وأمطار أكثر غزارة، أضف إلى ذلك وجود التغير المناخي والذي هو العملية التي تؤثر فيها أفعالنا المتراكمة خلال مدة طويلة على المناخ نفسه.

إلا أننا لا نستطيع القيام بالأشياء الخمسة التالية:

على الرغم من قدرتنا المحدودة في التأثير على حالة الطقس في منطقة صغيرة نسبيا، اإا أنه هناك بعض نظريات ”المؤامرة“ السخيفة التي ترى أن الحكومات والمنظمات بامكانها القيام بما هو أكثر مما سبق ذكره في مجال التحكم في الطقس، باستخدام التكنولوجيا الحالية، ومنها نذكر:

1. يشدد بعض هؤلاء على أن الآثار التي تخلفها المحركات النفاثة للطائرات في الجو لدى عبورها، هي مواد كيميائية يتم رشها لأغراض شريرة. – وهو أمر بعيد كل البعد عن الصحة طبعا.

2. هنالك نظريات تقول بأنه توجد مجموعة من الهوائيات ذات التردد العالي والطاقة العالية في عمق براري ”ألاسكا“ والتي بامكانها التحكم في جميع الكوارث الطبيعية التي تحدث على الأرض. – لا توجد.

3. هناك أيضا أشخاص يعتقدون أن رادار الطقس ”دوبلر“ يحتوي على قدر من الطاقة يجعله قادرا على خلق العواصف متى أُريدَ منه ذلك. – حتى ”Dr Evil“ لم يخطر بباله أمر كهذا!

4. كما توجد بعض النظريات الغريبة التي تنبع عن حسن نية، مثل تلك التي جاء بها أحد خبراء الطقس والذي ارتئى أن بناء سور شاهق الارتفاع يمتد على طول وسط أمريكا بامكانه تعطيل تشكل الأعاصير وإحباطها.

5. كما أنه في كل عام، يتحتم على ”مركز الأعاصير الوطني“ في أمريكا التعامل مع آلاف الأسئلة التي تصله عن ما اذا كان تفجير قنبلة نووية في قلب الاعصار قد يؤدي إلى تلاشيه.

للأسف، وعلى الرغم من كل النظريات التي تزخر بها الأفلام السينمائية حول تحكمنا التام بالطقس، والتي يكون مصدرها دائما العلم الزائف، الا أننا مازلنا عاجزين نسبيا في هذا المجال.

مقالات إعلانية