تعرف كل عروس مستقبلية على وشك أن تُزف إلى عش الزوجية أن ذلك اليوم المنشود كله يتعلق بثوب الزفاف الذي ستظهر به في يوم تعتبر نفسها فيه أميرة وملكة —على الأقل بالنسبة لمعظمهن—، وفي العديد من البلدان يُبرز ثوب زفاف العروس موروثها الثقافي، وتعكس ألوانه وتصميمه وكل تفاصيله ثقافتها، كما يُصمم خصيصا من أجل المحافظة على تقاليدها ومعتقداتها الدينية.
بالطبع لا تشتبه عروسان اثنتان في هذا العالم، كما أن التقاليد تختلف باختلاف المناطق الجغرافية، وفي مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» جمعنا لكم أعزاءنا القراء مجموعة صور تبرز ثياب وفساتين الزفاف التي تفتخر بها 31 عروساً في 31 بلداً وثقافة متنوعة من مختلف أنحاء العالم، تابعوا معنا القراءة والاستمتاع بمناظر احتفالات الزفاف:
قبل أن تغادر العروس التركية بيت والدها في يوم زفافها؛ يقوم أحد أقاربها الذكور بربط حزام أحمر اللون حول خصرها، يرمز هذا اللون في الثقافة التركية إلى الحظ، والإثارة الجنسية، والسعادة.
خلال مراسيم حفل الزفاف في (ريبنوفو) في (بلغاريا)؛ يصبغ وجه العروس باللون الأبيض ويتم تزيينها بترترة ملونة على يد قريبات زوجها المستقبلي وشقيقاته، تعود جذور هذه التقاليد إلى قرون في الماضي.
في زواج تقليدي في مقدونيا؛ تلبس العروس ثوبا مطرّزا بشكل معقد باللون الأحمر والأبيض والذهبي.
تقوم العروس السيريلانكية بدمج كل من التقاليد الغربية الحديثة والشرقية الأصولية، مازجة بين ثياب الـ(ساري) التقليدية المطرزة جدا مع الأوشحة ذات المظهر الأوروبي، وتتضمن الحلي التي ترتديها عددا فرديا من الحجارة الكريمة، ذلك أن الأعداد الزوجية تعتبر لدى الثقافة السيريلانكية نذير شؤم وجالبة للحظ السيئ.
يتضمن زي العروس الخاكية —من شعب الخاكاس وهي أقلية تعيش في روسيا من أصول تركية— قبعة صوفية وتنورة ثقيلة من أجل تدفئتها خلال درجات الحرارة ما دون الصفر، التي تميز مناخ المنطقة خاصة في أشهر الشتاء.
محافظة على التقاليد اليهودية التي تقضي بالتحفظ والتواضع والاحتشام، ترتدي العروس اليهودية المتدينة ثوبا عريضا يغطي جميع جسمها ما عدا الوجه واليدين، وتنورة شريطية طويلة تتدلى على الأرضية.
قد ترتدي العروس السورية ثوبا بأكمام طويلة أو قصيرة ومجوهرات تمنحها إياها عائلتها، بينما قد تأتي ثياب العرائس في سوريا بألوان مختلفة، فإن معظم العرائس السوريات حديثاً يفضلن ارتداء اللون الأبيض.
ترتدي العروس التقليدية في طاجيكستان ثوبا أبيضا بسيط التصميم فوق بنطال، وعلى مرّ مراحل مراسيم احتفال الزفاف التي قد تستمر لأيام كاملة، قد تغير زيّها وترتدي ثيابا أخرى مطابقة للمناسبة.
تتشكل أندونيسيا من أرخبيل يضم حوالي ثمانية آلاف جزيرة مأهولة، وتختلف تقاليد ثياب العرائس في حفلات الزفاف باختلاف المنطقة، غير أن معظم العرائس هناك يرتدين ثيابا مطرزة بشكل معقد وذات ألوان نابضة بالحياة. قبل ثلاثة أيام من انتقال العروس الأندونيسية إلى بيت زوجها، تقوم بتزيين يديها ورجليها وأظافرها برسومات تتضمن عصافيراً وأزهاراً متنوعة بواسطة الحناء.
لدى العروس الباكستانية أن تختار لأجل فستان زفافها كلاً من اللون الأحمر القاتم والزهري والبنفسجي، كما يقوم بعض الأزواج بوضع أكاليل من الزهور الجميلة على رؤوس بعضهم البعض كرمز يدل على الحب المتبادل والرضى.
ستة عشر زينة بالإضافة إلى فستان (صاري) ذا لون أحمر ”جالب للحظ“ أو ثوب (ليهينغا) أشبه بتنورة تزين العروس الهندية من رأسها إلى أخمص قدميها، ويتضمن هذا الزي الذي يطلق عليه اسم (صولاه شرينغار) الأقراط، وخلاخل وسلاسل تلبس فوق الكوع، ومسحوقا أحمراً فاقعاً يوضع على الجزء البارز من شعرها.
تميل العرائس في الصومال حديثا إلى الفساتين ذات الأسلوب الغربي الحديث والتي تدمجها مع وشاح تضعه على رأسها مثل الحجاب كرمز على تمسكها بأصولها الإسلامية. قد تقوم كذلك العروس الصومالية بتزيين شعرها ويديها بالحناء.
في (نوبيا)، ترتدي العروس ثلاثة أوشحة: واحد ملون يعتلي رأسها، وآخر شفاف يغطي وجهها، وآخر أبيض وثقيل يغطي رأسها بشكل كامل.
يمنح العريس في التبت قبل حفل الزفاف بيوم واحد عروسه فستان زفاف ومجموعة من الجواهر، التي تتضمن عمرة «غطاء للرأس»، وقطع من الفضة تجعل على ضفائرها، أو تميمة تحتوي على تمثال معدني صغير لبوذا.
يتضمن اللباس التقليدي الذي تظهر به العروس في إريتيريا تيجاناً ذات لون قرمزي قاتم وفستانا باللونين البنفسجي والذهبي. تطابق ألوان وتصميم ثياب العروس تلك لدى زوجها المستقبلي.
يعكس الزي الوطني الـ(توفي) —موطنه جمهورية (توفا)—حياة البدو الرحل التي يعيشها الناس هناك، ويجب أن تكون ثياب الزينة التي ترتديها العروس يوم زفافها سهلة اللبس بحيث تكون قادرة على ارتدائها بينما تمتطي صهوة حصانها، وتتضمن هذه ألوانا نابضة بالحياة وغنية بالتفاصيل الدقيقة.
بينما ترتدي العروس الفلسطينية فستاناً أبيضاً جميلا في يوم زفافها، يبقى لدى فستان «الحنة» خاصتها —الذي ترتديه خلال الليلة التي تسبق يوم زفافها— مكان مميز في قلبها. يبقى لون الفستان من اختيار العروس، وتقوم والدتها بعد ذلك بتطريزه يدوياً.
في أعالي الأراضي فوق (ليما) في (البيرو)، تتميز العرائس بتباين لوني باهر في فساتين تمزج بين الأحمر والأسود الفاقعين، التي يبدو حجمها كبيرا بفعل عدة طبقات من التنانير القطنية المطرزة بشكل معقد جدا.
في الأردن، ترتدي العرائس فساتيناً بيضاء اللون وحليا من الذهب والفضة، وغالبا ما يزينّ رؤوسهن بقطعة قماش حريري خضراء اللون، هذا اللون الذي يرمز هناك إلى النمو، والتناغم، والأمان.
في مالي؛ ترتدي العروس فستانا يدعى «القفطان»، والذي يطابق ألوان (داشيكي) العروس. بينما يعتبر اللون الأبيض هو الأكثر شيوعا وشعبية، فإن بعض العرائس يفضلن أحيانا ارتداء اللون البنفسجي أو الأرجواني، وهي الألوان التي تعبر عن الطبقة الملكية الإفريقية.
ظلت العرائس الكوريات على مر آلاف السنين يرتدين زيا تقليديا واحدا في حفلات زفافهن يدعى بالـ(هانبوك)، ويتضمن هذا الزي سترة ذات أكمام طويلة وتنورة عالية الخصر مصنوعة من الحرير أو القطن.
تلف العروس اليابانية نفسها في لباس (كيمونو) أبيض اللون، وتقوم بتغطية رأسها بواسطة عمرة «غطاء للرأس» مطابقة للـ(كيمونو) مصنوعة من الحرير تعرف باسم (تسونوكاكوشي)، وترمز إلى نواياها في أن تصبح زوجة مطيعة عبر إخفاء ”قرون الغيرة لديها“.
تقيم العروس المغربية عرضاً جميلا تقوم خلاله بتغيير فساتينها ثلاثة مرات، وفي استقبال أهل زوجها المستقبلي، تستبدل ثوب «القفطان» الأبيض أو الفستان الذي كانت ترتديه، بزي تقليدي يعكس ثقافة منطقة عائلتها وموروثها التقليدي.
تتميز العروس النيجيرية ببلوزتها ذات الشرائط الملونة بألوان فاتحة وفستان «القفطان» المزخرف، هذا الزي الذي يصنع غالبا من أقمشة مستوردة من الهند. تكمّل زيها هذا حبات مرجان وعمرة مزخرفة.
في الشيشان، تلتزم العرائس بارتداء ثياب تعكس الاحتشام والتواضع، حيث يرتدين فساتيناً بيضاء اللون تغطي أجسامهن كلها من الرأس إلى أخمص القدمين، كما تزين أزرار معدنية صدر زيها ذلك، بالإضافة إلى حزام فضي تربطه حول خصرها، والذي ترثه العروس غالبا عن أمّها.
قد يعود الرقم القياسي لأكثر تغييرات على مستوى فساتين الزفاف إلى العروس العراقية، حيث يكون كل واحد من الفساتين السبعة التي تظهر بها يوم زفافها بلون مختلف عن الآخر وبلون من ألوان الطيف، يرمز اللون الأحمر فيها إلى الحب والرومنسية.
اللون الشائع بالنسبة لفساتين الزفاف عند العرائس الإيطاليات هو الأزرق عادة، لكنه أحيانا يستبدل بفستان أخضر، حيث يعتقد هناك أن هذا اللون يجلب الحظ الجيد والخصوبة.
بشكل مثير، لم تكن العرائس الأمريكيات يرتدين فساتين الزفاف بيضاء اللون دائما. على الرغم من أن النساء في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر كنّ يرتدين خلال حفلات زفافهن كل ما كنّ يعتبرنه على أنه أفضل ثوب لديهن، فإنهن كن يتجنبن اللون الأبيض لأنه كان صعب التنظيف يدويا ومنه كان حكرا على الأغنياء فقط.
كانت أول من كسرت هذا التقليد هي الملكة (فيكتوريا) خلال حفل زفافها في سنة 1840 عندما ارتدت فستاناً حريريا فضفاضا أبيض اللون، وقد أثنت مجلات النساء آنذاك على بساطة و”نقاء“ هذا المظهر.
اليوم يعتبر اللون الأبيض لوناً شائعا بين معظم العرائس من مختلف أنحاء العالم.