يشعر كل العالم اليوم – ما عدا ترامب – بخطر تغيّر المناخ والاحتباس الحراري. فلم يعد هذا الأخير مفهوما علمياً مجرداً، بل صار واضحاً من رؤية المنازل التي تحترق كليّاً عن طريق الحرائق المدمرة وكذلك غرق المناطق الساحلية بالمياه، بالإضافة إلى العواصف البحرية التي تعصف بالمدن الكبرى.
إضافةً إلى ما سبق، سيكون هناك لاجئون بيئيون أيضا بسبب تغيّر المناخ، وهم الذين فرّو بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر ومن الأعاصير القويّة وموجات الحرّ الشديدة ونقص الغذاء والماء، وأيضاً من مناطق النزاع الناجمة عن المناخ. يبلغ عددهم اليوم بالآلاف، ولكن وفقاً لدراسةٍ جديدةٍ لـLand New Policy فإن عددهم سيرتفع إلى أكثر من ملياري لاجئ مع نهاية القرن.
في ذلك الوقت، سيكون تعداد السّكان في الكوكب حوالي 11 مليار شخص، مما يعني أن خمس تعداد سكان العالم سيكون من اللاجئين بسبب تغيّر المناخ.
حالياً، يفّر أغلبية اللاجئين بسبب المناخ من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وجزر المحيط الهادي التي تغرق تحت الأمواج. ولكن بعد نصف قرن، سينزح الملايين من السواحل الضيقة للعديد من البلدان بمن فيهم البلدان المكتظّة بالسّكان كالهند والصين وإندونيسيا واليابان، وبالتأكيد الولايات المتحدّة الأمريكية والتي يفكّر رئيسها بالانسحاب من ”اتفاق باريس للمناخ“.
من دون أي شك، فإن سكّان ولايات ميامي وسان فرانسيسكو سيتركون هذه المناطق بسبب تعدي المد والجزر.
بحلول العالم 2100، سيصبح نزوح آلاف المهاجرين من المناطق الساحلية إلى المناطق والمدن الجبلية أمراً شائعاَ. وذلك سيشكل ضائقةً اقتصاديةً للمدن الكبرى بسبب التدفق الكبير للنازحين، حيث ستكتظ هذه المدن بينما ستختفي البلدان المهَاجرُ منها.
وضًح فريق الدراسة من جامعة Cornell University أن القضية لا تتعلق فقط بانتقال السّكان إلى مدنٍ جديدةٍ، فحتّى إن لم يكن هناك انحلالٌ للتربة وتواجد تربةٍ صقيعيةٍ و المناقصات التجارية على بناء المدن والطرقات ومكّبات النفايات فستظهر أيضاً عوائقٌ جغرافية سياسية متعلقة بالانتقال بين البلدان.
فبالإضافة إلى حقيقة أن هذه المشاكل الجغرافية السياسية ستعزز من رغبة مالكي الأراضي في التحكم في من سيسمح له بالدخول إلى أراضيهم، أوضح فريق الدراسة أن الحروب المستمرة والصراعات الإقليمية عوائقٌ بارزة تمنع المهاجرين من المرور إلى بلدان أخرى.
رقم 2 مليار هو أسوء سيناريو متوقع وذلك ما يفترض أن إجراءات حماية المناخ مثل اتفاقية باريس ستفشل وأن مصادر الطاقة التي تستهلك قليلا من الكربون كالرّياح والطاقة الشّمسية والطاقة النوويّة لن تستبدل الوقود الأحفوري.
بالرغم من أن الباحثين ليسوا متشائمين كلياً حول المستقبل، ولكنّهم يقترحون أنه يجب أخذ تدابير استباقية لأن تواجد لاجئي المناخ الساحلي ستكون نتيجةً حتميةً في ذلك الوقت.
ويختتم الباحثون في الدراسة بالقول أنه مهما كانت صحة التقديرات، فإن حماية الكوكب (أو بالأحرى حماية الجنس البشري) تتطلب جهوداً حثيثةً غير مسبوقة والإلتزام، وكذلك التعاون.