in

16 مقلباً من أعظم المقالب في القرن العشرين

أعظم المقالب التي نفذت في القرن العشرين

عمد المشاكسون على مر الزمن إلى تطوير طرائقهم في الضحك على الآخرين، وجعلوا من حيلهم أكبر وأفضل مع مرور الزمن، وبينما تقدمت التكنولوجيا وتطورت أصبح الناس أكثر جرأة وإبداعاً، فأصبح من الصعب اكتشاف المقالب، وأصبحت تخدع المزيد والمزيد من الناس.

هل تعتقد أن تلك المرة عندما ملأت غرفة صديقك بمئات الأكواب البلاستيكية المليئة بالماء كانت مثيرة للإعجاب؟ حسناً إذن، هذه المقالب المهولة التي تصدرت العناوين الرئيسية حول العالم ستجعلك تعيد التفكير في قوة وغرابة مقالبك، ابتداء من حصاد محاصيل السباغيتي التي تنمو على الأشجار، مروراً بالصحون الطائرة، وصولا إلى جبل جليدي في مياه سيدني في أستراليا.

جمعنا لكم في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» أفضل المقالب التي نفذت في القرن العشرين:

1. قطف محصول السباغيتي:

قطف محصول السباغيتي
قطف محصول السباغيتي.

كان ذلك يوم الفاتح من أبريل سنة 1957 حينما قرر البرنامج الإخباري البريطاني (بانوراما) أن الوقت قد حان لتنفيذ مقلب على العالم كله، أذاع البرنامج مقطع فيديو مدته ثلاثة دقائق تحدث فيه أكثر مذيعي البرنامج شهرة واحتراما (ريتشارد ديمبلبي) عن حصاد السباغيتي الناجح الذي جرى في سويسرا.

أعلن في ذات البرنامج أن غياب السوس والشتاء الدافئ جعل السباغيتي ينمو مثلما لم تعهده سويسرا من قبل، وتضمن التقرير كذلك شريط فيديو لأشخاص يقطفون عيدان السباغيتي من الأشجار ويضعونها في سلال. نجح المقلب واتصل المئات بقناة الـBBC يسألون عن المكان الذي يمكنهم منه اقتناء شجرة سباغيتي.

كان وراء فكرة هذا المقلب (تشارلز دي جاغر) الذي كان مصوراً كاميرا يعمل في برنامج (بانوراما). كان (دي جاغر) مشهورا بكونه يحب إلقاء الدعابات وتنفيذ المقالب، لذا لا يسعنا أن نتفاجأ عن كونه صاحب أول فكرة في استغلال التلفزيون من أجل تنفيذ حيلة عملية. في تلك الأثناء، أُرسل (دي جاغر) من طرف البرنامج للتصوير في (سويسرا)، وهناك خطرت بباله الفكرة، فطرحها على فريق العمل الذي وافق عليها ومنحه مبلغ 100 جنيه استرليني للعمل عليها.

خلال رحلته إلى سويسرا في شهر مارس، اشترى (دي جاغر) حوالي 10 كيلوغرامات من السباغيتي غير المطهو، وارتأى بأن أفضل طريقة لجعل عيدانه تتدلى من أغصان الأشجار كانت عبر تركها غير مطهوة ثم ضغطها بين أقمشة مبللة حتى أصبحت جاهزة للتصوير.

ثم قام بالاستعانة بخدمات بعض الفتيات السويسريات مرتديات زيا وطنيا سويسريا يتظاهرن بكونهن يقطفن السباغيتي من الأشجار، ثم وضعه داخل سلال، وبعدها تعريضه للشمس حتى يجف. تم إرسال كل ذلك إلى لندن حيث تم العمل عليه ثم عُرض في البرنامج الإخباري الأكثر شهرة في بريطانيا كلها.

أدلت قناة الـBBC تصريحا حول حقيقة ذلك المقلب في تلك الأمسية لكن الاتصالات التي تطلب أشجار السباغيتي ظلت تتهافت عليها. في نهاية المطاف، قال المسؤولون في القناة الذي طفح بهم الكيل: ”ضع بعض السباغيتي في علبة صلصة الطماطم ثم تمنَّ أن يحدث الأفضل“.

2. أعلنت قناة الـ(بي بي سي) أن ساعة (بيغ بين) ستصبح رقمية:

ساعة بيغ بين ستصبح رقمية

في عام 1980 أعلنت شبكة البي بي سي أن ساعة بيغ بين ستحصل على شاشة رقمية. ليس هذا وحسب، بل أيضاً سيتم منح عقارب هذه الساعة الشهيرة لأول أربعة متصلين. بينما كان رد فعل معظم الناس الدهشة والغضب، قام بحار ياباني بالاتصال بالمحطة على أمل الحصول على جائزته.

3. جبل جليدي يظهر في ميناء سيدني:

الجبل الجليدي في ميناء (سيدني)

اشتهر (ديك سميث) في مدينة (سيدني) كلها في سبعينات القرن الماضي بأنه ليس مليونيرا ورجل أعمال ناجح فحسب، بل شخصاً يهوى المغامرات. راودته فكرة مجنونة قلة قلائل من الناس من اعتقدوا أنه قادر على تنفيذها، قال فيها بأنه كان يخطط لسحب جبل جليدي من القارة القطبية الجنوبية وصولا إلى ميناء (سيدني)، وقال عن مخططه ذلك بأنه فكرة عمل لامعة.

كان ليجعل ذلك الجبل الجليدي بالقرب من دار الأوبيرا في (سيدني) ثم كان ليستخرج منه مكعبات جليد صغيرة ويبيعها مقابل سعر رخيص جدا لا يتعدى عشرة سنتات للمكعب، وادعى بأن هذه المكعبات التي عبرت البحار من القارة القطبية الجنوبية ستجعل مذاق ونكهة كل مشروب تُجعل فيه أفضل وأحلى.

اعتقد البعض حقا أن (ديك سميث) كان قادرا على القيام بمخططه هذا وتنفيذه، بينما كان البعض الآخر تسوده الشكوك. غير أنه في الفاتح من أبريل سنة 1978، استفاق سكان مدينة (سيدني) على جبل جليدي ضخم يطفو في مياه ميناء المدينة. بدأ السكان المحليون يتصلون هاتفيا بمحطات المذياع والجرائد، كانوا يرغبون في معرفة حقيقة ما كانوا يشاهدونه في مياه مدينتهم. أطلق ركاب العبّارات المنطلقة من الميناء اسم (ديكنبرغ) على الجبل الجليدي نسبة إلى (ديك).

مُنحت القوارب التي مرت قريبة بما فيه الكفاية من الجبل الجليدي مكعبات ثلج مجانية، وكان الجميع ينتظر بفارغ الصبر وصول الجبل الجليدي إلى الميناء… إلى أن بدأت الأمطار تتهاطل، والتي كشفت عن الحقيقة وجعلت من الواضح أن الجبل الجليدي لم يكن أكثر من مجرد ألواح بلاستيكية مغطاة برغوة إطفاء الحرائق وهلام الحلاقة.

كان المقلب كله مبنيا على فكرة (ديك سميث) في جلب جبل جليدي من القارة القطبية إلى أستراليا، وعندما أدرك أن المهمة كانت مستحيلة، اقترح عليه واحد من رجال طاقمه تزييف الجبل الجليدي لتنفيذ مقلب في يوم كذبة أبريل، وكان ذلك ما فعلوه بالضبط.

خلال الساعات التي سبقت الفاتح من أبريل، عمل (ديك سميث) وفريقه من أجل تحويل كتلة بسيطة إلى جبل جليدي يطفو فوق الماء. كلفته الحيلة برمتها مبلغ 1450 دولاراً، وهو ما اعترف به (ديك سميث) على أنه مبلغ رخيص جدا مقارنة بالشهرة الإعلامية التي نالها من ورائه.

4. سلسلة مطاعم (تاكوبيل) تشتري «جرس الحرية»:

جرس الحرية
جرس الحرية. صورة: iStock

«جرس الحرية» هو جرس في مدينة (فيلادلفيا) في الولايات المتحدة، وهو رمز للثورة الأمريكية، قرع من أجل الإستماع إلى قراءة لإعلان استقلال الولايات المتحدة سنة 1776، والذي أصبح موقعا تاريخيا.

في عام 1966، حاولت سلسلة مطاعم (تاكوبيل) دفع الرعاية التجارية لمستوى آخر تماماً عن طريق شراء تلك القطعة الأثرية، ففي الأول من إبريل قامت سلسلة المطاعم بحملة إعلانية في ستِّ من أكبر الصحف منها: (نيويورك تايمز)، و(واشنطن بوست)، و(فيلادلفيا انكوايرر)، وأعلنت فيها الآتي: ”كمحاولة للمساعدة في سد الدين الوطني قد قامت (تاكوبيل) بشراء جرس الحرية“.

وفقاً للبيان الوهمي سيبقى الجرس متاحاً للعامة ولكن سيٌقتسم وقته بين (فيلاديلفيا) ومقر (تاكوبيل) الرئيسي في (كاليفورنيا).

لاحقاً، تلقت إدارة المتنزهات الوطنية ومقر (تاكوبيل) الكثير من المكالمات القلقة، مما دفع (تاكوبيل) لعقد مؤتمر صحفي تكشف فيه الخدعة وتتعهد بالتبرع بـ50,000 دولار لصيانة هذا الجرس الأثري.

5. طلاب جامعة (ويسكونسن) ينقلون تمثال الحرية إلى بحيرة (مندوتا):

بحيرة ”مندوتا“
صورة: Ravi Kochhar

قام طالبان من جامعة (ويسكونسن)، وهما (ليون فارجين) و(جيم مالون)، بتقديم وعد جريء خلال حملتهما للفوز بانتخابات اتحاد الطلبة عام 1978، حيث تعهدا بأنهما سيقومان بجلب تمثال الحرية إلى بحيرة (مندوتا) الواقعة في (ويسكونسن). فاز الاثنان بالانتخابات وفي فبراير عام 1979 بدآ بتحقيق وعدهما.

كلف الأمر (فارجين) و(مالون) ثلاثة أيام و4000 دولار من رسوم الطلاب لتجميع سيدة الحرية الخاصة بهما من الخشب الرقيق، وشبك التسوير، والورق المعجن، وقماش الشاش على البحيرة المتجمدة.

لم يكن ذلك أول مقلب يقوم به (فارجين) على الرغم من كونه المقلب الذي استغرقه الوقت الأطول، ففي عام 1977 قدم عريضة لتغيير اسم الجامعة إلى «جامعة نيوجيرسي» –مسقط رأس (فارجين)– لذلك ”سيصبح من الممكن للطلاب الذهاب إلى إحدى جامعات الساحل الشرقي العريقة بدون أن يضطروا للانتقال إلى هناك“.

استمر (مالون) من ناحية أخرى، وقام بتأليف البرنامج الكوميدي المعروف Mystery Science Theater 3000.

6. الصحون الطائرة في سماء لندن:

الصحون الطائرة في سماء لندن

قبل بزوغ ضوء الفجر في يوم الفاتح من أبريل 1989، كانت شرطة لندن تردها مئات الاتصالات الهاتفية من مواطنين مذعورين يبلغون عن رؤيتهم لصحن طائر في السماء. كان هذا الصحن الطائر الضخم مع أضواء كاشفة قوية يطير فوق الطريق M25 فراح السائقون يركنون مركباتهم على الشريط الاستعجالي ويهرعون إلى الهواتف الأرضية المثبتة على طول الطريق من أجل الاتصال وإبلاغ الشرطة بما كانوا يشاهدونه. تم إخطار الشرطة والجيش الذين بقوا في حالة تأهب قصوى، ثم بدأ هذا الصحن الطائر الغريب يقترب من الأرض ليحط في (سوري فيلد).

عندما هبط الصحن الطائر، كان في انتظاره عدة رجال شرطة اقتربوا منه بحذر وخوف شديدين، وتحت ضوء الفجر الخافت كان مازال من الصعب الرؤية بوضوح عندما خرج مخلوق صغير الحجم مع معالم غريبة ذات لون أخضر لامع من المركبة، لم يكن رجال الشرطة يدرون حتى ما يفكروا فيه، وبقوا واقفين يشدهم الذهول، وهنا التف المخلوق الأخضر إلى الخلف وراح يركض في الاتجاه المعاكس.

عندما اقتربت الشرطة من المركبة، بدأت الحيلة تتلاشى، حيث اتضح أن الصحن الطائر لم يكن سوى بالون ضخم مجهز بأضواء كاشفة قوية وجُعل شكله ليبدو مثل سفينة فضائية.

عند طلوع الشمس، كشف السير (ريتشارد برونسون) عن نفسه لرجال الشرطة الذين لم يكونوا يستمتعون باللحظة، حيث أنهم لم يضيعوا وقتهم فحسب، بل أن بعضهم قال بأنه شعر بخوف شديد بينما كان يقترب من المركبة، في نهاية المطاف، رحب الجميع بالدعابة.

أراد السير (ريتشارد برونسون)، مؤسس شركة (فيرجين)، أن ينفذ هذا المقلب وأن يهبط بـ”السفينة الفضائية“ المزعومة في وسط منتزه (هايدي)، وأطلق على مخططه هذا اسم (مشروع ويدجوود)، وكان كل شيء يسير وفق الخطة إلى أن طار بصحنه الطائر محلقا في الهواء، فجعلت الرياح البالون يغير اتجاهه وأجبرته على الهبوط على (سوري فيلد) بدلا من وجهته الأصلية. نجح المقلب كثيرا لدرجة أن السير (ريتشارد برونسون) قرر أن يستمر في تنفيذ المقالب كل سنة.

7. طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يبنون لعبة تتريس عملاقة:

ابتكر طلاب معهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا عام 1993 فكرة تحويل المبنى الأخضر في الحرم الجامعي والذي يرتفع 90 مترا إلى لعبة (تتريس) عملاقة يمكن اللعب عليها، وفي عام 2012 قاموا بتحقيق ذلك أخيراً.

استغرق الأمر الهاكرز أربع سنوات من التخطيط وشهرين من العمل المتواصل بلا نوم من أجل بناء ما أسمته مجلة المعهد The Tech بـ”كأس الاختراق الإلكتروني -الهاك- المقدس.“ من خلال نظام معقد من أضواء الـLED التي يمكن التحكم بها لاسلكياً قام المهندسون الموهوبون بتحويل 153 من نوافذ المبنى إلى قطع ملونة متحركة يتحكم بها لاعبون من على منصة.

8. فائض النبيذ في النرويج:

نرويجيون يصطفون أمام محل بيع الكحول حاملين دلاء وقصاع
نرويجيون يصطفون أمام محل بيع الكحول حاملين دلاء وقصاع.

لربما كان أقسى مقلب في هذه اللائحة مصدره النرويج، حيث تم خداع عشاق النبيذ وحملهم على الاعتقاد بأنهم كانوا على وشك الحصول على الكثير من النبيذ مقابل أسعار قريبة من المجان. في الفاتح من أبريل سنة 1950، وضعت أكبر صحيفة في النرويج وهي (ذا آفينبوستن)، إعلانا على صفحتها الأولى، الذي يفيد بأن (فينموبوليت) —المحلات الوحيدة المرخص لها ببيع الكحول في النرويج— قد تلقت لتوها شحنة كبيرة من النبيذ قادمة من فرنسا.

كانت هنالك مشكلة واحدة بسيطة بخصوص تلك الشحنة، وهي أن النبيذ كان قد جاء في براميل وأن مخزون المتاجر من الزجاجات الفارغة لتعبئة النبيذ قد نفذ، لذا من أجل التخلص من فائض النبيذ الذي لم يكن هناك ما يكفي من الزجاجات لتعبئته، عرضت المتاجر السابقة بيع النبيذ بتخفيض 75 في المائة من سعره غير خاضع للضرائب شرط أن يجلب الشاري بصحبته ما يعبئ بداخله النبيذ الذي سيشتريه. كانت تلك صفقة مغرية جدا ليضيّعها عشاق النبيذ النرويجيون.

فتحت المتاجر بيع الكحول أبوابها على الزبائن على تمام الساعة العاشرة، وبحلول ذلك الوقت كان الناس قد اصطفوا في طوابير طويلة أمامها حاملين معهم كل أنواع الحاويات من دلاء وقصاع من أجل ملئها بالنبيذ الفرنسي الذي سيحصلون عليه مقابل أسعار جد مغرية. كان بعض هؤلاء قد قرأ حول صفقة البيع هذه في الجرائد وهو في طريقه إلى العمل فتوقف وتوجه إلى أقرب متاجر الأواني حيث اقتنى الدلاء ثم اتجه نحو متاجر الكحول من أجل الحصول على النبيذ.

للأسف خابت آمالهم جميعا عندما اكتشفوا بأنه لم يكن هناك أي اتفاق أو صفقة أو بيع من هذا النوع، وبدلا من شوارع تجري بالنبيذ، امتلأت شوارع المدن النرويجية بمختلف أنواع الدلاء والقصاع والحاويات التي تركها أصحابها مرمية هناك عندما لم يعودوا في حاجة إليها.

من بين الأسباب التي جعلت الناس يصدقون هذه الحيلة هو أن البلد كان بالفعل يعاني من نقص كبير في الزجاجات الفارغة بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها، غير أن تلك الصفقة التي وُعدوا بها كانت أفضل من أن تكون حقيقية ببساطة.

9. خدعة مباراة (غريت روز):

Caltech

خلال مباراة كرة القدم (غريت روز) عام 1961 قام طلاب معهد (كاليفورنيا) للتقنية بتنسيق مفاجأة للاعبي جامعة (واشنطون)، فخلال عرض البطاقات في منتصف الوقت بين الشوطين حيث يقوم الجمهور في المنصات برفع لافتات لتهجئة رسائل تشجيع لفريقهم، قامت مجموعة من طلاب معهد (كاليفورنيا) باقتحام السكن الذي يأوي مشجعي فريق (واشنطون) وتغيير كل واحدة من آلاف البطاقات التي تحتوي على التعليمات اللازمة.

لاحقاً تم تنفيذ المقلب من غير أي عقبة تذكر حيث قام مشجعو فريق (واشنطون) بقلب لافتاتهم وتهجئة ”Caltech“ أي اختصار اسم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وتصدر المقلب الأخبار الوطنية.

أما عن أفضل جزء من المقلب فقد كان أنه منذ البداية ليس لدى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فريق كرة قدم، فقد كان فريق (واشنطون) يلعب ضد فريق جامعة (مينيسوتا) في تلك المباراة.

10. اكتشاف جثة وحش بحيرة (لوخ نس):

جثة وحش بحيرة لوخ نس المزعوم

في صباح الـ31 من شهر مارس سنة 1972، كان فريق من العلماء من حديقة حيوانات (فلامينغو) في (يوركشاير) يتناولون وجبة الفطور في فندق (فوايي هاوس). كان هذا الفندق على ضفاف بحيرة (لوخ نس) وكان الباحثون هناك من أجل محاولة التحقيق في قضية وجود وحش يعيش في مياهها، وهناك تقرب منهم مدير الفندق وأخبرهم بأنه قد ورده اتصال من أحدهم يفيد بأن شخصا أفاد عن كونه رأى جسما كبيرا وغريبا يطفو في المياه بالقرب من الفندق.

سارع العلماء إلى البحيرة، فرأوا الجسم الذي كان يطفو فوق الماء فقفزوا إلى أحد القوارب واقتربوا منه من أجل التحقيق في ماهيته، بعد عشرين دقيقة عادوا إلى الضفاف مع جثة وحش (لوخ نس).

انتشرت الأخبار بسرعة في مختلف أنحاء العالم التي تفيد بأنه قد عُثر على جثة الوحش، وعندما رأى القيّم الأول عن حديقة الحيوان تلك الجثة، أدرك أنها لم تكن جثة أي وحش كان، وصرح بأن الجثة كانت تعود لفقمة بحار. كانت الجثة غريبة الشكل نوعا ما مما ترك مجالا للشكوك، كما بدت وكأنها كانت مجمدة لبعض الوقت.

في اليوم الموالي، تقدم (جون شيلدز) واعترف بأنه كان الشخص المسؤول عن وضع جثة الفقمة في بحيرة (لوخ نس). لقد كان (جون شيلدز) المسؤول عن التعليم في حديقة (فلامينغو بارك) للحيوانات واعتقد أن جثة الفقمة الميتة ستكون طريقة رائعة لتنفيذ مقلب على زملائه الذين كانوا قادمين للتحقيق في بحيرة (لوخ نس) والوحش المزعوم الذي كان يعيش في مياهها.

قال كذلك بأنه عثر على الفقمة خلال بعثة علمية له إلى جزر (فالكلاند). ماتت الفقمة بعد أن أُحضرت إلى المملكة المتحدة لذا قرر استخدام جثتها لتنفيذ مقلبه السابق، غير أن جثة الفقمة لم تكن كافية لوحدها، لذا قام بحلاقة شواربها، وجعل داخل فمها بعض الحجارة لتنتفخ وجنتاها وأبقى عليها في الجليد لمدة أسبوع تقريباً.

سهر على أن يكون زمن اكتشافها هو يوم كذبة أبريل، غير أن الأمور خرجت عن السيطرة عندما حاول زملاؤه اصطحاب الجثة إلى لندن وتناقلت وسائل الإعلام القصة.

11. مقلب ترشح (ريتشارد نيكسون) في سنة 1992:

ريتشارد نيكسون

لطالما صاحبت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة نوع من الدراما أو الجدلية المتناقضة، غير أن قلة منها صاحبتها لحظات هزلية مضحكة مثل تلك المرة التي أُعلن فيها عن ترشح (نيكسون) لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية لسنة 1992. في الفاتح من أبريل —كالعادة— من سنة 1992، أذاع البرنامج الإذاعي المعنون ”تحدث إلى الأمة“ خطابا للرئيس الأمريكي السابق (ريتشارد نيكسون) وهو يعلن عن ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية مع شعار: ”لم أرتكب أي خطأ، وأنا لن أقترف أي خطأ مجدداً“.

تضمن البرنامج حتى مناقشة مع (لورنس ترايب)، بروفيسور في جامعة هارفرد، و(هاورد فاينمان)، مراسل لشبكة (نيوزويك)، حول دخول (نيكسون) لسباق الرئاسيات، كما أذاع البرنامج في نفس الوقت مقطعاً صوتيا من السكرتير الصحفي للبيت الأبيض (توري كلارك) وهو يقول بأن هذا الإعلان ما هو إلا محاولة لخطف الأضواء عن مبادرة السياسة الخارجية خاصتهم.

كان ذلك المقطع الصوتي من فترة ترشح (نيكسون) الحقيقية في المرة الأولى، غير أن الحيلة انطلت على الكثيرين، لقد كان المقلب جيدا لدرجة أن الكثير من الناس تعرضوا للخداع، فاتصل الكثيرون منهم بالبرنامج للإدلاء بآرائهم حول وجود (نيكسون) كمترشح للرئاسيات الأمريكية، والكثير منهم كان يرى في ذلك فكرة سيئة.

في النهاية، وعندما أعلن مضيف البرنامج (جون هوكنبيري) أن الأمر كان مقلباً، وأن الشخص الذي سجل المقطع الصوتي لـ(نيكسون) وهو يعلن ترشحه كان الكوميدي (ريتش ليتل)، الذي يلقب بالرجل ذو الألف صوت لأنه مقلد أصوات بارع جدا، والذي تمكن من إقناع آلاف الناس أن واحداً من أسوأ الرؤساء الأمريكيين سمعة كان يحاول الترشح لولاية ثانية لدخول الكتب البيضاوي.

12. التلفزيون السويدي الملوّن في سنة 1962:

تلفاز الأبيض والأسود

أظهرت السويد في سنة 1962 أنها هي أيضا كانت على مستوى التحدي فيما يتعلق بالمقالب التلفزيونية، فجاءت بمقلب جعل الرجال يصطفون في طوابير طويلة من أجل اشتراء النايلون لجعل شاشات تلفازهم ملونة. في الفاتح من أبريل سنة 1962، كانت قناة (سفيرغيس تيليفيجن) Svergies Television القناة الوحيدة المتوفرة في السويد، وكانت تبث باللونين الأسود والأبيض فقط مما مثل خيبة أمل كبيرة للكثيرين من مشاهديها.

غير أن الخبير التقني في القناة وهو (كجيل ستينسون) كان يملك حلا لهذه المشكلة، حلا سهلا ورخيصاً. ظهر (كجيل ستينسون) في بث تلفزيوني وهو جالس أمام شاشة التلفزيون، وهو يقول بأن ما هو بصدد القيام به كان تقنيا جدا وأنه يجب القيام به مع ”طبيعة الضوء المتوهجة“، وكذا مع ظاهرة ”التداخل ثنائي الشقوق“.

وقال بأن كل ذلك الكلام التقني لم يكن مهما، وأن ما كان مهما حقا هو أن الباحثين اكتشفوا مؤخراً أن شاشة من الشباك الرفيع الموضوعة على شاشة تلفاز باللونين الأبيض والأسود ستجعل الصورة على التلفاز ملونة، وقال بأن الأمر على علاقة بانحناء الضوء وأن المرء لم يكن في حاجة إلى كل تلك المواد المكلفة التي كان الباحثون يستخدمونها، بل أن كل ما يحتاجه هنا هو زوج من الجوارب الطويلة المصنوعة من النايلون، ثم تمزيقها بحيث يصبح من الممكن لف شاشة التلفاز بها، وهنا يحدث العجب! تتحول الصورة من بيضاء وسوداء إلى ملونة.

كما قال بأنك يجب أن تكون جالسا على المسافة المثالية أمام شاشة التلفزيون وأنك قد يتعين عليك أن تميل برأسك بين الجانبين حتى توقد الطيف اللوني وتحفزه.

نجحت الخدعة نجاحا كبيراً لدرجة أن الآلاف اصطفوا أمام المحلات التجارية من أجل اشتراء النايلون. مازال الناس حتى يومنا هذا يتحدثون عن ذكريات آبائهم يسارعون إلى المحلات التجارية من أجل اشتراء النايلون حتى يلفوا به شاشات تلفازهم ليجعلوها ملونة.

لسوء الحظ، كان اعلى السويديين الانتظار حتى سنة 1966 ليشاهدوا أول محاولة لتلفزيون (سفيرغيس) للبث الملوّن.

13. أحد رؤوس تماثيل جزيرة (إيستر) المشهورة يظهر في شواطئ هولندا:

أحد رؤوس تماثيل جزيرة (إيستر) المشهورة يظهر في شواطئ هولندا

في التاسع والعشرين من مارس 1962، لفظت أمواج البحر شيئا غريبا على شاطئ مدينة (زاندفورت) في هولندا. أخبر المواطن (إيدو فان تيتيرود) السلطات بأنه بينما كان يتمشى على طول الشاطئ اكتشف ما بدا له أحد رؤوس تماثيل جزيرة (إيستر). افترض كل من رأى التمثال أنه قد قطع كل تلك المسافة من جنوب المحيط الهادئ إلى شواطئ هولندا بفعل تيارات المحيط القوية، فانتشرت أخبار الاكتشاف بسرعة البرق بينما تهافت الخبراء من هولندا ومن مختلف أنحاء العالم لإلقاء نظرة على هذه التحفة المكتشفة حديثا.

أمعن أحد الخبراء النرويجيين النظر في التمثال وفحصه بتدقيق شديد وأكد على أنه أصلي وأن مصدره جزيرة (إيستر). تهافت سكان البلدة والتفوا حول كنزهم المكتشف حديثا ووضعوه في مركز المدينة من أجل العرض. سافر آلالف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم إلى هولندا من أجل إلقاء نظرة عن كثب على هذه التحفة، ولم يشتبه ولا شخص واحد في أنه غير حقيقي. بقي الأمر على هذه الحال إلى أن أجرى (إيدو فان تيتيرود) لقاء صحفيا تحدث فيه حول اكتشافه للتمثال.

في الفاتح من أبريل، وخلال حوار تلفزيوني معه، اعترف (إيدو) بأنه قام في الواقع بنحت التمثال بنفسه ووضعه على الشاطئ. قال بأنه استوحى ذلك من بحث أجراه (ثور هيرداهل) وأنه أراد أن ينشئ تحفته الفنية الخاصة به.

خلال السنة الموالية، ومن أجل تشجيع أعمال من هذا النوع في هولندا، قام (إيدو) بإنشاء «جمعية الفاتح من أبريل الوطنية»، في كل سنة كانت هذه الجمعية تقدم جوائز تتمثل في نسخ برونزية عن التمثال الشهير لكل من يثبت كونه نفذ أفضل مقلب في تلك السنة. استمر نشاط الجمعية إلى غاية وفاة (إيدو) في سنة 1996.

بقي التمثال الأصلي معروضا في الباحة الأمامية لمنزل (إيدو فان تيتيردو)، كما يمكن مشاهدة نسخة عنه أكبر حجما في الشاطئ.

14. ثوران بركان جبل (إيدجكرومب):

بركان جبل (إيدجكرومب)

كان ذلك مجرد يوم هادئ آخر بالنسبة لسكان بلدة (سيتكا) الصغيرة في ألاسكا. كان سكان هذه المدينة الصغيرة يعيشون على منظر بركان كبير خامد منذ زمن طويل، لم ينشط منذ قرون. ولم يكن أي أحد تقريبا يظن بأنه قد يثور في يوم ما لذا كانوا يستمتعون بحياتهم الهادئة هناك وبإطلالته الجميلة عليهم وحسب. استمر ذلك حتى صباح يوم الفاتح من أبريل سنة 1974، حينما استفاق سكان البلدة من نومهم في ذلك الصباح على إثر دخان يرتفع من قمة الجبل.

غادر الناس منازلهم واحتشدوا في الشوارع لإلقاء نظرة على الجبل وهم في حيرة من أمرهم، لقد كانوا يخشون أن ذلك الدخان المنبعث من قمة البركان ما هو إلا علامة على أنه بصدد الثوران وأن بلدتهم كانت في خطر محدق.

تكالبت الاتصالات الهاتفية على مراكز الشرطة وحرس السواحل من طرف مواطنين مذعورين من أجل الحصول على أجوبة عما كان يحصل هناك في قمة الجبل، فأرسل حرس السواحل طائرة مروحية إلى هناك للتحقيق في الأمر وعندما وصلوا فوق الفوهة، لم يسع الطيار القيام بأي شيء عدا الضحك لمدة طويلة: كان هناك في وسط الفوهة كومة من الإطارات المحترقة بجانبها الكلمات التالية: ”كذبة أبريل“ بأحرف ضخمة يبلغ طولها خمسة أمتار باللون الأسود.

تم تنفيذ هذا المقلب من طرف (أوليفر بيكار) الذي كان يخطط على مدى ثلاثة سنوات من أجل تنفيذ مقلب من هذا الحجم في يوم ”كذبة أبريل“، فاستعان بطائرة مروحية من أجل إيصاله إلى قمة الفوهة، وهناك وضع 70 إطار سيارة، ثم طار لاحقا إلى الفوهة مع بعض أصدقائه وأخذ معه قنابل دخانية، وعدة ليترات من وقود الطائرات، وبعض الخراق البالية وبعض الطلاء، ثم أضرم النار في الإطارات وعاد أدراجه.

قام حتى بالتواطؤ مع مراقبي إدارة الطيران الفدرالية والشرطة المحلية وأطلعهم على خطته تلك، غير أنه نسي إبلاغ حرس السواحل بالخطة.

15. ولاية (ألاباما) الأمريكية تغير قيمة العدد الثابت (باي) Pi:

باي

غير مجلس ولاية (ألاباما) التشريعي الرياضيات والعلوم والعالم كما نعرفهم للأبد عام 1998، عندما أعلن أن الثابت الرياضي (باي) ستصبح قيمته الآن 3.0 بدلاً من القيمة المعتادة 3.14159، أو كما تم ادعاؤه في إصدار إبريل من صحيفة New Mexicans for Science and Reason.

تجادل الخبراء فيما بينهم حيث كان فريق منهم مع تغييرات ألاباما الجذرية والفريق الآخر ضدها، والتي تم تبريرها بأن 3.0 قيمة مقدسة وفقاً للإنجيل. انتشرت القصة بسرعة لكن لا أحد علم حقيقة الخدعة حتى أصبح مجلس ألاباما يتلقى مئات المكالمات للاعتراض على هذا القرار.

16. شعلة الأولمبياد المزيفة:

عداء يحمل الشعلة الأولمبية

إن هذا مقلب لا علاقة له بكذبة أبريل غير أنه على علاقة وطيدة بعشاق المقالب حتى في الأوضاع الأكثر جدية. في سنة 1956 كان العداؤون يشقون طريقهم عبر أستراليا حاملين «الشعلة الأولمبية»، لم يكن هذا السباق التتابعي يسري على خير ما يرام، فقد كانت أمطار الصيف تطفئ نار الشعلة في كل مرة، كما كانت الحرارة اللافحة تهدد صحة العدائين الذين أسقطوا الشعلة في عدة مناسبات تحطمت على إثرها.

غير أن كل هذا العناء ذهب طي النسيان عندما حان وقت تسليم الشعلة إلى (بات هيلز) عمدة مدينة (سيدني)، كان من المفترض أن يسلم الشعلة العداء (هاري ديلون) إلى العمدة الذي كان من المفترض منه أن يدلي بخطاب وجيز ثم يمررها بدوره إلى العداء التالي.

بينما كانت الساعات والدقائق تمر بدا من الواضح أن العداء كان متأخراً، وأصبحت الحشود التي كانت متجمعة هناك من أجل حضور الحدث متوترة، غير أنه عندما ظهر عداء من بعيد هتفت الجماهير مهللة ثم راحت عدسات كاميرات تلتقط صورا لتخلد هذه اللحظة التي طال انتظارها.

قليلون من لاحظوا أن العداء لم يكن يرتدي زي عداء وأنه كان هناك خطب ما بشأن الشعلة، لم ينتبه العمدة أيضا لهذه الأمور، واستلم الشعلة وكان على وشك البت في خطابه عندما همس أحدهم في أذنه: ”هذه ليست الشعلة الأولمبية“. كان ما حمله العمدة في يده عبارة عن ساق كرسي مصبوغة باللون الفضي (كان الدهان لايزال رطباً) ووضعت في أعلاها علبة قصديرية مفتوحة داخلها كان زوج من الملابس التحتية يحترق.

حاول العمدة إخفاء الأمر غير أن الحشود سادتها الفوضى عندما ظهر العداء الحقيقي بعد عشرة دقائق، هذا العداء الذي كان في حاجة إلى مرافقة من طرف رجال الشرطة حتى يمر عبر الحشود، كما وجد العداء التالي أيضا نفسه في حاجة إلى مرافقة من طرف الشرطة حتى يمر عبر الحشود.

تم تنفيذ هذا المقلب الأسطوري من طرف الطالب الجامعي (باري لاركين) الذي كان جزءا من مجموعة من الطلبة الذين حاكوا مع بعضهم تفاصيل الخدعة، وعندما عاد إلى حرم الجامعة تم الترحيب به على طريقة الأبطال، وسجله التاريخ على أنه واحد من أعظم منفذي المقالب في التاريخ.

مقالات إعلانية