in

إليك 10 من أساطير عيد الميلاد المخيفة التي تقشعر الأبدان عند سماعها

أساطير عيد الميلاد المخيفة

يرتبط عيد الميلاد اليوم بالسلام والنية الحسنة تجاه كل الناس، فهو الوقت الذي تحتفل فيه البشرية بعيد ميلاد المسيح أو ببداية سنة ميلادية جديدة بالهدايا والحفلات الجماعية التي تملؤها روح الأمل والنور، أما بالنسبة للأطفال فإنهم ينتظرون قدوم هذا اليوم لتلقي الهدايا التي طلبوها من بابا نويل، والذي يعرف أيضاً باسم القديس نيكولاس أو أب الميلاد.

ولكن هنالك جانب مظلم من عيد الميلاد أغلبنا لا يعرفه، ذلك الجانب حيث الأقزام ليسوا مساعدي سانتا كلوز، كما توجد شخصيات مخيفة تنتظر حلول عيد الميلاد لممارسة حيلها وإيذاء البشر وخاصةً الأطفال المشاغبين، بعض من هذه الشخصيات المخيفة ترافق القديس نيكولاس في جولاته وبعضها يعمل بشكل مستقل، وبعض منها قد خُلق من وحي بعض الشخصيات التاريخية، كل هذه الشخصيات الخرافية كانت متأصلة بين البشر قديماً في وقت كان فيه الشتاء فصلاً مليئاً بالمخاطر والجوع والظلام.

بعض من هذه الشخصيات لا تزال حية حتى يومنا حالها كحال الأساطير القديمة ولكن تأثيرها بات قليلاً بفضل الأضواء الساطعة لعيد الميلاد في هذه الأيام، لكنها لا زالت متخفية في الظلام لتذكرنا بأن أعياد الميلاد قديماً لم تكن سعيدة ومضيئة كما نراها الآن، إليكم عشرة من شخصيات عيد الميلاد الغريبة والمرعبة:

1. كاليكانتزاروس

كاليكانتزاروس. صورة: Wikimedia Commonns
كاليكانتزاروس. صورة: Wikimedia Commonns

وفقاً للفلكلور اليوناني ودول البلقان تظهر مخلوقات الكاليكانتزاروس في عيد منتصف الشتاء وعيد الغطاس، حيث تعيش هذه المخلوقات التي تشبه العفاريت تحت الأرض طوال السنة وتعمل على إلحاق الأذى بشجرة العالم معتقدة أنه بمجرود سقوط هذه الشجرة سينهار العالم بأجمعه، ولكنها تظهر فوق سطح الأرض في عيد منتصف الشتاء وتبقى لمدة 16 يوماً مسببةً الدمار والأذية للبشرية بدلاً من محاولتها لتدمير الشجرة.

تختلف أوصاف هذه العفاريت من منطقة إلى أخرى، ولكن جميع المناطق تتفق على أنها أشبه بشياطين سوداء اللون صغيرة الحجم أشبه بالبشر ولكن لديها ذيول طويلة، ويقال إن مخلوقات الكاليكانتزاروس لا يمكنها الرؤية بسبب قضائها معظم حياتها في الظلام تحت الأرض، وهو الأمر الذي لم يقف في وجه أعمالها التخريبية والمؤذية.

كان البشر يشعرون بالأمان في النهار وذلك لأن ضوء الشمس يقتل هذه العفاريت، وعند حلول الليل تبدأ هذه العفاريت الصغيرة بالخروج واصطياد ضحاياها، لذلك على كل شخص أن يتوخى الحذر لأنه بمجرد أن يواجه هذه العفاريت سيتحتم عليه تحمل أذيتها حتى طلوع الفجر، ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص الذين يلتزمون منازلهم آمنون لأن مخلوقات الكاليكانتزاروس قادرة على تقليد أصوات أحبائهم وحثهم على فتح الباب والخروج لملاقاتهم.

وفي حال لم تنطل هذه الحيلة على بعض الأشخاص، فإن مخلوقات الكاليكانتزاروس ستتسلل إلى الداخل عبر شقوق النوافذ أو فتحات الأبواب أو عبر فتحة المدخنة، وبمجرد دخولهم للمنزل يبدؤون بتحطيم الأثاث والتهام الطعام وشرب المشروبات ثم يتبولون على باقي المؤن، وإن صادفوا أحدًا داخل المنازل فإنهم يرعبونه بأعينهم الحمراء الملتهبة وضحكاتهم الهستيرية كما أنهم يتهجمون عليه ويبدؤون بعضه وخدشه.

تمكن البشر قديماً من ابتكار أساليب تمكنهم من إحباط محاولات مخلوقات الكاليكانتزاروس للتسلل إلى الداخل ومنها وضع مصفاة على عتبة الباب، حيث ستحاول عد ثقوب المصفاة ولكنها لن تتمكن من تخطي الرقم 2 لأن الرقم 3 هو رقم مقدس، وبمجرد أن تنطق هذه المخلوقات رقم 3 فإن الموت الأكيد سيكون من نصيبها، وفي حال حاولت هذه المخلوقات التسلل عبر فتحات المداخن فإن حرق الأحذية القديمة أو رش الملح والبخور سيكون كافياً لمنعها من الدخول للمنزل، ولكن إن فشلت هذه الطرق فإن وضع صليب أسود على الباب سيكون كفيلًا بطردهم ومنعهم من الدخول.

في اليوم السادس من شهر يناير، تبدأ الاحتفالات بعودة الشمس بينما تعود هذه المخلوقات إلى العالم السفلي لمواصلة عملها في تدمير شجرة العالم، والفترة التي أمضتها فوق سطح الأرض قد كانت كافية لشفاء الشجرة مما يعني أن هذه العفاريت ستبدأ بالعمل من جديد.

2. ماري لويد:

ماري لويد.
ماري لويد. صورة: Wikimedia Commonns

بقيت طقوس (ماري لويد) التي كانت منتشرة في جنوب ويلز حية حتى بدايات القرن العشرين ومازالت منتشرة في بعض المناطق حتى هذه اللحظة. وصف المؤرخ البريطاني (جي إيفانز) هذا الطقس في كتابه «جولة في الجزء الشمالي من ويلز في عام 1789 وفي فترات زمنية أخرى» بأنه طقس غريب، حيث كانوا يتنقلون من منزل لآخر وهم يحملون جمجمة حصان معلقة بنهاية عصا مزينة بشرائط ويغنون.

في كل عيد ميلاد بعد غروب الشمس تخرج مجموعة من الرجال إلى شوارع مدن جنوب ويلز ووجوههم مطلية باللون الأسود يرتدون ملابس تشبه ملابس الممثلين الإيمائيين، ثم يتنقلون من منزل إلى منزل آخر طول الليل وهم يحملون جمجمة حصان اصطناعية معلقة بنهاية عصا ومغطاة بالأشرطة وحرام أبيض، كما يُقال إن هذه الجمجمة تبقى مدفونة في الأرض طوال العام إلى أن يتم الحفر وإخراجها عند حلول عيد الميلاد.

بمجرد أن يفتح صاحب المنزل الباب تبدأ منافسات الغناء بين الفرقة الصوتية والممثلين الصامتين، حيث يبدأ الممثلون الإيمائيون بغناء هذه الأغنية:

ها قد أتينا هنا، أصدقاء أبرياء، نطلب الأذن، نطلب الأذن، نطلب الأذن للغناء

بعد ذلك على صاحب المنزل أن يختلق عذراً يمنعهم من دخول منزله، إذا لم يتمكن من خلق عذر ما فإنه سيتوجب عليه السماح لـ(ماري لويد) بالدخول وبمجرد دخولها للمنزل عليه أن يقدم الطعام والشراب للممثلين الإيمائيين بينما يحمل بعضهم (ماري لويد) ويتجولون بها داخل المنزل وتبدأ بالهجوم على الأطفال والكبار المرعوبين بواسطة فكيها.

لا يزال المنشأ الأصلي لهذا الطقس مجهولاً حتى هذا اليوم، حيث يعتقد البعض أنه يعود لفترة ما قبل المسيحية بسبب الشبه الكبير بين (ماري لويد) وشخصيات من إيرلندا وجزيرة (مان)، كما يعتقد عالم الفلكلور (إي سي كاوت) أن اسم Mari Lwyd (ماري لويد) يعني Grey Mare ”الفرس الرمادي“، أي أن Lwyd باللغة الويلزية يعني رمادي وMari قد يكون خطأً إملائياً بدلاً من كلمة Mare والتي تعني الفرس بالإنجليزية.

يعتقد آخرون أن اسم (ماري لويد) مشتق من ”مريم المباركة“ وهي إشارة كاثوليكية إلى أم المسيح التي ركبت على ظهر حمار في مهرجان الحمير الذي يُقام في الـ14 من يناير كاحتفال بليلة هروب مريم العذراء ويوسف إلى مصر، ومع ذلك لا يزال معظم الناس يعتقدون أن (ماري لويد) هي مزيج من طقوس وثنية لا صلة لها بالديانة المسيحية.

3. جولاكوتورين أو قط عيد الميلاد:

قط عيد الميلاد.
قط عيد الميلاد. صورة: dribbble

غالباً ما تظهر القطط على بطاقات عيد الميلاد وهي متكورة على نفسها بالقرب من الموقد، ولكن قطط الميلاد في آيسلندا لا تبدو ودودة كهذه القطط النائمة بالقرب من الموقد، فبحسب الفلكلور كانت قطط أعياد الميلاد أشبه بوحوش ضخمة تختبئ بين الجليد والثلوج بانتظار اللحظة المناسبة لاصطياد فريستها.

إن حصل ورأيت هذه القطط فهو أمر سيء للغاية، فبحسب قصيدة (جولاكوتورين) التي ألفها (يوهانس أور كوتلوم) أحد أفضل شعراء آيسلندا في ذلك الوقت:

شواربها حادة كالشعيرات الخشنة، ظهرها مقوس للأعلى، والمخالب البارزة من أطرافها المشعرة، كانت مرعبة للنظر

أما بالنسبة لما كانت تفعله هذه القط بضحاياها وخاصة أولئك الفقراء الذين لا يرتدون ملابس جديدة عشية عيد الميلاد، إن كانوا محظوظين فإنها ستلتهم ما لديهم من طعام، ولكن إن لم يكونوا محظوظين فإنهم لربما سيصبحون بمثابة عشاء عيد الميلاد لها.

اعتمد (كوتلوم) في قصائده على القصص الأولية التي تحدثت عن هذه الأسطورة والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، ولكن يعتقد البعض أن هذه الأسطورة قد خُلقت في مزارع الأغنام الآيسلندية لتحفيز العمال على العمل بجد، حيث كان المزارعون يحرصون على تأمين الصوف الكافي لعيد الميلاد لذلك وعدوا العمال الذين يبذلون جهداً مضاعفاً بالعمل بإعطائهم ملابس جديدة، أما أولئك الذين لا يبذلون الجهد الكافي يُطلق عليهم لقب الكُسالى وكانت تروى أمامهم قصة القط (جولاكوتورين) لتحفيزهم على العمل.

بعض العمال لم يصدقوا قصة قط عيد الميلاد المخيف لكنهم كانوا يقبلون بالعمل لساعات إضافية طمعاً بالملابس الجديدة، ولكن فيما بعد انتقلت هذه الأسطورة إلى الآباء الذين كانوا يروون هذه القصة المخيفة لأطفالهم في حال رفضوا المساعدة بالأعمال المنزلية، وكانوا يخبرونهم بأن القط يميز الأطفال الكسالى وأنه سيحرمهم من ملابس عيد الميلاد الجديدة.

يبدو أن هذه القصة الأسطورية قد نجحت، حيث ذكرت امرأة أيسلندية في إحدى تسجيلات التاريخ الشفوية: ”كان يصيبنا الكسل عند قيامنا بمهامنا الروتينية إلى أن يتم تذكيرنا بقط عيد الميلاد المتوحش وآخر شيء كنا نريده هو أن نصبح وجبة له“.

4. فتيان عيد الميلاد:

فتيان عيد الميلاد.
فتيان عيد الميلاد.

خلد (يوهانس أور كوتلوم) أسطورة أخرى في قصائده من أساطير عيد الميلاد الأيسلندية وهي أسطورة فتيان عيد الميلاد، حيث وصفهم في قصيدة (جولين كوما) أو ”عيد الميلاد قادم“ التي ألفها سنة 1923 بأنهم منحدرون من نسل العفاريت الجبلية (جريلا) و(لابالوي)، أما بالنسبة لوالدتهم (جيرا) فكانت بشعة للغاية حيث كان لديها حوافر في قدميها ولها ثلاثة عشر ذيل وكانت وجبتها المفضلة في عيد الميلاد هي الأطفال المطهيين.

كان لدى (جيرا) ثلاثة عشر ابن وكل واحد منهم له شخصية مختلفة عن الآخر، فمنهم المؤذي ومنهم البشع أو المخيف أو المجنون، وعند قدوم الميلاد ولمدة ثلاثة عشر يوماً يخرج أحد الفتيان من الكهف الجبلي ويجتاح العالم البشري مخلفاً وراءه الفوضى والدمار.

في البداية يأتي (ستيكجارستور) الذي يهوى ملاحقة الخراف ومضايقتها ويتبعه (غيليجاجور) الذي دائماً ما يختبئ في الجداول منتظراً الفرصة المناسبة للتسلل إلى داخل حظيرة البقر وسرقة الحليب، ثم يتبعه (ستوفر) الذي كان مختصًا بالسطو على المنازل وسرقة الطعام، ثم يأتي سارق الملعقة (بيفروسليكر) ويليه (بوتاكسفيل) الذي يهوى سرقة بقايا الطعام من الصحون، وبعده (آسكاسليكر) الذي يختبئ تحت الأسرة لإخافة الناس النائمين، أما (هورواسكيلر) فكان يقوم بمضايقة سكان المنازل بضرباته القوية على الأبواب ليلاً.

أما بالنسبة لكل من (سكايروجيميس) و(بيوغنيكراكير) فكانا أقل صخباً ولكن بنفس القدر من الإزعاج، ثم يصل (غلوغاجاغير) الفضولي الذي كان يهوى إخافة الناس عبر النظر إليهم من النوافذ، وكان (غاتابيرفر) يهاجم الأبواب ليلاً ويليه (كيتكروكر) وخطافه المصنوع من اللحم، وأخيراً يأتي دور (كيرتاسنيكير) الذي يطارد الأطفال في الظلام.

في يومنا هذا تحول هؤلاء الأخوة من وحوش مخيفة تسطو على المنازل لسرقتها وإخافة سكانها إلى شخصيات ذكية ومحبوبة، ترتدي بدلات عيد الميلاد الحمراء وتتعاون معاً لزيارة منازل الأطفال ووضع الهدايا داخل أحذيتهم التي يضعونها على عتبات النوافذ بانتظار الهدايا، أما بالنسبة لأولئك المشاغبين فكانوا يحصلون على هدايا مروعة كالبطاطا الفاسدة وغيرها من المفاجآت غير السارة.

5. البيرشتين:

رجل يتنكر بلباس وحوش البيرشتين.
رجل يتنكر بلباس وحوش البيرشتين. صورة: Wikimedia Commons

تعتبر مناطق جبال الألب في ألمانيا والنمسا وخاصة ولاية (تيرول) ومقاطعة (سالزبورغ) موطناً لعادات أعياد الميلاد الغريبة ومنها وحوش (البيرشتين) التي تنشط خلال أيام الميلاد الإثني عشر، حيث تنطلق هذه الوحوش بصحبة الشياطين من الغابات الجبلية لاجتياح العالم البشري، كما يُقال إن لوحوش (البيرشتين) شخصيتان متضادتان حيث يمكن أن تظهر على هيئة امرأة بيضاء تحمل الهدايا معها أو يمكن أن تظهر على هيئة عجوز شمطاء تمزق أحشاء الأشرار وترميهم في القمامة.

يعتقد البعض أن (بيرشتين) هي آلهة الغابات والطبيعة لكونها تقضي معظم أيام السنة في الغابات ثم تغادرها مصطحبة معها الأرواح الشريرة وتدخل إلى العالم البشري في نهاية السنة بين دورة الشمس القديمة والجديدة لمهاجمة الأشخاص الأشرار فقط، أي أنها لم تكن تتعرض للصالحين من البشر.

تُمثل (بيرشتين) الخوف الألماني من مواسم البرد والظلام، لذلك عمل البشر على ابتكار أساليب تساعدهم على حماية أنفسهم ومنازلهم وماشيتهم، فعند حلول عيد منتصف الشتاء أو ما يعرف بالانقلاب الشتوي، يبدأ البشر بحرق بعض الأعشاب المعينة لإيقاظ أرواح العالم الجديد أو ما تسمى بأرواح الربيع التي تحمي منازلهم ومخازن الأغذية والحظائر من هذه الأرواح الشريرة.

أظهرت بعض السجلات التاريخية أنه في القرن السادس عشر بدأ الشبان بالتنكر بزي الأشباح والتجول في الأرياف والشوارع بغرض إخافة (بيرشتين) وعصابتها، حيث كانوا يضعون أقنعة (شيتشبيرشتن) الخشبية ويرتدون الملابس البالية والفراء القديمة وأطلقوا على أنفسهم اسم (بيرشتين).

تحولت طقوس الحراسة هذه لتصبح مهرجانات احتفالية تجذب السياح إلى مناطق جبال الألب وأُطلق على هذه المهرجانات اسم ”ليالي الدخان“، ولا يزال الشبان يرتدون ملابس (البيرشتين) في هذه المهرجانات، حيث ترمز أقنعتهم وملابسهم الرثة للخير والشر، أما القرون والأنياب والأسنان فتمثل قدرة (بيرشتين) على تمزيق أرواح ضحاياها دون سماع صرخات الألم بسبب افتقارها لحاسة السمع، كما كانوا يحملون سوط البقر وذيل الحصان كرمز للخصوبة ولجلب الأمل للسنة الجديدة.

6. كرامبوس:

كرامبوس.
كرامبوس. صورة: Wikimedia Commons

الخامس من ديسمبر هو يوم الاحتفال بمهرجان (كرامبوس) في كل من النمسا وبافاريا وكرواتيا ومناطق من أوروبا الشرقية، حيث يتنكر الناس في هذا المهرجان على هيئة (كرامبوس): نصف شيطان ونصف معزة.

لهذه المهرجانات أصول وجذور قديمة، حيث كان الرجال قديماً يرتدون أزياء مخيفة ويتنقلون من منزل لآخر ويطلبون الخمر من أهل المنزل، وفي حال لم يستجب سكان المنزل لمطلبهم فيقومون بمعاقبتهم مقلدين ما كان يفعله الأسطورة (كرامبوس).

تم اشتقاق اسم (كرامبوس) Krampus بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر من المصطلح الألماني Claw الذي يعني المخلب، كان كرامبوس يقوم بمعاقبة الأطفال المشاغبين ويضربهم ويضعهم داخل سلة على ظهره ثم يغرقهم أو يلتهمهم أو يأخذهم للجحيم، أما القديس نيكولاس فكان يكافئ الصالحين ويوزع الهدايا عليهم، أي أنهما كانا يشكلان فريقاً غريباً ولكنهما عملا بشكل منفصل، حيث يبدأ القديس نيكولاس بعمله في اليوم السادس من شهر ديسمبر أما (كرامبوس) في اليوم الخامس.

تعود أسطورة (كرامبوس) لزمن ما قبل المسيحية –الوثنية–، حيث تشير العديد من شعاراته إلى رموز وثنية لذلك حاولت الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني عشر حظر مهرجانات واحتفالات (كرامبوس) بسبب الشبه الكبير بينه وبين الشيطان، وفي بعض الأساطير كان يشبه ابن الآلهة (هيل) آلهة العالم السفلي في الأساطير الإسكندنافية، ولكن لم يكن من السهل قمع هذه المهرجانات لذلك توصلوا لحل يرضي الطرفين وهو اعتبار (كرامبوس) مرافق القديس نيكولاس.

في أوائل القرن العشرين، حاول الحزب المسيحي الاشتراكي في النمسا منع مهرجانات (كرامبوس) ولكنه لم ينجح في خططه، لذلك استمرت هذه الاحتفالات إلى أن أصبحت قليلة في عصرنا الحديث، حتى إن الجانب المخيف من أسطورة (كرامبوس) قد بدأ بالاندثار حيث يظهر على بطاقات عيد الميلاد النمساوية بطريقة مضحكة بدلاً من تصويره على هيئة وحش مخيف يحمل الأطفال داخل سلته ويضربهم.

7. هانز تراب:

هانز تراب.
هانز تراب. صورة: dna

(هانز تراب) هو شخصية أسطورية أخرى معادية لسانتا كلوز نشأت في إقليم الألزاس واللورين الذي يقع على الحدود الفرنسية والألمانية، تقول الأسطورة أن (هانز تراب) كان رجلاً ثرياً وجشعاً وفاسداً لدرجة أن الكنيسة الكاثوليكية قد نبذته ونفته إلى الغابات، حيث باع روحه الشريرة للشيطان ثم راح يتنكر بزي فزاعة محشوة بالقش وبدأ رحلته في اصطياد الأطفال وافتراسهم.

تقول الأسطورة أنه في أحد الأيام كان (هانز تراب) على وشك أن يلتهم صبياً صغيراً إلا ان الله قد تدخل وقتله بصاعقة من البرق بعد أن سئم من أفعاله الشريرة، ولكن لم تكن هذه هي نهايته، حيث استمر بالتجول على الأرض بزي الفزاعة، ثم بدأ بالتعاون مع ساينت نيكولاس كما فعل كرامبوس من أجل التوبة، فكان يعمل على إقناع الأطفال المشاغبين بتحسين سلوكهم بينما يقوم سانتا بتوزيع الهدايا على الأطفال الصالحين.

تعود أصول (هانز تراب) إلى شخصية تاريخية تعود للقرن الخامس عشر (هانز فون تروث) وهو فارس ألماني طوله 2 متر، كانت سمعة (فون تروث) سيئة للغاية حيث كان لديه أراضي على الجانب الألماني من الحدود مع فرنسا وكان يعتبر من طرف السكان مصدر إزعاج كبير للكنيسة والعلمانية.

تورط (فون تروث) في نزاع على الأرض مع رئيس الدير المحلي، لذلك أمر بسد نهر (ويسلاوتر) وحرم بلدة (فايسنبورغ) من المياه، وعندما تذمر رئيس الدير قام بإغراق بلدة (فايسنبورغ) ودمر اقتصادها، وفي عام 1491 تم نفي (تروث) كنسيًا بعد أن اشتكى رئيس الدير إلى بابا الفاتيكان ورفض (تروث) الذهاب إلى روما ليعلل سبب تصرفه البغيض.

تسبب مظهر (تروث) الشرير وسلوكه المخزي وحادثة تحريم التعامل معه كنسيًا إلى خلق أسطورة (هانز تراب) التي استُخدمت فيما بعد كتهديد للأطفال الفاسدين وحثهم على تحسين تصرفاتهم، وفي النهاية توفي (هانز فون) بهدوء ولأسباب طبيعية في قلعته الواقعة في (بيرجوارستين).

8. لو بير فويتارد

لو بير فويتارد.
لو بير فويتارد. صورة: valeriemangin

(لو بير فويتارد) هو غول عيد الميلاد الفرنسي – البلجيكي، وله أصول تاريخية وأخرى وثنية حاله كحال كرامبوس وبيرتشين، كان يلقب باسم ”الأب الجلاد“ بسبب استعماله للسوط أثناء معاقبة الفاسدين، وكان يلبس رداء أسود اللون ووجهه متسخ وشعره أشعث ولحيته غير مهذبة، لم يكن (لو بير فويتارد) يعمل بمفرده إنما كان يتبع (سانتا كلوز) من منزل لآخر لمعاقبة المشاغبين وتوزيع الفحم عليهم بدلاً من الهدايا وضربهم، لا أحد يعلم المنشأ الوثني الأصلي لهذه الشخصية ولكنه ظهر في العديد من الأساطير والحكايات التاريخية.

يعود تاريخ قصة (لو بير فويتارد) الأكثر شهرة إلى عام 1150، تدور أحداث هذه القصة حول صاحب فندق أو ربما جزار كان قد قام هو وأسرته بخطف ثلاثة أولاد وهم في طريقهم للمدرسة وسرقوا أموالهم ثم قتلوهم بوحشية وقاموا بانتزاع حناجرهم وتقطيعها وطبخها.

عندما سمع القديس نيكولاس بهذه الجريمة البشعة أعاد الحياة للأولاد الثلاثة، وعندما رأى (لو بير) هذه المعجزة قرر أن يتوب وتطوع لمساعدة القديس نيكولاس للتكفير عن الذنوب التي اقترفها، وعندها أجبره القديس على مساعدته في كل عيد ميلاد حيث كانت مهمته معاقبة الأطفال الفاسدين.

أما القصة الأخرى تفسر لنا سبب اتساخ وجه (لو بير)، ففي عام 1552 كانت مدينة (ميتز) الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من فرنسا تحت حصار شديد من قبل قوات الملك الإسباني (تشارلز الخامس) والإمبراطور الروماني المقدس، تسبب هذا الحصار بغضب المواطنين لذلك صنعوا شبيها للإمبراطور وقاموا بجره في ساحات وشوارع المدينة ثم أحرقوه، وفي الوقت ذاته ابتكر دباغ المدينة شخصية خيالية تعاقب الأطفال المؤذين، وفيما بعد اندمجت هاتان القصتان مشكلتان أسطورة (لو بير فويتارد).

9. لا بيفانا:

لا بيفانا.
لا بيفانا.

بغض النظر عن شكل (لا بيفانا) المخيف الذي يشبه العجوز الشمطاء إلا أنها ليست مخيفة كباقي أساطير عيد الميلاد، ظهرت (لا بيفانا) للمرة الأولى في سجلات التاريخ عام 1549 في قصائد الشاعر الإيطالي (أنولو فيرنزولا)، حيث صورها كامرأة قبيحة الشكل تطير على مكنستها في الليل ثم تهبط على أسطح المنازل في اليوم الخامس والسادس من شهر يناير، ثم تتسلل إلى المنازل عبر المداخن وتضع الشموع والهدايا للأطفال الصالحين والفحم للأطفال الفاسدين.

يحتفل الناس بيوم (لا بيفانا) في اليوم الذي يسبق ظهور القديس نيكولاس، وقد تم اشتقاق اسمها من كلمة Epiphany والتي تعني عيد الغطاس الذي يصادف اليوم السادس من شهر يناير، حيث يحتفل الناس بعودة ضوء الشمس ونهاية الأيام المظلمة والباردة وهو آخر يوم من أيام عيد الميلاد كما إنه اليوم الذي زار فيه المجوس السيد المسيح.

تروي هذه الأسطورة كيف كانت الأرملة العجوز الإيطالية (لا بيفانا) تكنس منزلها في يوم ولادة المسيح عندما زارها المجوس بعد أن ضلوا طريقهم أثناء بحثهم عن الطفل المسيح، لذلك قامت بإرشادهم على الطريق وأخبرتهم أن يتبعوا النجم الكبير، وكنوع من الامتنان دعا المجوس الأرملة العجوز للانضمام إليهم في رحلتهم لكنها لم تلب الدعوى وأخبرتهم أن عليها القيام بالأعمال المنزلية.

ولكنها شعرت بالندم عندما أدركت أنها قد فوتت فرصة رؤية ابن الله، لذلك بدلاً من استخدام المكنسة لتنظيف المنزل ركبت عليها وحلقت فوق سماء إيطاليا، لذلك وفي كل عيد غطاس قررت أن تركب على مكنستها والتجول بين المنازل وتوزيع الهدايا على الأطفال الصالحين ومعاقبة أولئك الذين لم يحسنوا التصرف عبر إعطائهم الفحم بدلاً من الهدايا.

أي أن (لا بيفانا) قد ظهرت قبل المسيح وهي رمز للسيدة العجوز التي تُحرق في ساحات المدن والقرى الإيطالية في نهاية كل عيد ميلاد، ولكنها عندما تعطي الفحم للأطفال فهي لا تقصد معاقبتهم كما هو الحال بالنسبة لكرامبوس وبيرتشين، بل إن الفحم بالنسبة لها هو رمز للقوة التطهيرية لنار عيد الغطاس.

10. بيلسنيكل:

بيلسنيكل.
بيلسنيكل. صورة: memim

هو أسطورة من أساطير عيد الميلاد الألمانية التي ترسخت في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث يظهر بملابس وفراء رثة وممزقة ويزور الأطفال في منازلهم في الأيام الأولى من شهر ديسمبر حاملاً معه الحلويات والسوط، ولكنه لم يكن يكافئ الأطفال الصالحين ويعاقب المشاغبين بل إن هدفه كان إقناع جميع الأطفال بتحسين سلوكهم.

يتطابق اسم (بيلسنيكل) مع مسعاه المزدوج، حيث يعني القسم الأول من اسمه كلمة ”صفعة“ بالألمانية والقسم الثاني ”نيكل“ أي القديس نيكولاس، فعلى عكس باقي الأساطير الأوروبية الأخرى فإن (بيلسنيكل) يجمع بين الجانب اللطيف من القديس نيكولاس والحضور المرح والمخيف.

(راينلاند) –ألمانيا حديثاً– هي المنشأ الأصلي لأسطورة (بيلسنيكل)، حيث كان يرافق المهاجرين الألمان إلى ولاية بنسلفانيا في أوائل القرن التاسع عشر، وبعد مرور وقت قصير ذكر التاريخ قيام مجموعة من الشبان بارتداء ملابس وفراء بالية والتجول في شوارع المدن والغناء وقرع الأجراس في اليوم الخامس من شهر ديسمبر كنوع من الاحتفال بـ”ليلة بيلسنيكل“.

وصف (جاكوب براون) الزيارة التي قام بها (بيلسنيكل) لولاية (ماريلاند) قبل أسبوع أو أسبوعين من عيد الميلاد عام 1830، حيث كان (بيلسنيكل) الذي شاهده (براون) يعرف باسم (كريسكينكل) وأحياناً باسم ”امرأة عيد الميلاد“ بسبب ارتدائه للملابس النسائية، ربما لم يكن (بيلسنيكل) الذي رآه (براون) بـ(بيلسنيكل) الحقيقي فقد يكون والده قد تنكر بزيه.

وفقاً لما رواه (براون)، ظهر شخص غامض عند حلول الظلام مرتدياً رداء طويل وقلنسوة على رأسه حاملاً بيده كيسًا مليئًا بالكعك والفواكه والمكسرات والحلويات، وبدأ بالدق على نافذة المنزل طالباً من الأطفال أن يسمحوا له بالدخول ولكنهم لن يدعوه يدخل إلا في حال أجاب عن إحدى الأسئلة أو غنّى لهم أغنية، وبعد ذلك يسمحون له بالدخول وعندها يبدأ برمي الحلويات من كيسه ويبدأ الأطفال بالتهافت لجمع الحلوى.

أثناء انشغال الأطفال بجمع الحلوى، يبدأ (بيلسنيكل) بضربهم بالسوط على ظهورهم كنوع من التنبيه على أهمية السلوك الحسن، ولكن يعتقد البعض أن لضربات (بيلسنيكل) أهمية أخرى قديماً حيث كان يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد للأطفال.

مقالات إعلانية