in

أشهر 10 إصابات لقناصين سجّلهم التاريخ

حوّل القنّاصون الموت إلى خدعةٍ سحريةٍ، لكنهّم لم يفعلوا هذا لمجرد التسلية فهم قادرون، عبر حركة يدٍ خفيفةٍ، على إنهاء حياة إنسان في برهة من الزّمن.

السّلاح هو عصاهم السحرية والرّصاص هو مساعد السّاحر، لا جمهور لهم إلا في وقتٍ متأخرٍ جداً من العرض، هم ناس مهرة بطبيعةٍ وحشية، والعالم يهابهم ويوقَّرهم في نفس الوقت. غير أنّ هناك قناصين برزوا أكثر من غيرهم عبر التاريخ، فهُم كـ(هوديني) السّاحر في قدرته على الاختفاء وكـ(كوبيرفيلدز) في وحشيته، أفراد أكسبتهم مهارتهم المميتة الإعجاب والتقدير.

تالياً سنعرفكم على أشهر القناصين على الإطلاق وقصة أهم إصاباتهم.

1. العرض الكبير في «غاليبولي».

صورة: wikimedia Commons

خلال بدايات القرن العشرين، كان أخطر حيوانات أستراليا هو إنسان يدعى (بيلي سينغ). وفقا لصحيفة «ذا سيدني مورنينغ هيرالد»، فإن (سينغ) كان قادراً على إصابة ذيل صغير الخنزير بسرعة خيالية. لكنه عوضا عن تشويه الخنازير، فقد أظهر القناص البارع مهارته خلال الحرب العالمية الأولى كجزء من الجيش الأسترالي-الصيني «أنزاكس». بثّ (سينغ) الرّعب في قلوب الأعداء، حين تمركز في شبه جزيرة «غاليبولي» التركية، منهياً حياة العدو بشكل دقيق. نظر «العثمانيون» إلى (سينغ) باعتباره خطراً عظيماً ومشكلةً كبيرةً، واستعانوا بالقناص التّركي (الرهيب عبدول) لإيجاد حل لهذه القضية.

وصف الصّحفي (آيون إدريس) ، والّذي حارب في «غاليبولي»، القنّاص التركي بأنّه “فخر الجيش التّركي”. دعى سلاحه بـ”أمّ الموت”، لأنّه كان “يقوم بإنجاب الرّصاص الّذي سلب حياة الناس”. وإن كان هناك من شخصٍ، على وجه الأرض، بإمكانه أن ينهي حياة (سينغ)، فإنّ هذا الشخص هو حتماً (عبدول).

حدّد التّركي موقع (سينغ) عبر تقدير مسار الرّصاصات الّتي أطلقها، بعد تفحص الجثث القريبة من موقع الإطلاق. بعدها حفر التّركي حفرة وهيّأ سلاحه في انتظار ساعة الصفر. لكن، لسوء حظ (عبدول)، فقد رآه (سينغ) أولاً. انتظر (سينغ) بصبر اللّحظة المناسبة حتى يفتح القناص المطارد ثقباً صغيراُ في مخبأه، وهكذا أصبح الصّياد طريدةً. ”ببطء بدأ الثقب بالتوسع، ثم توقف عند حدود سلاحه. انتظر (عبدول)، والإصبع موضوع على الزناد، أن يفتح الثقب قليلا بعد. لكن، وفي لحظة مفاجئة، استقرت رصاصة في جبهته.“

2. ستة عصافير برصاصة واحدة.

صورة: Shutterstock

في فيلم الأكشن الفيليبيني «سان باسيليو»، عام 1981، قام البطل المقنع (جوليو فالينتي) بقتل اثنين من أعدائه برصاصة واحدة، فقد أطلق رصاصة على سكينة أحدهما، وبشكل سخيف، انقسمت الرصاصة إلى جزئين، وقتلت الرجلين في نفس الوقت. لعل هذه أعظم قصة قتل في تاريخ السينما، ولربما من أقلّها احتمالية. لكن في عام 2014، تفوّق الواقع على الخيال.

وفقاً لصحيفة «التيلغراف»، فقد قتل قناص بريطاني، بعمر العشرين ربيعاً، متمركزٌ في أفغانستان، ستّةً من أعضاء حركة «طالبان»، برصاصةٍ واحدةٍ فقط. لكن عوضاً عن محاولة قسم الرصاصة إلى ستة أجزاء، كما هو الحال في الفيلم، فقد أطلق البريطاني النار على انتحاري يلبس حزاماً ناسفاً وفجّره. وتزامن انفجار الانتحاري مع وجود خمسة من مقاتلي «طالبان» بقربه. وصفت مجلة «ذا ديلي بييست» الحادثة بأنّها “أعظم طلقةٍ لقنّاصٍ في التّاريخ،” مشيرةً إلى أنّها واقعةٌ غير مسبوقةٌ في تاريخ الحروب الحديثة.

وبجميع الأحوال، فقد أفشل البطل البريطانيّ هجوماً وشيكاً لـ «طالبان». فبعد هذه الحادثة اكتشفت القوات البريطانية وجود حزامٍ ناسفٍ، غير منفجر، يحمل 20 كيلوغرام من المتفجرات قرب موقع الانفجار. من المؤكد أنّ بعضاً من هؤلاء المقاتلين كانوا يملكون النّية للموت، لكن ليس على يد شخص يبعد عنهم أكثر من 850 متراً، ولسوء حظّهم فإنّ للموت خطّته الخاصة.

3. مبارزة الثلاثة أيام.

صورة: Getty Image

النّسر والكروان عدوان طبيعيان، لذلك لا نراهم يتجولان معاً أبداً. لكن بطريقة ما، فقد كانت (إيلينور روزيفيلت)، السّيدة الأولى في أميركا آنذاك، والقنّاصة السّوفييتية (لودميلا بافليتشنكو)، أصدقائاً لسنواتٍ طويلةٍ. يعود هذا إلى العام 1942، حين طلب الاتحاد السّوفيتي المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية لتدمير (هتلر). كانت (بافليتشنكو) في زيارة إلى أميركا لتحقيق هذا الطلب، وفقاً لمجلة «سميث سونيان». زيادة على هذا، فقد نشطت السّيدتان في حركة المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء. وقد يكون السبب في تكوين الصداقة، أن أعداء (بافليتشنكو) لديهم عادةٌ في الموت الشنيع.

اعتُبرت (بافليتشبنكو) أغزر قنّاصة إنتاجاً في التّاريخ، بعدد ضحايا وصل إلى 309 قتيل على يديها. ووفقا لكتاب «المرأة المقاتلة»، فقد وقع جميع الضحايا خلال فترة زمنية امتدت على مدار عام ميلادي فقط، حتى وقعت (بافليتشنكو) نفسها ضحيّة انفجار قنبلة يدوية في عام 1942. خلال صيف واحد أصابت (بافليتشنكو) 187 شخصا في مقتل.

شاركت (لودميلا) في 36 مبارزة قنص مستقلة، استمرت إحداها لثلاثة أيام متواصلة. دعت (بافليتشينكو) تلك المبارزة بأنّها “واحدة من أصعب التّجارب في حياتها”. تطلّبت منها تلك المبارزة أن تبقى على أهبة الاستعداد لوقت امتد من خمسة عشر إلى عشرين ساعةٍ متواصلةٍ، بانتظار أن يقوم الخصم أخيراً “بحركة غير محسوبة”. في لعبة الرّصاص كانت (بافليتشبنكو) الملكة بلا منازع.

4. قناص شجرة جوز الهند.

صورة: Shutterstok

حين يفكر النّاس بحرب الفيتنام فإنّ أذهانهم تمتلئ بمشاهد قنابل «النابالم الحارقة» و «المبيد الحرًاق البرتقالي Agent Orange»، والصّراع المحتدم بين المروحيات الأمريكية ومقاتلي «الجّبهة الوطنية لتحرير فيتنام». ترك الرّماة الأمريكيون بصمَتهم أيضاً في تلك الحرب. في حقيقة الأمر، اعتبر (مايكل لانينغ)، في كتابه «في قلب التقاطع: قصة القناصين في فيتنام Inside the Crosshairs: Snipers in Vietnam»، أنّ سلاح القنّاصة هو “أكثر أنظمة الأسلحة كفاءة في الحرب.” بمعنىً آخر، فقد كان هؤلاء القنّاصة قتلةً ماهرين. ولعل أفضلهم، في فيتنام على الأقل،كان الرقيب (أديلبيرت وولدرون الثاني).

وفقاً لصحيفة «ذا ميليتري تايمز»، فإنَ (وولدرون) يعتبر واحد من أكثر القنّاصين تقلّداً للأوسمة. خدم (وولدرون) في سلاح البحرية والجيش، وخاطر بحياته مرّاتٍ عديدة في سبيل إنقاذ زملائه. في حرب فيتنام، شارك (وولدرون) في أربعة عشر مهمة قنص، مسجّلاً 109 قتيلاً. وقد تلقى (وولدرون)، لاحقاً، وسام «الخدمة المتميّزة» تقديراً لشجاعته وجهوده. مآثر (وولدرون) كثيرة، لكنّ حادثة واحدة أظهرت قدرته المرعبة في القنص.

يسترجع الملازم (جوليان جي. إيويل)، والّذي خدم بجانب (وولدرون)، حادثة قتل قناص من العدو حين كان (وولدرون) واقفاّ على زورقٍ متحرك: ”بينما كان الجميع مرهقاً في البحث عن الخصم المختبئ على بعد 900 متر على الشاطئ، أخذ الرقيب (وولدرون) سلاحه وأردى المقاتل الفيتناميّ، الجالس على قمة شجرة جوز الهند، بضربة واحدة، حين كان الزورق متحركا. تبيّن هذه الحادثة القدرة العظيمة لأفضل قنّاصينا.“ العبرة في النهاية: لا تضرب زورق القنّاص بحجر.

5. منظار (هاثكوك).

صورة: Shutterstok

بموهبةٍ منقطعة النّظير، يعد (كارلوس هاثكوك) بطلاً لكأس «ويمبلدون» للرّماية، وقنّاصاً علّم نفسه بنفسه. أثبت (هاثكوك) قدراته خلال حرب فيتنام، وتبعاً لموقع «ميليتري دوت كوم Military.com»، فقد أوقع هذا القناص 93 ضحية، رغم أنّ العدد الحقيقي لضحاياه يقترب من الأربعمائة شخص.

بخلاف موهبته في القتل على مسافة بعيدة، فقد رأى (هاثكوك) أن القتل هو ضرورة بغيضة بدلاً من كونها هدفاً بحدّ ذاته. يقول في هذا الخصوص: ”يجب أن تكون مجنوناً لتتجول في أرجاء الغابات وتقتل الناس. لكن لو لم أقتل الأعداء لذهبوا وذبحوا الأطفال هناك.“ رغم هذا فقد كان هناك العديد من الحيوات التّي أنهاها بكل لهفة. وفقا بـ (هاثكوك) نفسه فقد اعتبر أعظم ضرباته هو قتله لأمرأة دعيت (أباتشي)، تلك المرأة استمتعت بتعذيب جنود المارينز. لكن أكثر الحوادث التي يُذكر فيها (هاثكوك) هي صراعه مع رجل يدعى (كوبرا).

لوضع القصة في السياق المناسب، فقد خصصت إدارة فيتنام الشمالية جائزة 30 ألف دولار لقتل (هاثكوك)، ما دفع (كوبرا) للفوز بهذه الجائزة. في سعيه نحو تحقيق هذا الهدف، فقد بدأ (كوبرا) بقتل جنود المارينز بغية إغراء (هاثكوك) لإظهار نفسه. كادت هذه الحيلة أن تؤتي ثمارها، فقد نجح (كوبرا) في إطلاق النار على (هاثكوك) وشريكه، لكنه لم يصب سوى معدات شريك (هاثكوك). قام (هاثكوك) بعد ذلك بتعقبه، واستقرت رصاصة مميتة في جمجمة (كوبرا): ”كنت أسرع منه في ضغط الزّناد، غير ذلك لكان قتلني. صوّبت مباشرة نحو منظاره، لم تمس الطلقة الجوانب على الإطلاق.” يقول (هاثكوك) عن هذه الحادثة.

6. طلقة قاتلة من كندا إلى العراق.

صورة: Shutterstok

يمكن للكثير أن يحدث خلال عشرة ثواني، يمكن لفريقك المفضل أن يخسر مباراة، يمكن لك أن تطرد من عملك إذا صرخت في وجه مديرك. وفي عام 2017، تطلب الأمر عشرة ثواني من قنّاصٍ كنديٍّ ليدخل التّاريخ العسكريّ.

وفقاً لمحطة «سي أن أن»، فقد تمكن جنديّ مجهول الهويّة، ينتمي للقوّات الخاصة الكنديّة، من إرداء مقاتل في منظمة «داعش» الإرهابيّة قتيلاً من على مسافة 3.5 كيلومتر. أفادت التّقارير أنّ الجندي كان يساعد القبائل العراقية لمجابهة الهجوم الذي وقع عليها في مدينة الموصل. لم يصدق بعض زملاء جندي الأخبار الواردة، مفترضين أن الطبيعة الفيزيائية للرصاصة لا يمكنها أن تسير كل تلك المسافة. لكن على الجانب الآخر، فقد أكّد الجيش الكنديّ حصول هذه الضربة، لتكون بذلك أبعد طلقة مسجلة على الإطلاق.

في تقريرً لصحيفة «نيوزويك»، فقد أشارت إلى أن رئيس الوزراء الكنديّ (جاستن ترودو) كان مبتهجاً بشدّة لتلك الأخبار، كما ضرب بها مثالا يحتذى “للكفاءة في تدريب القوات الكندية والأداء العالي في تحقيق واجباتهم.” ولربما كان (ترودو) محقّاً في كلامه، حيث نجد تاريخيّاً، من بين أبعد خمس طلقات في التّاريخ، أنّ ثلاثة منهم كانت على يد جنود كنديّين.

7. ضربة (كريس كايل) البعيدة.

صورة: New York Post

لطالما ارتبط الفيلم الهوليووديّ «القنّاص الأمريكي American Sniper» بعدم الدّقة والموضوعيّة في السرد. هذا الفيلم يصوّر قصة جنديّ البحريّة (كريس كايل)، لكنّه واجه انتقادات واسعة للمبالغة في بطولات القنّاص، وبدى الفيلم خارجاً عن المألوف، وفقا للرّاديو الوطنيّ العام «NPR». كما صوّر الفيلم بعض التّهاويل في سير المعارك، من ضمنها معركة شرسة بين (كايل) والقنّاص السّوريّ (مصطفى)، حيث حاول الفيلم تصويره باعتباره الشّخص المضاد لـ(كايل). في نهاية المطاف، وكما جرت العادة، فقد انتصر “الأمريكيّ”، مردياً نظيره من على بعد 2 كيلومتر.

أشارت صحيفة «ذا واشنطن بوست»، إلى أنّ (كريس)، في الواقع، لم يرَ (مصطفى)، وبالتّالي لم يطلق النار عليه. لكن (كريس)، وعلى الرّغم من هذا، يزعم أنّه قد قام بالفعل بإطلاق ضربة من على بعد 1.5 كيلومتر. يشير (كايل) في سيرته الذاتية، أنّه قتل متمرداً، حاول تمزيق مجموعة من جنود المارينز باستخدام صاروخ «آر بي جي».

كان (كايل) جاثماً على سطح بيتٍ عراقيٍّ حين رأى الرّجل متّجهاً للتسبب بمآساة. يقول عن هذه الحادثة: ”ربمّا هي طريقتي في ضغط الزّناد، ربما كانت الرّياح هي السبب. وقد تكون الجاذبية هي من عدّلت الرصاصة بالشّكل الأفضل، أو ربما كنت الإنسان الأكثر حظّاً في كلّ العراق. لكن في جميع الأحوال، فقد كنت شاهداً، من خلال منظاري، على اختراق الرصاصة رأس العراقي.“ لاحقاً تمت مقاضاة (كايل) بتهمة التّشهير في قضية منفصلة. حتّى اليوم ما زالت قصة (كايل) أسطورةً لم تؤكَّد بعد.

8. قناصة بحر «طرف الغار».

صورة: Wikimedia Commons

في فترة من فترات التاريخ، تحديدا خلال القرن التاسع عشر، كانت بريطانيا تحت خطر محدق من أن تُحكم من قبل دولة أخرى. وفي تقرير لمحطة «هيستوري تشانيل»، فقد كانت فرنسا قادرة عسكريا على غزو كل أوروبا، وقد صوبت اهتمامها نحو أرض الشاي، بريطانيا. اعتمدت إنجلترا على أسطولها البحري لإبقاء قبضة (نابليون بونابارت) بعيدة عن أراضيها. وقد تم تكليف نائب الأدميرال (هوراشيو لورد نيلسون) لقيادة هذه الحملة.

في عام 1805، وجه (نيلسون) أسطولا من 27 سفينة حربية ضد 33 زورقا فرنسيا وإسبانيا خلال معركة «ترافالغار». استمر الطرفان المتنازعان بضرب بعضهما لساعات، وفي نهاية المطاف، انتصر الإنجليز، لكنهم خسروا (نيلسون) خلال المعركة. طبقا لكتاب «القوات الخاصة: مهارات القناصة»، فقد كان للكابتن الفرنسي (جان-جاكوس لوكاس)، فريق قناصة من النخبة، تمرسوا في رمي القنابل وإطلاقها من على صواري السفن. استطاع القناصة تمييز (نيلسون) بسهولة، باعتباره يرتدي زيا مميزا مختلفا عن باقي الجنود. اخترقت رصاصة قناص الكتف الأيمن لـ(نيسلون)، ووصلت إلى عموده الفقري مرورا برئته.

نجى (نيسلون) لوقت كافي حتى انتصار الإنجليز، وقال قبل موته: ”أنا اليوم راضي. أشكر الرب أني أديت واجباتي على أكمل وجه.“ بعد أن خسار (نابليون) معركة أعالي البحار، لم يفكر مطلقا في غزو إنجلترا مجددا.

9. طلقة القرن.

صورة: Wikimedia Commons

شكل (بيلي ديكسون) نواة أفلام الغرب الأمريكي. كان (ديكسون) يتيما، يعمل كسائق للثيران، وكشافاً. امتلأت حياة (بيلي) بالأحداث، فقد اعتاد الصيد، والقتال والترحال الدائم. وفي عام 1874، أراد (ديكسون) موطنا يستقر فيه، يمكنه فيه إطلاق النار على الثيران بحرية. وفقا لجريدة «أماريلو غلوب-نيوز»، فقد انتهى به المطاف للاستقرار في «أدوبي وولز»، وهي مستوطنة في «تيكساس»، وقد رافقه في هذه الرحلة مجموعة من صائدي الثيران.

لم يكن وضع المستعمرة مستقرا، فقد كانوا في صراع دائم مع السكان الأصليين، الذين هاجموا المستوطنة قبل عشرة سنوات لمجيء (ديكسون) وأعوانه إلى تلك المنطقة. في حزيران عام 1874، تعاون أعضاء من مجموعات «كوماىتشا» و«كياوا» و«تشيني» و«أراباهو»، معا للانقضاض على المستعمرة، وقد تفوقوا على المستوطنين بنسبة بلغت 30 رجلاً إلى كل رجل.

كانت احتمالية نجاة المستوطنين ضئيلة للغاية، لكن كان لدى (ديكسون) ما يرجح كفتهم؛ بندقية ثيران 50-90. بعد ثلاثة أيام من القتال المستمر، حلّ (ديكسون) القضية بطلقة واحدة. سافرت الطلقة لمسافة 1500 متر، وأصابت حصان مقاتل عدو. بعد أن شاهد المهاجمون هذه الضربة تراجعوا خائفين. دعيت هذه الضربة لاحقاً “ضربة القرن”، غير أن (ديكسون) اعتبرها محض صدفة.

10. قناص شجرة الساراتوغا.

صورة: Shutterstock

كانت الثورة الأمريكية مليئة بالأحداث المثيرة على امتداد تاريخها. من بين هذه الأحداث، وفي عام 1777، وقعت «المعركة الثانية في ساراغوتا»، أو ما يعرف باسم «معركة مرتفعات بيميس»، هذه المعركة ساعدت في ترجيح كفّة الأمريكيين، وفقاً لقناة «هيستوري».

يقول «المتحف العسكري لولاية نيويورك»، خلال تلك المعركة، تحول الضّابط البريطانيّ السّير (فرانسيس كليرك) والجنرال (سايمون فراسير) إلى أهداف للرصاص، مما سبب الفوضى في صفوف الجنود البريطانيين. يعود الفضل في هذا إلى (تيموثي مورفي)، والذي يُزعم أنّه “قادر على إصابة هدف بعرض 15 سنتيمتر عن بعد 250 متراً”. كان (مورفي) جزءاً من طاقم مكون من 500 شخصاً، تم تحضيرهم للتصدي للقوات البريطانية قرب مدينة نيويورك. وبناءً على أوامر (بينديكت أرنولد)، فقد وجّه الرجال بندقياتهم تجاه الجنرال (فراسير). قام (مورفي) بالاختباء خلف شجرة، ثم أطلق النار، مرديا (فراسير) من على بعد 275 متراً. ثمّ اتجه نحو السّير (كليرك)، الذي مات حالاً.

باستخدام طلقتين فقط، تفوق (مورفي) على البريطانيين، وأصبح أسطورة في تاريخ الثورة الأمريكية. لكن وفقاً للكاتب والمحرر (هيو هارينغتون)، فإن بطولة (مورفي) هي مجرد أسطورة. مستشهداً بالعديد من المصادر، نبذ (هارينغتون) القصة باعتبارها هراءً غير مثبت. خلال بحثه، يقول (هارينغتون) أنّ أول ذكر لـ(مورفي) جاء بعد 68 عاماً من المعركة.

مقالات إعلانية