in

10 أحداث سارّة شهدناها في السنة الأسوأ 2020

يعتبر الكثيرون أن سنة 2020 هي السنة الأسوأ على البشرية على الاطلاق لما مرّ فيها من كوارث عمّت الأرض، وأحداث غيّرت أو كادت تغير وجه العالم أجمع إلى الأبد، فمن حرائق استراليا إلى التوتر الأمريكي الإيراني بعد مقتل (قاسم سليماني) واسقاط الطائرة الأوكرانية، إلى تفشي وباء كورونا المستجد الذي اجتاح وأوقف العالم، وصولًا لاحتجاجات أمريكا وانفجار بيروت وسلسلة الزلازل التي بثّت الخوف في سكان المنطقة واخيرًا وليس أخرًا اغتيال العالم النووي الإيراني الأبرز (محسن فخري زاده)، ومع ذلك لا يزال هنالك العديد والعديد.

لكن في هذا المقال سنسلط الضوء على الأحداث الإيجابية التي وقعت في سنة 2020 وربما لم تجد الوقت او الانتباه الكافي لمعرفة أهميتها وتأثيرها هي كذلك على المستقبل لكثرة الاحداث على البشر في العام الماضي، لكننا هنا سنذكر لكم أهم 10 أحداث وانجازات من 2020 ربما ستمنحك رؤية أقل سوداوية عن تلك السنة المصيرية.

1. شهدت الطبيعة تعافٍ غير مسبوق في عصرنا

تعافي طبقة الأوزون. صورة: NASA EARTH OBSERVATORY

أثَّر فرض الإغلاق والحجر الصحي سلبًا على حياة الناس بسبب توقف أعمالهم ونشاطاتهم بالطبع، بيد أن كان له أثرٌ إيجابي على الطبيعة التي تحتضننا. فقد تراجعت نسبة تلوث الهواء في العالم إلى مستويات لا مسبوقة، كما انخفض استهلاك الطاقة الأحفورية، ناهيك عن تعافي ثقب طبقة الأوزون.

فربما تكون على دراية بفتحة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية، والناجمة عن مواد كيميائية ضارة وغير قانونية الآن. ولكن خلال الشهري الثالث والرابع من العام الفائت، كان هناك طبقة ملحوظة من الأوزون المستنفذ، الذي يحمي الحياة من أشعة الشمس فوق البنفسجية، فوق القطب الشمالي قد أغلقت في نيسان.

كما أنه رُصد من خلال بعض صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية تراجعًا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون الناتجين عن استخدام الوقود الأحفوري بشكل مُبشّر في العديد من الدول، مثل الصين وبريطانيا وإيطاليا والهند وبعض دول أمريكا الشمالية.

أي إن نسبة تلوث الهواء قد انخفضت بشكل كبير في الكوكب، ناهيك عن أن الأنهار والبحيرات في العالم باتت أكثر نقاءً.

2. كان عامًا رائعًا في مجال استكشاف الفضاء

مركبة (دراغون) التابعة لشركة SpaceX

رغم أن الحياة على الأرض امتلأت بما هو غير مرغوب فيه، إلا إن الموقع النسبي لكوكب المريخ من الأرض في صيف عام 2020 كان مناسبا لإطلاق المركبات والأجهزة الفضائية. وقد استغل الإنسان هذه الفرصة التي تحدث كل 4 سنوات وأطلق ثلاث بعثات إلى الكوكب الأحمر في نفس الوقت.

فقد أطلقت وكالة ناسا أكثر مركباتها تطورًا حتى الآن إلى المريخ، (مارز 2020)، كما رافقتها طائرة مروحية تعتبر أول جهاز أثقل من الهواء مهمته التحليق في الغلاف الجوي لكوكب آخر. وللمرة الأولى منذ تقاعد مكوك الفضاء الأمريكي في عام 2011 بعد انطلاقه عام 1981، أرسل صاروخ شركة سبيس إكس رائدي فضاء أمريكيين جدد إلى محطة الفضاء الدولية من نفس منصة الإطلاق المستخدمة لإرسال رواد فضاء أبولو إلى القمر قبل نصف قرن.

أطلقت روسيا في شباط مركبة (سويوز – 17) المأهولة إلى المحطة الفضائية الدولية واستطاعت الوصول إليها في 3 ساعات فقط، ما يعتبر رقمًا قياسيًا. كما أطلقت الوكالة الفضائية الأوروبية بالتعاون مع الوكالة الفضائية اليابانية مسبارا إلى كوكب عطارد، وقد اقترب المسبار بطريقه إلى عطارد في تشرين أول الماضي إلى مسافة 10 آلاف كيلومتر من مدار الزهرة ليدرس الغلاف الجوي للكوكب. وجرى إطلاق القمر الصناعي الإماراتي (الأمل) الذي مهمته دراسة الغلاف الجوي للمريخ، وهو بذلك أول مسبار عربي بين الكواكب.

كما نجح مسبار (تشانغ إيه 5) الصيني في الهبوط على سطح القمر والعودة إلى الأرض بعينات من الصخور القمرية، وذلك لأول مرة خلال 44 عامًا بعد أن قام المسبار السوفيتي بالرحلة نفسها عام 1976. وقد أطلقت الصين إلى المريخ أول مسبار لها وقد قطع ثلثي طريقه إلى الكوكب الأحمر، ويتوقع أن يهبط على سطح الكوكب في شباط عام 2021.

أما بالنسبة لليابان فقد هبط مسبارها على كوكيب (ريوجو) في شباط لجمع عينات من سطحه. وبعد شهرين، قام بتفجير حفرة في الكويكب باستخدام لوحة نحاسية وصندوق من المتفجرات، أدى ذلك إلى فك الصخور والمواد تحت السطح. وقد أسقطت المركبة أخيرًا عينة من الكويكب في المناطق النائية الأسترالية في 6 كانون الأول، وهي بذلك أول عينة في العالم لمادة من تحت سطح كويكب. ويعتقد العلماء أن تلك الصخرة يمكن أن تكون بقدم نظامنا الشمسي، ويمكن أن تكشف عن أدلة جديدة حول أصول الحياة على الأرض.

3. (جو بايدن) يطيح بـ (ترامب) في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

جو بايدن يفوز بالانتخابات الامريكية. صورة: AFP/Getty Images

غالبًا ما كره معظمنا الرئيس الأمريكي المنتخب (دونالد ترامب) لما رآه منه من رعونة وقرارات غير حكيمة في جُلّها حتى بات الامريكيون ينتظرون انتخاباتهم بفارغ الصبر بغية التخلص مما اعتبره الكثيرون أحد أسوأ رؤساء أمريكا، وبعد أيام من إدلاء الناخبين بأصواتهم وانتظار النتائج المحمومة، أُعلن عن فوز الرئيس الديمقراطي (جو بايدن) في انتخابات الرئاسة الأمريكية وسط اتهامات من (ترامب) وأنصاره بالتزوير، ما انعكس في سلسلة من الطعون القضائية التي رفعها فريق (ترامب) القانوني.

رُفضت معظم تلك الطعون بالطبع لعدم تقديم الأدلة الكافية واستقرت الكرسي الرئاسية في النهاية، بعد أن شهدت أمريكا أكبر مشاركة انتخابية في تاريخها منذ 120 سنة، تحت (جو بايدن) الذي نأمل جميعًا أن يحدث فارقًا في العالم نحو الأفضل. ولا بد أن بعضنا يترقب ما إذا كانت ستتحقق لعنة تيبيكانو التي تقول إنه دائمًا ما يحدث حالات وفاة أو محاولات اغتيال لرؤساء أمريكيين منتخبين أو أعيد انتخابهم في السنوات القابلة للقسمة على 20.

4. التطبيع مع إسرائيل

عودة اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. صورة: AFP
عودة اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. صورة: AFP

ربما شهد عام 2020 أول بوادر السلام الحقيقي والقبول بالأمر الواقع في المنطقة العربية بوجود قوة عظمى لن تخفيها أو تخيفها الشعارات الرنانية التي كنا نرددها لعقود، فرأينا بعض الدول تتقدم ركب التقدم وتشيح وشاح العداوة والبغضاء وترسم لمستقبل أفضل لشعبها وللمنطقة.

إذ وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين في البيت الأبيض اتفاقي سلام مع إسرائيل في 15 أيلول 2020. وفي 23 تشرين الأول أعلن الرئيس الأمريكي عن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب في أعقاب موافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما انضم المغرب إلى قائمة الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل ليصبح مجمل عدد الدول العربية التي تمتلك علاقات معها ست دول.

وكان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، أعلن في 10 كانون الأول، أن المغرب أصبح الدولة العربية الرابعة التي طبعت في عام 2020 علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان. وكانت مصر أول دولة عربية وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979، ثم لحقها الأردن عام 1994.

5. صمم العلماء ”إنزيمات فائقة“ تأكل البلاستيك يمكنها تحليل المادة في أيام

تأثير المنتجات البلاستيكية على المحيطات أسوأ مما تتصور

قد لا يدرك الجميع مدى التأثير السلبي والكميات الهائلة التي تصدر عن البشر من المنتجات البلاستيكية التي غالبًا ما ينتهي بها الأمر في التربة لتستغرق عشرات السنوات قبل أن تتحلل أو في المحيطات فتؤثر على كافة أشكال الحياة على هذا الكوكب المتضر كفايةً أصلًا. وهنا يأتي الحل الجديد من باحثين في «مركز ابتكار الإنزيمات» في المملكة المتحدة و«المختبر الوطني للطاقة المتجددة» في كولورادو.

تقوم الإنزيمات المستحدثة بتفكيك نوع شائع من البلاستيك يسمى البولي إيثيلين تيريفثاليت PET المستخدم في الزجاجات ذات الاستخدام الفردي وكذلك الملابس والسجاد، فيعمل على تفكيكها إلى كتل بناءها الكيميائية الأولية.

عند استخدامها على نطاق واسع، يمكن لهذه الإنزيمات أن تفتت 300 مليون طن من البلاستيك الجديد الذي يصنعه البشر كل عام، مما يسمح للمصنعين بإعادة استخدام نفس البلاستيك مرات ومرات. في المقابل، يمكنهم تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري اللازم لإنتاج بلاستيك جديد، ومع تطوير انزيمات جديدة واستخدامها على نطاق واسع سيكون لهذا الاختراع أثر إيجابي جدًا على صحة كوبنا.

6. ظاهرة اقتران كوكبي المشتري وزحل ورؤية مذنب نيورايز

صورة حقيقية قبيل اقتران المشتري بزحل

في حدث فلكي نادر تراه مرة واحدة في العمر، التقى في 21 كانون الأول أكبر كوكبين في المنظومة الشمسية، المشتري وزحل، وسط سماء صافية فبديا وكأنهما كوكب واحد فيما يعرف بظاهرة الاقتران العظيم التي تتزامن مع الانقلاب الشتوي. ويحدث الاقتران حينما يتقاطع مسارا الكوكبين ويصبحان قريبين من بعضهما البعض لدرجة يظهران فيها في السماء كما لو أنهما يتلامسان، فيعطيان الانطباع بأنهما اندمجا ويسطعان ككوكب واحد.

يحدث اقتران المشتري وزحل مرة كل 19.6 سنة تقريبًا، غير أن هذه المرة تحمل لها خصوصية، إذ إن اقتران 2020 هو الأقرب منذ أوائل القرن السابع عشر. وسيقترب المشتري وزحل مرة أخرى بمثل هذا القرب في عام 2080، ولكن بحسب الرابطة الفلكية سيكون “من الصعب جدّا رؤية الحدث لأنهما سيكونان في شفق الفجر”. وكانت آخر مرة وقعت فيها هذه الظاهرة في عام 1623. وستكون المرة التالية التي يمكن رؤية هذه الظاهرة فيها في 24 آب عام 2414.

صورة هاتف محمول للمذنب ملتقطة من سوريا

كما شهدنا رؤية المذنب الجميل (نيوايز) بالعين المجردة في سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية لعدة أيام والذي لن نلقاه إلا بعد مرور 6.800 سنة قادمة.

7. تقدم كبير في علاج السرطان

اكتشف العلماء في 2020 كيفية “إيقاف” الجينات التي تجعل الخلايا السرطانية تنمو في اختراق علمي أسفر عن صفقة بقيمة 625 مليون دولار لمركز التكنولوجيا الحيوية الأسترالي المسؤول عن الاكتشاف مع شركة الأدوية العملاقة فايزر Pfizer.

وقد كان زوجان استراليان وراء الاكتشاف الأولي الذي أدى إلى ابتكار دواء جديد يدخل الآن في التجارب السريرية ويمكن استخدامه لعلاج سرطان الثدي والرئة والبروستاتا. ويستهدف الدواء الجديد فئة من الإنزيمات التي يجري افرازها بشكل مفرط أو تتضاعف في حالة السرطانات، مما يؤدي إلى الانتشار السريع للخلايا السرطانية.

يُعد اكتشاف هذا الدواء نتاج أكثر من عقد من البحث من قبل علماء أستراليين عملوا معًا في «مركز الأبحاث التعاونية لعلاج السرطان» CRC، فقد حاول العلماء في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 20 عامًا بناء عقاقير محددة تستهدف عائلة إنزيمات MYST، لكن العقار المُرشح من «مركز الأبحاث التعاونية لعلاج السرطان» هو أول من دخل مرحلة التجارب السريرية.

ولفت دكتور من شركة CTxONE المختصة في الأبحاث السرطانية الانتباه لأن بدء المرحلة الأولى من التجربة كان بمثابة تأييد للنموذج الأولي لعلاج السرطان هذا من مركز CRC. وقال: ”إنه مثال يحتذى على كيفية عمل المساهمين في مركز علاج السرطان CRC بشكل تعاوني لتحويل الأبحاث الطبية الأسترالية إلى علاجات ربما تكون هي الأولى في العالم لمواجهة السرطان.“

8. إزالة القنب من قائمة المخدرات الخطرة بعد تصويت من الأمم المتحدة

بعد استخدامه علاجيًا لآلاف السنين، أقرّ التصويت التاريخي في الأمم المتحدة العام الماضي أخيرًا القيمة الطبية للقنب وجرى إزالته من قائمة المخدرات الخطرة التي يتم وضع أشد الضوابط عليها. وقد جاء التصويت بعد توصية من خبراء في منظمة الصحة العالمية بأن لجنة الأمم المتحدة للمخدرات يجب أن تزيل المادة من القائمة الدولية للمخدرات الخطرة التي لا ينصح باستخدامها للأغراض الطبية.

قالت (آنا فوردهام)، المديرة التنفيذية للاتحاد الدولي لسياسة المخدرات: ”القرار الأصلي [من عام 1961] بحظر القنب يفتقر إلى الأساس العلمي ومتجذر في التحيز والعنصرية الاستعمارية. وقد تجاهل حقوق وتقاليد المجتمعات التي زرعت النبتة واستخدمتها للأغراض الطبية والعلاجية والدينية والثقافية لعدة قرون، ما أدى إلى تجريم الملايين وسجنهم في جميع أنحاء العالم“.

وعلى الرغم من الاعتراف بها الآن كدواء، لا تزال الماريجوانا محظورة للاستخدام غير الطبي، وفقًا للأمم المتحدة. إلا أن أكثر من 50 دولة حول العالم اعتمدت بالفعل برامج طبية تقوم على القنب. بالإضافة إلى ذلك، قامت كندا وأوروغواي و15 ولاية أمريكية بإضفاء الشرعية على استخدام القنب للأغراض الترفيهية، كما اقتربت المكسيك ولوكسمبورغ من تقنين المادة.

يعود استخدام القنّب طبيًا إلى زمن بعيد جدًا، حيث جرى الإشارة إلى استخدمه في الطب الصيني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكذلك في مصر القديمة واليونان القديمة.

9. كان عامًا رائعًا للتكنولوجيا أيضًا

مفاعل الصين بالاندماج النووي، الشمس الاصطناعية. صورة: Reuters

اغلب الاكتشافات التكنولوجيا لا تلقى الاهتمام الكافي عند حدوثها ولا نعرف أهميتها إلا بالتماس آثارها اللاحقة على العالم، وأما عام 2020 فلم يبخل علينا في هذا المجال وقد لا يسعنا حصر كل ما جاء فيه في فقرة واحدة لكننا سنذكر أهمها، فما بين تحقيق الصين للتفوق الكمومي بحاسوبها الخارق الأقوى بـ 10 مليارات مرة من حاسوب شركة غوغل إلى تطويرها لـ “شمس صناعية” كان هنالك الكثير.

فقد نجحت الصين في تشغيل مفاعل يعمل بالاندماج نووي للمرة الأولى بعد محاولات عالمية لعقود. ويستخدم المفاعل المتطور مجالًا مغناطيسيًا قويًا قادرًا على توليد حرارة تتجاوز 150 مليون درجة مئوية، أي نحو 10 مرات أكثر من حرارة نواة الشمس. ومن المفترض أن يمهد هذا الإنجاز التكنولوجي الطريق للطاقة النظيفة على نطاق واسع، على غرار الشمس الحقيقية.

كما أعلن «معهد ماساشوستس للتكنولوجيا» اكتشافه، بفضل الذكاء الاصطناعي، لمضاد حيوي فعال ضد البكتيريا المقاومة للأدوية. فباستغلال مكتبات رقمية تجمع ملايين الكتب، تمكنت البرمجية من العثور على التركيبة الفعالة، لا بل استغلت الآليات المستخدمة في المضادات الحيوية الموجودة حاليًا لتحدّ من خطر تأقلم البكتيريا مع هذه المضادات.

يشهد التصوير الطبي كذلك تقدما كبيرًا بإدماج أدوات التحليل والفحص الآلي، ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد لا يعوّض عن طبيب الأشعة المختص، فإنه سيجنبه ساعات طويلة من عدّ التشوهات ومميزاتها، مع التحقق من وجود مرض غير متوقع، وحقيقةً ليس هنالك حصر لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب.

وقد أعلن فريق الذكاء الصناعي لشركة «ديب مايند» التابعة لغوغل، قدرتها على التنبؤ بشكل البروتينات بفضل خوارزمية ذكاء اصطناعي، ويتوقع أن يؤدي هذا الحدث إلى تحسين العلوم الطبية الحيوية بشكل كبير، والسماح للأطباء بتطوير علاجات جديدة بشكل أسرع. وقال فريق «ديب مايند» إنهم كانوا قادرين على التنبؤ ببنية العديد من البروتينات الموجودة في فيروس كورونا، ويتوقع الفريق أن تسرّع الخوارزمية الوتيرة التي يمكن للأطباء من خلالها تحليل الأمراض الجديدة وتطوير العلاجات المحتملة بسرعة هائلة في المستقبل.

ودعونا لا ننسى التغير الذي حصل على صعيد العمل والتعلم عن بعد، إذ كرّست العديد من الدول خدماتها للإنترنت لدعم أنشطة العمل عن بعد، وتحسنت شبكات VPN، وتوفرت العديد من تطبيقات التواصل بالفيديو عبر الإنترنت، مثل تطبيق ZOOM. كما قدمت خدمات التعلم عن بعد عبر الإنترنت بديلًا للطلبة والدارسين بمختلف المراحل العمرية، و وفرت على 1.57 مليار طالب الحاجة للتنقل في ظل الجائحة. ومن الخدمات الإلكترونية التي شهدت ازدهارًا خدمات الترفيه الإلكتروني، حيث ازدهرت منصات الألعاب وبث الأفلام والمسلسلات والأعمال الموسيقية وغيرها.

10. صنع أسرع لقاح في التاريخ

صورة: Reuters

لم يسبق لعلماء الطب والأدوية منذ نشأة هذا المجال في التاريخ أن صنعوا لقاحًا لأحد الأمراض في أقل من سنة مثلما فعلوا في عام 2020 مع فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 الذي اجتاح العالم بداية العام وحصد أرواح الكثيرين وأوقف حياة جل سكان الكوكب.

فخلال عام واحد فقط تمكنت عدة دول من تطوير أنواع متعددة من اللقاح وبدأت بتطبيقها على المرضى، فمن لقاح فايزر/بيونتيك الأمريكي الألماني إلى لقاح موديرنا الأمريكي وسبوتنيك الروسي وسينوفاك الصيني وأكسفورد البريطاني. تعاون البشر جميعًا وتشاركوا المعلومات والبحوث وضافروا الجهود للوصول لاسرع لقاح عرفه البشر لجائحة اجتاحتهم.

بالطبع لا يزال هناك الكثير من الجدل حول فعالية اللقاحات، ولكن الناس بدأوا بأخذ جرعات منها وجاءت النتائج ايجابية، ما يعني أن العام القادم سيشهد نهاية فيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها في وقت لم نتوقعه أو نعهده من قبل.

مقالات إعلانية