in

ما فائدة تلك الفتحات أسفل أبواب المراحيض العمومية في الولايات المتحدة؟

صورة: Shutterstock

لا بد وأنك شاهدت في المسلسلات والأفلام الأجنبية أبواب المراحيض العمومية ذات الفجوات الكبيرة من الأعلى والأسفل (طبعاً إن كان فيلمك أو مسلسلك هذا مصور في الولايات المتحدة الأمريكية)، وعلى الأغلب أنك تساءلت عن سبب وجود تلك الفجوات، رغم مدى أهمية الخصوصية في مثل تلك الأماكن. فهذه الأبواب بفجواتها الكبيرة من الأعلى والأسفل والفتحات من الجوانب، تتيح لأي شخص فضولي، إن تمكن من الوقوف في المكان المناسب، إلقاء نظرة غير مرغوب بها.

لماذا لا يتم وضع أبواب عادية مكان تلك الأبواب الغريبة؟ إن كنت فعلاً مهتماً بجواب هذا السؤال الوجودي، ستجد في هذا المقال ضالتك! بل وجمعنا لك في هذا المقال معلومات أخرى غريبة عن تلك المراحيض العمومية في أمريكا. لنبدأ بسرد تلك المعلومات.

ما الفائدة من الفجوات أسفل الأبواب؟

هناك أسباب وجيهة دفعت الولايات المتحدة إلى ترك الفجوات أسفل الأبواب. صورة: Marcel Derweduwen/Shutterstock

قد لا يشعر المرء بالراحة داخل إحدى تلك المراحيض، لكن صدقني هناك جدوى لهذه الأبواب بهذه الشاكلة. فهي تضمن سير الدور بسلاسة، وتحول دون قيام أحدهم بأفعال غير مرغوبة أو مقرفة داخل المرحاض. لكن تبقى هناك بعض الحالات الشاذة لأشخاص، لا يردعهم كونهم مرئيين جزئياً لمن في الخارج، تتمثل في تركهم المرحاض في حالة مزرية، والموظفون المسؤولون عن التنظيف وراءهم خير شاهد على ذلك.

ومن ناحية أخرى، تتيح هذه الفجوات إمكانية معرفة المرحاض الفارغ دون الاضطرار للطرق على أبواب جميع المراحيض. نظرة سريعة من خلال تلك الفجوات السفلية تبين لك فيما إذا كان هناك مرحاض متاح.

تسهل الفجوات السفلية لهذه الأبواب عملية تنظيف الأرضيات أيضًا. هذه الفجوات مهمة لدواعي الأمان، فإن عانى شخص في الداخل من طارئة صحية ما، كفقدان الوعي مثلاً، فسيلاحظونه الآخرون بسهولة. وفي حال علق مستخدم هذه المراحيض داخل إحداها ولم تكن هناك فرصة لفتح الباب لسبب ما، فبإمكانه التسلل من إحدى تلك الفجوات كخيار أخير.

لذا بإمكانك التمييز تماماً فيما إذا كانت مشاهد فيلمك أو مسلسلك تصور في الولايات المتحدة أو في أوروبا من خلال ملاحظة تلك الفجوات. قد يرى البعض أن الخصوصية التي تتيحها الأبواب التي بلا فجوات تستحق الاستغناء عن الميزات التي تأتي بها تلك الفجوات.

على أي حال، هذا ليس الاختلاف الوحيد الذي يميز المراحيض على طرفي المحيط الأطلسي! فعلى شاطئه الغربي (في الولايات المتحدة) المراحيض تعتمد على الشفط للتخلص من مخلفات المرحاض على عكس المراحيض في الشاطئ الشرقي للمحيط الأطلسي (في أوروبا) التي تعتمد على دفع الماء للتخلص من مخلفاتها، ويعني ذلك أن الأنابيب في الولايات المتحدة التي تسحب الفضلات من سيفون المرحاض تكون أضيق من مثيلاتها في أوروبا. وهذا ما قد يؤدي إلى مشكلة في حال رمى أحدهم الأوساخ في حوض المرحاض (كالمناديل مثلاً)، وبالتالي هناك حاجة أكبر للمياه لتسليك الأنابيب في حال حصل أي انسداد من هذا النوع، وهذا ما يفسر أن خزانات المياه لمراحيض الولايات المتحدة أكبر منها من تلك التي في أوروبا.

ولأننا أتينا على ذكر انسداد المراحيض، ولن أدعوكم لتخيل هذا المشهد الكارثي الذي غالباً ما يتكرر في المراحيض العامة! لكني سأدعوكم للتفكير معي في كيفية معرفة واختيار المرحاض الأكثر نظافة، وذلك بالاستعانة بالعلم قليلاً!

ترى الدراسات أنّ المرحاض الأقرب لباب الحمام عادة ما يكون الأنظف، لأن معظم الناس يميلون لاستخدام المرحاض الأبعد. وربما قد تكون لاحظت ذلك بنفسك أيضاً! لذلك في المرة القادمة جرب استخدام أول مرحاض تمر به. لا يمكننا أن تأكيد نظافته دائماً، لكن حالته ستكون أفضل مقارنة بغيره.

تقول إحدى الدراسات أن المراحيض الموجودة قرب الباب تكون أنظف، في أغلب الأحيان، من المراحيض الموجودة في نهاية غرفة الحمام. صورة: Uli Seit/The New York Times

وعلى ذكر نظافة المراحيض العامة، فإن العديد مننا لا يثق تماماً بمن سبقه في استخدام المرحاض فيقوم بوضع عدة طبقات من المناديل الورقية على كرسي الحمام. لكن هل لهذا جدوى فعلاً؟

رغم أنها فكرة جلوسك عارياً في مكان جلس عليه شخص عارٍ قبلك قد تبدو مقرفة، لكن صحياً، لا جدوى من القيام بوضع تلك المناديل. فلا توجد أمراض تنتقل عن طريق أفخاذ البشر! هناك مرض واحد يمكن أن ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة وعليك أن تقلق بشأنه، وهو عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين CA-MRSA لكن لم يُبلّغ عن أي حالة عدوى بهذا المرض سببها تلوث المراحيض العمومية.

وبالمناسبة، أنت أكثر عرضة للإصابة بالجراثيم عندما تدفق الماء في حوض المرحاض بضغطك على زر خزان المرحاض، وخصوصاً إذا لم تغلق كرسي المرحاض. فالجراثيم ستنتشر في الهواء على ارتفاع 6 أمتار بهذه الطريقة. لذلك ينصح العلماء بإغلاق كرسي المرحاض قبل دفق المياه، ويفضل استخدام قدمك في الضغط على زر الخزان إن كان بإمكانك ذلك، لأن يدك ناقلة جيدة للجراثيم، فعليك تجنب محاولة أن تلمس بها قدر المستطاع الأسطح غير المرغوبة. وتأكد من غسلها بشكل جيدٍ دائماً.

في الحقيقة، إن تجفيف اليدين بالهواء الساخن بدلاً من تنظيفهما بالماء والصابون ليس أمراً عملياً، بل يترك الكثير من الملوثات على اليدين. صورة: Creative Commons

لنلقي نظرة على خارج المرحاض الآن. قد يرى البعض أن استخدامهم لمجفف اليدين الهوائي يجعلهم بمنأى عن الجراثيم التي قد تأتيهم من استخدام المناديل الورقية الموجودة في المراحيض العامة، لكن هل هذا صحيح؟

للأسف، الجواب هو لا، فدراسة لجامعة ليدز ترى عكس ما يظنه العديد منا، فالمجفف الكهربائي الذي يصدر الهواء الساخن يترك ملوثات أكثر مقارنة بالمناديل الورقية.

على أي حال، وجدت إحدى الاستطلاعات أن 60% من النساء تغسلن أيديهن بالماء والصابون بعد استخدامهن للمراحيض العمومية، وبالمقابل، فـ 30% فقط من الرجال يقومون بذلك. وهذا ما يفسر سبب استهلاك النساء وقتاً أكبر في المراحيض العمومية مقارنة بالرجال، طبعاً هذا إن لم نأتي على ذكر أن النساء قد يجدن أنفسهن في ظروف خاصة عند الدورة الشهرية، كما وتقع مرافقة الأطفال للمرحاض على عاتقهم غالباً، بالإضافة لكون المبولات الموجودة في مراحيض الرجال تساعد في اختصار الوقت وبالتالي التقليل من ازدحام المراحيض المخصصة للرجال.

هل تدري أين تقع أكثر المراحيض العمومية قذارة؟

تُعتبر مراحيض الطائرات أقذر المراحيض العمومية في العالم، وذلك لأنها تُنظف بصورة أقل. صورة: Angus Kidman/Escape

الجواب بسيط للغاية، هذه المراحيض تقع في الطائرات. نعم، فهذه المراحيض نادراً ما تُنظّف بشكل جيد ما بين الرحلات، ووجدت إحدى الدراسات أن مقابض أبواب المراحيض في الطائرات تحمل الإشريكية القولونية طوال الوقت.

يكفي استخدام المرحاض لساعة واحدة، سواء مراحيض الطائرات أو غيرها من المراحيض، لتلوث أرضيتها بنصف مليون خلية بكتيرية في كل إنش مربع. لكن العلماء يرون أن هذا الكم من البكتيريا رقم متواضع ولا يدعو للذعر. فجسمك يحمل نفس الكم من البكتيريا، وكذلك هاتفك المحمول. بالإضافة إلى أن معظم تلك البكتيريا في المراحيض تموت بسبب الجو المحيط بها.

على أية حال، يرى العديد من الناس أن هذا الحديث كله بلا جدوى، فهم لا يستخدمون المراحيض العمومية من الأساس. وهناك حوالي 17 مليون أمريكي يعانون مما يُعرف بمتلازمة المثانة الخجولة أو Paruresis والتي يعاني صاحبها من عدم قدرته على التبول في حال وجود الناس من حوله. ها نحن أخيراً قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا المجنونة لسبر أغوار المراحيض العمومية. هل وجدتموها مفيدة حقاً؟

مقالات إعلانية