in

إليكم قصة نجم اليوتيوب المشهور صاحب قناة PewDiePie.. والذي طلب منفذ العدوان على مسجدي نيوزيلندا من الناس متابعته

قال (فيليكس شيلبيرغ) صاحب قناة PewDiePie: ”أشعر بالغثيان والقرف مما فعله هذا المعتوه“.

دخل أشهر نجم على اليوتيوب والمدعو (فيليكس شيلبيرغ) صاحب قناة PewDiePie خضم أحداث ما جرى في نيوزيلندا، بعدما طلب المسلح الإرهابي من متابعيه –أثناء بثه المباشر لعمليته التي أفضت إلى مقتل العشرات من المصلين المسلمين– متابعة قناته على اليوتيوب. قال (فيليكس شيلبيرغ) بأنه شعر بالغثيان والقرف مما فعله هذا المعتوه في نيوزيلندا.

يملك (شيلبيرغ) 90 مليون متابع على منصة اليوتيوب، وعندما علم الشاب بهذا الأمر ظهر فوراً ليعلن أنه لم يدعم القاتل نهائياً وليس له أي يد فيما حصل، لا بل عبّر عن قرفه واشمئزازه من مجرد ذكر اسمه في فيديو البث المباشر الذي نشره، حيث كتب (شيلبيرغ) في تغريدة على موقع (تويتر) يوم الجمعة الماضي: ”أشعر بالغثيان لمجرد أن اسمي قد لُفظ على لسان ذلك الشخص المجرم، قلبي وعقلي مع الضحايا وعائلاتهم ومع كل شخص تأثر بهذا الهجوم المأساوي“.

إليكم قصة PewDiePie، وكيف أصبح أشهر شخصية محبوبة على اليوتيوب:

أصبح (فيليكس شيلبيرغ) مشهوراً بعد دخوله عالم الألعاب الإلكترونية.

فيليكس كيلبرغ
أغلب الفيديوهات التي يرفعها على اليوتيوب تتضمن محتوى يُظهره وهو يلعب الألعاب الإلكترونية ويعلق عليها. صورة: PewDiePie/YT

وُلد (شيلبيرغ) في السويد وبدأ قناته على اليوتيوب في عام 2010، في هذه الفترة كان هو طالباً جامعياً يسعى للحصول على شهادة جامعية في الاقتصاد وإدارة الأمور التكنولوجية، إلّا أنه ترك دراسته الجامعية في عام 2011 ليركّز جهوده على تنمية قناته على اليوتيوب لتصبح أكثر شهرة.

كانت فيديوهات (شيلبيرغ) الأولى –والتي تشّكل العمود الفقري لقناته– عبارةً عن فيديوهات تعّلق على ألعاب إلكترونية مختلفة خاصة المرعبة منها مع ردود فعل عليها، كما كان يقيّم الألعاب ويعطي وجهة نظره فيها، كما أنه كان يلعب مباشرة على قناته ليشاهده الملايين ويبدأ بإلقاء النكت والمزاح مع متابعيه.

مع ازدهار وارتفاع قيمته على اليوتيوب، تشعب ليدخل إلى عالم التعليقات الساخرة (الميمات).

(إيلون موسك) وهو يقيّم الميمات في قسم تقييم الميمات على قناة PewDiePie.
(إيلون موسك) وهو يقيّم الميمات في قسم تقييم الميمات على قناة PewDiePie. صورة: PewDiePie/YT

مع ارتفاع شهرة (شيلبيرغ)، بدأ وهجه يغطي مجتمع الإنترنت بالكامل، حيث عمد إلى إنشاء سلسلة على قناته دعاها «تقييم الميمات» أو Meme Review، وفيها يستعرض ميمات قام بتصميمها متابعوه ووضعوها على موقع (ريديت) على الرابط التالي r/PewDiePieSubmissions، ليبدي رأيه فيها ويلقي نكتاً عليها من خلال رفعه لفيديوهات تٌظهر هذا الأمر على قناته، كما أنه قد تعاون في إحدى المرات مع (إيلون موسك) و(بين شابيرو) للتعليق على الميمات في هذه السلسلة، وهو يدير مجتمعاً لمناقشة الكتب على موقع (ريديت) أيضاً.

جنى من خلال هذا ملايين الدولارات

(كيلبرغ) مع كتابه ”هذا الكتاب يحبك“ الذي نُشر في عام 2015.
(شيلبيرغ) مع كتابه «هذا الكتاب يحبك» الذي نُشر في عام 2015. صورة: Ben Stansall/AFP/Getty Images

الموقع الذي أصبح عليه (شيلبيرغ) على اليوتيوب لم يجلب له الشهرة فقط بل أيضاً الملايين من الدولارات، فتبعاً لمجلة (فوربس)، كان (شيلبيرغ) في المركز الـ9 بين أكثر الأشخاص الذين يجنون ثروات على اليوتيوب في عام 2018، فهو قد ربح من قناته في هذه السنة وحدها 15.5 مليون دولار، ونتيجة لشهرته يمكن أن يدفع له بعض الرعاة أو الشركات مبلغ 450 ألف دولار فقط ليُظهر منتجاً من منتجاتهم على قناته كمحاولة لتسويقها.

يتبرع (شيلبيرغ) ببعض مداخيله للأعمال الخيرية، فهو يتبرع بشكل متكرر لجمعيات تقوم بتوفير الماء النظيف في البلدان النامية، كما تبرّع أيضاً لجمعية Save the Children الخيرية المعنية بأمور الطفل والطفولة، وجمعية Product Red المعنية بالتوعية حول مرض الإيدز.

شنت على (شيلبيرغ) حملات شرسة تنتقد طريقة تعليقاته، التي اعتبرها الكثير منهم أنها متحيزة ضد النساء بل وعنصرية أيضا:

دفع (كيلبرغ) في إحدى المرات لرجلين 5 دولارات فقط لكي يرفعا لافتةً كُتب عليها عبارة ”الموت لكل اليهود“.
دفع (شيلبيرغ) في إحدى المرات لرجلين 5 دولارات فقط لكي يرفعا لافتةً كُتب عليها عبارة كراهية. صورة: PewDiePie/YT

لـ(شيلبيرغ) حس فكاهي ”شيطاني“، ومثله مثل العديد من رواد اليوتيوب الآخرين تتضمن الفيديوهات التي ينشرها مقالباً مثيرة وغريبة.

رأت عدة صحف أمريكية أن العديد من هذه الفيديوهات تحتوي على أقوال ونكت معادية للسامية، ففي أحد الفيديوهات يظهر (شيلبيرغ) وهو يستخدم خدمة (فايفر) ليدفع لرجلين هنديين مبلغ 5 دولارات مقابل أن يقوما برقصة وهما يحملان لافتةً كُتب عليها عبارة ”الموت لكل اليهود“.

في فيديو آخر يظهر رجل يرتدي ملابس يسوع المسيح ويقول: ”لم يفعل هتلر أي شيء خاطئ“، كما وضع (شيلبيرغ) في فيديوهات أخرى إشارة الصليب المعقوف التي ترمز للنازية ومقتطفات من خطابات هتلر أيضاً، كنوع من التأثيرات الكوميدية فقط على حد قوله وليس لأي هدف آخر.

بعد التقرير الذي نشرته الصحف سابقة الذكر، أنهت شركة (ديزني) اتفاقها مع (شيلبيرغ)، كما أنهت شركة غوغل أيضاً دعمها لسلسلة Scare PewDiePie، وأوقفت حملتها الدعائية التي كانت تتضمن إظهار منتجاتها في الفيديوهات التي تنشرها.

خرج (شيلبيرغ) ليصرح في منشور على موقع (تمبلر) بأنه لا يدعم المجموعات التي تُحرّض على الكراهية، كما أكد أن محتوى الفيديوهات التي يصنعها الترفيه فقط، وليس أي دافع أو سبب آخر. بعدها، اعتذر (شيلبيرغ) أيضا عن نكته التي كان يلقيها عن النازية، حيث قال في أحد الفيديوهات: ”أنا آسف عن الكلمات التي استخدمتها، أنا أعلم بأن بعض الناس اعتبروها كلمات هجومية، وأنا اعترف بأن الأمور اتجهت في اتجاه غير منطقي، أنا أؤمن بإمكانية إطلاق النكت على أي شيء في الحياة، ولكن يمكنني فعل ذلك بطريقة صحيحة أكثر دون أن أؤذي مشاعر الآخرين“.

في أحد المرات أيضا دخل (شيلبيرغ) في مشاجرة كلامية مع فتاة تنشر محتوى مشابه لمحتواه المتعلق بالألعاب الإلكترونية واسمها (نتاليا موغولون) والمعروفة على اليوتيوب باسم Alinity، ووصفها ”بعاهرة موقع تويتش“، كما سخر من اختيارها للملابس التي ترتديها في فيديوهاتها، حيث قال في أحد الفيديوهات: ”أنتِ تلعبين الألعاب الإلكترونية وأنت ترتدين أقصر تنورة على مر التاريخ، هل نُعتبر مذنبين إن نظرنا إليكِ بنظرة جنسية؟ أعلم بأنك لا تنظرين إلى نفسك وكأنك أذكى مخلوق على الأرض ولكنك بالطبع لست غبية لكي لا تلاحظي ما ترتدينه وما تفعلينه، إظهارك لملابسك الداخلية على الشاشات ليس ذنبناً، أليس كذلك؟“

شخصية (ألينيتي) اليوتيوبية في أحد فيديوهاتها. صورة: Alinity/YT
شخصية (ألينيتي) اليوتيوبية في أحد فيديوهاتها. صورة: Alinity/YT

استغل معارضوه الأمر وعلقوا على الحادثة أنه بكلامه هذا ينتقص من النساء ويتحيز ضدهن، حيث نشر أحد المطورين والمدعو (بسيان فانمان) على تويتر منشوراً قال فيه: ”سئمت من قصة حصول بعض الأشخاص الذين يملكون دماغاً طفولياً على المال نتيجة نشرهم لأمور مسيئة مثل هذه، سأحث المطورين الآخرين وسأصل إلى الجماهير التي تتبعه على قناته وسوف أقنعهم بالبدء بالابتعاد عنه بغرض حذف هذه المحتويات المسيئة التي جعلته مليونيراً“.

جدير بالذكر أن اليوتيوبر Alinity كانت فعلا تستغل منصة (تويتش) للترويج لعروضها ”الجنسية“ مقابل الحصول على التبرعات، وهو ما دفع بـ(شيلبيرغ) بالتعليق على الأمر.

يدير (شيلبيرغ) حملةً الآن ليبقى الأشهر على اليوتيوب.

فيليكس كيلبرغ
PewDiePie

تبعاً لموقع SocialBlade، يملك (شيلبيرغ) أكبر عدد من المتابعين على اليوتيوب ويتفوق على الشخص الذي يأتي ثانياً بعده، وهو المغني الكندي الشهير (جستن بيبر) بهامش كبير، فـ(جستن بيبر) لا يملك سوى نصف عدد المتابعين الذين يملكهم (شيلبيرغ)، نتكلم نحن هنا بالطبع عن قناة ترتكز على شخصية واحدة، ولكن من ناحية عدد المتابعين المتعلق بالقنوات مهما كان عدد مديريها فهناك قناة هندية الآن على اليوتيوب تنافس (شيلبيرغ) واسمها T-Series، فكلا القناتان تملكان الآن أعلى عدد من المتابعين على اليوتيوب.

لكي يعزز شهرته؛ عمد (شيلبيرغ) لإطلاق شعار ”تابعوا PewDiePie“، وبالإنجليزية ”Subscribe to PewDiePie“ الذي ساعده حقاً، ولكن في يوم الإثنين الماضي تمكنت قناة T-Series من التفوق بعدد المتابعين على (شيلبيرغ)، قبل أن يعود متابعو ومعجبو (شيلبيرغ) بقوة ليرفعوه ليستعيد مركزه الأول على اليوتيوب.

شجّع القاتل الذي ارتكب مجزرة نيوزيلندا على متابعة قناة PewDiePie وصرخ في بثه المباشر قائلاً: ”تابعوا قناة PewDiePie“.

رجل شرطة مسلح يلحق بالقاتل الذي أطلق النار على المصلين في مسجد النور في منطقة (كريستشيرش) في نيوزيلندا.
رجل شرطة مسلح يلحق بالقاتل الذي أطلق النار على المصلين في مسجد النور في منطقة (كريستشيرش) في نيوزيلندا.

صرخ القاتل المجرم الذي قتل المصلين في نيوزيلندا أثناء بثه المباشر وقال: ”اشتركوا بقناة PewDiePie“.

كان هذا الأمر واحداً من الأمور المتعلقة بثقافة الإنترنت التي أدخلها مطلق النار أثناء بثه المباشر في خضم المعمعة الحاصلة، وكما يبدو فالمجرم كان منخرطاً جداً في ثقافة الإنترنت.

يبدو أن مطلق النار كان متأثراً بالثقافة الإلكترونية التي كان ينشرها (شيلبيرغ)، وهذا يوجب علينا أخذ هذا الأمر بنحو فضولي، وعلى الرغم من قول (شيلبيرغ) بأنه شعر بالقرف من ذكر اسمه في فيديو الجريمة، ولكن ما استنتجه المحللون من هذا البث هو أن المجرم كان يحاول بشتى الطرق خلق بلبلة من خلال ذكر العديد من الأمور لكي تتشابك الأحداث مع بعضها ليثير أكبر قدر من المشاكل بين الثقافات في العالم.

يقول الصحفي (كيفين روزي) في جريدة نيويورك تايمز: ”كان فخاً صممه القاتل بعناية لكي يوقع الناس في شركه ولكي يجعلهم يتحدثون عن هذا الأمر بحرفيته بغرض التسبب في المزيد من المشاكل، لربما كان الهدف الرئيسي من هذا الفعل هو جر شخصيات مشهورة على الإنترنت للدخول في نزاعات وخلافات سياسية بغرض إثارة الفتن والتوترات الطائفية فقط لا غير“.

ما رأيكم في قناة (شيلبيرغ)؟ وما سبب ذكر المجرم لاسم القناة أثناء البث المباشر؟.. شاركونا آراءكم في التعليقات.

مقالات إعلانية