in

دخلك بتعرف ما هي أفضل وضعية للتغوط؟

فتاة تتغوط

حسنا أعزائي القراء، سنتناول في مقالنا اليوم على موقع ”دخلك بتعرف“ موضوعا كثيرا ما يتساءل حوله الناس من حول العالم، والذي يتمحور حول الطريقة المثلى لقضاء الحاجة أو ”التغوط“ بالمعنى الصريح، لنأمل أن يكون الناس يقومون بذلك على النحو الأصح على كل حال.

يتغوط الأشخاص العاديون بين مرة إلى ثلاث مرات يوميا، إلى مرة كل ثلاثة أيام، كما نراهن على أنك قد تكون سمعت أحدهم يقول بأنك تقوم بالأمر بشكل خاطئ، فهل يتعين عليك اتخاذ وضعية القرفصاء؟ أم الجلوس باعتدال؟ أم ماذا؟

وضعية القرفصاء ووضعية الجلوس عند التغوط
وضعية القرفصاء ووضعية الجلوس عند التغوط

من المرجح أن الأمر صحيحا عندما تقول بأن وضعية القرفصاء [على يمين الصورة في الأعلى] لدى قضاء الحاجة تساعد على تحسين حركة الأمعاء بشكل خفيف نوعا ما، لكن وعلى الرغم من ذلك، يرمي الناس إلى أن تغيير وضعية قضاء الحاجة خاصتك لن يحل جميع مشاكل جهازك الهضمي.

قضى البشر آلاف السنين وهم يتخذون وضعية القرفصاء في طرح فضلاتهم، ولم يكن حتى آخر مائة سنة فقط حيث بدأ الناس في البلدان الغربية من العالم بتبني المرحاض المرتفع (الكرسي)، وبدؤوا يتخذون وضعية الجلوس لدى التغوط بدل القرفصاء ”التقليدية“.

يقع هذا الجدل الكبير حول الوضعية المثلى للتغوط بسبب فكرة مفادها أن اتخاذ وضعية القرفصاء يساعد على ترتيب أعضائك الداخلية بطريقة سليمة، وذلك ما تطورت أجسامنا للقيام به خلال مسارها التاريخي التطوري.

في طريقها خارج جسمك، يتعين على الفضلات الصلبة أن تمر خلال المستقيم، ثم عبر قناتك الشرجية، هناك توجد عضلة تحيط بجهازك الهضمي بين هذين القسمين السابق ذكرهما تدعى بـ”العانية المستقيمية“، وعملها يقوم على مساعدتك على الإبقاء على البراز داخل الأمعاء عندما لا تكون تحاول التخلص منه إلى الخارج، فهي تقوم بشكل أساسي بإحداث زاوية بين المستقيم والقناة الشرجية، الأمر الذي يحدث ضغطا فوقيا على المستقيم، ويحبس كل شيء في الداخل ويمنعه من الخروج.

العانية المستقيمة
صورة: Peter Lamb/123rf

وعندما تقوم هذه العضلة بالارتخاء، يتمدد كل من المستقيم والقناة الشرجية على استقامة واحدة بشكل خفيف، وهو الأمر، الذي بمساعدة بعض العضلات الأخرى التي ترتخي، يقوم بالسماح لما بداخل أمعائك بمغادرة جسمك.

لا يبدو الأمر مفاجئا كثيرا أنه لم يتم إجراء الكثير من البحوث حول علم التشريح ومبدأ العمل الذي تقوم عليه عملية التغوط، لكن بعض الدراسات، الصغيرة نوعا ما، كانت قد خلصت إلى أن اتخاذ وضعية القرفصاء لدى القيام بذلك يساعد على وضع كل من المستقيم والقناة الشرجية على استقامة واحدة بشكل أفضل من وضعية الجلوس الحديثة.

أظهرت بعض الدراسات الأخرى أنه عندما يتخذ الناس وضعية القرفصاء لدى قضائهم لحاجتهم فإنهم يمارسون ضغطا أقل من أجل إخراج الفضلات، ومنه يقضون وقتا أقل داخل المرحاض، لكن، ومجددا، كانت هذه الدراسات كذلك دراساتٌ صغيرةٌ حيث اعتمدت إحداها في نتائجها على مشاركة ثمانية وعشرين متطوعا، والأخرى استعانت بستة متطوعين فقط، لذا سنكتفي بالقول بأن هذه الدراسات فيها نوع من الصحة بتحفظ، لكن دراسات أخرى أكبر وأشمل وأكثر تحكما يجب أن تقام من أجل اعتبار هذه النتائج حقائق علمية.

لكن إذا كانت وضعية القرفصاء تجعل الأمور أسهل لدى التغوط، فإنها على الأرجح تساعد كثيرا عندما يتعلق الأمر بالبواسير.

البواسير هي عبارة عن أوردة دموية متورمة قريبة من فتحة الشرج والمستقيم، وقد تكون مصدر ألم شديد وإزعاج وحكة كبيرين، كما قد تؤدي في بعض الحالات المستعصية منها إلى النزيف الذي قد يكون حادا في بعض الحالات المتقدمة.

يكون السبب الرئيسي والأكثر شيوعا في حدوث أزمة البواسير هو الضغط الكبير الذي يمارسه الشخص لدى التغوط، لذا إذا كانت وضعية القرفصاء تساعد على تخفيف الضغط فإنها قد تقلل من خطر الإصابة بتأزم البواسير، وتلك إحدى الفوائد التي يمكننا القول بمعرفتنا بها عن وضعية القرفصاء.

هناك بعض الشركات التي بدأت بإنتاج وبيع نوع من ”العتبات لوضع الأرجل عليها“ تساعدك على التغوط باتخاذ وضعية القرفصاء، حتى أنهم أحيانا يبالغون في القول بأن تلك الوضعية بإمكانها علاج أمراض حركة الأمعاء، أو حتى بعض السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي، لكنه، وللأسف الشديد، لا يدعم اداعاءاتها تلك أية أبحاث أو حقائق علمية.

شخص يعتلي مرحاضا
عتبة تساعد على اتخاذ وضعية القرفصاء لدى استعمال المرحاض الكرسي الحديث.

ينادي الخبراء على أنه إذا كانت حركة أمعائك طبيعية تماما فلا يوجد أي سبب فعلي يدعوك إلى تغيير وضعية قضاء حاجتك باتخاذ وضعية القرفصاء مثلا، كما أنه لا يوجد أي أذى قد تسببه وضعية القرفصاء كذلك، أما إن كنت سعيدا وراضٍ عن الوضعية التي ألفتها حتى الآن، فنحن نخبرك بأنه لا حاجة تدعوك إلى تغيير ذلك.

مقالات إعلانية