in

أسلحة الدمار الفاشل: 8 أسلحة نارية قديمة أثبتت فشلها

مدفع قصف من العصور الوسطى

الابتكار في صنع الأسلحة النارية أمر مهم جداً، وسبب رئيسي في مفاجأة العدو والانتصار في المعركة، لكن بعض الاختراعات كانت كارثية وغير مجدية على الإطلاق بسبب تصميمها الضعيف، أو مناورتها المعقدة.

اقرأ معنا هذا المقال وتعرف على ثمانية أسلحة فاشلة جداً استخدمتها جيوش مختلفة.

8. بندقية الفتيل أو الـMatchlock

بندقية الفتيل

كانت بندقية الفتيل أو ”الهركوبة“ باللغة العربية أول الأسلحة النارية الناجحة في التاريخ، ولكنها لا تخلو من الأخطاء، حيث كان الوقت اللازم لاستعمالها طويلاً جداً مما حد من نتائجها. يتم في البداية وضع جزء صغير من البارود في الوميض لتحميل السلاح، ثم سيغلق بعد ذلك. ينزلق بعدها المسحوق إلى الماسورة وتتبعه الرصاصة، وهناك توجد قطعة معدنية متقوسة تنزل للأسفل لإشعال البارود، وتحتك مع الفتيل الذي يجب أن يبقى مشتعلاً.

من الواضح أنك تحتاج إلى كميات كبيرة من الفتيل من أجل تشغيل هذا السلاح، ووفقا للتقديرات، فمحاولة تزويد آلاف الجنود بما يكفي منه أمر مكلف وغير منطقي.

في نهاية المطاف، تم استبدالها عند اختراع الزناد، ومن ثم اختراع بندقية الـFlintlock.

7. صاروخ (هيل)

صاروخ (هيل)

كان هذا الصاروخ السلاح المفضل لدى الجيش الأمريكي، لكنه عانى من عدة مشاكل، فطيرانه غير منتظم دائماً ويميل للانفجار قبل الوصول إلى الهدف، إذاً ما السبب في كونه سلاحاً مميزاً في تلك الفترة؟

صمم هذا الصاروخ عام 1844 من قبل المخترع الإنجليزي (ويليام هيل)، وكان للصاروخ قذيفة مستقرّة دوارة تنبثق عند الإطلاق من أنبوب معدني، كما تم وضع فتحات التهوية النفاثة –المتوضعة في زاوية معينة – في الجزء السفلي من الصاروخ. وتلك الفتحات هي المسؤولة عن الحفاظ على مسار الصاروخ حتى يبلغ الهدف.

للأسف، لم يعمل الصاروخ بكفاءة خاصة في الأوقات الصعبة، لذلك لم يُستخدم سوى مرات قليلة في الحرب الأمريكية المكسيكية والحرب الأهلية الأمريكية والحرب البريطانية في القرم.

كان الشيء الإيجابي الوحيد المتعلق بهذه الصواريخ هو الأثر النفسي الذي تحدثه في صفوف العدو، حيث يبدو أنه كان يرعب جنود الأعداء.

6. مدفع (فاندنبرغ)

مدفع (فاندنبرغ)

كان لمدفع (فاندنبرغ) مواسير متعددة، وكان قادراً على إطلاق النار باستخدام 451 ماسورة، تُحمل كل واحدة من هذه المواسير بشكل فردي عند الاستخدام، لذا كانت مهمة تعبئتها شاقة وصعبة وتتطلب الكثير من الوقت، وبالتالي كان السلاح كارثة حقيقية عند مواجهة العدو في أرض المعركة.

تم تصميم المدفع الطائر في ستينيات القرن التاسع عشر من قبل الجنرال (أوريجن فاندنبرغ)، وكان المدفع دقيقاً إلى حد معقول، أما سلبياته فكانت كثيرة: من الصعب حمل سلاح بهذا الحجم، أما تنظيفه فتلك مهمة أصعب، كما كان معدل إطلاق النار بطيئاً للغاية مما شكل خطراً على حياة الجنود الذين بقوا بدون تغطية مدفعية.

رفض الجيشان الأمريكي والبريطاني استخدام هذا المدفع، لكن الجنرال (فاندنبرغ) استطاع بطريقة ما بيع عدد قليل منه إلى الكونفيدراليين الأمريكيين في الحرب الأهلية.

5. قنبلة (هاينس) اليدوية

قنبلة (هاينس) اليدوية

إن أي خطأً في صناعة القنابل اليدوية قد يؤدي إلى انفجاء القنبلة بسهولة، مما يسبب ضرراً بالغاً.

صُنعت قنبلة (هاينس) اليدوية في أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر بقصد استخدامها من قبل جيش الاتحاد في الحرب الأهلية الأمريكية. بُنيت القنبلة من كرات معدنية مجوفة مملوءة بالمتفجرات، واحتوت أيضاً على 10 إلى 14 نتوءاً معدنياً مغطاة في النهاية بكبسولة القدح الحاوية على البارود.

في حالة ما اصطدمت القنبلة بأي سطح صلب، ستنفجر الكبسولة وينفجر السلاح بأكمله، وهنا تكمن المشكلة: ألا وهي سهولة الانفجار، لذا لم يتم استخدامها بشكل رسمي في المعارك والحروب.

هنالك نموذج آخر يدعى قنبلة (كيتشوم) اليدوية التي تتميز بكونها مناسبة للاستخدام في المعارك، وبالفعل تم استخدامها في عدة معارك في (بيتسبرغ) و(فيكسبورغ).

4. بندقية الـChauchat

بندقية الـChauchat

استُخدمت البندقية لأول مرة من قبل الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى، وعرفت منذ ذلك الحين بكونها أسوء بندقية رشاشة خفيفة حتى الآن. تتوقف البندقية عن العمل عندما تسخن، ولن تستطيع استخدامها بشكل فعال حتى تبرد من جديد وتعود إلى حجمها الأصلي.

إن التصميم السيئ والشكل المنحني الغريب للبندقية والفواصل الكثيرة تسببت في تعطل السلاح، خاصة عند استخدامه في الخنادق. كما كانت البندقية خطراً كبيراً على حياة الجنود الذين يستخدمونها، لذا لم تكن Chauchat بندقية معقدة وكارثية فحسب، بل غير فعالة على الإطلاق.

3. مدفع ”القصف“ Bombard

مدفع ”القصف“ Bombard

كان هذا المدفع سلاحاً مدمراً بلا شك، لكن حجمه الضخم جعل من المناورة أمراً صعباً، أما تحميله بالقذائف فكان عملاً شاقاً يتطلب الكثير من الوقت.

إنه أحد الأسلحة الضخمة التي استخدمت منذ العصور الوسطى، استُخدم وقتها لإطلاق قذائف ضخمة منحوتة من الحجر الصلب. كانت النماذج الأولى من المدفع فعالة جداً في اختراق جدران القلاع والحصون، حتى لو انفجرت قذائف المدفع الحجرية بسهولة عند اصطدامها بالجدران.

يصل وزن القذيفة الواحدة إلى آلاف الكيلوغرامات، وهذا وزن القذيفة بدون المدفع، لذلك أصبح نقل السلاح عملاً شاقاً، والهدف منه غير فعال.

تم استبدال المدفع الضخم بمرور الوقت عن طريق استخدام مدافع أصغر حجماً لتسهيل عملية النقل، كما استخدمت قذائف أسرع وأكثر دقة.

2. رشاش M50 Reising

رشاش M50 Reising

استخدم هذا السلاح من قبل سلاح البحرية الأمريكية أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، وكان الهدف الأساسي منه تعويض النقص الحاصل في أسلحة Thompson التي لم تتمكن البحرية الأمريكية من تصنيع أعدادٍ كافية منها.

كان السلاح أرخص ثمناً وأخف وزناً، لكنه لم يملك الكفاءة المرجوة منه على الإطلاق، ولم يكن مناسباً أبداً للظروف البيئية التي استُخدم فيها، حيث كانت قوات جنود البحرية تقاتل، فكان من السهل جداً أن يعلق الرمل في الرشاش مما يسبب توقفه عن العمل، وتصبح عملية تنظيفه صعبة للغاية.

لم تكن أجزاء الرشاش قابلة للتبديل، حيث صُنع كل جزء يدوياً، لذا كان على الجنود تنظيف أسلحتهم أثناء الاستخدام حتى لا يتعطل الرشاش أثناء الحرب.

استاء جنود البحرية الأميركية جداً من رشاشات M50 Reising، وتوجد عدة وثائق تشير إلى حالات معينة قام فيها الجنود بإلقاء أسلحتهم النارية في الماء احتجاجاً على سوء التصنيع.

1. المدفع مزدوج الماسورة

المدفع مزدوج الماسورة

ابتكر (جون جيليلاند) المدفع المزدوج للجيش الكونفدرالي الأميركي في عام 1862، ويمكن لهذا المدفع المزدوج الماسورة إطلاق قنبلتين متصلتين في نفس الوقت. تبلغ تكلفة تصنيع القنبلتين نحو 350 دولاراً فقط، وهو مبلغ زهيد جداً.

المشكلة في هذا السلاح أن القنبلتين لا تخرجان معاً من المدفع عند الإطلاق، ونادراً ما كانت قذائف المدفع دقيقة، سواء في وقت الإطلاق أو عند الوصول إلى الهدف، وخلال الفترة التجريبية لكفاءة السلاح، أخطأ المدفع في إصابة معظم الأهداف، حيث تسبب في قطع الأشجار ودمر مدفأة أحد المنازل، كما تسبب في هلاك إحدى الأبقار.

لذا، وعلى الرغم من إصرار السيد (جيليلاند) أن سلاحه فعال وقادر على أداء مهامه، اعتبرت الحكومة الكونفيدرالية المدفع فشلاً ذريعاً، وقررت بالتالي عدم استخدامه في المعركة بتاتاً، وبالفعل لم يتم استخدام المدفع مطلقاً، ويقبع المدفع اليوم خارج ساحة بلدية (أثينا) في ولاية (جورجيا) الأميركية.

مقالات إعلانية