in

تعرّف على هذه الشخصيات التاريخية الـ17 التي أثبتت أن محاولة اغتيالها ليست بالأمر السهل على الإطلاق

غريغوري راسبوتين، إحدى الشخصيات التي نجت من عدة محاولات اغتيال، كالتسميم والطعن وإطلاق الرصاص. صورة: gettyimages

النهاية أمر حتمي لا مفر منه، وليس باستطاعتنا (حتى الآن على الأقل) أن نعيش إلى الأبد، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن للمرء التحايل على القدر وتأجيل يوم وفاته ليوم آخر في المستقبل البعيد، فعلى مر التاريخ، تمكن العديد من التملص من ”ملاك الموت“ عندما ظهر لهم، حيث تمسكوا بالحياة حتى آخر رمق، بعضٌ منهم شخصيات مشهورة، والبعض الآخر معروف بسمعته السيئة، جميعهم واجهوا الموت لمرات عديدة ورفضوا الخضوع له، وفي النهاية جميع الأشخاص الذين سنذكرهم في هذا المقال تقبلوا المصير الحتمي في النهاية، وفشلوا في إبعاده عنهم بعدما نجحوا في ذلك لمرات عديدة طوال فترة حياتهم.

كان هناك بعض الناجين من الموت الذين خاضوا تجربة (الضوء الساطع، الشعور بالسلام، رؤية اليسوع المسيح، وما إلى ذلك) لكن هذه التجربة ليست قضيتنا، بل إننا سنركز على المرات التي واجه بها هؤلاء الأشخاص الموت ورفضوا الخضوع له، وتمكنوا من النجاة منه وخلفوا ورائهم بصمات أخرى في عالم الأحياء منا. فيما يلي بعض الأمثلة عن هذه الشخصيات:

1. تُليت صلوات ما قبل الموت على (جون فيتزيجيرالد كينيدي) لما لا يقل عن 5 مرات في حياته:

جون فيتزجيرالد كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة. صورة: Wikimedia Commons

لا تزال قضية اغتيال الرئيس الأمريكي (جون ف. كينيدي) تثير الجدل حتى بعد مرور 50 عاماً على اغتياله. تُليت صلاة الموت الكاثوليكية الأخيرة على الرئيس (كينيدي) أثناء توجده في غرفة الطوارئ في مستشفى (باركلاند)، ولكن تتضارب الروايات على هذا الأمر أيضاً، حيث قال البعض أن الرئيس قد توفي أثناء تلاوة الصلوات وليس بعدها. على أي حال، لم تكن هذه المرة الأولى التي تُتلى فيها صلوات الموت الأخيرة عليه. على الرغم من أن الموت قد تمكن منه في (دالاس)، إلا أنه قد كان طريدة له طوال حياته، قرع الموت بابه للمرة الأولى في سن مبكر، حيث أُصيب بالحمى القرمزية وبقي في مستشفى بوسطن، كانت هذه المرة الأولى التي يواجه (كينيدي) فيها الموت وينجو منه.

تُليت صلوات ما قبل الموت 5 مرات على (كينيدي) خلال الـ 46 عاماً التي عاشها، ولكن هذه المرات الخمس لم تكن المرات الوحيدة التي واجه فيها الموت. فخلال الحرب العالمية الثانية، تمكن (كينيدي) من النجاة بعد أن قام اليابانيون بإغراق زورقه، ولكن على الرغم من الإصابات الشديدة التي لحقت به، إلا أنه كان عازماً على إنقاذ أفراد طاقمه باستثناء اثنين.

خلال حياته، حارب (كينيدي) مرض الملاريا وداء أديسون وآلام الظهر المزمنة التي قادته نحو غرفة العمليات الجراحية والغيبوبة والاضطرابات المعوية والألم المزمن. حيث أُصيب بمرض أديسون أثناء تواجده في اليابان، حينها وصلت درجة حرارته إلى 41 درجة مئوية، عندها تُليت صلاة ما قبل الموت عليه أيضاً، ولكنه تمكن من العودة والشفاء. بصرف النظر عن الحدث المأساوي الذي أصابه في (دالاس)، إلا أن (جون كينيدي) كان رجلاً قوياً من الصعب قتله.

2. نجا الراهب الروسي (غريغوري راسبوتين) من محاولات الاغتيال التي طالته في مناسبات عديدة:

غريغوري راسبوتين. صورة: Wikimedia Commons

كان الرجل الذي عرف عبر التاريخ باسم (الراهب المجنون) عضواً ذا نفوذ في بلاط القيصر (نيكولاس الثاني)، بعد أن تمكن من إقناع زوجته (الكسندرا) بامتلاكه القدرة الشافية لعلاج ابنها (أليكسي) من مرض الناعور. كانت وجهات نظره في الأمور المتعلقة بالخلاص مثيرة للجدل، حيث أكد أن الخطيئة جزء ضروري من الوجود، واعتقد أن الخطيئة هي التي تقود الشخص إلى التوبة. وكانت الخطايا بالنسبة له متمثلة بالجنس المحرم وشرب الخمر والثمالة، كما ساهمت أفكاره ومعتقداته في تعريضه للعديد من محاولات الاغتيال في حياته، ففي إحدى المرات تعرض للطعن وأصيب بجروح خطيرة. ذكرت المرأة التي هاجمته أن نزعاته الجنسية هي التي دفعتها للاعتداء عليه ومحاولتها لقتله.

نجا (راسبوتين) من محاولة تسميمه عن طريق وضع سم السيانيد في قطعة الكعك، حيث كان يقوم بتغميس الكعك بالشاي والنبيذ وبالتالي انتقل السم لمشروباته أيضاً. تعرض (راسبوتين) لإطلاق النار ثلاث مرات، في إحدى المرات أطلق النار عليه من مسافة قريبة للغاية حيث أصيب بجبهته. اعتقد مغتالوه أنه قد مات لذلك قاموا بتقييده وإلقاء جثته في نهر (مالايا نيفكا) البارد.

عندما تم العثور على جثته في النهر المتجمد بعد شهر من اغتياله، لم تكن يداه مقيدتان، مما يشير إلى أنه كان لا يزال حياً عند القائه في النهر على الرغم من إصابته بطلق ناري، وجروح الطعنة، والإصابات الأخرى التي تعرض لها كالضرب المبرح وجرعة السم الكبيرة. أسفرت التحقيقات اللاحقة التي أجراها المؤرخون عن ظهور تقارير وآراء متضاربة حول وفاة (راسبوتين)، لا يزال هذا الجدل حول موته مستمراً، لكن يُعتقد أن الموت قد استغرق بعض الوقت للتغلب عليه.

3. كان (سام باتش) أول أمريكي مشهور بجرأته المتهورة:

قبر سام باتش.

بدأ (سام باتش) مسيرته المهنية صغيراً عندما أدى قفزة متهورة من ارتفاع عالٍ في (رود آيلاند). في وقت لاحق عندما كان لا يزال شاباً في مدينة (باترسون) في ولاية (نيوجيرسي)، اعتمد (باتش) على القفز في زيادة دخله، حيث كان يقفز من أعلى الجسور وصواري السفن الراسية والمباني المرتفعة، كما كان يقفز من أعلى الشلالات. وفي عام 1827، قفز (باتش) من أعلى شلالات (باسييك) التي يزيد ارتفاعها عن 20 متر، أدى هذه القفزة مرتين، وجذب نحوه حشوداً كبيرة من الناس وجمع الكثير من الأموال. في عام 1829، قفز (باتش) بنجاح من منصة أقيمت فوق أعلى وأشهر الشلالات الأمريكية، شلالات (نياجرا)، كانت هذه المحاولة ناجحة لذلك قرر إعادة القفزة في شهر أكتوبر.

بعد مرور ثلاثة أسابيع، حاول (باتش) القفز من أعلى شلالات نهر (جينيسي) بالقرب من (روتشستر)، ولحسن الحظ نجح في أداء هذه القفزة لكن الحشد كان أقل من المتوقع، عندها قرر (باتش) تكرار هذه القفزة في يوم الجمعة الواقع في 13 نوفمبر عام 1829 ولكن هذه المرة من منصة أعلى يبلغ ارتفاعها 38 متر. كانت طريقة سقوطه في مياه الشلال مختلفة قليلاً وغريبة، حيث لم يسقط على قدميه كما جرت العادة، أشارت بعض التكهنات أنه قد يكون انزلق قبل أن يستعد بشكل جيد، تم استخراج جسده المتجمد من (جينيسي) في الربيع التالي. وأطلق الرئيس (اندرو جاكسون) على أحد خيول القفز الخاص به اسم (سام باتش) لتخليد وتكريم ذكراه. في أواخر القرن العشرين، أصدرت شركة (روتشستر) لصناعة الجعة نوعاً من البيرة يحمل اسمه تكريماً لـ (سام باتش).

4. نجا (هوارد هيوز) من حادثتي تحطم طائرة:

هوارد هيوز.

نَظَر الناس إلى (هوارد هيوز) على أنه رجل متهور، كما كان نابغة في صناعة الطائرات، واشتهر بأفكاره التجريبية وغالباً ما كانت أفكاره المتعلقة بتصميم الطائرات وأدائها مثيرة للجدل. في شهر مايو من عام 1943، كان (هيوز) يقوم بتجربة الهبوط المائي للمروحية البرمائية (سيكورسكي) وذلك كنوع من التحضير لأداء تجربة مماثلة على طائرته (H-4 Hercules) الشهيرة التي تعرف اليوم باسم (Spruce Goose). على الرغم من الظروف شبه المثاليه لهاتين التجربتين، إلا أن طائرة (سيكورسكي) قد تحطمت في بحيرة (ميد)، مما أسفر عن مقتل اثنين من الركاب على متنها وإصابة (هيوز) بجروح خطيرة. لم يقف هذا الحادث في وجه إصرار وعزيمة (هوارد هيوز) في مواصلة حياته المهنية كطيار، على الرغم من أن فضل نجاته من هذه الحادثة يعود لركاب آخرين كانوا على متن الطائرة معه.

بعد مرور ثلاث سنوات، وأثناء تحليق (هيوز) بالطائرة التجريبية (XF-111)، وهي طائرة استطلاع أولية، تعرض (هيوز) لحادث تحطم آخر بالقرب من نادي (لوس أنجلوس) الريفي، نجم عن هذه الحادثة تدمير ثلاث منازل قبل اندلاع النيران فيها، كما امتدت ألسنة النار إلى منزل آخر حين تمكن (هيوز) من تحرير نفسه من الطائرة. ونتيجة لذلك، عانى (هيوز) من تحطم القفص الصدري، لذلك تم نقل قلبه للجانب الأيمن من قفصه، بالإضافة للعديد من العظام المكسورة والحروق البالغة. اعتبر الأطباء شفاءه الذي استغرق عدة أشهر معجزة حقيقية، واعترف (هيوز) أن فضل شفاءه يعود لشربه عصير البرتقال الطازج. كما قام (هيوز) لاحقاً بإطلاق شاربيه وذلك ليغطي الندبة القبيحة على طول شفته العليا.

5. تمكن (دوغلاس بادر) من الهروب من العديد من معسكرات أسرى الحرب الألمانية بالرغم من فقدانه ساقيه:

دوغلاس بادر. صورة: Wikimedia Commons

كان (دوغلاس بادر) طياراً طائشاً في سلاح الجو الملكي البريطاني بين الحربين العالميتين، وكان معروفاً بقيامه بالمناورات والاستعراضات الجوية التي تعرف بخطورتها. وفي عام 1931، أثناء خوضه إحدى هذه المناورات، تحطمت طائرة (بادر) وأصيب إصابات بالغة وضعت الجراحين أما خيار واحد وهو بتر ساقيه، واحدة من فوق الركبة والثانية من أسفل الركبة. بعد تعافيه، سعى (بادر) إلى العودة إلى الطيران مدعياً أن دنوه من الموت قد منحه رؤية لا تقدر بثمن بالنسبة للطيارين الأصغر سناً، لكن تم رفض طلب انضمامه حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية وزاد الطلب على الطيارين. لذا تم استعداءه، وحلق بطائرته فوق الأجواء الفرنسية، وتمكن من تدمير طائرة واحدة حيث ساعده خطأ ارتكبه طيار العدو أثناء محاولة إقلاعه، وأصيب (بادر) بجرح في الرأس ولكن واصل الطيران.

رُقي (بادر) إلى رتبة قائد جناح، كما أصبح واحداً من أنجح الطيارين في سلاح الجو الملكي البريطاني قبل أن يتم إسقاطه هو وطائرته على يد القوات الألمانية. على الرغم من صعوبة الحركة التي فرضتها عليه ساقيه الاصطناعيتين، إلا أنه حاول الهرب مرات عديدة (حاول في إحدى المرات صنع حبل من الشراشف وتمديده للهروب من نافذة المستشفى)، أزعجت محاولات الهرب هذه الألمان لدرجة أنهم أرسلوه إلى قلعة (كولديتز). بعد انتهاء الحرب وتحريره من قبل الجيش الأمريكي، عاد (بادر) إلى سلاح الجو الملكي البريطاني حتى تقاعده، ومارس السياسة بعد ذلك، وفي النهاية، عمل كمسؤول تنفيذي في صناعة الطائرات البريطانية. لكن في نهاية المطاف، مات (بادر) جراء اصابته بنوبة قلبية عام 1982.

6. أثبت القرصان (بلاك بيرد) أنه ليس من السهل قتله:

رسم للقبطان المعروف باسم ”اللحية السوداء“. صورة: Hulton Archive/Getty Images

كثيرة كانت حكايات القرصان (إدوارد تيتش)، في بعض الأوقات كان يطلق عليه اسم (ثاتش)، وغالباً ما كانت هذه الحكايات عبارة عن مزيج من الواقع والخيال. لا شك أنه كان شخصية مخيفة عبر التاريخ، كما يُحكى أنه احتجز مدينة (تشارلستون) بأكملها شمال (كارولينا) كرهينة لفترة من الزمن، مستخدماً سمعته السيئة والمخيفة لإخضاع قيادات المدينة تحت أمرته. كان شرساً أثناء المعارك، كما أنه لم يكن رحيماً مع معارضيه، وزاد من شراسته ورهبته مظهره المخيف ولحيته السوداء الطويلة والتي كان يضفرها بفتيل بطيء الاحتراق. كان رجلاً ذو بنية قوية، وكان يحمل معه ستة مسدسات والعديد من السكاكين، كان يجسد صورة للخوف والرعب لأي شخص يتجرأ على الوقوف في طريقه.

خلال معركته الأخيرة التي خاضها ضد الملازم (روبرت ماينارد) وطاقمه، تم عزل (بلاك بيرد) عن رجاله ومحاصرته، وعلى الرغم من تحطيم سفنه الضخمة عند هجوم سفن (ماينارد) الخفيفة، إلا أنه أُصيب بجروح عديدة ناجمة عن إطلاق النار والأسلحة البيضاء.

سقط (بلاك بيرد) على سطح السفينة ملطخاً بالدماء عدة مرات، لكنه كان يعاود الوقوف على قدميه ومواصلة القتال. سقط (بلاك بيرد) مرة أخرى، إلا أنه في هذه المرة لم يهم بالوقوف سريعاً بل بقي متمدداً على سطح السفينة إلى أن اقترب منه أحد الأعداء وقطع رأسه. بعد فحص جثة (بلاك بيرد) تبين وجود 20 طعنة سيف، وما لا يقل عن 5 جروح ناجمة عن طلقات الرصاص، فضلاً عن ضربات الهراوة. تم رمي جثته في البحر وتعليق رأسه على صارية السفينة الأمامي وذلك كدليل على أن رجال (ماينارد) قد قتلوا القرصان (بلاك بيرد)، وبالتالي يحق لهم الحصول على مكافأة.

7. حارب (لاتشيمان غورونغ) بيد واحدة بعد فقدانه ذراعه جراء قنبلة يدوية:

يظهر اسم لاتشمان في هذا النصب التذكاري في لندن. صورة: Wikimedia Commons

على الرغم من عدم توافق طول (لاتشيمان غورونغ) البالغ 125 سم مع معايير الطول المطلوبة للانضمام للجيش قبل الحرب العالمية الثانية، إلا أنه تمكن من الانضمام للجيش البريطاني الهندي عام 1940. كان (غورونغ) متمركزاً في نقطته العسكرية برفقة وحدته في الـ 12 من شهر مايو عام 1945.

في اليوم التالي، هجم أكثر من 200 من المشاة اليابانيين المسلحين بالرشاشات الثقيلة على (غورونغ) ورفاقه أثناء تواجدهم في الخنادق الدفاعية. سقطت 3 قنابل يدوية في موقع (غورونغ)، تمكن من إعادة قنبلتين للعدو قبل انفجارهما لكن القنبلة الثالثة انفجرت في يده اليمنى، فقد (غورونغ) أصابعه وتهشم الباقي من ذراعه اليمنى، فضلاً عن إصابته بجروح بالغة في جسمه، كما أصيب رجلان معه في الخندق بجروح خطيرة.

على الرغم من فقدانه لذراعه اليمنى، إلا أنه واصل القتال وحمل بندقيته وأطلق النار بيده اليسرى، وذلك لصد الهجمات اليابانية التي استمرت طوال الليل وفي اليوم التالي. تمكن (غورونغ) من إصابة 31 جندياً يابانياً أثناء الهجوم. عندما تم اسعافه في اليوم التالي، اشتكى (غورونغ) للجنود الذين عثروا عليه من الذباب الذي كان يحط على ذراعه المهشمة. للأسف خسر (غورونغ) يده اليمنى بالإضافة لعينه اليمنى، ولكنه بقي في الجيش حتى عام 1947.

حصل على جائزة (فيكتوريا كروس) لتكريمه على أفعاله البطولية في شهر مايو عام 1945، وعاش لمدة 65 عاماً آخراً بعد هذه الحادثة، أُصيب (غورونغ) بالتهاب رئوي وتوفي عام 2010 عن عمر يناهز الـ92 عاماً.

8. كلف زحف (أليكسي ماريسيف) مسافة 18 ميلاً خسارة ساقيه الإثنين:

أليكسي ماريسيف.

بدأ (أليكسي ماريسيف) مسيرته القتالية كطيار حربي مع السلاح الجوي السوفييتي في أغسطس عام 1941، بينما كانت ألمانيا تتوغل داخل الأراضي الروسية. حقق (ماريسيف) أربع عمليات قتل جوية ناجحة قبل أن يتم إسقاطه هو وطائرته في أبريل عام 1942 خلف الخطوط الألمانية. أصيبت ساقاه بجروح خطيرة، وعلى الرغم من رصد الألمان لموقع طائرته أثناء هبوطها على الأرض، إلا أن هذا الطيار الروسي قد تمكن الهرب من الـ(فيرماخت) ”قوة الدفاع الألمانية“.

كانت الثلوج الكثيفة تغطي الغابات الروسية ودرجات الحرارة منخفضة للغاية، ولكنه استمر بالزحف ببطئ على الرغم من ساقيه المكسورتين والطعام القليل. استغرق الأمر منه 18 يوماً من التعذيب حتى تمكن من الوصول إلى بر الأمان.

خضع (ماريسيف) لعملية بتر خسر فيها ساقيه الاثنين من الركبة، لم يحبط هذا الأمر من عزيمته للعودة إلى الطيران، حيث استغرق الأمر عدة شهور حتى يتأقلم على المشي والحركة بأطرافه الاصطناعية. بعد ذلك، عاد إلى القوات الجوية، وحلق في السماء عام 1943 برفقة إحدى الوحدات القتالية. وبحلول ذلك الوقت، كانت القوات السوفييتية تتفوق على القوات الألمانية.

في شهر أغسطس من ذلك العام، تمكن (ماريسيف) من إسقاط ثلاثة من مقاتلي الخطوط الأمامية في مواجهات جوية فردية. وعند نهاية الحرب، كان (ماريسيف) قد أسقط 11 طائرة، فحصل على أعلى جائزة قتالية من الاتحاد السوفياتي، ولا يزال بطلاً في روسيا في القرن الحادي والعشرين. للأسف، توفي (ماريسيف) عام 2001 عن عمر يناهز الـ 84.

9. نجا (ليون تروتسكي) من عدة محاولات اغتيال في حياته قبل موته:

ليون تروتسكي.

كان (ليون تروتسكي) من الماركسيين الذين ارتكبوا خطأً جسيماً بخلافهم مع (جوزيف ستالين)، الأمر الذي دفعه إلى الفرار من الاتحاد السوفياتي. ولكن سببت محاولاته لنشر الفكر والمعتقدات الشيوعية في الدول الأخرى نفيه من الدول المضيفة، وكانت الولايات المتحدة واحدة من ضمن هذه الدول المضيفة في مرحلة ما. ففي عام 1936، عُقدت محكمة عامة في الاتحاد السوفياتي بتحريض من (ستالين)، حيث اعترف وقتها العديد من الشهود بأنهم شاركوا بالتآمر مع (تروتسكي) لقتل (ستالين). فأمر (ٍستالين) الشرطة السرية السوفياتية والمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية NKVD بالقضاء على (تروتسكي).

كان (تروتسكي) يعيش في ذلك الوقت في المكسيك، وكانت حالته الصحية متدهورة. وفي عام 1939، خطط (ستالين) لمحاولة اغتيال (تروتسكي) ولكنها فشلت، كما خطط عملاء المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (NKVD) لمحاولة اغتيال أخرى مستخدمين ثلاث فرق مختلفة، إحدى هذه الفرق بقيادة العميل السري (رامون ميركادر).

في 24 مايو عام 1940، وقعت محاولة اغتيال أخرى، تمكن (تروتسكي) من النجاة منها بدون أن يصاب بأذى، حيث تمكن حراسه الشخصيين من رصد المهاجمين. أصيب حفيد (تروتسكي) خلال هذه المحاولة كما أصيب أحد حراسه من قبل المهاجمين ثم مات. وفي شهر أغسطس عام 1940، هاجم العميل السري (ميركادر) منزل (تروتسكي) وكان سلاحه المفضل هو الفأس، فضرب (تروتسكي) بفأسه ولكنه فشل في قتله.

رد (تروتسكي) على مهاجمه بالبصق عليه ومصارعته، وتمكن من كسر ذراع (ميركادر) أثناء المشاجرة. لكن توفي (تروتسكي) بعد 24 ساعة فقط وذلك إثر فقدانه الكثير من الدماء جراء ضربة الفأس الفاشلة. تضاربت آراء مؤرخي الاتحاد السوفياتي حول عدد المرات التي تعرض فيها (تروتسكي) للاغتيال، ولكن صرح (ستالين) أنه قد أمر بعشرات المحاولات.

10. نجا (جوسيف بروز تيتو) من العديد من الجروح والأمراض ومحاولات الاغتيال طوال حياته:

جوزيف بروز تيتو. صورة: Yousuf Karsh

واجه الرجل الذي ترأس يوغوسلافيا خطر الموت الأول في حياته خلال الحرب العالمية الأولى، حيث أصابه أحد الفرسان الروس بجرح في ظهره بواسطة رمحه وأخذوه كرهينة حرب. وبينما كان يتعافى من جراحه، أصيب بالتهاب التيفوس ومن ثم الالتهاب الرئوي، وبعد أن تعافى، تعرض للضرب من قبل الحرس الروسي. خلال الحرب العالمية الثانية، حارب (تيتو) مع الثوار ضد الألمان وأولئك المعارضين السياسيين لحزبه. وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تنصيب (تيتو) كرئيس يوغوسلافيا، كما اعترف به الحلفاء كرئيس وزراء البلاد وأيده ملك يوغوسلافيا المك (بيتر الثاني). وعند نهاية الحرب أمر (تيتو) القوات الروسية وغيرها من القوات الحليفة بالخروج من يوغوسلافيا.

بعد الحرب، حدث خلاف بين (ستالين) و(تيتو)، فأمر (ستالين) بنفي يوغوسلافيا من تنظيم الدول التي أصبحت في النهاية الكتلة الشرقية. وبسبب عدم قدرة (ستالين) على تحمل تحدي (تيتو) له، أمر (ستالين) قواته السرية بإيجاد طرق للقضاء على الزعيم اليوغوسلافي. فأرسل (ستالين) عدة فرق من القتلة لاغتيال (تيتو)، ولكن تمكنت قوات الأمن اليوغوسلافية من اكتشافهم وإحباط محاولاتهم بقتل زعيمهم. دفعت محاولات الاغتيال العديدة (تيتو) إلى تحذير (ستالين) علناً في خطاب كتب فيه: ”توقف عن إرسال الناس لقتلي“. كما حذره الرئيس السوفياتي أن محاولات الاغتيال هذه قد تولد لديه شعور رغبة الانتقام، وأنه قد لا يحتاج لمحاولة ثانية لتحقيق انتقامه. توفي (تيتو) عام 1980.

11. كان (جورج واشنطن) محصناً ضد الإصابة بالطلقات النارية خلال حياته العسكرية:

جورج واشنطن. صورة: Wikimedia Commons

نجا (جورج واشنطن) من نوبة الجدري التي أصابته في شبابه، ولكن في كثير من الأحيان، لم يكن هذا المرض مميتاً لمن يصاب به. ولاحقاً، انضم (جورج واشنطن) لفرق المسح الطبوغرافي ونجا من حادثة كان على وشك الغرق، ولكن قام صديقه (كريستوفر جيست) بإنقاذه. كان (جيست) حاضراً أيضاً عندما تعرضت قوات (واشنطن) الصغيرة لهجوم في حصن (نيسيسيتي)، حيث حذرته فرقة الاستطلاع من حجم القوات الفرنسية والهندية التي تقترب منه. وكان (جيست) أيضاً برفقة (واشنطن) في اليوم المشؤوم في معركة (مونونجاهيلا)، حين تعرضت قوات الجنرال (إدوارد برادوك) التي تضم الجنود البريطانيين والميليشيات الاستعمارية للهزيمة في كمين نُصب لهم. كان (واشنطن) مصاباً بمرض الزحار، كما أصيب حصانا (واشنطن) بالرصاص أثناء محاولته حشد القوات بعد سقوط (برادوك). وبعد انتهاء المعركة، اكتشف (واشنطن) وجود أربعة ثقوب في معطفه ناجمة عن إطلاق الرصاص لكنه لم يكن مصاباً.

خلال الحرب الثورية، أو حرب الاستقلال الأمريكية، تعرض (واشنطن) لإطلاق النار من قبل العدو بشكل متكرر، لكنه في كل مرة كان يخرج سالماً. قد يبدو الأمر صعب التصديق، ولكنه حقيقة وواقع خاصة أن بعض ضباط من كلا الطرفين أشاروا لهذا الأمر في مذكراتهم ورسائلهم.

في معركة (مانهاتن)، تعرض (واشنطن) لوابل من الرصاص البريطاني قبل أن يتمكن مساعدوه من إخراجه بدون أن يصيبه مكروه. تكرر الأمر ذاته في معركة (برينستون) حيث قام أحد مساعديه بتغطية عينيه ليتجنب رؤية سقوط قائده على يد القوات البريطانية، حيث كان يمتطي حصاناً أبيضاً مما جعله هدفاً سهلاً للقوات البريطانية، ولكن (واشنطن) نجا من هذا أيضاً بدون أي إصابة. توفي (واشنطن) بسبب عدوى أصابت حلقه، حيث يُلقى اللوم في موته على مجموعة من الأطباء غير أكفاء كانوا السبب في إضعاف واستنزاف قوة (واشنطن) لدرجة أنه أصبح أضعف من أن يقاوم عدوى أصابت حلقه.

12. مؤامرة لقتل (مايكل مالوي):

مايكل مالوي، الرجل الذي لم يرغب بالموت

كان (مايكل مالوي) زبوناً في إحدى الحانات في حي (برونكس) أثناء فترة الحظر (حظر المشروبات الكحولية) ولكنه فيما بعد أصبح ضحية لمؤامرة قتل ارتكبها صاحب الحانة (توني مارينو) وشركاءه. حيث خططوا للحصول على أموال بوليصة تأمين حياة (مالوي)، لذلك قرروا قتل (مالوي) للحصول على المال. ونظراً لكون (مالوي) مستهلكاً كبيراً للمشروبات الروحية، خططوا لقتل هذا الرجل العجوز عن طريق تأمين المشروبات الكحولية له لعله يموت من كثرة الشرب، حيث قاموا بفتح حساب مجاني له في البار، وقاموا بتقديم الويسكي المخلوط بكحول الميثانول. لكن لسوء حظ هؤلاء المتآمرين، أثبت (مالوي) قدرته على تحمل الكحول. يوماً بعد يوم، بقي يشرب الكحول المجاني حتى يفقد الوعي، ليعاود الظهور في اليوم التالي لشرب المزيد.

أصاب الإحباط واليأس هؤلاء المتآمرين، لذلك قرروا تقديم كحول الميثانول الخالص إلى (مالوي)، قتل هذا النوع من المشروب أكثر من 50 ألف مستهلك خلال فترة الحظر قبل عام 1929، ومع ذلك لم يصب (مالوي) أي مكروه. فشعر المتآمرون بالإحباط والدهشة بعد أن شرب (مالوي) كل ما قدموه له من كحول الميثانول ولم يظهر عليه سوى تأثير صغير مقارنةً بما يمكن أن يفعل مثل هذا المشروب لشاربه. وفقاً لما نشرته صحيفة (نيويورك بوست) التي غطت مجريات القصة: ”على ما يبدو أن الأمر الذي يجهله لم يؤذيه“. مع مرور الليالي، تحول الدافع لقتل هذا الرجل العجوز ليصبح أكثر من الرغبة في تحقيق المكاسب المالية غير الشرعية، بل أصبح نوعاً من التحدي الشخصي والتفاخر بالنسبة لهؤلاء المتآمرين، ولكن في كل مرة كان يعاود (مالوي) الظهور في البار.

أخيراً في إحدى الليالي، بعد أن استبدل (مارينو) مشروب الويسكي الرخيص الذي يقدمه لـ (مالوي) بكحول الميثانول، انهار (مالوي) فجأة على الأرض فاقداً للوعي، ولكنه كان يتنفس بالرغم من سقوطه. قرر (مارينو) وشركاءه إبقاء الرجل مستلقياً على الأرض حتى يتأكدوا من دنو أجله. بعد ساعات قليلة، استيقظ (مالوي) ووقف على قدميه، وطلب مشروباً آخراً. عندها قرر المتآمرون المحبطون أن الوقت قد حان لزيادة جهودهم. فبعد أن استبعدوا فكرة ضرب الرجل العجوز على رأسه باعتباره أمراً بغاية الخطورة، قرروا أن يقدموا له المحار المسمم بعد نقعه بالكحول المشوب (الكحول الأثيلي) أثناء استمتاعه بجولة الشرب الليلي.

عندما كان (مالوي) مستمتعاً بالمحار المجاني، قرر المتآمرون تسميمه غذائياً عن طريق تقديم سندويش السردين منتهي الصلاحية. قدم المتآمرون سندويشة السردين مضيفين إليها بعضاً من النجارة المعدنية وخيوط السجاد لضمان وصولهم لمسعاهم. تناول (مالوي) السندويشة بنهم واستمتع بها لدرجة أنه طلب واحدة أخرى. وصل المتآمرون لمرحلة إحباط شديدة وقرروا بعد فشل جميع خططهم أن مشروعهم قد أصبح مكلفاً للغاية، وخاصةً أن ضحيتهم المستهدفة تستهلك الخمر وكحول الميثانول والمحار والسردين بدون أن تدفع ثمنها. كان من الضروري أن يتبعوا نهجاً آخراً للاستفادة من أموال التأمين واسترداد ما دفعوه لإنجاح مشروعهم، وخاصةً أن موعد استحقاق قسط التأمين قد اقترب.

قرر المتآمرون الاستفادة من قوة الطبيعة للتغلب على (مايكل مالوي). ففي إحدى ليالي الشتاء الباردة، قاموا باصطحاب (مالوي) بعد شربه الكمية المعتادة من الكحول إلى مقعد في حديقة قريبة في (برونكس)، كانت ملابسه رطبة، وكانت الخطة أن يتركوه لقضاء الليلة خارجاً معتقدين أن الالتهاب الرئوي من شأنه أن يقضي على هذا الرجل العجوز. في اليوم التالي، عندما وصل (مارينو) إلى الحانة، وجد (مالوي) في انتظاره، حيث اتضح لاحقاً أن (مالوي) استيقظ في الحديقة وعاد إلى البار وطلب من أحد الموظفين السماح له بالنوم في القبو بعد أن أخبره أنه يشعر بالقشعريرة في جسده، وأن بعضاً من الكحول قد يبعد المرض عنه.

كانت المحاول الأخيرة التي لجأ إليها المتآمرون هي تقديم المشروب له حتى يثمل ثم وضعه بسيارة، وهكذا يصبح الأمر وكأنه رجل مخمور ضربته إحدى السيارات وهربت. عندما قاموا بتنفيذ الخطة كانوا متأكدين وقتها من موت (مالوي)، عندها شرعوا بالاتصال بالمشارح للتحقق من وفاته. مرت 5 أيام قبل دخول (مالوي) لبار مجدداً، كانت ذاكرته تخونه في تذكر مجريات الحادثة، عدا أنه يتذكر استيقاظه في المستشفى وشعر برغبة لشرب الكحول. استمتع (مالوي) وتلذذ أثناء سرده لمجريات الحادثة التي بالكاد يتذكر تفاصيلها أمام (مارينو) وباقي المتآمرين المشوشين، لم يتذكر سوى لحظة استيقاظه في مستشفى (فوردهام).

بعد مرور سبعة أشهر من المضايقات التي تعرض لها (مايكل مالوي)، وخدمته المستمرة بالكحول والطعام المسموم، ومحاولات قتله بافتعال حادث سيارة، تم العثور على الرجل العجوز ميتاً في شقة بالقرب من البار، كان وجهه ملفوفاً بمنشفة، كما كان هناك تسرب غاز في الأنبوب المطاطي المتصل بتجهيزات الغاز في الشقة. عندما حاول المتآمرون تحصيل أموال التامين، رفضت الشركات الدفع، وبدأ التحقيق بموت (مايكل مالوي).

أثناء التحقيق مع هؤلاء المتآمرين الأربعة، بدأت رابطة التآمر التي تجمعهم بالتفكك، حيث فشل المتآمرون في التمسك بقصة واحدة، تدريجياً، تمكن التحقيق من كشف ملابسات مؤامرتهم. حيث حاول المتآمرون عندها قلب هذه الأدلة لصالحهم وذلك للتخفيف من عقوبتهم.

فشل المتآمرون في إبعاد أصابع الاتهام الموجهة نحوهم تماماً كما فشلوا في محاولة قتل (مالوي) عن طريق تقديم الكحول المجاني له. لم يتم الاستماع أو الأخذ بعين الاعتبار أي من الحجج والأدلة والادعاءات التي قدمها هؤلاء المتآمرين خلال التحقيق معهم، كما لم تشعر هيئة المحلفين بالرضى بعد سماعهم هذه القصة. أُدين المتآمرون الأربعة بارتكاب العديد من الجرائم، ومن بينها القتل من الدرجة الأولى، وحكم عليهم جميعاً بالإعدام بالكرسي الكهربائي في سجن ولاية نيويورك في بلدة (أوسينينج) المعروف باسم (سينج سينج). كانت إجراءات قتلهم أسرع بكثير من موت (مايكل مالوي) الذي أثبت للعالم أن قتله ليس بالأمر السهل.

13. ترك مقاتلوا الأباتشي السيدة لارسينا بنينجتون بيدج خلفهم لتموت:

لارسينا بيننغتون. صورة: Arizona Archaeological and Historical Society

كانت (لارسينا بنينغتون بيدج) ”سمي شارع (بنينغتون) في مدينة توسون على اسمها“ تعمل كمدرسة عندما أصيبت بمرض الملاريا أثناء تواجدها في (كانوا رانش) في ولاية أريزونا. قام زوجها بنقلها إلى منطقة مرتفعة ليساعدها على الشفاء. أثناء الترحال، كانت (لارسينا) والطفلة التي درّستها وحيدتين في المخيم عندما تعرضتا لهجوم من قبل مقاتلي الـ (أباتشي)، وتم أسرهما. عندما قرر الـ (أباتشي) الإسراع كي لا يتمكن زوجها أو غيره من اللحاق بهم، لم تتمكن (لارسينا) من مواكبة السرعة التي أرادها الهنود، وشعرت بالضعف والوهن بسبب مرض الملاريا، وقالت لهم أنها غير قادرة على مواصلة الهروب والجري. قرر الـ (أباتشي) ترك (لارسينا) ورائهم، بعد أن طعنوها بالرماح مرات عديدة وأجبروها على القفز من أعلى جسر صخري يبلغ ارتفاعه أكثر من 4 أمتار ونصف.

قاموا بتجريدها من جميع ملابسها بما في ذلك حذائها، وتركوها وراءهم حتى تموت وحيدة. طُعنت (لارسينا) عدة مرات، ورُجمت بالحجارة، وأصيبت بجروح جراء سقوطها. لكنها استيقظت بعد بضع ساعات عارية وبدأت بالزحف باتجاه مخيمها الذي يبعد 24 كيلومتر. في اليوم التالي، تمكنت من الزحف وصولاً إلى منشرة قريبة، تعرف عليها صاحب المنشرة بعد أن عرفت بنفسها للأشخاص المتواجدين في المنشرة، وخاصةً أنه أصبح من الصعب التعرف عليها بسبب جروحها وإصاباتها. وقعت هذه الحادثة لـ (لارسينا) عام 1850، لكنها عاشت بعدها 53 عاماً آخراً، وتوفيت في أريزونا عام 1913، بعد مرور عام على اعتبار مقاطعة (أريزونا) الولاية الأمريكية الثامنة والأربعين.

14. الرصاصة التي بقيت في رئتي الرئيس الأميركي (أندرو جاكسون):

آندرو جاكسون. صورة: Wikimedia Commons

نجا (أندرو جاكسون) من جرح بالسيف بعد أن طعنه أحد الضباط البريطانيين خلال الحرب الثورية (حرب الاستقلال الأميركية) بسبب رفض الشاب (جاكسون) تلميع حذائه. أُسر (جاكسون) وشقيقه من قبل البريطانيين، وأصيب (جاكسون) بمرض الجدري وشفي منه، أما شقيقه فلم يتمكن من النجاة. في وقت لاحق، أصيب (جاكسون) أثناء خوضه إحدى المبارزات برصاصة في رئته اليسرى بالقرب من قلبه، لذلك قرر الجراحون عدم إزالتها بسبب خطورة مثل هذه العمليات.

لكن بعد إصابته بهذه الرصاصة، وقف (جاكسون) على قدميه وأطلق النار على خصمه (تشارلز ديكنسون)، لم تكن هذه أول مبارزة يخوضها (جاكسون) كما أنها لم تكن مبارزته الأخيرة. كان يشارك في الكثير من معارك الشارع التي تغيب عنها الإجراءات الرسمية والقوانين، كانت تسمى هذه المعارك بمعارك الشرف.

نجا (جاكسون) بعد محاولة أحدهم اغتياله بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، حيث كانت المرة الأولى التي يحاول فيها أحدهم اغتيال رئيس أمريكي. اقترب القاتل (ريتشارد لورنس) من (جاكسون) عندما كان يمشي بصحبة مجموعة من الشخصيات البارزة أثناء مغادرته جنازة عضو الكونجرس (وارن ديفيس) في الـ (كابيتول) –المقر الرئيسي للسلطة التشريعية الفيدرالية (الكونغرس) في الولايات المتحدة الأمريكية –في شمال كارولينا. عندما أخطأ (لورانس) في إصابة (جاكسون) مرة تلو الأخرى، اقترب (جاكسون) من القاتل وضربه بعصاه على زراعه لنزع السلاح منه. سارع الآخرون إلى مساعدته ومن بينهم عضو الكونجرس (ديفيد كروكيت) من ولاية تينيسي. عندما توفي (أندرو جاكسون) عام 1845، كان يعاني من قصور القلب الاحتقاني، وتفاقمت حالته بسبب الرصاصة التي استقرت في رئته لسنوات عديدة.

15. تملص (جيمس باوي) من الموت عدة مرات قبل أن يُقبض عليه في (ألامو):

صورة شخصية لجيمس باوي رسمها سكواير أدامز. صورة: The Alamo Collection

اشتهر (جيمس باوي) باختراعه لسكين (باوي) ”لا يزال المنشأ الأصلي لهذه السكين مثيراً للجدل، ولكن يعود الفضل لـ (باوي) في شهرة هذا النوع من السكاكين“. نجا (باوي) من عدة مبارزات ومشاجرات طوال حياته. ففي إحدى معارك الـ (ساندبار) الفردية تم إطلاق النار على (باوي) مرتين على الأقل، كما قام خصمه بضربه على رأسه بالمسدس بقوة لدرجة أن سلاحه انكسر، وطُعن بالسيف، وعندما حاول خصمه سحب السيف عبر وضع قدميه على قفص (باوي) الصدري لانتزاع سيفه من جسده، استلّ (باوي) سكينته الشهيرة لانتزاع أحشاء خصمه من جسده، فوقف (باوي) على قدميه وكافح في وقت لايزال السيف عالقاً في صدره، إلى أن قام مهاجم آخر بطعنه وإطلاق النار عليه مرة أخرى.

خاض (باوي) عدة معارك أخرى عبر حدود لويزيانا وتكساس، كما اكتسب شهرة أسطورية بكونه مقاتل السكين الشهير، ساهمت شهرته هذه في انتشار سكاكين (باوي) في إنجلترا، كما تفوقت سكاكينه المصنوعة من فولاذ (شيفيلد) على تلك السكاكين المصنعة في الولايات المتحدة. نجا (باوي) أثناء خوضه معركة ضد هنود الكومانشي. لكن في أيامه الأخيرة، أثرت إصابته بمرض السل على صحته بشكل كبير، كما ساهم استهلاكه الكبير للكحول، والذي ازداد بعد وفاة زوجته من الكوليرا، في تفاقم وزيادة حالته الصحية سوءاً خلال حصار (ألامو). مات أسطورة القتل (جيمس باوي) في سريره وهو يقاتل المكسيكيين بمسدساته وسكينه الشهيرة، ولا تزال ظروف موت هذه الشخصية الأسطورية والمدافعين عن (ألامو) غير معروفة.

16. ارتدى (نيد كيلي) درعاً أثناء مواجهته الأخيرة مع الشرطة:

نيد كيلي، قبل يوم من موعد إعدامه.

كان يعتبر قطاع الطرق الأستراليين (نيد كيلي) بطلاً شعبياً، حيث كان يشبه (روبن هود) في الفترة الأخيرة. أما بالنسبة للآخرين فكانوا ينظرون إليه على أنه قاتل شرير. وفقاً لبعض المصادر، كان (كيلي) الأسترالي الوحيد الذي تمت كتابة سيرته السيرة عدة مرات، كما مُثلت شخصيته في الأفلام، وعادة ما يتم تصوير شخصية (كيلي) على أنه شخصية بطولية مقاومة تنتمي للطبقة العاملة. تستند أغلب الأساطير الشائعة حول هذه الشخصية التي تصور (كيلي) كمقاتل باسم الحرية وليس مجرد مجرم على خطاب كتبه (كيلي) شارحاً فيه الأسباب التي دفعت به إلى هذا السلوك الإجرامي، فبالنسبة له، فإن اللوم في ارتكابه هذه الجرائم يقع على سوء استخدام السلطة التي عانت منها أسرته في ظل الحكومة والشرطة.

واجه (كيلي) وعصابته الشرطة في آخر معركة له بالسلاح وهم مرتدين دروعاً خاصة بهم مصنوعة من فولاذ المحاريث التي سرقوها. أثبتت هذه الدروع فعاليتها في وجه رصاص الشرطة، لكنها لم تكن نافعة عند تعرضهم لإصابات في الأذرع والأرجل، أثناء تبادل إطلاق النار أصيب (كيلي) أربع مرات في أطرافه، كما أصيب برصاصتين في فخذه، لكنه تمكن من النجاة بأعجوبة على الرغم من شدة الألم وكمية الدماء التي فقدها في هذه المعركة. خضع (كيلي) لمحاكمة وأدين بالكثير من الجرائم، ومنها القتل والسرقات البنكية، وحكم عليه بالموت شنقاً. وفي نهاية المطاف، خضع (كيلي) لمصيره المحتوم الذي كان يراوغه أثناء فورة الحياة الإجرامية التي عاشها، ولا تزال هذه الفترة معروفة في استراليا باسم ”ثورة كيلي“.

17. رحيل (ويليام بلاي) وطاقمه من على متن سفينته المسلحة (باونتي):

ويليام بلاي. صورة: Wikimedia Commons

تم إنزال الأميرال الإنكليزي (ويليام بلاي) من على متن سفينته (باونتي) برفقة 18 من أفراد طاقمه بعد حصول حركة عصيان وتمرد على سطح السفينة في أبريل عام 1789، وأخذوا معهم كميات قليلة من المؤن بالكاد تكفيهم للبقاء أحياء. وبعد أن رسوا لفترة قصيرة في جزيرة (توفوا)، قام سكان الجزيرة الأصليين بقتل أحد أفراد الطاقم، فقرر باقي الطاقم بقيادة (ويليام بلاي)، تقديم تسوية للمستوطنة الهولندية في تيمور والبعيدة عنهم مسافة 6437 كلم. كانت الوجبة اليومية لطاقم السفينة عبارة عن أونصة واحدة من الخبز وربع لتر من الماء، إلى جانب القليل من لحم الخنزير أو الحساء المجفف وفقاً لما يطلبه (بلاي). كما كان لديهم كمية قليلة من النبيذ والرمّ التي كانت تستخدم لأغراض طبية.

استغرقت الرحلة 44 يوماً، حيث انتهت عندما رسوا في إحدى الجزر المهجورة لاستعادة قوتهم وجمع الطعام والشراب. لقد كانت الظروف المناخية خلال هذه الأيام الـ 44 سيئة للغاية، حيث تعرضوا للأمواج القوية والجبال البحرية والأمطار الشديدة لدرجة أنهم اضطروا للتخلص من المياه العذبة التي كانوا بأشد الحاجة لها، بالإضافة لقضاء أغلب وقتهم واقفين على أقدامهم. كانت نجاتهم من هذه الرحلة بحد ذاتها إنجازاً مذهلاً. على الرغم من موت العديد من الرجال بعد وصولهم للمستوطنات الهولندية بسبب الظروف المناخية القاسية والأمراض، إلى أن جميع أفراد الطاقم بقوا على قيد الحياة خلال هذه الرحلة القاسية. بقي (بلاي) على قيد الحياة وبقي الرجال يتبعون أوامره ويرضخون تحت قيادته، وكان (بلاي) يعتبرهم أقوى الرجال، وخاصةً بعد أن أثبتوا له مدى قدرتهم على تحمل الظروف القاسية.

مقالات إعلانية