in

7 أشياء قد لا تعرفها عن فنسنت فان جوخ

حقائق عن فنسنت فان جوخ

ولد (فينسنت فان جوخ) في 30 آذار 1853، في بلدة زونديرت جنوبي هولندا، وقد عُرف هذا الفنان بموهته الجلية في معظم اعماله التي تميزت بطابعها الخاص وعاطفتها وجمالها الخاصّين، كما أثّرت اعماله الى حد كبير في فن القرن العشرين. لكن بعد كفاحه مع المرض العقلي، وبقائه فقيرا طوال حياته تقريبًا، توفي (فان جوخ) في فرنسا يوم 29 تموز 1890، عن عمر يناهز الـ 37 عامًا، إثر إطلاق النار على نفسه.

في هذا المقال ستتعرف على المزيد عن حياة ذلك الرسام الفريد، بما في ذلك ما مر به قبل أن يصبح فنانًا، والمكان غير المعتاد الذي رسم فيه بعضًا من أشهر أعماله ولماذا لم يكن مسؤولاً مباشرًا عن قطع أذنه، إليك 7 حقائق ربما لم تعرفها عن (فينسنت فان جوخ):

1. فشل في العديد من الوظائف قبل أن يصبح فنانًا

فنسنت فان جوخ في شبابه
فنسنت فان جوخ في شبابه. صورة: Idle Speculations

بدأ (فان جوخ)، ابن أحد القساوسة، مسيرته المهنية في سن السادسة عشرة، عندما أمّن له عمه وظيفة كمتدرب في وكالة لبيع الأعمال الفنية في لاهاي. واظب على أداء مهامه في مكاتب الشركة في لندن وباريس قبل أن يُطرد في عام 1876. عمل بعد ذلك لفترة وجيزة كمدرس في إنجلترا ثم في مكتبة في هولندا.

في عام 1878، ذهب إلى بوريناج، وهي منطقة تنقيب عن الفحم في بلجيكا، وعمل بين الفقراء كواعظ روحاني. هناك تخلى عن ممتلكاته ونام على الأرض، ولكن بعد أقل من عام على الوظيفة قررت المنظمة الدينية التي ترعى (فان جوخ) أنه لم يكن مناسبًا لمنصبه فطُرد. أما اختياره المهني التالي كان سيجعله بالطبع مشهورًا عالميًا، وإن لم يكن ذلك حتى بعد وفاته.

2. كانت مسيرته الفنية قصيرة نسبيًا

ثيو فان كوخ
(ثيو فان كوخ)، أخو الفنان. صورة: Wikimedia

عندما فشلت محاولته في أن يصبح واعظًا روحيًا للفقراء، قرر (فان جوخ)، الذي اعتاد رسم عمال المناجم المحليين والفلاحين أثناء إقامته في بلجيكا، قرر في عام 1880 التركيز على الفن. في عام 1881، عاد الهولندي، الذي كان في الأساس فنانًا علّم نفسه بنفسه، إلى وطنه الأم، حيث كرّس جل وقته للرسم والتصوير الزيتي. ساعده شقيقه الأصغر (ثيو)، وهو تاجر فنون، في دعمه ماليًا ونفسيًا.

في عام 1886، انتقل (فان جوخ) للعيش مع (ثيو) في باريس، وأثبتت سنتان قضاهما في العاصمة الفرنسية أهمية محورية في مشواره. هناك تعرَّف على أعمال الفنانين الانطباعيين والانطباعيين الجدد وبدأ في استخدام لوحة ألوان أخف وزنا وأكثر إشراقًا وعمل على تجربة تقنيات مختلفة في استخدام الفرشاة. أمضى آخر عامين له في جنوب فرنسا، حيث أبدع عددًا من أشهر لوحاته.

بحلول تاريخ وفاته في عام 1890، بدأ (فان جوخ) في الحصول على اشادة من النقاد. ومع ذلك، خلال مسيرته المهنية التي دامت عقدًا من الزمان، لم يبع سوى عدد قليل فقط من بين أكثر من 850 لوحة وما يقرب من 1300 عمل فني على الورق. في عام 1990، بعد قرن من رسمها، بيعت لوحته «بورتريه الدكتور غاشيه» في مزاد بمبلغ قياسي بلغ 82.5 مليون دولار. ويظل ذلك السعر، عند تعديله ليوافق القيمة بعد للتضخم، من أعلى الأسعار المدفوعة للوحة فنية على الإطلاق.

3. شكك الباحثون في مسألة قطع أذنه بنفسه

قد لا يكون (فان جوخ) هو من قطع أذنه

في شباط من عام 1888، بعد مضي عامين له في باريس، انتقل (فان جوخ) إلى مدينة آرل في جنوب فرنسا، حيث كان يأمل في تكوين جماعة خاصة بالفنانين، كما دعا الرسام (بول غوغان)، الذي التقى به في باريس، للعيش معه. بعد أن قام (ثيو فان جوخ) بالدفع لـ (غوغان) ليصبح هو شريك شقيقه في السكن، وصل الفنان الفرنسي المولد (الذي لم تتلق أعماله، كحال صديقه، إشادة واسعة النطاق) إلى آرل في خريف عام 1888. تفاهم (فان جوخ) و(غوغان) في البداية ولكن في النهاية أصابت صداقتهما التوترات.

في ليلة 23 كانون الأول 1888، احتدت الأجواء بين الرجلان فغادر (غوغان) المنزل. تبع (فان جوخ)، ممسكًا بشفرة حلاقة، زميله الفنان إلى الشارع؛ ومع ذلك، وبدلاً من مهاجمته، عاد الهولندي إلى منزله، وقطع جزءًا من أذنه اليسرى، ولفها في جريدة، ثم أعطاها لعاهرة. هذه هي النسخة الشائعة لما حدث.

مع ذلك، في عام 2009 نشر أكاديميين ألمان كتابًا قالوا فيه أن (غوغان)، وهو مبارز موهوب، كان قد قطع جزءًا من أذن (فان جوخ) بسيف أثناء نزاع نشب بينهما. وفقًا لهذه النظرية، وافق (فان جوخ)، الذي لم يكن يريد أن يخسر صديقه، على التستر على حقيقة الحادثة من أجل حماية (غوغان) من الدخول إلى السجن.

4. رسم بعض أشهر لوحاته أثناء تواجده في مصحة عقلية

لوحة ليلة النجوم الأشهر
لوحة ليلة النجوم الأشهر

في آيار 1889، قام (فان جوخ)، الذي عانى من حالات ضعف في الصحة العقلية في الأشهر السابقة، بفحص نفسه في مستشفى «سانت بول دي ماوسول»، وهو مستشفى للأمراض العقلية يقع في دير سابق في بلدة سان ريمي دي بروفانس في الجنوب الفرنسي. على الرغم من تشخيص الرسام بالصرع في ذلك الوقت، اقترح الباحثون منذ ذلك الحين مجموعة من التشخيصات البديلة، بما في ذلك الاضطراب ثنائي القطب، وإدمان الكحول، والبرفيريا المتقطعة الحادة، وهي اضطراب استقلابي.

مهما كان سبب مشاكله الطبية، فإن علاج (فان جوخ) في سانت بول اشتمل بشكل أساسي على أخذ حمامات طويلة. مكث في المستشفى لمدة عام قام خلاله برسم مشاهد من حدائقه وكذلك المناطق الريفية المحيطة. تشمل أكثر من 100 لوحة أنتجها خلال هذه الفترة بعضًا من أكثر أعماله شهرة، مثل «ليلة النجوم» التي حصل عليها متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك عام 1941، ولوحة «زهر السوسن»، التي اشتراها أحد الصناعيين الأستراليين عام 1987 مقابل مبلغ قياسي آنذاك بلغ 53.9 مليون دولار. ومنذ عام 1990، انتقلت ملكية اللوحة لمتحف «جيه بول جيتي»، الذي اشتراها بمبلغ لم يُكشف عنه.

5. لم يتزوج ولم ينجب ابدًا

رسم (فان جوخ) لـ (أجوستينا سيجاتوري)

كان (فان جوخ) سيئ الحظ في الحب. ففي أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر، عندما بدأ عمله كفنان وعاش مع والديه في هولندا، وقع في حب ابنة عمه الأرملة، (كي فوس-ستريكر). على الرغم من رفضها له، إلا أنه لم يستسلم بسهولة، مما أدى إلى توتر مع والديه، اللذين لم يكونا فرحين أيضًا باختياره المهني الجديد.

انخرط بعد ذلك مع امرأة تدعى (سين هورنيك)، وهي عاهرة سابقة عملت كموضوع لرسوماته وكان لها أطفال صغار. رفضت عائلة (فان جوخ) (هورنيك) وانتهت العلاقة في النهاية. لاحقًا، بينما كان لا يزال مقيمًا في هولندا، أقام علاقة مع جارته الأكبر سنًا، (مارغوت بيجيمانِ)، التي حاولت الانتحار لأن عائلتها عارضت الزواج. في باريس، انخرط (فان جوخ) مع صاحبة مقهى تُدعى (أجوستينا سيجاتوري)، لكن تلك العلاقة الرومانسية انهارت أيضًا.

6. كانت هناك تكهنات بأن موته لم يكن انتحارًا

مشهد من فيلم سيرة ذاتية يروي صة حياة الفنان فان جوخ
مشهد من فيلم سيرة ذاتية يروي قصة حياة الفنان فان جوخ

النظرية القديمة حول وفاة (فان جوخ) هي أنه وفي 27 تموز 1890، أطلق النار على نفسه في بطنه بينما كان يرسم في حقل قمح في بلدية أوفيرس سور وايز بفرنسا، ثم مشى مسافة ميل تقريبًا إلى النُزُل حيث كان يمكث ومات هناك بعد يومين.

مع ذلك، في سيرة ذاتية لـ (فان جوخ) عام 2011، قدم مؤلفون مرموقون نظرية بديلة تقول إن صبيًا مراهق كان معروفًا أنه يسخر من (فان جوخ) أطلق عليه النار عن طريق الخطأ، لكن الرسام قال إن إصابته كانت بسببه لأن شعر أن المراهق (الذي ربما كان برفقة شقيقه) قد ساعده على الخروج من بؤسه، وبالتالي وضع حد لتعاسة (فان جوخ) والتأكد من أنه لم يعد عبئًا ماليًا على أخيه (ثيو).

ادعى المؤلفون أن نظريتهم كانت مدعومة بمجموعة متنوعة من الأدلة، بما في ذلك حقيقة أن البندقية، إلى جانب لوازم اللوحة التي يُفترض أن (فان جوخ) أخذها معه إلى حقل القمح، لم يُعثر عليها أبدًا. بالإضافة إلى أنه لو أن (فان جوخ) أطلق النار على نفسه، فسيكون من الصعب على شخص في حالته الانتقال من حقل القمح البعيد إلى النُزل، و وفقًا للمؤلفين أبلغ رجلٌ عن سماع صوت رصاصة قادمة من موقع آخر وليس من حقل القمح، على بعد حوالي نصف ميل من نزل (فان جوخ)، وهي مسافة من الممكن على الفنان المصاب مشيها.

كما هو الحال مع النظريات المتضاربة حول كيف فقد (فان جوخ) جزءًا من أذنه، لا يمكن لأحد أن يثبت بشكل قاطع كيف مات.

7. لعبت زوجة أخ (فان جوخ) دورًا في شهرته بعد وفاته

(جوانا فان جوخ بونجر). صورة: Wikipedia

في كانون الثاني 1891، بعد ستة أشهر من وفاة (فان جوخ)، توفي شقيقه (ثيو)، الذي أصيب بمرض الزهري، عن عمر يناهز 34 عامًا في هولندا. ورثت أرملة (ثيو)، (جوانا فان جوخ بونجر)، مجموعة كبيرة من لوحات ورسومات ورسائل (فينسنت). حينها جعلت مهمتها المساعدة في الترويج لأعمال (فان جوخ)، جزئيًا من خلال إعارتها إلى معارض مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، نشرت في عام 1914 مجموعة من الرسائل التي كتبها (فان جوخ) في محاولة لسرد قصة حياته.

في نفس العام، تم نقل رفات (ثيو) من هولندا وأعيد دفنها في أوفيرس سور وايز بفرنسا، حيث دفن أخاه. بعد وفاة (جوانا)، ورث طفلها الوحيد من زوجها الأول (ثيو)، (فينسينت ويليم فان جوخ)، أعمال عمه الفنية وأسس في النهاية «متحف فان جوخ»، الذي افتتح في أمستردام في عام 1973.

مقالات إعلانية