زياد اليوسف
هل تعلم أن الأشخاص السيكوباتيين –الذين يطلق عليهم بالإنجليزية اسم Psychopath– هم أشخاص قد يبدون طبيعيين، وليس بالضرورة أن يكونوا مجرمين، وقد تجد العديد منهم يعيشون حياة طبيعية ولديهم وظائف عادية كأي شخص آخر.
والسيكوباتية هي اضطراب في الشخصية يصعب التعرف عليها لأن المريض يبدو إنساناً عاقلاً وطبيعياً، لكنه يحاول دائماً التلاعب بالآخرين وإلحاق الأذى بهم، وغالباً ما يستغل معارفه لتلبية أهدافه الخاصة.
من الصعب التعرف على المعتلين نفسياً، فهم ليسوا تلك الشخصيات التي تراها في الأفلام أو تقرأ عنها في الكتب كـJack The Ripper، بل يبدو معظهم كالأشخاص الطبيعيين مما يجعل التعرف عليهم مهمة ليست بالسهلة، لكن بعض الوظائف تكون مناسبة لهؤلاء الأشخاص المرضى نفسياً بشكل أكثر من غيرها، حيث تعتبر صفات كالقسوة وعدم التسامح نقاطاً إيجابية في هكذا وظائف.
وضع بيان الإحصاء التشخيصي للأمراض النفسية صفات تميز الأشخاص الذين يملكون شخصية سيكوباتية على أنهم على درجةً مفرطة من حب الذات، ولديهم رغبة عارمة بالتلاعب بالآخرين، لكن التشخيص ليس أمراً سهلاً، ومن الأمور المشتركة بين السيكوباتيين هي المهن التي يفضلون العمل بها، فمن المرجح أن تلتقي بهم في مناصب قيادية لأنها تتطلب قسوة وشخصية قوية وعدم الشعور بالخوف.
يملك هؤلاء الأشخاص قدرةً على اتخاذ القرارات السريعة، لكنهم سيئون جداً عندما يُطلب منهم إظهار التعاطف، لذا لا تعد مهنٌ كالتمريض أو الطب خياراً محبباً لهم.
تحدث (كيفن دوتون)، وهو كاتب وطبيب بريطاني مختص في علم النفس، في دراسة عن السيكوباتية في كتاب «حكمة السايكوباتيين: ماذا يمكن للقديسين، والجواسيس، والقتلة المتسلسلين أن يعلمونا عن النجاح»، ووضع قائمة بالمهن التي تجذب السيكوباتيين إليها.
يوظف السيكوباتيون العمليون –كما وصفهم (دوتون)– شخصيتهم القوية والحازمة والمستقلة لتحقيق النجاح في المجتمع، أي أنهم يعيشون حياتهم كالناس الطبيعيين ويبدون بشكل قليل صفات تجعلهم مميزين.
جمعنا لك في هذا المقال وظائف تلائم هؤلاء الأشخاص أكثر من غيرها، احذر التعامل ومصادقة السيكوباتيين وحاول التعرف عليهم قبل أن تعلق في شباكهم:
10. موظف لدى المصالح المدنية:
وصلت هذه المهنة إلى المرتبة العاشرة في قائمة المهن التي يختارها الأشخاص المضطربون وفقاً لـ(دوتون). وفي عام 2014، حاول مسؤولون من الحكومة البريطانية توظيف هؤلاء الأشخاص تحديداً للحفاظ على النظام، فهم يجيدون التعامل مع الأزمات ولا يملكون مشاعر تجاه الآخرين، ولا يملكون جانباً أخلاقياً، كما يميل هؤلاء الأشخاص إلى امتلاك مستوى ذكاء مرتفع ويميلون لحل الأزمات بالمنطق.
9. طاهي:
لا يملك هؤلاء الأشخاص المعتلون نفسياً رغبة في إيذاء الآخرين بالمجمل، لذا لا تقلق إن علمت أن الطاهي الذي يحضر لك طعامك هو إنسان مضطرب نفسياً، فامتلاكه أدوات حادة ليس سبباً يدفعك للقلق.
يعشق السيكوباتيون الفوضى، فقد يفشل البعض في إنجاز مهمات فوضوية وبسرعة، بينما يستطيع هؤلاء الأشخاص إنجازها، بل حتى التفوق فيها.
8. رجل الدين:
يوضح (جو نافارو) من مكتب التحقيقات الفيدرالية في منشور له على موقع Psychology Today الأسباب التي تدفع الأشخاص المضطربين لممارسة مهنة رجال الدين، وهناك سبب مهمٌ قد يفوت البعض وهو التسهيلات التي تقدمها المنظمات الدينية، والتي قد تدفع الأشخاص السيكوباتيين لاستغلال الآخرين.
فتصبح المنظمات الدينية غطاء للممارسات التي يقوم بها هؤلاء، وقد يستطيع السيكوباتيون إنشاء علاقات وتحالفات مع غيرهم عن طريق التلاعب بأشخاص ذوي مناصب رفيعة.
7. رجل الشرطة:
لا يملك السيكوباتيون بالضرورة دوافع خفية، ولا يحيكون المؤامرات طوال الوقت. بل على العكس تماماً، فإحدى صفاتهم المميزة هي بقاؤهم هادئين حتى في أوقات الأزمات والتوتر.
يعد عمل الشرطي صعباً وخطيراً ومليئاً بالمواقف والأحداث التي تثير التوتر وتتطلب ذهناً صافياً، فلا عجب أن تجد سيكوباتيين في قوات الشرطة، فهو خيارٌ صائب لهكذا أشخاص.
6. الصحافة:
يصف (دوتون) السيكوباثيين بأشخاص ذوي جمال وجاذبية يركزون على العمل المطلوب منهم، وهم أيضاً قساة وأذكياء، وكل تلك الصفات مهمة في مهنة الصحافة، خاصة إن كان الصحفي ملتزماً بجدول زمني وعليه العثور على الأجوبة من مصادر صعبة.
5. طبيب جرّاح:
في دراسة نشرت في مجلة The Bulletin of The Royal College Of Surgeons Of England، كان الهدف منها إيجاد علاقة بين مهنة الجراحة واضطراب الشخصية السيكوباتية، وأظهرت النتائج حصول المستشارين الطبيين في المشافي التعليمية على درجة عالية في اختبار الشخصية السيكوباتية، أما المستشارون في المشافي العامة فكانت نتيجتهم أقل، لكنهم أعلى من عامة الشعب عموماً.
يعود السبب إلى خطورة مهنة الجراحة، فعلى الأطباء الجراحين اتخاذ قراراتٍ سريعة وحرجة كل يوم، لذا لا بد لهم من مقاومة التوتر، وتلك صفة مميزة لدى السيكوباتيين.
4. رجل المبيعات:
قد يُظهر الشخص السيكوباتي العامل في مجال المبيعات صفات كمديح الذات المبالغ به، والتفوق على المنافسين ضمن المجال، ورغبة جامحة في كسب المزيد من المال، ويعني ذلك بالضرورة أن السيكوباتيين لا يحبون العمل الجماعي على الإطلاق، لذا سيكون توظيف شخص سيكوباتي في شركة مبيعات سيفاً ذا حدين، فإما أن يجلب التعاسة إلى الشركة، أو قد يحقق أرباحاً طائلة.
3. إعلامي في التلفاز أو الراديو:
يُعرف عن السيكوباتيين امتلاكهم شخصية أنانية، وتلك الصفة مفيدة جداً في المهن التي تتطلب حصول المرء على اهتمام العامة، فالعمل ضمن مجال الإعلام خيار سهل بالنسبة لهم، خاصة في مجال التلفاز، حيث يتطلب ذلك شخصية ساحرة وهادئة وقادرة على جذب اهتمام المتابعين.
2. محامي:
يقول الكاتب M. E. Thomas –وهو شخص سيكوباتي معتلٌ نفسياً لا يخفي شخصيته المريضة– أن الشخصية السيكوباتية تساعد صاحبها في مجال القضاء، حيث نشر هذه المعلومات في كتابه «اعترافات سيكوباتي: فترة عمر من الاختباء أمام الملأ» Confessions of a Sociopath: A Life Spent Hiding in Plain Sight.
أوضحت المحامية (روث لي جونسون) في مدونة لها على موقع Psychology Today، أن الصفات السيكوباتية كالثقة المفرطة بالنفس وبرودة الأعصاب والمظهر الساحر ميزات مهمة في عالم القضاء، فهذه الصفات لوحدها كافية لتحقيق النجاح في هذا المجال.
1. مدير:
يملك السيكوباتيون حاجز منيعاً يحميهم من الفوضى، وهو ما يفسر بقاءهم هادئين في أوقات الأزمات أو عندما يتعرضون للضغوطات، لكنهم سيجعلون حياة الآخرين جحيماً، حيث يعشق السيكوباتيون خلق الفوضى وجلب المتاعب لمنافسيهم، أي تمنحهم مشاكل الآخرين شعوراً حسناً.
يستخدم السيكوباتيون هذا الأسلوب لتسلق سلم النجاح والوصول إلى القمة، فالآخرون مجرد أدوات يستخدمونها ويتلاعبون بها كي يحققوا أهدافهم ويصلوا إلى قمة النجاح عن طريق مهاراتهم فقط.
إن وقعت في شباك شخصٍ سيكوباتي، فمن الصعب الابتعاد عنه، فهو دائماً يحاول إبقاءك متعلقاً به، لذا عليك أن تحاول التخلص من هؤلاء الأشخاص في أقرب وقت، ولا تصدق العواطف الزائفة التي قد يتظاهرون بها تجاهك.
