كانت الفيلات الرومانية والمساكن الخاصة والمباني العامة تزين بأرضيات الفسيفساء باهظة الثمن، كانت الفسيفساء في العصر الروماني رمزاً للثروة والمكانة العالية، حيث كان أثرياء روما يقومون بإبهار ضيوفهم عبر وضع أرضيات الفسيفساء في مساكنهم الخاصة التي تعكس وضعهم المترف، فمنهم من كان يفضل أرضيات الفسيفساء التي تصور مشاهد من الحياة اليومية كألعاب القوى أو نساءً يستحممن، أو منهم من كان يميل للفسيفساء التي تصور المعارك العنيفة أو رحلات الصيد أو بعض المخلوقات الأسطورية.
أي باختصار تمثل أرضيات الفسيفساء جانباً مهماً من الحياة الرومانية إضافةً للملابس التي كانوا يرتدونها، والطعام الذي كانوا يتناولونه، والأدوات التي استخدموها، وبالطبع لن ننسى الرياضات التي مارسوها.
توجد أكبر وأغنى مجموعة من الفسيفساء الرومانية في الفيلا الرومانية (فيلا رومانا ديل كاسالي) التي تقع على بعد 3 كم من بلدة (بياتسا أرمرينا) في صقلية.
تم بناء هذه الفيلا في الجزء الأول من القرن الرابع فوق بقايا فيلا قديمة اعتبرت مركزاً رئيسياً لمقاطعة زراعية ضخمة، كما يُعتقد أن هذه الفيلا قد كانت مِلكاً لأحد أعضاء الطبقة الأرستقراطية في مجلس الشيوخ الروماني أو ربما كانت مِلكاً لحاكم روما أو للإمبراطور (ماكسيميان) نفسه.
تم بناء هذه الفيلا في الجزء الأول من القرن الرابع فوق بقايا فيلا قديمة اعتبرت مركزاً رئيسياً لمقاطعة زراعية ضخمة، كما يُعتقد أن هذه الفيلا قد كانت مِلكاً لأحد أعضاء الطبقة الأرستقراطية في مجلس الشيوخ الروماني أو ربما كانت مِلكاً لحاكم روما أو للإمبراطور (ماكسيميان) نفسه.
بقي المجمع السكني مأهولاً لمدة لا تقل عن الـ150 عاماً وبعد ذلك دُمر بشكل جزئي، في حين بقيت المباني الخارجية صالحة للسكن حتى القرن الثاني عشر ولكن بعد ذلك دُمرت بالكامل بسبب زلزال قوي ضرب المنطقة تسبب بدفن الفيلا وما حولها، وعند حلول القرن التاسع عشر تم العثور على الفيلا المدفونة وتم التنقيب عنها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومازالت عمليات التنقيب في هذا الموقع مستمرة حتى يومنا هذا.
تشتهر (فيلا رومانا ديل كاسالي) بالفسيفساء التي تغطي مساحة 3500 متر مربع من مساحتها، تصور هذه اللوحات الفسيفسائية موضوعات تناسب كل غرفة، فمثلاً في غرفة النوم توجد لوحات فسيفسائية لأزواج بوضعيات رومانسية.
أما بالنسبة لأكثر اللوحات الفسيفسائية الملفتة للنظر داخل الفيلا هي تلك الموجودة على أرضية الرواق والتي تصور مشهداً لصيد الحيوانات وحبسها ونقلها إلى أماكن مختلفة محددة كالمباني والمناظر الطبيعية، يمكن للمرء التعرف على ميناء قرطاج والساحل الإيطالي ومصر والنيل فيها.
أما في الصالات الرياضية والحمامات فهناك الأرضيات الفسيفسائية التي تصور ألعاب السيرك والمسابقات الرياضية، حيث يمكن للمرء أن يرى فسيفساء ”فتيات البكيني“ الشهيرة التي تصور عشرة شابات يرتدين ما يشبه البكيني الحديث ويمارسن رياضات مختلفة، فمثلاً إحدى الفتيات ترفع الأثقال وأخرى على وشك أن ترمي القرص الطائر وفتاتان تمارسان رياضة الجري، أما في الأسفل فهناك فتاتان تلعبان بكرة ملونة، وفي الوسط هناك الفتاة الفائزة وهي تمسك أوراق النخيل في يدها اليسرى وتضع تاجاً من الورد على رأسها.
يمكن للسياح اليوم زيارة هذه الفيلا والاستمتاع بمشاهدة الأرضيات الفسيفسائية.
تتميز هذه الفيلا بالممرات المرتفعة التي توفر مكاناً مناسباً لرؤية الفسيفساء عن بعد لحمايتها من أعمال التخريب.