in

كيف تزرع إسفنجة حمامك أو مطبخك في فناء منزلك الخلفي.. إليك الخطوات في هذا المقال

كل ما تريد معرفته عن نبات الليف الإسفنجي.

إليك الطريقة التي ستتمكن عن طريقها من زرع الإسفنج في حديقة منزلك، والاستفادة من جميع الميزات التي يقدمها لك هذا النبات. صورة: katiepua/pinterest

تتواجد إسفنجات الليف الطبيعي وفق أحجام وأشكال وتراكيب مختلفة تتبع لطبيعة استخدامها في قسم مستحضرات التجميل وأغراض الحمام في السوبرماركت، أو حتى في الصيدليات وبعض متاجر الأدوات المنزلية، تتمثل شعبية إسفنجة الليف الطبيعي من جهة بكونها أحد أهم مستحضرات العناية بالجسم والتنظيف، نظراً لخاصية التقشير اللطيف التي تتمتع بها أليافها، ومن جهة أخرى فإن خواص إسفنجة الليف الطبيعي تجعل منها صديقة للبيئة نظرا لقابليتها للتحلل وكونها أحد الموارد القابلة المتجددة، كما تُستخدم أيضًا في تصنيع منتجات التنظيف المنزلية المخصصة للسطوح التي لا تتأثر بالألياف الكاشطة مثل المقالي، والأواني الزجاجية في حين يستخدم الليف الطبيعي أيضاً في العزل والتغليف.

أما فنياً، فإن العديد من معارض المصنوعات اليدوية والأعمال الحرفية تعرض العديد من الدمى والقبعات ولعب الأطفال وغيرها من العناصر الزخرفية المصنوعة من الليف الطبيعي، والتي غالباً ما يتم استيرادها من العديد من البلدان بما فيها الصين والسلفادور وكوريا وتايوان وغواتيمالا وكولومبيا وفنزويلا.

وفي حين أن الكثير من الإعلانات يظهر الإسفنج الطبيعي عميقاً في المحيط بالقرب من الشعب المرجانية أو حتى على شاطئ البحر، محاطًا بالصدف وما شابه ذلك، فإن إسفنج الليف الطبيعي ليس بقايا كائن بحري وإنما نبات ليفي يشبه القرع، يمكنك زراعته في حديقة منزلك.

يشير مصطلح Loofah، المعروف أيضًا باسم «اللوفا» أو «الليف الطبيعي»، إلى عائلة من نبات القرع جنبًا إلى جنب مع أبناء عمومتها البعيدين إلى حد ما كالبطيخ والخيار والقرع ذو القشرة الصلبة ،إذ نميز نوعين من نبات القرع: الأول الفيتنامي أو الخيار المصري Aegyptiaca ويشمل كلاً من الليف المدبب، والبامية الصينية، وقرع الخضروات. أما النوع الثاني هو القرع الزاوي المضلع Acutangular أو ما يعرف بالقرع الأسطواني أحياناً أو Cyclindrica، ويضم كلاً من نبات الليف الناعم والليف ذو الشكل المستطيل المعروف بالقرع الليفي.

يتميز نبات الليف عموماً كغيره من فصيلة القرع بكونه نباتاً متسلقاً يشغل مساحة كبيرة نسبياً، ففي حين يشغل الليف المضلع حيزاً متطاولاً أكثر لكونه يتمتع ببعض النهايات المدببة أشبه بنبتة الخيار، فإن الليف الأسطواني ياميز بصورة جانبية مستديرة وتجاعيد واضحة على طول الثمرة، ويتميز كلاهما بأزهار صفراء كبيرة ذات طعم لاذع أشبه ما يكون بنبات الكوسا.

أثبتت الأبحاث التي أجريت في كل من ميسوري وكارولينا الشمالية في أواخر تسعينات القرن الماضي إمكانية زراعة الليف الإسفنجي وإنتاجه تجارياً في الولايات المتحدة الأميركية، كما أدى ارتفاع الطلب على منتجات الليف الطبيعي، والرغبة في إنتاج محاصيل جديدة عالية القيمة، وبأرباح مضمونة، إلى إثارة الاهتمام في إنتاج مساحات كبيرة من قرى اللوف الاسفنجيّ في جنوب شرق الولايات المتحدة، وخاصة في ولايتي كارولينا الشمالية وفلوريدا.

مم يتكون نبات الليف الطبيعي؟

نبات الليف الإسفنجي مزروع منزلياً. صورة: craftycraps/reddit

يمثل الليف الإسفنجي الأجزاء الداخلية الليفية المتصلبة من ثمار نبات القرع الليفي، والذي يعتبر نباتاً استوائيا من فصيلة Cucurbitaceae، وهو عبارة عن نبات متسلق يشبه الكرمة ينتج ثماراً كبيرة أسطوانية الشكل صالحة للأكل عند صغرها.

في حين أن بعض السلالات قد تكون أحادية الجنس إلا أنه وبشكل عام فإن نبات الليف الإسفنجي ثنائي الجنس، حيث تتطور الأزهار المذكرة في مجموعة بينما تتطور أزهار الإناث بشكل منفرد أو بالاشتراك مع الأزهار المذكرة، حيث تحمل العقد السفلية للنبات أزهارًا مذكرة فقط، تليها عقد بها أزهار مخنثة، تليها أزهار أنثوية انفرادية في العقد العليا، والتي تتطور فيما بعد إلى فاكهة ناضجة جافة تتكون من قشرة صلبة صفراء إلى بنية اللون تحيط بشبكة صلبة كثيفة من ألياف السيللوز، والتي تحوي مئات البذور السوداء المسطحة المشابهة لبذور اليقطين.

ما هي الشروط المناسبة لنمو الليف الإسفنجي في حديقة المنزل؟

تجذب الأزهار الكثير من النحل، والنحل ضروري لتلقيح هذه النباتات. صورة: theunrulygardener

1. الشروط البيئية وأسلوب الزراعة:

يشبه نبات الليف الإسفنجي كلاً من الخيار والكوسا في أسلوب زراعته، إذ يجب على المرء أن يضع في اعتباره أن الليف نبات استوائي يتطلب موسمًا طويلًا لتنضج (من 150 إلى 200 يوم دافئ) ودرجات حرارة دافئة، لذا في معظم المناطق الشمالية؛ يبدأ معظم البستانيين بزراعة البذور في أوعية بحجم 12 إلى 15 سم، وذلك قبل بضعة أسابيع من بدء موسم الزراعة، ثم يزرعونها في الهواء الطلق بمجرد انتهاء تلك المدة وبدء أولى علامات الطقس الدافئ والمستقر.

2. شروط التربة والحيز المطلوب:

إن نبات الليف الإسفنجي يحتاج تربة جيدة التصريف ولكن رطبة، والمخلوطة بالسماد بشكل جيد كما هو الحال عند زراعة الكوسا أو اليقطين، ويصل طول النبتة وسطياً إلى 9 أمتار كما تشغل مساحة كبيرة، لذلك تحتاج منزلياً إلى تعريشة قوية تحملها ليستطيع النبات التسلق و إنتاج الثمار على أكمل وجه.

كيف تزرع الليف منزلياً؟

بإمكانك شراء بذور هذه النباتات، ثم زراعتها في حديقة منزلك. صورة: christinadkamp/etsy

1. العثور على البذور:

عند زراعة نبات الليف أول مرة قد تحتاج لزيارة المركز الزراعي القريب للحصول على البذور، أو يمكنك طلبها عبر الإنترنت من مواقع مثل Amazon أو Burpee والتي تقدم أصنافاً مختلفة من بذور القرع الليفي الزاوي والناعم، في حين توفر بذور Evergreen أكثر من 10 أنواع مختلفة لتلبي حاجات المستخدم تبعاً لاستخدام ثمار الليف فيما بعد.

إذ يجب عليك في البداية نقع البذور لمدة 24 ساعة على الأقل في المياه ومن ثم البدء بعملية الإنتاش، وبعد ما يقارب 4-7 أيام يمكنك نقلها إلى أُصُص مؤقتة، ومن ثم نقلها إلى حديقتك الخلفية بعد حوالي 2-4 أسابيع.

2. مراقبة النبات والعناية به:

يجب السماح للثمار الأولى التي تظهر على الكرمة أن تنضج لتصبح إسفنجات، وذلك عندما تتحول القشرة الخضراء إلى اللون الأصفر أو البني الداكن أحياناً وتبدأ في الانفصال عن الألياف من الداخل، وتبدو الثمرة خفيفة الوزن، عندها يجب عليك أن تترك الفاكهة معلقة على الكرمة لأطول فترة ممكنة لتحقيق أقصى نمو ممكن من ألياف الإسفنج.

ثم تقشر لتكشف عن مجموعة الأنسجة الليفية داخلها والتي تعمل كإسفنج طبيعي رائع وذلك بعد تفريغها من البذور وغسلها مراراً، كما يمكنك تخزينها في مكان جاف وبارد لاستخدامها متى تشاء، لكن احرص على انتزاع الثمرة وتقشيرها على الفور إذا أصابها الصقيع.

يجب عليك الحرص على تقديم السماد اللازم بشكل دوري بالإضافة إلى استخدام المبيدات الحشرية إن لزم الأمر للحفاظ على نبات الليف وتحقيق الفائدة المرجوة، كما يمكنك استخدام الثمار غير الناضجة في صنع سماد عضوي يمكن استخدامه لتسميد باقي نباتات الحديقة أو تخزينه للموسم القادم.

استخدامات الليف الإسفنجي:

صورة: jmsilva/Getty Images

يشكل نبات الليف الإسفنجي خياراً مثالياً للاستخدامات المنزلية والشخصية، متمتعاً ببنية تجعل منه قاسيًا على الأوساخ ولكنه غير كاشط من جهة ومثالياً لغسل وجهك أو جسمك أو أطباقك أو الأرضية أو السيارة من جهة أخرى.

كما يمكنك استخدام نباتات الليف اللاسفنجيّ لصنع صابون الاستحمام المعطر والذي يتكون من شرائح من الإسفنج المجفف بالإضافة إلى أساس الصابون، مضافاً إليه بعض من العطور الطبيعية أو حتى الزهور كالخزامى والياسمين والورود البرية، عندها فقط يمكنك الاستمتاع بحمام ملكي داخل المنزل.

في أجزاء أخرى من العالم، تدخل براعم الزهور والأزهار والفواكه الصغيرة جدًا كمكونٍ أساسي في السلطات والحلويات وغيرها من الأطباق، خصوصا في فيتنام والصين، لذا يمكنك تجربة بعض من الوصفات الشرق آسيوية مستخدماً الزهور والفواكه الصغيرة جدًا النيئة في السلطات الباردة أو المقلية في القليل من الزيت بدلاً من شرائح الناتشوز، مع قليل من اللبنة والمخلل والثوم المعمر للتغميس، أو حتى شرائحها المغمسة بالطحين والمحمرة في الفرن مع قليل من الكاتشاب والتوابل الإيطالية، أو يمكنك إضافتها إلى الحساء واليخنة أو طبق الكاري مصحوباً بكمية وفيرة من الخبز المقلي.

ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن ثمار القرع الليفي وأزهاره تحتوي على الكثير من فيتامين A والمنغنيز والبوتاسيوم والنحاس، وفيتامينات B5 وB6، وفيتامين C، كل ذلك وأكثر من حديقة فنائك الخلفي.

مقالات إعلانية