in

6 أساليب قديمة ومروعة لفقدان الوزن

أساليب قديمة ومروعة لفقدان الوزن

يعد الوزن الزائد اليوم واحداً من المشاكل الصحية الأكثر انتشاراً في العالم، مع كون معظم البلدان باتت تمتلك فائضاً من الأغذية وباتت أيضا عادات الأكل السيئة جزءاً أساسياً من الحياة الحديثة، لكن على الرغم من أن المشكلة لا تزال حتى اليوم دون حلول عملية (حتى الحمية والرياضة باتت مشكوكاً بتأثيرها طويل المدى اليوم) فهذا لا يعني أن القدماء قد حاولوا تقديم حلول خاصة بهم مختلفة عن الآن، ومع أن معايير الجمال تتغير بين الثقافات والعصور، فالبدانة المفرطة غالباً ما كانت شيئاً غير مرغوب به.

تناول بيوض الديدان الشريطية

دودة شريطية
في القرن التاسع عشر كان وجود هذه الطفيليات في الجسم أمراً مقبولاً طالما أن الأمر يفيد في تقليل الوزن.

الديدان الشريطية هي واحدة من الطفيليات سيئة السمعة للغاية، فآثارها السلبية عديدة وعادة ما تتضمن فقر الدم ونقص فيتامين B-12، كما من الممكن أن تؤدي إلى نقص الحديد وانسداد الأمعاء في بعض الحالات.

هذه الأعراض السيئة تجعل الديدان الشريطية واحدة من أكثر الطفيليات المكروهة، وكونها تنمو لتصل حتى 70 سنتيمتراً (أو بضعة أمتار في حالات نادرة) فمجرد التفكير بها يثير الغثيان لدى الكثيرين، ولو أن الأمور في العصر الفيكتوري كانت مختلفة على ما يبدو.

العصر الفيكتوري هو المدة الزمنية الممتدة بين عامي 1830 و1900 تقريباً ويسمى بذلك بسبب حكم الملكة فيكتوريا والذي كان ممتداً حول العالم في مساحات شاسعة.

على أي حال فخلال هذا العصر كانت معايير الجمال الأوروبية محددة بشكل كبير بالنحافة المبالغ فيها لدى النساء، وواحد من أهم ما يمثلها هو ”مِشَدّ الخصر“ الذي كان يلف ويشد بقوة بحيث يعصر الأعضاء الداخلية ويكاد يمنع التنفس بغرض إبقاء المظهر المرغوب والخصر النحيف، لكن عدا عن المشدات، فالنساء خلال ذلك الوقت مارسن شيئاً أسوأ هو تناول بيوض الديدان الشريطية.

كون الديدان الشريطية طفيلية جعل العديدين يظنون أنها تساعد بتخفيف الوزن دون الحاجة لأية تمارين أو تغيير عادات الطعام، هذا الاعتقاد غير المدعوم بأية أدلة على الإطلاق (ومعظم الأطباء يجزمون بكونه غير مجدٍ) جعل الكثيرين يتناولون الطفيليات متقصدين على أمل تخفيف وزنهم، وربما الجانب المظلم هنا أن هذا التصرف لم ينتهي مع الحقبة الفيكتورية ولا يزال موجوداً حتى اليوم ولو على نطاق ضيق، ففي إحدى حلقات برنامج تلفزيون الواقع Keeping Up With The Kardashians قالت Khloe Kardashian أنها تأخذ موضوع إصابة نفسها بالديدان الشريطية لفقدان الوزن بعين الاعتبار.

شرب الخل

الخل
الخل هو إضافة جيدة للكثير من الأطعمة، لكن شربه لن يجلب سوى الأضرار والكثير من التقيؤ والإسهال.

بالنسبة للطعام، فالخل هو واحد من المكونات الأساسية التي تستخدم في العديد من الأطعمة سواء لطعمه اللاذع المميز أو تسهيل طهي ونضج بعض الأطعمة (وبالأخص اللحوم)، لكن عدا عن ذلك فاستخدامات الخل الغذائية ليست كبيرة حقاً في الوقت الحالي.

على عكس حال اليوم فلمدة من الزمن اعتبر الخل أشبه بوصفة سحرية لفقدان الوزن، وكما العديد من العادات الغذائية والصحية السيئة فمصدر استخدام الخل كان من أحد المشاهير، بالطبع ليس أحد مشاهير السينما مثلاً كونها لم تكن قد ظهرت في مطلع القرن التاسع عشر، لكن ما يوازيه بالنسبة لذلك الوقت.

اللورد Byron كان أقرب ما يمكن وصفه بشخصية شهيرة في بداية القرن التاسع عشر، فهذا الشاعر الذي ينتمي للطبقة النبيلة كان ذا تأثير كبير في المجتمع وخصوصاً في الشباب واليافعين، حيث أنه أطلق ما يشبه الهوس الحالي بفقدان الوزن والحميات الغذائية الغريبة ومع جسده الهزيل جداً ووجهه الشاحب فقد تحول إلى أيقونة ينظر له كمعيار قياس الجمال للبعض في تلك الفترة، ومع كون الكثيرين كانوا يرغبون بتقليد ”نجمهم“ المحبوب حينها فحمية Byron لاقت رواجاً كبيراً.

لم تكن حمية Byron حمية حقيقية في الواقع، بل كانت استخداماً مكثفاً للخل والأطعمة المغطسة بالخل لتخفيف الوزن، بالإضافة للامتناع عن معظم أنواع الطعام والاكتفاء بالأرز أو البطاطا المغطسة بالخل أيضا.

هذه الوصفة جعلت وزن Byron ينخفض من 88 كيلوغراماً عام 1806 إلى 57 كيلوغراماً فقط في عام 1811، وعلى الرغم من فعاليتها في تخفيف الوزن فعوارضها الجانبية كانت كبيرة وتبدأ من التقيؤ والإسهال الدائم حتى الجفاف الشديد للجسم وفقر الدم ونقص التغذية والوهن العام.

الزرنيخ

بيع سم الثعابين على أنه دواء لكل شيء
خلال القرن التاسع عشر كان التجار المتجولون قادرين على بيع سم الثعابين على أنه دواء لكل شيء، لذا فحبوب تتصمن الزرنيخ لم تكن تحدياً كبيراً لهم.

هناك اليوم العديد من الأدوية المخصصة لفقدان الوزن والحصول على النحافة مع إعلانات تدعي أنها تخلصك من الوزن دون الحاجة للرياضة أو تغيير النظام الغذائي، أو على الأقل أنها تزيد من مفعول التغييرات التي تجريها على نمط حياتك لتفقد الوزن، ومع أن معظم هذه الأدوية تمتلك آثاراً صغيرة جداً في أفضل الحالات وغير مثبتة النتائج غالب الوقت فهي لا تتضمن مواد سامة وأعراضها الجانبية معروفة كونها تخضع لرقابة صارمة من المؤسسات الحكومية المعنية بالصحة، هذه الأمور هي الحال اليوم، لكن في القرن التاسع عشر الأمور كانت مختلفة جداً حيث لم يكن هناك هذا النوع من القيود والتنظيم.

غياب التنظيم عن قطاع هام مثل قطاع الأدوية جعل فترة طويلة من التاريخ البشري تتضمن العديد من المخادعين والمسوقين الذين ينتحلون المعرفة الطبية ويروجون لأدوية وخلطات تبدو أقرب للشعوذة من الطب، مع ادعاءات مبالغ بها وحتى تضمين مواد مؤذية وسامة في هذه المنتجات غير المقوننة، وواحدة من الأمثلة الواضحة على هذا الأمر هو عقارات تخفيف الوزن التي انتشرت في الولايات المتحدة بالأخص خلال القرن التاسع عشر على شكل حبوب وسوائل أو حتى حقن تدعي نتائج أقرب للمعجزات، وفي ظل انتشار البدانة مع تحسن الظروف المعيشية.

الكثير من تلك الأدوية والعقاقير المروج لها كان يتضمن الزرنيخ، وفي حال لم تكن تعرف الزرنيخ فهو عنصر من أشباه المعادن معروف بكونه شديد السمية للبشر والكائنات الحية، ومع أن الجرع التي كانت توضع في هذه العقاقير كانت أصغر من الجرعة القاتلة، فالتسمم بالزرنيخ قريب من آلية التسمم بالمعادن الثقيلة، حيث أن الكميات الصغيرة تتراكم مع الوقت ضمن الجسم وتسبب أعراضاً خطيرة تتراوح من زيادة خطر الإصابة بالسرطانات وتلف الكبد إلى أضرار عصبية والوفاة بالطبع.

الادعاء الأساسي كان أن تلك العقاقير تسرع استقلاب الجسم وتسد الشهية، لكن كما هو متوقع فهذه الادعاءات لم تكن سوى كلام دون دليل لتسويق السموم كأدوية.

غسل الدهون بالصابون

إعلان لصابون مزيل للدهون.
تتحدث الإعلانات اليوم عن مراهم إزالة التجاعيد وتبييض البشرة، لكن هذه الادعاءات أبسط بكثير من ادعاء الصابون المزبل للدهون.

مشاهدة إعلانات مستحضرات التجميل عموماً وغسولات الوجه والجسم والصابون هي أمر مزعج اليوم والسبب في ذلك واضح، فبينما تستخدم معظم الإعلانات المبالغة والتضليل لجذب المشاهدين لشراء المنتجات، فإعلانات الصابون بالتحديد تبدو مضللة أكثر من غيرها خصوصاً مع استخدامها لصور قبل/بعد والوعود الخيالية بتجديد الشباب وإزالة التجاعيد نهائيا وتنقية البشرة والتخلص من تغيرات اللون وسواها، ومع أن الأمر قد يبدو وكأن الوضع اليوم أسوأ من أي وقت سابق، فماضي هذا النوع من الإعلانات ليس مختلفاً حقاً، بل كان أسوأ في بعض النواحي حتى.

خلال عشرينيات القرن الماضي ظهرت ماركة صابون بريطاني باسم La-Mar وأخرى أمريكية باسم La Parle مع إعلانات متشابهة وادعاءات تكاد تكون متطابقة، حيث ادعت الإعلانات أن استخدام هذه المنتجات يقوم حرفياً بغسل الدهون وإزالتها من الأماكن المطلوبة بسرعة وفعالية كبيرة لإعطاء المظهر الرشيق، وحتى أنها تستطيع ”نحت الجسم“ بإزالة الدهون من أماكن مرغوبة فقط دوناً عن سواها، وهذا بالطلع كان إضافة للادعاءات المعتادة عن نضارة الجسم ومحو التجاعيد وإعادة الشباب.

لم يكن هذان المثالان وحيدان في تلك الفترة، لكن طوال مطلع القرن العشرين ظهرت العديد من المستحضرات التي تقدم هذا النوع من الادعاءات، وبدلاً من محاولة الترويج كمكمل لجهود الحمية الغذائية والرياضة، فقد كان الترويج يتركز على كونها بديلة لها تماماً مع نتائج لا تحمل الشك، وبالطبع فمدى نجاح هذه النتائج يبدو واضحاً اليوم حقاً مع استمرار انتشار البدانة واختفاء هذا النوع من المنتجات (جزئياً على الأقل).

رقعة اللسان

رقعة اللسان
مجرد التفكير بوضع لقعة بلاستيكية وخياطتها إلى اللسان مؤلم كفاية، والمزعج ربما أن هذا النوع من الحمية قد ثبت عدم جدواه على المدى البعيد.

قد تبدو عبارة ”رقعة اللسان“ أشبه بشيء مثل رقع النيكوتين التي تلصق لفترات قصيرة لتعويض اعتياد المدخنين لجرع النيكوتين، لكنها في الواقع تشبه رقع الملابس أكثر من رقع النيكوتين، ومن حيث المبدأ فهي قطعة من البلاستيك على شكل شبكة مسننة تشبه النسيج الخشن المستخدم في بعض الملابس كبديل للأزرار والسحاب ويتم خياطتها إلى اللسان، بحيث أنها تمنع مستخدمها من الطعام بشكل كلي بسبب الألم الكبير المصاحب لأي محاولة ابتلاع للطعام مهما كان.

هذه الرقعة مؤقتة بالطبع حيث أنها توضع لمدة شهر تقريباً ويعوض الخاضع لها عن الطعام بمشروب بروتيني مغذي يحتوي 800 كالوري فقط عوضاً عن 2000 كالوري (وهي كميات الكالوري اللازمة يومياً بشكل وسطي) ومع توقف الطعام بشكل كلي يبدأ الجسم بفقدان الوزن تدريجياً مع كون المتوسط هو حوالي 8 إلى 10 كيلوغرامات خلال شهر واحد، وهذا الوزن الكبير المفقود هو السبب بكون هذه العملية مرغوبة على الرغم من كونها مزعجة للغاية وغير مثبتة الفاعلية على المدى البعيد.

ربما أكثر ما هو مخيف في الأمر أن هذا النوع من العمليات لم تكن في وقت سابق ربما كالسبعينات أو الثمانينات، بل أنها تجرى اليوم في هذا الوقت وتنتشر بشكل خاص في أمريكا اللاتينية مع انتقال تدريجي للولايات المتحدة، حيث أن الطبيب الذي قدمها هناك قام وحده بأكثر من 80 عملية مشابهة على الأقل، لكن لا يوجد أية معلومات عن الأثر بعيد المدى لفقدان الوزن السريع هذا، وكون الإحصائيات تظهر أن الغالبية العظمى ممن يتبعون حمية قاسية يعودون لكسب ما فقدوه من الوزن وأكثر خلال أقل من سنة، فنتائج هكذا عملية تبدو مثيرة للشكوك بأفضل الحالات.

حمية ”الفرصة الأخيرة“

مشروب بروتيني
لا أحد يريد حوافر حيوانات في مشروبه البروتيني، خصوصاً إن كان يؤدي لمضاعفات قد تتسبب بالوفاة.

ظهرت هذه الحمية خلال سبعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، وكان مبدؤها بسيطاً جداً: الامتناع عن تناول الطعام بشكل شبه كلي والاكتفاء بشرب مشروب غني بالبروتين يؤمن المغذيات الأساسية للجسم ويحتوي على 400 كالوري فقط.

أعلن عن هذا المنتج بكونه الحل النهائي الذي ينجح فيما تفشل فيه جميع الطرق الأخرى، وكما هي العادة فقد تم استخدام اسم طبيب لإعطاء المزيد من الشرعية والموثوقية لهذا المشروب المعجزة لدى من يريدون استخدامه.

لاحقاً كشفت التحقيقات أن مصدر هذا المشروب البروتيني لم يكن سراً حقاً، فقد تبين أنه يأتي بشكل أساسي من بقايا اللحوم والعظام في المسالح وحتى القرون والحوافر والأجزاء الأخرى غير المرغوب بها من الحيوانات.

تصمن تحضير المشروب طحن هذه المكونات معاً ومن ثم إضافة أنزيمات ومنكهات صناعية بالإضافة لمواد ملونة لجعل المشروب غير منفر وأكثر تقبلاً بين المستخدمين، وبالطبع فمع التسويق الكافي فالمنتج حقق نجاحاً باهراً لمدة من الزمن.

كان نجاح المنتج يقتصر على الانتشار فقط، فتأثيراته الإيجابية المزعومة لم يتم إثباتها أصلاً، لكنه وصل إلى مئات آلاف المستخدمين مع كون التقديرات تشير إلى رقم يتراوح بين مليونين وأربعة ملايين مستخدم.

لاحقاً ظهر الجانب المظلم للأمر، فالمشروب كان ضاراً جداً وغير مختبر كفاية بحيث أنه كان قاتلاً للبعض، ومع 58 حالة وفاة بين مستخدميه سرعان ما انخفضت شعبيته وتوقف إنتاجه كذلك مع تتالي اكتشاف الفضائح ومنها مكونات المشروب.

مقالات إعلانية