in

تاريخ البندقية الألمانية الشهيرة Karabiner 98k

بندقية الكار 98ك

بندقية Karabiner 98k هي أخر طراز في سلسلة طويلة من البنادق التي صممتها شركة ماوزر Mauser الألمانية، المتخصصة في تصنيع الأسلحة من بنادق ومسدسات للجيش الألماني. تنحدر Karabiner 98k بشكل مباشر من بندقية Gewehr 98 اليدوية التي ظهرت عام 1898 والتي قدمت لأول مرة مخزن داخلي معدني بخمسة خراطيش، كما يمكن تتبع جذورها إلى بندقية طراز Lebel 1886.

في عام 1923، تم تقديم بندقية Karabiner 98b كسلاح أساسي للجيش الألماني بعد الحرب العالمية الأولى. ونظرًا لأن معاهدة فرساي منعت الألمان من إنتاج البنادق، فقد تم تصنيف Karabiner 98b على أنها بندقية قصيرة (كاربين) على الرغم من حقيقة أنها كانت عبارة عن نسخة محسّنة من Gewehr 98.

في عام 1935، عملت شركة ماوزر على تحديث البندقية عن طريق تغيير العديد من مكوناتها وتقصير طولها الإجمالي. وكانت النتيجة Karabiner 98 Kurz، والمعروفة باسمKarabiner 98k أو Kar98k أو الكار كما نعرفها في العالم العربي. ومثل سابقاتها، كانت عبارة عن بندقية يدوية bolt-action، مما حد من معدل إطلاقها، فجعلها غير عملية نسبيًا، لكن ذلك لم يقلل من شأن دقتها ومتانتها.

بندقية الكار الألمانية محملة بقاذف قنابل

أحد التغييرات كانت التحول إلى استخدام أخمص منضد بدلاً من قطع الخشب المفردة، حيث أظهرت الاختبارات أن الخشب الرقائقي كان أفضل في مقاومة الالتواءات. عند دخول الخدمة في عام 1935، تم إنتاج أكثر من 14 مليون كار 98 بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية.

مواصفات بندقية الكار

  • خرطوشة: 7.92 × 57 ملم (8 ملم ماوزر)
  • السعة: حزمة من 5 طلقات يتم إدخالها في مخزن داخلي
  • سرعة الفوهة: 760 م/ث
  • المدى المجدي: 500 متر، 800 متر مع المكبر
  • الوزن: أقل من 4 كيلوجرام.
  • الطول: 111 سنتمتر.
  • طول الأنبوبة: 60 سنتمتر.
  • المرفقات: سكين بايونت اس 84/98، قنابل بندقية

استخدامها في المانيا والحرب العالمية الثانية

خدمت Karabiner 98k في جميع مسارح الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها الجيش الألماني، مثل أوروبا وإفريقيا والدول الاسكندنافية. وعلى الرغم من تقدم الحلفاء باستخدام بنادق نصف آلية، مثل M1 Garand، ابقت قوات الدفاع المسلحة الألمانية الفيرماخت على Kar98k سعة مخزنها الصغيرة.

ربما يعود هذا إلى حد كبير لعقيدتهم التكتيكية التي أكدت على إن الاسلحة الخفيفة هي أساس قوة الفرقة النارية. بالإضافة إلى ذلك، فضّل الألمان في كثير من الأحيان استخدام المدافع الرشاشة، مثل MP40، في القتال المباشر أو حرب المدن بدلا من البنادق الفردية.

في آخر عام ونصف من الحرب، بدأت قوات الدفاع المسلحة بالتخلص التدريجي من الـ Kar98k لصالح البندقية الهجومية الجديدة (Sturmgewehr 44 (StG44. وبينما كان السلاح الجديد أكثر فعالية، إلا أنه لم يُنتج بأعداد كافية، فظلت Kar98k هي بندقية المشاة الألمانية الأساسية حتى نهاية الأعمال العسكرية.

بالإضافة إلى ذلك، شهد هذا السلاح المميز أيضًا الخدمة مع الجيش الأحمر الذي اشترى تراخيص لتصنيعه قبل الحرب. بيد أنه لم يتم إنتاج سوى القليل في الاتحاد السوفيتي، حيث استخدم الجيش الأحمر على نطاق واسع بنادق Kar98k المُصادرة خلال فترة النقص في الأسلحة المبكرة.

استخدامها ما بعد الحرب

بعد الحرب العالمية الثانية، استولى الحلفاء على الملايين من بنادق Kar98k. في الغرب، جرى منح الكثير منها للدول المتضررة لإعادة تسليح جيوشها. تبنت فرنسا والنرويج هذا السلاح وبدأت المصانع في بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا في إنتاج نسختها الخاصة من البندقية.

كما احتفظ الاتحاد السوفيتي بتلك الأسلحة الألمانية التي استولى عليها في حالة نشوب حرب مستقبلية مع الناتو. بمرور الوقت، تم منحها للعديد من الحركات الشيوعية الوليدة حول العالم. وقد انتهى المطاف بالكثير منها في فيتنام واستخدمهما الفيتناميون الشماليون ضد الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.

كذلك خدمت Kar98k، بشكل مثير للسخرية، مع الهاغانا اليهودية ولاحقًا مع قوات الدفاع الإسرائيلية في أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وبالطبع تمت إزالة جميع الأيقونات النازية واستبدالها بعلامات جيش الدفاع الإسرائيلي والعبرية من على تلك الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من الترسانة الألمانية.

كما اشترى جيش الدفاع الإسرائيلي مخزونات كبيرة من إصدارات البندقية التشيكية والبلجيكية. وفي التسعينيات، انتشرت هذه الأسلحة مرة أخرى خلال فترة النزاعات في يوغوسلافيا السابقة. ورغم أنها لم تعد تستخدم من قبل جيوش اليوم، إلا أن بندقية Kar98k ما تزال تحظى بشعبية كبيرة بين الرماة وهواة الجمع حول العالم.

مقالات إعلانية