in

إليكم 18 من أغرب الوصايا على مر التاريخ، والتي تجعلنا نتساءل ما الذي أصاب عقول هؤلاء الأشخاص

لوحة تنفيذ الوصية الأخيرة وتقسيم التركة

تعتبر وصية الشخص الراحل جزءاً رئيساً في أغلب القصص البوليسية، وعادةً ما تسعى إحدى الشخصيات للحصول على حصة في وصية الميت بتدبير خدعة ما، ومن الممكن أن تشمل حبكة القصة قيام أحدهم بمحاولة تسريع حصوله على التركة عن طريق التخلص أحد أقربائه، كما يظهر ”كليشيه“ مشهد موت أحد المسنين الأغنياء في العديد من المسلسات والأفلام، فيجتمع الأقرباء حول الميت على أمل الحصول على جزء من الميراث، وكنتيجة يخيب ظنهم أحياناً، فيما يحصلون في أحيان أخرى على أموال طائلة.

هنالك جملة مشهورة تُردد دائماً وهي ”الحقيقة أغرب من الخيال“، وهذا ما سنستعرضه اليوم في سبعة عشرة وصية من أغرب الوصايا، التي تصبح أقل غرابة حينما نكتشف دوافع الشخص ونقرأ عن حياته، وفي أوقات أخرى نتساءل ما الذي أصاب عقل هذا الشخص!

1. (هاينريك هاين):

هاينريك هاين
استخدم الشاعر الألماني (هاينريك هاين) وصيته للتعبير عن رأيه في زوجته بطريقة ساخرة.

كان (هاين) شاعراً ألمانياً وناقداً أدبياً، كما عمل كصحفي وكفيلسوف سياسي، وقد مُنِعت العديد من أعماله في ألمانيا من قبل الحكومة، وبعد موته بفترة طويلة، كانت مؤلفاته من بين تلك التي أحرقها النازيون في ألمانيا لكونه يهودياً. أمضى (هاين) النصف الثاني من حياته بعيداً عن بلده، في منفى فرضه على نفسه بعيداً عن بروسيا، متمتعاً بشهرته في وسط صالونات باريس، إلى أن أقعده المرض في السرير، وقد وصف (هاين) سريره ”بفراش الموت“، وبالرغم من مرضه فقد استمر بالعمل من سريره طوال ثمانية اعوام إلى أن وافته المنية.

أوجد (هاين) مصطلح Lisztomania كوصف لردود فعل المعجبين بالمؤلف الموسيقي Franz Liszt، وقد تم استخدام المصطلح لاحقاً لوصف معجبي فرقة (البيتلز) بعد تعديله ليصبح Beatlemania في ستينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت والمصطلح يستخدم بعد تعديله لوصف جنون المعجبين.

تزوج (هاين) من Crescence Eugenie Mirat في عام 1841م بعد أن كانا قد عاشا معاً لمدة خمسة أعوام، لم يكتب (هاين) الكثير عن علاقته وزواجه ولم يناقش أية تفاصيل للموضوع، على الرغم من أنه وزوجته أمضيا بقية حياتهما معا. بعد زواجهما بتسعة أعوام، تدهورت حالة (هاين) الصحيّة ما أدى إلى مكوثه في السرير إلى حين وفاته عام 1856م، وقد ترك في وصيته الجزء الأكبر من ممتلكاته لزوجته واشترط لحصولها عليها أن تقوم بالزواج مجددا.

يخطئ من يعتقد أن (هاين) أوصى بهذا بسبب قلقه على زوجته ولرغبته بأن لا تبقى وحيدة، فقد كشفت الوصية أن أسباب (هاين) كما صاغها بنفسه ”بفعل هذا سأضمن أنه على الأقل هناك شخص ندم على موتي“، اكتُشف لاحقاً أن (هاين) لم يمت بسبب مرض الزُهَرِي كما يعتقد الكثيرون، ولكن سبب موته الحقيقي هو تعرضه إلى التسمم بالرصاص خلال أعوامه الأخيرة.

2. شايكسبير:

لم تكن وصية (وليام شايكسبير) إلى زوجته (آن) سخية للغاية
لم تكن وصية (وليام شايكسبير) إلى زوجته (آن) سخية للغاية

كتب (شايكسبير) حوالي 40 مسرحية، وما يفوق 150 قصيدة، والعديد من القصائد الملحمية والأعمال الأخرى، كما لايزال يكتشف بين الفينة والأخرى بعض أعماله.

طبقاً للسجلات، فقد تزوجّ (شايكسبير) من (آن هاثاوي) عام 1582م، إذ كان هو في الثامنة عشرة من عمره وهي في السادسة والعشرين. أنجبت (آن) أولى أطفالها (سوزانا) بعد زواجهما بستة أشهر، فتوضح سبب هذا الزواج المفاجئ، وتلا ولادة (سوزانا) ولادة توأمين: صبي وفتاة، وقد توفي الصبي في الحادية عشرة من عمره، ولم ينجب الاثنان المزيد من الأطفال، وعاشا في لندن بعد أن بدأت مسيرة (شايكسبير) المهنية في عام 1592م.

توفيّ (شايكسبير) فجأة عام 1616م عن عمرٍ ناهز 52 سنة، ويبقى سبب وفاته مجهولاً، إذ أنه قام بوصف صحته بالممتازة حينما كان يوقع على وصيته الأخيرة التي كانت قبل شهر من وفاته. هنالك بعض التخمينات التي تقول أن وفاته أتت نتيجة إسرافه في الشرب.

تركَ (شايكسبير) في وصيته جميع ممتلكاته –التي كانت تعد في حينها ضخمة جداً– لابنته الكبرى (سوزانا) موصياً أنه في حالة وفاة (سوزانا) على ممتلكاته أن تذهب إلى ابنها البكر. تجاهل (شايكسبير) زوجته تماماً في وصيته، بالرغم من أن القانون كان ينص في حينها على أن تحصل الزوجة على جزء من ممتلكات الزوج، وقد صرّح (شايكسبير) في إحدى المرات أن زوجته هي ”ثاني أفضل شريك في السرير“ بالنسبة له. غرابة هذه الجملة الصادرة عن الرجل الذي اعتبر من أحد آباء اللغة الإنجليزية لا تزال تشكل موضعاً للنقاش لدى الدارسين.

3. (جاك بيني):

وردة
رتب (جاك بيني) لأن تستلم زوجته وردة واحدة كل يوم لبقية حياتها.

كان بالإمكان وصف (جاك بيني) بالعديد من الأشياء، فبالإضافة لكونه كوميدياً تقليدياً فقد كان أيضاً ممثلا في المنوعات والاستعراض المسرحي Vaudevillian: وهي كلمة ذات أصل فرنسي وتعني الشخص الذي يمثل نوعاً من الكوميديا التي لا تحوي دافعاً نفسياً أو عبرة اخلاقيّة، كما كان ممثلاً سينيمائياً، وشخصية تلفيزيونية وإذاعية، وعازف كمان.

جعل (بيني) من فقره جزءاً من شخصيته، وقد اشتهر بعزفه السيئ المتعمد للكمان. تظاهر (بيني) لعقد كامل بأنه يبلغ من العمر 39 عاماً، وطوّر توقيتاً كوميديّاً جلب له الكثير من التقدير من قبل زملائه في المهنة.

احتفظ بأمواله في خزنة تحت حراسة شديدة لدرجة أنه جعل من جهاز إنذارها ينطلق حتى حينما يفتح هو الخزنة بنفسه، وبالرغم من تأسيسه لمهنته على أساس من أشياء مثيرة للريبة (من ضمنها ظهوره كشخص منغلق على نفسه وبخيل للغاية)، فقد كشفت وصيته وجهاً آخر من شخصيته، الوجه الذي سعى جاهداً لإخفائه عن العامة طوال حياته.

توفي (بيني) في اليوم الذي تلا عشيّة عيد الميلاد عام 1974م وتضمنت وصيته تعليمات تقضي بإرسال وردة يومياً إلى زوجته إلى حين وفاتها، وقد كان زواج (بيني) من زوجته (ماري ليفينغستون) قد استمر طوال 45 عاماً.

ظلت (ماري) تستلم وردة كل يوم طوال تسعة أعوام إلى حين وفاتها في أواخر يونيو عام 1983م. ظهر كرم (بيني) بعد وفاته، فاكتُشفت الكذبة التي صنعها بعناية أمام الجمهور والعالم.

4. (ليونا هيلمزلي):

كلاب
تركت (ليونا هيلمزلي) أمولاً لكلابها أكثر من تلك التي تركتها لأحفادها

عُرف عن (هيلمزلي) كونها ملكة اللؤم، وذلك بسبب معاملتها السيئة لخدمها وموظفيها، وقد قام أحد موظفيها بالشهادة ضدها حينما كانت تخضع للمحاكمة بتهمة التهرب من ضريبة الدخل في عام 1989م، مصرحاً بأنه سمعها تقول أنها لا تدفع الضرائب لأن الضرائب هي فقط للأشخاص غير المهمين.

صنعت (هيلمزلي) ثروتها بفضل زواجها أربعة مرات، في اثنين منهم تزوجت نفس الشخص وهو (جوزيف لوبين)، بالإضافة إلى إدارتها لإمبراطورية فنادق مع زوجها (هاري هيلمزلي).

وصل لؤم (ليونا) بها إلى قيامها بطرد أرملة ابن زوجها من العقار الذي امتلكته، كما قامت برفع قضية على مجلس المدينة لاسترداد أموال ادعت بأنها أقرضتها للابن المتوفي، وقد فازت بالقضية.

كان (هاري هيلمزلي) زوج (ليونا) مريضاً للغاية حينما اتهمت العائلة بالتهرب من دفع أموال الضرائب، وذلك في ثمانينات القرن الماضي، فلم يستطع الزوج احتمال المحاكمة، وهكذا تعرضت (ليونا) للمحاكمة وتمت إدانتها وحكم عليها بالسجن مع الأعمال الشاقة لمدة 19 شهراً.

بعد إطلاق سراحها عام 1994م، انعزلت عن العالم تماماً، وازداد انعزالها أكثر بعد وفاة (هاري) عام 1997م. توفيت (ليونا) بعدها بعشرة أعوام، وقد نصت وصيتها على أن تذهب غالبية ممتلكاتها إلى صندوق الجمعية الخيرية الخاصة بها هي وزوجها (وقد قدرّت الممتلكات بـ4 مليارات دولار) على أن تستخدم الأموال للعناية بالكلاب، كما تركت لكلبها الخاص واسمه ”مشكلة“ 12 مليون دولار. بالمقابل، حصل اثنين من أحفادها على 10 مليون دولار بينما لم يحصل الاثنين الآخرين على أي شيء. تم اتباع إجراءات قانونية مختلفة أدت في نهاية الأمر إلى الإقرار بأن (ليونا) لم تكن بكامل قواها العقلية حينما كتبت وصيتها، وهكذا تمت إعادة تقسيم الممتلكات من قبل المحكمة.

5. (هوديني):

بطاقة إعلانية لـ(هوديني) في حوالي عام 1898م
بطاقة إعلانية لـ(هوديني) في حوالي عام 1898م

اشتهر (هوديني) بكونه أعظم فنان هروب على مر العصور، وقد أدهش جمهوره منذ بدايات القرن العشرين بهروبه من الموت في عروض مميزة، لكن الأمر الذي لم يكن معروفاً عنه هو ولعه بالحياة ما بعد الموت، وقد استخدم خبرته في ألعاب الخفة وقدرته على خداع الجمهور لكشف خدع الأشخاص الذين يتظاهرون بقدرتهم على التواصل مع الأموات، ولكنه في ذات الوقت كان يحاول العثور على شخص قادرٍ فعلاً على التحدث معهم، وقد أتت رغبته هذه نتيجة خسارته لوالدته، وفي نهاية الأمر أصبح مشهوراً حول العالم بكشفه لحقيقة الوسطاء الروحانيين بقدر شهرته على الهروب من الموت.

وعد (هوديني) زوجته بأنه إن عثر على طريقة فعلية للتواصل معها بعد موته فسوف يقوم بالتواصل معها عن طريق رسالة مشفرة ليثبت لها بأنه هو من يتحدث معها وأن الأمر ليس مجرد خدعة، كانت تلك الرسالة المشفرة. طلب (هوديني) في وصيته أن تقام في سنوية موته جلسة لاستحضار الأرواح كمحاولة للتواصل معه، وقد توفي صدفة في عشية (الهالوين) عام 1962م. أقامت أرملته طوال عشرة سنين في ذكرى وفاته جلسة استحضار للأرواح بالرغم من تسريب الرسالة التي اتفقا عليها عام 1929م. لم يتواصل (هوديني) معها وبعد عام 1936م توقفت زوجته عن المحاولة، وقد صرحت قائلة: ”عشر سنين وقت كافٍ جداً لانتظار أي رجل“.

6. (داستي سبرينغفيلد):

داستي سبرينغفيلد
تضمنت وصية (داستي سبرينغفيلد) تعليمات محددة من أجل رعاية قطها المسن

أعاد ظهور أغنية Son Of a Preacher في فيلم Pulp Fiction البريق للنجمة المغنية (داستي)، وهي مغنية بريطانية اشتهرت في ستينيات القرن الماضي، وخلال عقد من الزمن تميزت (داستي) بمجموعة من الأغنيات الناجحة، لكن تلا ذلك النجاح انحدار في مسيرتها الفنية، ولم تستطع بعدها العودة إلى ذلك النجاح الذي تمتعت به بين عامي 1964م و1968م، لكنها بالرغم من ذلك استمرت بالعمل والمحاولة إلى أن خسرت معركتها الكبرى أمام سرطان الثدي الذي أدى لوفاتها عام 1999م عن عمر ناهز 59 عاماً.

لم تكن (داستي) متزوجة ولم يكن لديها أي أولاد وبالتالي لم يكن لديها أية ورثة مباشرون، لكنها امتلكت قطاً مسناً اسمه (نيكولاس) في 13 من عمره، وقد حددت (داستي) في وصيتها الطريقة التي أرادت أن يتم الاعتناء بها بقطها، تضمنت التعليمات استيراد طعام أطفال من أمريكا لإطعام القط الذي يجب أن يسكن في منزل شجرة، على أن يستمع يومياً إلى تسجيلاتٍ لأغاني (داستي)، كما أرادت أن يستخدم قميص نومها الذي توفيت فيه كغظاء لفراشه، وأوصي بالقط لـ(لي إيفيرت آكن) وقد تركت لها (داستي) كل ما يمكن أن تحتاجه للعناية به.

7. (تاونسيند مورفي زينك):

أراد (تاونسيند م. زينك) مكتبة لا يمكن فيها رؤية أو سماع أو قراءة أي امرأة.
أراد (تاونسيند م. زينك) مكتبة لا يمكن فيها رؤية أو سماع أو قراءة أي امرأة.

كان (زينك) محامياً وسياسياً متواضعاً من مدينة (آيوا) خلال أواخر القرن التاسع عشر، وقد اشتهر اختصاراً بـT.M. تزوّج (زينك) مرتين، وقد توفيت زوجته الأولى عام 1915م بعد خمسة عشرة سنة من الزواج، وتزوج ثانية من الأرملة (إيدا بينسون) عام 1926م، وكانت له ابنة من زوجته الأولى، وكذلك الأمر بالنسبة لـ(بينسون)، وقد نشأت صداقة جيدة بين الفتاتين.

توفي (زينك) عام 1930م عن عمر يناهز 72 عاماً نتيجة مضاعفات حدثت بعد عملية لإزالة الحصى، وترك في وصيته 5 دولارات لابنته، ولم يترك شيئاً لزوجته، لكنه سمح لها بالبقاء في منزله وتوفير مبلغ لسداد إجارات عقاراته. وضع (زينك) معظم عقاراته في وديعة على أن تستخدم كقروض للمزارع لمدة 75 عاما، وبعد فترة حددها في وصيته، يؤخذ جزء من ممتلكاته ليستخدم في بناء مكتبة على أن تضم أفضل الكتب في العالم، وحدد في الوصية من الذي سيسمح له بدخول المكتبة، فسمح بدخولها لجميع من تتجاوز أعمارهم الخمس عشرة عاماً بشرط وحيد وهو أن لا يكون هذا الشخص امرأة!

كما منع وجود أية مؤلفات لكتّابٍ إناث، وطلب أن يعلق على جميع الأبواب ”لا يسمح بدخول النساء“، وقد أشار في وصيته أن كرهه الشديد للنساء مبني على تجاربه معهن وعلى مراقبته إياهن.

لم تنفذ وصية (زنك)، فقد قامت ابنته برفع عدد من القضايا ولم يتم بناء المكتبة في نهاية الأمر.

8. (إلينور ريتشي):

استخدمت (إلينور ريتشي) ثروتها التي أتت من النفط لتبنيّ ورعاية عشرات الكلاب.
استخدمت (إلينور ريتشي) ثروتها التي أتت من النفط لتبنيّ ورعاية عشرات الكلاب.

إن (إالينور ريشتي) هي حفيدة (فيليب جون باير) الرجل الذي أنشأ شركة (كواكر) لتكرير النفط التي صنعت له ثروته، والتي ذهب جزء منها لاحقا إلى (ريتشي).

لم تتزوج (ريتشي) أبداً ولم يكن لديها أي أولاد، وقد فضلت العيش وحيدة في منزلها، لكنها لم تكن وحيدة بالمطلق، إذ أمضت معظم أيامها تتجول في مدينة (فلوريدا) بسيارتها باحثة عن الكلاب الشاردة، لتعود بها لاحقاً إلى منزلها. قادها هذا في نهاية الأمر إلى شراء قطعة أرض بمساحة 180 فدان على شاطئ (ديرفيلد) بهدف توفير مساحة كافية لكلابها.

وصل عدد الحيوانات إلى 150 كلب أنقذتهم على مدى السنين، توفيت (ريتشي) عن عمر يناهز الـ58 عاماً نتيجة نزيف في المخ، في وقت كانت تقوم به بنقل الكلاب إلى منزلهم الجديد. تضمنت وصيتها 1700 زوج من الأحذية التي نادراً ما كانت ترتديها تركتها لجيش التحرير، وتركت بقية ممتلكاتها لكلابها، وتضمنت ممتلكاتها 100.000 سهم في عقارات Quaker، وعقارات في (فلوريدا) بالإضافة إلى حصص وأموال أخرى حاصلتها أكثر من 4 مليون دولار، وقد أوصت أن يتم الاعتناء بكلابها إلى حين وفاة أو تبني آخر كلب فيها، وبعد أن يحصل ذلك يعطى ما تبقى من الممتلكات لمدرسة العلوم البيطريّة في جامعة (أوبورن).

حاول أقرباؤها الحصول على تلك الأموال لكنهم لم ينجحوا سوى بتحصيل 15% من ممتلكاتها.

توفي آخر كلب عام 1984م وطبقاً للوصية ذهب ما يتجاوز 12 مليون دولار إلى جامعة (أوبورن) حيث استخدمت الأموال لدعم أبحاث متعلقة بمجال أمراض الكلاب وسلوكياتهم.

9. (جيريمي بينثام):

طلب (جيرمي بنثام) بأن يتم تشريحه وعرضه على الناس.
طلب (جيرمي بنثام) بأن يتم تشريحه وعرضه على الناس.

كان (بينثام) فيلسوفاً إنجليزياً، وقد نسب له تأسيس المذهب النفعي، كما نسب له بالخطأ تأسيس جامعة لندن. كان (بينثام) مصلحاً اجتماعياً، وقد كان من أوائل المعارضين لعقوبة الإعدام، والعقوبات الجسدية للأطفال، كما أيد الإصلاحات القانونية، وكان داعماً لحقوق المرأة، ودعا لإنشاء قوات أمن منظمة تأخذ بعين الاعتبار رفاهية المجتمعات ولا تقف وحسب عند ردود أفعال بسيطة تجاه الجرائم التي تقع.

بعد وفاة (بينثام) عام 1832م، تم اتباع التعليمات الدقيقة والمفصلة التي أدرجها ضمن وصيته التي كانت بخصوص جسده، لكن الأمر لم يخلو من العديد من الاعتراضات والنقاشات.

طلب (بينثام) في وصيته بأن يتم تشريح جسده على الملأ، فينزع هيكله العظمي ثمّ يثبت ويلبس بثياب (بينثام)، بعد ذلك يوضع رأس شمعي يمثل رأس (بينثام) الذي بدوره يثبت عليه شعر رأسه الحقيقي. تم تنفيذ الوصية وعُرض الهيكل في جامعة لندن، كما تم الاحتفاظ بالرأس الحقيقي وعُرض لسنين عديدة قبل أن يخبأ للاحتفاظ به سليماً لحمياته من مقالب الطلاب المستمرة.

زار المُجسم العديد من الأماكن أحدها (نيويورك) وذلك في عام 2018م لتتسنى للأشخاص غير القادرين على السفر إلى لندن لرؤية هذا الهيكل نصف الشمعي.

10. (جون كيلي):

جون كيلي
استخدم (جون كيلي) الأب، والد الممثلة (غرايس كيلي)، وصيته في محاولة للتحكم في عادات إنفاق ابنته.

عُرِف (جون كيلي) بين اصدقائه بـ(جاك كيلي) وقد كان أحد أشهر أبطال رياضة التجذيف على مر التاريخ، وقد مثّل الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية من عام 1948م إلى عام 1960، كما لعب كرة القدم الاحترافية عام 1919م، وكان مصارعاً لكنه لم يحترف تلك الرياضة، كما شارك (كيلي) في الحرب العالمية الأولى.

لم يكتفِ (كيلي) بكل ما سبق، فقد كان بالإضافة إلى كل ذلك رجل أعمال مشهور في (فيلاديلفيا)، وقد جمع ثروته التي قدّرت بالملايين عن طريق أعمال البناء.

كان (كيلي) يهوى القيام بخدعة لتضمن له الحصول على أمواله بعد الانتهاء من القيام بأعمال البناء، وتمثلت تلك الخدعة بوضع طبقة من الزجاج في مدخنة المنزل بعد الانتهاء من إنشائه، وحين يخبره المتعهد بأن المالكين يتذمرون من الدخان في المنزل، يخبره (كيلي) أنه سيهتم بالمشكلة ما أن يستلم أجره كاملاً، وبعد حصوله على أمواله يحل (كيلي) المشكلة ببساطة عن طريق رمي قطعة من الطوب داخل المدخنة لينكسر الزجاج الذي كان يحجز الدخان.

بالرغم من كل ما صنعه (كيلي) في حياته فإن شهرته تأتي غالباً من ابنته الممثلة (غرايس كيلي) التي أصبحت لاحقاً أميرة (موناكو). إنه لمن الطبيعي أن تكون طريقة (كيلي) في إدارة أعماله قد امتدت لتشمل طريقة تعامله مع ابنته، والتي عرف عنها بذخها في شراء الملابس والمجوهرات.

وهكذا فقد طلب (كيلي) في وصيته أن يتم تحديد نفقات ابنته من قبل زوجها الأمير (راينير) كي لا تنفق الأميرة ثروة زوجها، الذي دفع ما يقارب المليوني دولار كمهر مقابل زواج أمير موناكو منها.

بقي اقتصاد (موناكو) سليماً ولم تدمره الأميرة، التي توفيت عام 1982م. اشترى ابن (غرايسي)، الأمير (ألبرت)/ منزل عائلة (كيلي) في (فيلاديلفيا) عام 2017.

11. (بنجامين فرانكلين):

بينجامين فرانكلين
لم يعترض (بنجامين فرانكلين) على المجوهرات التي ترتديها السيدات في باريس، لكنه لم يرد أن يرى ارتداء المجهورات كعادة شائعة في أمريكا.

عُرف (بنجامين فرانكلين) بكونه شخصاُ متعدد المواهب والقدرات، إلا أنه اكتفى بتعريف نفسه في وصيته وعلى شاهد قبره كعامل على الآلة الطابعة، تواضعٌ يعتقد البعض أنه لم يأتِ في محله.

يعتبر (فرانكلين) أحد أشهر المؤسسين لأمريكا، وقد كان دبلوماسياً مشهوراً وموسيقياً مبتكِراً بالإضافة لكونه مخترعاً لا تزال بعض اختراعاته تستخدم للآن مثل: مضادات الصواعق، أفران (فرانكلين)، والنظارات ذات العدسات الثنائية التي تسمح لناظرها برؤية الأشياء البعيدة والقريبة، كما أنه أحد مؤسسي الصحف، والتقاويم، وفكرة استعارة الكتب من المكتبات.

حضر جنازة (فرانكلين) التي أقيمت في (فيلاديلفيا) أكثر من 20 ألف شخص في منطقة تعدادها السكني 29 ألف شخص. ترك بعد موته ثروة طائلة بالرغم من كونه قد قِدم إلى (فيلاديلفيا) مفلساً قبل عقد من موته.

قام (فرانكلين) بإعطاء غالبية ممتلكاته كهبة إلى (فيلاديلفيا) و(بوسطن) (وقد نمى لاحقاً رأس المال هذا التابع لبوسطن إلى 5 ملايين دولار).
انتقلت آلته الطابعة لابنته، كما قام بتوريثها ما يتجاوز الـ400 قطعة من الألماس التي جمعها على مر السنين.

عكست وصية (فرانكلين) تواضعه، حيث طلب فيها أن لا تستخدم هذه الألماسات بغرض الزينة وأن لا ترتدى كحلي من قِبل ابنته، وقد قال أنها بارتدائها لهذه الألماسات ستظهر أباها كمؤيدٍ لارتداء المجوهرات الثمينة الأمر الذي ليست له أية فائدة.

12. (جورج برنارد شو):

أحد أحرف أبجدية شافيان
يتوافق أحد أحرف أبجدية (شافيان) مع الصوت ”بييب“

إن (شو) هو الشخص الوحيد إلى يومنا هذا الذي حصل على جازة نوبل للآداب عام 1925م وجائزة الأوسكار عام 1938م عن نصه المسرحي Pygmalion، الذي حول لاحقاً إلى مسرحية غنائية وفيلم سينمائي بعنوان My Fair Lady.

كتب (شو) خلال مسيرته المهنية أكثر من ستين مسرحية، كما كتب العديد من الأطروحات والمقالات التي تعارض المنظمات الدينية، الانتقادات للأعمال الموسيقية، والمقالات الاقتصادية، وكذلك المقالات التي تعارض الحرب العالمية الأولى، كما عمل كناقد مسرحي، وكان كذلك معلقاً سياسياً مرموقاً.

من الواضح أن (شو) قد كان متقناً للّغة الإنجليزية، بل يمكن القول أنه كان محترفاً في استخدامها، ولذلك فإن الأمر المثير للعجب هو محاولته استبدالها، ليستعيض بلغة أخرى عن تلك اللغة التي صنعت له ثروته، مستخدماً بذلك وصيته.

أمضى (شو) ما يتجاوز العقدين من الزمن يدرس الأبجدية الإنجليزية وأصوات أحرفها، بالإضافة إلى قيامه بإصلاح تهجئة بعض الكلمات فيها، لكنه ضمّن في وصيته ”أبجدية شو“ التي وضعها تحت إشراف (إسحاق جايمس بيتمان).

نصت الوصية على أن هذه الأبجدية الجديدة تحوي 40 حرفاً، لكل حرفٍ منها لفظه الخاص، وقد قام بفصل أبجديته تماماً عن الأبجدية اللاتينية، وخصص مبلغاً ضخماً من ثروته لتطوير هذه الأبجدية، لكن تم لاحقاً الطعن في الوصية من قبل الورثة وهكذا تم تقليص التمويل.

في نهاية الأمر، تم إنشاء الأبجدية التي دعيت لاحقاً بأبجدية (شافيان)، ولا يزال العمل والتعديل عليها جارياً حتى الآن وكذلك الأمر بالنسبة لاستخدامها، وقد تم استخدامها هذه في كتابة بعض الأعمال الكلاسيكية منها «أليس في بلاد العجائب»، ومؤلفة (شو) «آندروكليس والأسد».

13. (تشارلز ديكنز):

تشارلز ديكنز
أراد (ديكنز) أن يدفن في (كينت) لكن عوضاً عن ذلك تم دفنه في (ويستمينيستر آبي)

لم يكن (ديكنز) خلال حياته مجرد روائي أوجد شخصيات لا تنسى مثل (إيبينيزر سكروج) من رواية ترنيمة الميلاد، و(أوليفر تويست) من الرواية التي تحمل اسم الشخصية نفسها، بل كان شخصاً ذا شهرةٍ عالمية ذاع سيط أعماله على امتداد البلاد، كما كان لتعليقاته الاجتماعية تأثير كبير ومهم فيما خصّ إصلاح عمل السجون، والمصحات العقلية، وعمالة الأطفال، وبشأن الأحياء الفقيرة في المدن الكبيرة، والرعاية الاجتماعية، وقد خلق خلال جولاته في الولايات المتحدة جدلاً من خلال إظهاره لنفاق المجتمع الأمريكي، ومن ضمن ما أدانه هو العبودية وكان ذلك قبيل الحرب الأهلية.

كان لموت (ديكنز) وقعٌ كبير في بريطانيا والولايات المتحدة، لكنه بالرغم من شهرته الكبيرة فقد أكد في وصيته على أن تكون جنازته في قمة البساطة والهدوء وقد قال: ”إنني أصر وبشكل قاطع بأن يتم دفني بأسلوب غير باهض أو متكلف وبسريةٍ تامة“، وأصر أيضاً على أن لا يسير في موكبه أكثر من ثلاثة باصات وأن لا يتم إعلان أمر الموكب للعامة، وذكر أيضاً في وصيته: ”على الذين سيحضرون جنازتي أن لا يرتدوا أية أوشحة أو معاطف أو ربطات عنق سوداء أو عصبات رأس طويلة“، وقد وصف هذه المظاهر بالسخيفة والمبتذلة.

تم اتباع معظم تعليمات (ديكنز) ما عدا مكان دفنه، فقد طلب أن يُدفن في (كينت) ولكن تم دفنه عوضاً عن ذلك في (ويستمينيستر آبي) وقد كان اليوم التالي لوفاته يوم حدادٍ وطني.

14. (نابليون بونابرت):

لوحة من رسم (جاك لوي ديفيد) للجنرال الشاب (بونابرت) الذي يعبر جبال الألب أثناء حروب الثورة الفرنسية.
لوحة من رسم (جاك لوي ديفيد) للجنرال الشاب (بونابرت) الذي يعبر جبال الألب أثناء حروب الثورة الفرنسية.

امتدت وصية (نابليون) لصفحات وصفحات عديدة، فقد تضمنت جرداً لممتلكاته وإجراءات وتعليمات محددة لكيفية تقسيم الميراث بين أقربائه وأصدقائه والأشخاص الذين عملوا على خدمته. كان من ضمن الورثة خادم (نابليون) الخاص (لويس جوزيف مارشاند) الذي كان في الوقت نفسه صديقاً مخلصاً له. منح (نابليون) وهو على سرير الموت لقب (كونت) لـ(مارشاند)، اللقب الذي تم لاحقاً تأكيده من قبل (نابليون) الثالث.

أوصى (نابليون) (مارشاند) أن يحتفظ بخصلات من شعره على أن يقوم لاحقاً باستخدامها لصناعة أساور وأن تجمع خصال الشعر باستخدام مشبك مصنوع من الذهب وترسل لاحقاً إلى الإمبراطورة (ماريا لويزا) –زوجة نابليون الثانية–، وقد أدرج في وصيته أسماء الذين ينبغي أن تصل إليهم الأساور المصنوعة من شعره وهم: أمه، وإخوته، وأخواته، بالإضافة لأبنائهم، وكذلك إلى (الكاردينال)، كما أنه خصص سواراً أكبر حجماً من البقية ليرسل إلى ابنه. يشاع خطأً قيام (نابليون) بإرسال أساور إلى الجنرالات السابقين وأصدقائه.

ذكر (نابليون) في عدد من الوقائع رغبته أن يتم نثر رماده على ضفاف نهر (السين) في وسط الشعب الفرنسي الذي أحبه بشدة، ولكن عوضاً عن ذلك قام البريطانيون بدفنه على جزيرة القديسة (هيلينا)، وتم لاحقاً تغيير مكان دفنه إلى قبر يقع في فندق Invalides في (باريس).

15. (روبرت لويس ستيفينسون):

إعلان لرواية الدكتور جيكيل والسيد هايد
وثقت وصية (ستيفنسون) أن العقل الذي أوجد القصة الغريبة للدكتور (جيكيل) والسيد (هايد) هو نفسه عقلٌ غريب.

كان (ستيفنسون) كاتباً ذا إنتاجٍ خصب، وقد قدم للعالم العديد من الشخصيات المذهلة منها (جون سيلفر) من رواية جزيرة الكنز، وهي شخصية تمثّل قرصاناً برجلٍ خشبية وعصبة عين وببغاء، كما أنه الكاتب الذي أوجد الدكتور (جيكيل) والسيد (هايد)، وقد كتب (ستيفينسون) العديد من القصص القصيرة والقصائد الشعرية، إلى جانب توثيقه لرحلاته العديدة وتوجهاته السياسية.

عانى (ستيفينسون) خلال حياته من حالة صحية سيئة، فقد كان مصاباً بالسل ما جعله يمضي حياته متنقلاً من مكان لآخر باحثاً عن مكان يعيد له صحته ما سيساعده على الاستمرار في عمله.

على الرغم من سفره الدائم؛ فقد استطاع هذا الكاتب إنشاء العديد من الصداقات القوية، من ضمنها (آني إدي) التي لطالما تذمرت لـ(ستيفينسون) عن حظها العاثر كون عيد ميلادها يوافق عيد ميلاد المسيح، وقد وجدت (إدي) التاريخ سيئاً كونه يمنعها من التمتع باحتفال مناسب لعيد ميلادها حيث ينشغل الجميع باحتفالات عيد الميلاد، وهكذا حينما توفي (ستيفينسون) أوصى أن تمنح صديقته تاريخ ميلاده ليصبح تاريخاً لميلادها، وقد أورثها جميع الحقوق والامتيازات للاحتفال بذلك اليوم –الذي يوافق 13 نوفمبر–، وقد قال في الأمر: ”لتحتفظ به، وتستمتع خلاله كما لو أنه عيد ميلادها“، في الحقيقة لا يوجد دليل على أن (إدي) قبلت هذا ”الميراث“ من الكاتب الذي توفي عام 1894م.

16. (فريد باور):

برينغلز
تم إنشاء Pringles من قبل شركة Proctor and Gamble، لكنها أصبحت الآن علامة تجارية لشركة Kellogg.

لابد أنك اشتريت في يومٍ ما كيس رقائق من البطاطس لتفتحه فتجد محتواه مطحوناً، هذا بالضبط ما دفع شركة Proctor and Gamble إلى محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة.

عمل (فريديريك باور) على تطوير عجينة البطاطس المقلية وكذلك على إيجاد علبة لتوضع رقائق البطاطس فيها دون أن يتم سحقها، وقد استمر في عمله هذا لمدة سنتين، لكن عدم اقتناعه بطعم البطاطس جعله يتوقف عن المحاولة متخلياً عن المشروع.

أخذ آخرون على عاتقهم إيجاد حل، وهكذا وفي منتصف الستينيات تم طرح Pringles التي تميزت بكون كل قطع البطاطس ذات قياس واحد ولها شكل محدد (قطع مكافئ دوراني) وقد تم وضع هذا المنتج في علبة أسطوانية الشكل، وأطلق عليها اسم رقائق البطاطس ليصبح الاسم لاحقاً Crisps.

لم يأخذ (باور) حق اختراع عجينة البطاطس، لكنه أعطي براءة اختراع للعلبة نفسها، وقد كان فخوراً بانجازه لدرجة كبيرة فأوصى أن يوضع رماده في علبة Pringles.

التزمت عائلته بالوصية إلى حد ما، فقامت بوضع جزء من رماده في علبة، وتم وضع جزء في جرة دفنت بالطريقة التقليدية، والباقي وضع في جرة احتفظت بها.

توفي (باور) عام 2008م ووضعت العلبة التي احتوت على رماده في (سبيرنغ فيلد تاونشيب) في (أوهايو) وهي منطقة ضواحي بجانب (سينسيناتي)، موطن شركة Proctor and Gamble التي توقفت عن إنتاج Pringles.

17. (إيد هيدريك):

فريسبي
أصبح اسم (فريسبي) رغم كونه اسماً تجارياً مرادفًا لجميع أنواع لعب الصحون الطائرة.

كان (هيدريك) مجنداً مخضرماً في الجيش تم توظيفه لاحقاً من قبل شركة Wham-O Toy لصناعة الألعاب، وقد أعطي مهمة تصنيع لعبة جديدة عقب تضاؤل الهوس الذي أحاط بلعبة Hula-Hoop في الخمسينيات وأوائل الستينيات.

لم يكن (هيدريك) هو من اخترع لعبة الصحن الطائر التي اشتهرت لاحقاً باسم (فريسبي) Frisbee، بل كان مخترعها هو (والتر موريسون)، وما قام (هيدريك) بفعله هو تعديل تصميم الصحن وتغيير طريقة التسويق له فأصبح يعتبر رياضة كما هو لعبة، ونتيجةً لذلك فقد ازدادت مبيعات (الفريسبي) بشكل هائل في الستينيات.

عُرف (هيدريك) باسم Steady Ed لأصدقائه هواة غولف الفريسبي، وقد توفي عام 2002م بعد إصابته بالمرض لفترة وجيزة، وقد تم حرق جثمانه وتبعاً لوصيته: فقد أخذ جزء من رماده واستخدم في صناعة عدد من أقراص (الفريسبي)، لأنه طلب أن توزع هذه الأقراص على أفراد عائلته وأصدقائه، كما طُرح عدد من الأقراص للبيع.

وضع بعض الرماد في القرص الذهبي الموجود في المتحف التذكاري لـSteady Ed الذي يقع في (جورجيا) ضمن موقع جمعية غولف الأقراص الاحترافي.

18. (أبراهام لينكولن):

أبراهام لينكولن
لم يتم حتى الآن تفسير كيف لمحامٍ متمرّس كـ(لينكولن) أن يموت دون ترك وصية.

لم يترك (لينكولن) أية وصية، أو على الأقل لم يعثر على واحدة له.

كان (لينكولن) محامياً قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، وقد كان ذا باع طويل في مهنته، فقد كان ناجحاً وماهراً فيها وبالأخص في الشؤون غير الإجرامية، وقد كان مالكاً لعقارات وحقوق ملكية، كما كان على دراية بالمشاكل النفسية وبالصحة العقلية لزوجته، وقد أحاطه الموت من جوانب عديدة في حياتها.

كان يجب على هذه الأمور أن تكون قد حفزت (لينكون) لأن يكتب وصيته، لكنها لم تفعل، وقد صدمت عائلته لهذا الأمر ولجأت للمعونة القانونية، فأرسل ابنه (روبرت لينكولن) في اليوم الذي تلا اغتيال والده برقية إلى (شيكاغو) إلى قاضي المحكمة العليا (دايفيد دايفس) طالباً منه العودة إلى (واشنطن) ليتولى شؤون والده القانونية.

استغرق الأمر من (دايفيس) وعدد من المحامين مدة سنتين لإحصاء ممتلكات (لينكولن)، وقد كتب (روبرت لينكولن) عام 1919م يشكر صديقه (دايفيس) من أعماق قلبه على توليه زمام الأمور على وجه السرعة.

إن كان (لينكولن) قد كتب وصية فهي لم تظهر حتى الآن، وقد كان أول رئيس للولايات المتحدة يتوفى دون ترك وصية وتبعه ثلاثة آخرون وهم (آندرو جونسون)، و(جايمس غارفيلد)، و(أوليسيس غرانت).

مقالات إعلانية