in

اختراعات تقنية وتكنولوجيا متطورة تثبت أن دبي تعيش في زمن مختلف كلياً عن باقي دول العالم!

لم تعد شبكات الواي فاي المجانية في الأماكن العامة أو الإشارات الضوئية الأتوماتيكية أدلة على تقدم مدينة ما من الناحية التكنولوجية، فالمدن الذكية تجاوزت هذه الأمور، وباتت تستخدم التكنولوجيا لتأدية كافة المهام: من مراقبة البنية التحتية إلى تعزيز الأمن وتصميم مدن بأكملها عبر محاكات ثلاثية الأبعاد لتوقع المستقبل وتقليص احتمالية وقوع المشاكل الطارئة.

المدن الذكية اليوم هي تلك التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتحسين حياة مواطنيها، وتسيّر كل شيء لخدمة المواطن، من النقل إلى الرعاية الصحية إلى التعليم. تلك الطريقة التي يجب أن تدار بها المدن في المستقبل.

لم تعد دبي اليوم تلك المدينة ذات الفنادق الفخمة والفارهة ومراكز التسوق العملاقة فحسب، بل استطاعت كسب سمعة مرموقة في مجال التكنولوجيا الناشئة. فإذا زرتم دبي، ستشاهدون قوات شرطة روبوتية وسيارات تاكسي ذاتية القيادة والكثير من الاختراعات الأخرى التي لن تجدوها في أي مكانٍ آخر في العالم. كما من الواضح اليوم أن دبي، والإمارات عموماً، بات تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي في كثير من القطاعات، بالإضافة إلى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والأدوات الذكية. إليكم أبرز التقنيات التي تمتاز بها دبي عن سائر مدن العالم:

1. خوذٌ ذكية تقيس درجة الحرارة

شرطي يرتدي خوذة ذكية تمكنه من قياس درجة حرارة الناس والعمال أثناء تفشي فيروس كورونا في دبي، الصورة من شهر أبريل عام 2020. صورة: REUTERS/Ahmed Jadallah

ترتدي شرطة دبي اليوم خوذاً ذكية تسمح للشرطة بقياس درجة حرارة مئات المواطنين خلال دقائق معدودة، وهو اختراع لا تكمن قيمته في تقنيته المتقدمة فحسب، بل سيساهم أيضاً في تخفيف وطأة كوارث كبرى مثل جائحة كورونا.

لتلك الخوذ مستشعرات حرارية بإمكانها تسجيل درجة حرارة نحو 200 شخص خلال دقيقة واحد. وفقاً لشرطة دبي، تأتي الخوذة مزودة بكاميراتين، وتسمح بالتقاط صور بالأشعة تحت الحمراء من مسافة قدرها 5 أمتار. بالتالي، بات من السهل على الشرطة تحديد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حرارة غير طبيعي، ثم نقلهم إلى أقرب منشأة طبية.

بالمناسبة، هناك اختراع آخر قامت به دبي لمحاربة وباء كورونا، وهو الاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد لصنع واقيات للوجه بتكلفة منخفضة. تُعتبر شركة «مختبرات إمينسا» التي تتخذ من دبي مقراً لها إحدى الشركات الريادية في منطقة المينا –الشرق الأوسط وشمال أفريقيا– وساهمت في لعب دور كبير في محاربة الوباء.

2. مترو دبي، أول مترو ذكي صديق للبيئة

مترو دبي. صورة: Bayut

صُمم هذا المترو ليدفع الناس نحو استخدام وسائل النقل العامة، وهو لا يخفض تكاليف النقل فحسب، بل يستخدم حلولاً تكنولوجية متطورة: حيث يوفر المترو للعملاء شبكة واي فاي مجانية ومتاجر صغيرة وإمكانية وصول سهلة جداً لوسائل النقل الأخرى كالباصات وسيارات التاكسي.

صُمم هذا المترو أيضاً ليلائم معايير الاستدامة البيئية، أي أنه يساهم في حماية كوكبنا من خلال تخفيض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون. أي أن هذا المترو بأكمله صُمم ليترك أثراً أقل بكثير من أثر سيارة واحدة. وفضلاً عن شبكة الواي فاي المجانية، هناك نحو 3000 كاميرا مثبتة ضمن القطارات والمحطات، ما يعني مراقبة دائمة وتجنب وقوع حوادث.

هناك أيضاً نظام البطاقة الجديد الذي طرحته هيئة الطرق والمواصلات، والذي يُعرف ببطاقة Nol، وهي تشمل جميع وسائل النقل العامة في دبي، سواء المترو أو الباصات أو وسائل النقل المائية. ما عليك سوى تعبئة بطاقتك واستخدامها أمام بوابات المحطات، وهكذا تحصل على الإذن الرسمي لاستخدام وسيلة النقل، ما يخفف الحشود التي قد تجتمع أمام مكاتب البطاقات وعدد البطاقات الورقية التي.

هناك أيضاً تطبيقات على الموبايل أوصت بها هيئة الطرق والمواصلات، أي بإمكان المواطن الحصول على الخدمات بنقرة واحدة. فهناك مثلاً تطبيق «وجهتي»، الذي يستخدم إحداثيات الأقمار الصناعية لتخطيط رحلاتك البرية أو البحرية بشكل مسبق، ويوفر لك إرشادات تفصيلية بعد اختيار الرحلة ومدتها وعدد الخطوات اللازم للوصول إلى وجهتك وتكلفة الرحلة ومواعيد وصول الحافلات وغيرها من الأمور المفيدة. إنه أول تطبيق عربي عالمياً، والأول من نوعه في الشرق الأوسط.

3. رجال إطفاء يرتدون أحزمة طيران نفاثة

المشروع الإطفائي الطائر “دولفين” الذي أطلقه الدفاع المدني في دبي، مهمته إطفاء الحرائق والتعامل معها بفعالية وسرعة كبيرين. صورة: Dubai Media Office

إن رؤية رجل إطفاء يركب قارباً ويطير بواسطة نفاثات ليس أمراً تراه في باقي بقاع العالم، ويبدو أن تلك هي الطريقة التي يتعامل فيها رجال إطفاء دبي مع الحرائق.

إن هذه الخطة الغريبة جاءت نتيجة صفقة بين شركة «مارتن آيركرافت» وهيئة الدفاع المدني في دبي، وتضمنت منح دبي أحزمة طيران تعمل عبر ضغط الماء سعر الواحدة منها 35 ألف دولار، ويمكن استخدامها لإطفاء الحرائق، تحديداً تلك التي تنشب على سواحل المدينة الفاخرة. تسمح هذه الأداة لرجل الإطفاء إطفاء الحرائق من زوايا يصعب الوصول إليها، كما تساهم في تجنب الازدحامات المرورية أثناء الوصول إلى الحرائق، ما يعني كفاءة أفضل في العمل.

4. تاكسي عبارة عن درون ذاتي القيادة

طائرة بلا طيار لنقل المسافرين والركاب. صورة: Wikipedia

لنكن صريحين، لا تزال المدن اليوم تفكر بالسيارات ذاتية القيادة وتعتبرها تكنولوجيا متطورة… لكن دبي مشغولة بصنع طائرات بلا طيار تقوم بإيصال المواطنين إلى الأماكن التي يرغبون بها مقابل دفع مبلغ مادي، أي أنها تاكسي طائرة! توصف «التاكسي الطائرة ذاتية القيادة» بأنها أول خدمة تاكسي ذاتية الطيران في العالم.

زُوّدت هذه التاكسي الطائرة بعدد من معايير الأمان، كما تحوي مظلة هبوط اضطراري وتسع أنظمة بطاريات مستقلة ونظاماً لتبديل البطارية الفوري، كما بالإمكان شحن البطارية خلال 40 دقيقة فقط.

تتسع هذه المركبة لشخصين، وتمتاز أيضاً بمقصورتها الداخلية الفخمة ومقاعدها الجلدية، وهي صديقة للبيئة أيضاً لأنها تعتمد على الكهرباء النظيفة، ولا تصدر ضوضاء عالية. بإمكانها الطيران لنحو 30 دقيقة كاملة بسرعة تبلغ 100 كلم في الساعة. يبلغ ارتفاعها نحو مترين، أما قطرها الأكبر فيبلغ نحو 7 أمتار.

5. فندق يحوي غابة مطيرة

بإمكانك داخل فندق روزمونت عيش تجربة المناخ الاستوائي والغابات المطيرة باستخدام التكنولوجيا. صورة: Rosemont Hotel and Residences

نعم ما قرأتموه صحيح، حيث تقدم دبي لزوارها إمكانية زيارة فندق روزمنت الجديد الذي يحوي غابة استوائية مطيرة. يتألف الفندق من غابة مساحتها 7 آلاف متر مربع، ويتألف من برجين يحويان غرفاً فندقية وشققاً سكنية أيضاً تطل على شارع الشيخ زايد.

أما أهم ما يميز هذا الفندق، فهو نظام المطر الحسي الذي يتيح للزوار محاكاة تشعرك بالأمطار المتساقطة طوال الوقت، بدون أن تبلل ثيابك، ما يعني أنك ستعيش في بيئة رطبة مماثلة لجوّ الغابات الاستوائية المطيرة.

كما خطط القائمون على العمل لإنشاء شاطئ اصطناعي بدون الحاجة إلى وجود الرمال، هذا بالإضافة إلى الشلالات والجداول المائية الاصطناعية وأجهزة الاستشعار التي ستسمح بتساقط مياه الأمطار الاصطناعية، وهي عبارة عن مياه نظيفة معاد تدويرها، على الأماكن التي يتواجد فيها الناس.

يُقال أن تكلفة الفندق بلغت 300 مليون دولار، وهو مملوك لسلسلة «هيلتون» الشهيرة، وهو بالطبع فندق من فئة 5 نجوم. يبدو هذا المشروع وكأنه فندق المستقبل بلا شك.

6. شرطي آلي

أول شرطي آلي في العالم، مزود بمستشعر للعواطف وقادر على قراءة الإيماءات وإشارات اليد وتعابير الوجه.

قد لا يحبذ الجميع هذه الفكرة، لكن تخيل أن تعيش في مدينة لا تحوي رجال شرطة، وإنما روبوتات مسؤولة عن تسيير أوضاع المدينة الأمنية. هذا ما طرحته دبي منذ 3 سنوات، شرطي آلي –أو روبوكوب كما يُلقب بالإنجليزية– يجوب شوارع المدينة ويسهر على أمنها!

بإمكان هذا الروبوت التحرك على العجلات، والتحدث بـ 6 لغات، وبإمكانه التعرّف على مشاعر الإنسان والتعابير الوجهية، ويستجيب وفقاً لها. إن هذا المشروع نتاج تعاون شركة PAL Robotics في إسبانيا مع خبرات «غوغل» وأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة IBM.

سيستخدم هذا الروبوت أيضاً لمساعدة الناس، سواء في الشوارع أو مراكز التسوق، وهو إضافة ذكية لقوات الشرطة من أجل محاربة الجريمة وجعل المدينة أكثر أماناً، كما سيكون إضافة ممتعة للسكان المحليين.

سيتمكن الروبوت أيضاً من نقل صور حية إلى مقرات الشرطة والتعرف على المتهمين، وبإمكان الناس العاديين أيضاً التفاعل مع الروبوت عبر الضغط على لوحة مثبتة به لرفع بلاغات عن الجرائم أو طرح أسئلة عادية. وفقاً لقسم الخدمات الذكية في دبي، فمن المتوقع دخول هذا الروبوت في الخدمة الفعلية بحلول عام 2030.

7. مدينة خالية من المعاملات الورقية

صورة: Smart Dubai

إذا أردت إجراء معاملة ما، خاصة في بلداننا العربية التي تعاني من البيروقراطية، فعلى الأرجح أن صداعاً سيصيبك جراء كمية الأوراق التي يجب عليك استحضارها ونقلها من مركز إلى آخر. لكن لدى دبي رؤية خاصة وخطة لإنهاء هذه المشكلة بالكامل، تلك المشكلة التي تستغرق الوقت والجهد والمال.

وفقاً لما أورده موقع Smart Dubai أو دبي الذكية عن الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، فمن المخطط أن «تصدر حكومة دبي آخر معاملة ورقية لها في عام 2021». ما يعني أن لا حاجة لسكان دبي بعد تلك الفترة في اللجوء إلى المعاملات الورقية، ولن يضطروا إلى انتظار تلك الوثائق الورقية للحصول على الخدمات أو إجراء العمليات.

قالت الحكومة أنها بهذه الطريقة ستتخلص من مليار ورقة سنوياً، ما يعني توفير ما يكفي من المال لإطعام 4 ملايين طفل، ومنع قطع نحو 130 ألف شجرة، وتوفير 40 ساعة من الإنتاجية ما يوفر الوقت على المواطن العادي.

8. طاقة شمسية هائلة

مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

دخلت دبي مجال الطاقة الشمسية بقوة، وأكبر دليل على ذلك هو مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يمتد على مساحة قدرها نحو 77 كلم مربع، ما يجعله أكبر مجمع إفرادي للطاقة الشمسية في العالم.

يُعتبر هذا المجمع من أهم أهداف استراتيجية الطاقة النظيفة في دبي، والتي من المفترض أن تتحقق بحلول عام 2050، والهادفة إلى زيادة حصة دبي من الطاقة النظيفة إلى 7 بالمئة بحلول عام 2020 و25 بالمئة بحلول عام 2030، وأخيراً إلى 75 بالمئة بحلول عام 2050.

9. كوكب المريخ على الأرض

تصاميم مجموعة بياركه إنجلس المعمارية لمدينة المريخ العلمية. صورة: Dubai Media Office

يبدو أن الأفكار التكنولوجية لا تنضب في دبي، فناهيك عن بعثة المريخ الأخيرة، خططت المدينة لبناء «مدينة محاكاة فضائية» ضخمة ستوفر «نموذجاً واقعياً وعملياً لمحاكاة الحياة على سطح المريخ».

بلغت كلفة هذا المشروع نحو 135 مليون دولار، ويمتد على ماسحة قدرها نحو 4.9 مليون كلم مربع، ومن المفترض أن يقدم صورة حقيقية عن ظروف الحياة على المريخ إن تمكن البشر من بناء مستعمرة هناك– حيث يحوي المشروع بيوتاً زجاجية لاختبار تقنيات الزراعة، وألواح مصممة بالطباعة ثلاثية الأبعاد مهمتها عزل الإشعاع الشمسي.

المدينة العلمية من الداخل. صورة: Dubai Media Office

بالطبع، إن هذا المشروع مرتبط بمشروع مسبار الأمل الذي أطلقته الإمارات، وربما تدخل هذه الدولة العربية مجال الفضاء، فتتمكن من بناء قاعدة لها على المريخ.

أخيراً، هل تعلم أن بإمكانك طلب مشروب بارد وأنت على الشاطئ، فيأتيك على متن طائرة بلا طيار؟ حسناً تلك ليست بالميزة التكنولوجية المتقدمة جداً، لكن من الواضح أن الحياة في دبي أصبحت مريحة وسعيدة أكثر بفضل التكنولوجيا.

مقالات إعلانية