in

دخلك بتعرف النمل المتفجر، الذي يقتل نفسه وخصومه بانفجار من السموم

اثنتان من النمل يلقيان حتفهما عندما تُمزّق واحدة منهما جسدها بالكامل وتُغرق الأخرى بسائل أصفر لزج
صورة: Mark Moffett/Minden Pictures/Newscom

لدى النمل الذي يعيش في قمم الأشجار في جنوب شرق آسيا آلية دفاعية مثيرة للاهتمام، فهذه الحشرات تقضي على أعدائها من خلال تفجير نفسها حرفيا وبالكامل، إن سببت هذه الجملة انقباضا في معدتك الآن، فتخيل فقط شعور الحشرة ذاتها عندما تفعل ذلك.

يعرف هذا النمل باسم ”النمل المتفجّر“، حيث تقوم النملة العاملة منه بالاستجابة لأي تهديد خارجي من خلال تفجير نفسها، وذلك عن طريق تمزيق جسمها إراديا قاذفة أعداءها بسوائل سامة.

تم حصر أنواع النمل المتفجر في مجموعة كبيرة تعرف باسم Colobopsis Cylindrical، لكن مؤخرا حدد الباحثون أنه يوجد على الأقل خمسة عشرة نوعاً من هذا النمل المتفجر بما في ذلك نوعا جديدا لم يكن معروفا سابقا تم اكتشافه مؤخرا.

تنخرط العديد من الحشرات في الحروب الكيميائية المُصغّرة، وذلك من خلال إعداد أنواع مختلفة من السموم بداخل أجسامها، وهذا بهدف إخضاع الفرائس أو إخافة الأعداء، وتقوم الكثير من الكائنات الحيّة السامة مثل الأفاعي، والعناكب، والحشرات، والأسماك، ورأسيات القدم، والبرمائيات، والزواحف، وبعض أنواع الثدييات أيضًا بإخراج سمومها الحبيسة عبر اللدغات، والطعنات، والعضّات.

لكن توجد الكثير من الكائنات الحيّة الأخرى مثل الظربان، والعقارب ذات السموم المتدفقة، وخنافس الـ(بومباردييه) التي تفرز سمومها عن طريق القذف والرشّ، حيث تُغرق العدو بالكامل بتلك السموم. في الواقع، يُمكن لخنافس الـ(بومباردييه) أن تُخرِج دفقاتها السامة الساخنة حتى بعد أن يبتلعها المفترس بشكل كامل، مما يعرض الجهاز الهضمي لدى هذا الأخير لخطر كبير من ناحية، ويوفر للخنفساء طريقًا لزجًا وآمنًا للهروب من الناحية الأخرى.

نملة حمراء تقف على أرض صلبة
عاملة صُغرى من نوع Colobopsis explodens ترفع الجزء الخلفي من جسدها لتصبح في وضعية الدفاع – صورة: Alexey Kopchinskiy

لكن بالرغم من كل شيء، يقول العلماء أن تفجير الكائن الحي لذاته من أجل الدفاع عن النفس هو بالتأكيد شيء غير مُعتاد، وتمت ملاحظته فقط في النمل العادي والنمل الأبيض. وتلك العملية الانتحارية تُسمى «تضحية ذاتية – Autothysis»، وهي كلمة مُشتقة من كلمتين يونايتين، وهما كلمة «نفس – Self»، وكلمة «تضحية – Sacrifice».

تِك، تِك، بوم!

كان هذا النوع الجديد في البداية يُسمى بـ”المادة اللزجة الصفراء“ نسبة إلى المادة اللزجة لامعة اللون التي تنتج إثر انفجار النمل العامل فيه، كما قد تتضمن مستعمراته على آلاف الأعداد منه، وتكون متواجدة بقمم الأشجار التي يصل ارتفاعها إلى 60 مترًا وتُغطي مساحة تُقدر 2500 مترًا مربعًا على الأقل.

قرر العلماء أن يجعلوا الـC. explodens نوعًا مثاليًّا ونموذجيًّا لدراسات قادمة من أجل استنباط الاستنتاجات عنه ثم إسقاطها على مجموعات أكبر من النمل المتفجر، وأوضحوا أيضًا أن ذلك النوع على وجه الخصوص من النمل ميّال للتضحية بنفسه إذا تعرض لأي تهديد الذي قد يشمل حتى اقتراب الكائنات الفضولية والمتطفلة منه.

نملة درعية في الطبيعة
لدى العاملات الكُبريات من نوع C. explodens وضعية دفاعية مختلفة عن تلك الانفجارية الخاصة بقريناتهن، فهن يستخدمن رؤوسهن الكبيرة للغاية في الدفاع – صورة: Heinz Wiesbauer

تقوم الإناث العاملات صغيرات الحجم وغير المخصبات من هذا النمل المتفجر من أجل تفجير أنفسها بشد جزء من بطونها يعرف باسم الـGaster بقوة لدرجة تمزق أنسجة البطن، لتخرج الإفرازات الصفراء السامة التي تم تصنيعها في الغدد الفكيّة الخاصة بها، وذلك لتُغرق الأعداء وتقضي عليهم بالسموم، وتلك الإفرازات لديها رائحة مُميزة شبيهة برائحة التوابل.

ليس الانفجار الانتحاري الوسيلة الوحيدة الغريبة لتكيّف النملات العاملات من جنس C. explodens، فالنملات العاملات كبيرات الحجم التي تعرف باسم ”الجنود“ والتي تكون غير قابلة للإخصاب هي الأخرى، تملك رؤوسا كبيرة بها ما يشبه صفائح شبيهة بالدروع، التي تكون دائرية الشكل ومُسطّحة عند القمة، من أجل أن تستخدمها النملة كسدادة تصد بها مداخل مستعمراتها في حالة تعرضها لهجوم.

مقالات إعلانية