in

باحث يقترح في دراسة جديدة أن ختان الذكور المبكر قد يكون المسبب الرئيس لمتلازمة موت الرضّع الفجائي

ختان الذكور المبكر

يفيد أحد الباحثين أن ختان الذكور المبكر قد يكون واحدا من الأخطار الرئيسية التي تسبب متلازمة موت الرضّع الفجائي، وفي دراسته المتوفرة الآن في نسخة أولية على BioRxiv، اقترح الدكتور (إران الحايك) من جامعة (شيفيلد) في المملكة المتحدة أن فقدان الدم الكبير الذي يسببه ختان الذكور الذي يتم إجراؤه في أول ثمانية وعشرين يوما من الولادة قد يوحي بعلاقة ترابط قوية بين الختان المبكر ومتلازمة موت الرضّع الفجائي SIDS.

صرح الدكتور (الحايك) قائلا: ”يحتوي جسم الرضيع حديث الولادة على 325 ميليليتراً فقط من الدم، وهو المقدار الذي يخسر منه بين 29 إلى 60 ميليلتراً بسهولة بسبب عملية الختان، مما يعادل ما يتبرع به شخص بالغ من الدم لمرتين إلى أربعة مرات“، وأضاف: ”مع انخفاض مستوى الدم في الجسم، ينخفض ضغط الدم تباعاً ويبدأ القلب بالعمل بإجهاد، مما قد يفضي إلى سكتة قلبية خاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يكتمل نمو قلوبهم بعد، أو كانوا يعانون من بعض النقائص“.

تعتبر متلازمة موت الرضّع الفجائي التي تعرف كذلك باسم «موت المهد الفجائي»، موتاً مفاجئاً يصيب طفلا في صحة جيدة، وهي تتسبب في مقتل حوالي ثلاثمائة طفل في المملكة المتحدة وحدها، وحوالي 2700 طفل في الولايات المتحدة في كل سنة، ويكون متوسط أعمار ضحايا هذه المتلازمة عادة بين شهرين وأربعة أشهر.

في أحدث دراساته، أمعن الدكتور (الحايك) النظر في بيانات ختان الذكور ومتلازمة موت الرضّع الفجائي في خمسة عشر دولة. انحصرت الدراسة في الدول التي كانت فحوصات بعد الموت الخاصة بالأطفال إجبارية فيها، وجمع الباحث بيانات عن متلازمة موت الرضّع الفجائي وختان الأطفال في هذه الدول، التي تضمنت أربعين ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية.

أظهرت النتائج التي تحصل عليها على وجود علاقة ترابط قوية بين ختان الذكور المبكر ومتلازمة موت الرضّع الفجائي، كانت الدول الناطقة بالإنجليزية حيث كانت ممارسة ختان الذكور عالية تحوز على نسب عالية من متلازمة موت الرضّع الفجائي، وهو ما افترضه الباحث قبل البت في الدراسة، واكتشف كذلك أن ختان الذكور كان أفضل معيار لقياس متلازمة موت الرضّع الفجائي في جميع البيانات.

يقول الدكتور الحايك: ”لا يوجد ما يعرف بالختان الآمن“، ويعقب: ”يعتبر ختان الذكور عاملا خطيرا ورئيسيا يسب متلازمة موت الرضّع الفجائي بالإضافة إلى عديد من الأمراض الأخرى، ومنه يجب وقفه على الفور وتأجيله إلى وقت لاحق [من عمر الطفل]“.

وألقى الباحث الضوء على حقيقة تاريخية، بالتحديد إلى بعض الدول التي عانت كثيرا من ارتفاع مستويات متلازمة موت الرضّع الفجائي، وأشار على وجه الخصوص إلى أنه خلال القرن السادس عشر، كان اليهود -التي كان فيها الختان فرضاً- يلومون إلهة بابلية تعرف باسم (ليليث) على موت الأطفال، لكن الدلائل تشير إلى أن ختان الذكور في سن مبكرة جدا كان السبب الرئيسي وراء كل تلك الوفيات.

حاولت دراسات سابقة إيجاد تفسير جيني لمتلازمة موت الرضّع الفجائي لكنها لم تحقق نجاحاً يليق بالذكر، وبينما قد لا ينطبق تفسير الختان المبكر على كل هذه الوفيات المفاجئة التي تصيب الرضّع، فإن الدكتور (الحايك) يجادل على أنه يجب أخذها بعين الاعتبار كمسبب رئيسي من الآن فصاعداً.

مقالات إعلانية