in

هل تود أن تساهم في إنقاذ العالم؟ إذا تبرع بدماغك للمختبر!

التبرع بالدماغ
shutterstock

باختصارٍ وقبل الخوض في التفاصيل، دائماً ما كان العلماء يحثُّون الناس؛ بالإضافة للتبرع بأعضائهم بعد الموت، على التبرع بأدمغتهم، وخصوصاً إن كان المتبرع مصاباً بإحدى أنواع الاضطرابات العصبية أياً كان نوعها. فإن الوصول لأنسجة الدماغ يُعتبر أمراً مهماً لإجراء دراسات فعّالة بما يخص الأمراض العصبية كالزهايمر أو داء باركنسون.

واليوم باتت حاجة العلماء لدماغك ضرورةً ملحّة، فقد اعتاد معظم الناس على التبرع بعد موتهم بالقلب أو الرئتين أو الكلى الخاصة بهم، لكن قلةً منهم تدرك أن العلم بحاجة لأدمغتهم بعد وفاتهم.

هناك سببان رئيسان لشح رصيد بنوك الأدمغة في الولايات المتحدة مثل ”مركز هارفرد لموارد أنسجة الدماغ“، أولاً أن معظم الناس لا يدركون أهمية مثل تلك الحاجة للأدمغة البشرية. والسبب الآخر هو أن الناس قد تمرُ بظروف نفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، فهذا يجعلهم يظنون أن أدمغتهم باتت غير صالحةٍ للتبرع بها. ولكن في الحقيقة، العكس هو الصحيح تماماً. فأدمغة هؤلاء الذين قد مروا بأزمة نفسية ما، هي الأدمغة الأكثر طلباً في المختبر.

وفي تقرير للـBBC يقول البروفسيور Sabina Berretta العامل في ”مركز هارفرد لموارد أنسجة الدماغ“: ”إذا اعتقد الناس أن الدماغ الذي قد مرَّ صاحبه بحالة اكتئابٍ شديدة أو قد عانى من اضطرابات ما بعد الصدمة، لا يعتريه أية تغيرات فهذا لن يخلق لهم سبباً يدفعهم للتبرع بأدمغتهم بعد الوفاة لإجراء الأبحاث عليها، لأنه وببساطة؛ وحسب هذا الاعتقاد الخاطئ تماماً، لا يوجد شيءٌ مختلف قد يساعدنا. لكن من زاوية بيولوجية هناك تغيراتٌ تطرأ على هذا الأدمغة قد تساعد الباحثين في المختبر.“

كما ذكرنا سابقاً، لكي تكون الدراسات العصبية فعّالة،ً يجب أن تُجرى على أنسجة فعلية للدماغ، وهذا قد ساعد في الآونة الأخيرة على تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال، ولكن وجود عينات لأشخاص مصابين بأمراض عصبية مثل داء باركنسون أو الزهايمر، سيكون مساعداً أكثر.

كما وأنّ الاستعانة بعينات بشرية من الأدمغة، جعل الباحثين في السنوات الأخيرة يجدون روابط بين شكل الدماغ وبين الأمراض العصبية أو النفسية التي كان يعاني منها صاحب الدماغ المدروس.

”بات لدينا الآن الأدوات والقدرة اللازمة لإجراء بعض الدراسات الموسعة على بيولوجيِّة الدماغ البشري، ولكن ما ينقصنا فعلاً هو أنسجة متبرع بها من أناس كانوا قد عانوا من هذه الاضطرابات التي نريد أن ندرسها بشكل أوسع“ هذا ما قاله الدكتور Kerry Ressler المدير العلمي لمشفى McLean في هذا السياق.

إذاً المزيد من الأدمغة المتبرع بها، سيمهّد الطريق لتعميق الفهم فيما يتعلق بالعديد من الاضطرابات العصبية، وبالتالي يمهد الطريق أيضاً لعلاجات فعالة جديدة.

مقالات إعلانية