لاروشكا
اضطراب ثنائي القطب أو ما يسمّى بالهوس الاكتئابي هو اضطراب نفسي يتميّز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي.
الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب يعانون من تقلبات مزاجيّة شديدة فهم حيناً يصابون بالحزن وهبوط بالهمة والنشاط وهذا ما ندعوه بطور الاكتئاب وحيناً آخر بالسعادة والطاقة التي تفوق العادة وهو طور الهوس (الابتهاج). قد يصابون بنوبة من المزاج المختلط يعانون فيها من الاكتئاب والهوس الابتهاجي معاً.
التقلبات المزاجيّة التي تحصل لدى المصابين بهذا المرض لا يمكن مقارنتها من حيث الشدّة بتقلبات المزاج التي تحصل لدى الأشخاص العاديين، وتكون عادّة مترافقة مع اضطرابات بالنوم، مستويات الطاقة، والقدرة على التركيز.
هذه الأعراض تكون شديدة لدرجة أنها قادرة على تدمير العلاقات الاجتماعية للمصاب وتجعله يعاني من صعوبات بالتركيز في المدرسة أو العمل، وقد يقوم المريض بمحاولات لإيذاء نفسه تصل إلى إقدامه على الانتحار.
أي شخص عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكن هو غالباً ما يصيب الأشخاص في آواخر مرحلة المراهقة وبداية سن الرشد وهو من الأمراض طويلة الأمد أي يتوجب على المريض التعايش معه طول حياته.
وهذا طبعاً ممكن بحال تمّ التشخيص بدقة وتزويد المريض بالعلاج المناسب.
إلى الآن أسباب الإصابة بهذا المرض غير معروفة تماماً من قبل الأطباء، العديد من العوامل المختلفة تسهم فيه، بالأخصّ العامل الوراثي لكن ضع في الحسبان أن وجود شخص مصاب باضطراب ثنائي القطب في عائلتك لا يعني بالضرورة أنك أنت أيضاً ستصاب به.
من العوامل الأخرى المهمة أيضاً هي البنية التشريحية والوظيفيّة للدماغ التي يأمل الأطباء من خلال دراستها إيجاد علاج أفضل للمرضى والتنبؤ بالأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض قبل إصابتهم به، وربما في المستقبل منع حدوثه لدى بعض الأشخاص إن أمكن.
الأعراض الذهانيّة المترافقة مع هذا المرض من هلوسة و أوهام تكون متماشية مع الطور الذي يعيشه المصاب من المرض، ففي طور الهوس الابتهاجي سيعتقد المريض أنه مشهور أو يمتلك قدرات خارقة، أما في طور الاكتئاب قد يشعر أنه ارتكب جريمة ما أو خسر كل أمواله هذه الأعراض الذهانيّة قد تؤدي إلى تشخيص خطأ للمرض على أنه شيزوفرينيا أو اكتئاب.
كالعادة العديد من المبدعين كالعلماء والفنانين كانوا مصابين بهذا المرض.
