مهند بشور
أرادت جمعية (يونايتد واي) United Way في (كليفلاند) في أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم حملة لجمع التبرعات الخيرية في عام 1986، وفي نفس الوقت تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر إطلاق متزامن للبالونات الذي تم في (أنهايم) في كاليفورنيا قبل عام؛ أي في عام 1985، وذلك احتفالاً بمرور 30 سنة على إنشاء (ديزني لاند).
في صباح يوم 27 أيلول لعام 1986 وفي الليلة السابقة، قام حشد مكون من 2500 طالب ومتطوع بنفخ مليون ونصف بالون بغاز الهيليوم ضمن الربع الشمالي الغربي من ساحة المنطقة، غُطيت هذه المساحة بشبكة عملاقة بلاستيكية وذلك لمنع البالونات المنفوخة من الطيران بعيداً عن ساحة العمل من جهة، ولجعلها كتلة واحدة من جهة ثانية.
وفي الساعة 1:00 زوالا، تم فك الشبكة لإطلاق هذه الكتلة الهائلة من المطاط والغاز لتحلق عالياً في السماء، ليشاهدها المتفرجون باندهاش وسرور، كان المنظر خلاباً؛ ولكن لفترة وجيزة فقط، قبل أن يفعل الطقس فعلته في هذا المشروع.
كانت السماء ملبدةً بالغيوم مع رياح شمالية، وبالطبع هذا ليس طقساً مثالياً لإطلاق البالونات، فكانت هناك توقعات بحصول عاصفة مطرية لاحقاً في نفس اليوم.
أطلقت الجمعية البالونات في وقت مبكر لكي تتجنب هذه العاصفة، ولكن سرعان ما بدأت الأمطار بالهطول دافعةً إياها نحو الأسفل، مما جعل الساحات والشوارع؛ وحتى الممرات المائية، تمتلئ بها.
غطت البالونات بحيرة Erie معرقلة عمل خفر السواحل الذين كانوا يحاولون البحث عن رجلين انقلب بهما القارب، وبالطبع لم يستطع هؤلاء الرجال العثور على أي من الرجلين نتيجة اكتظاظ البحيرة بالبالونات، وتم العثور على جثتيهما ملقيتان على الشاطئ لاحقاً، ونتيجة لذلك قاضت زوجتا الرجلين الغارقين جمعية (يونايتد واي).
جعلت السماء غير الصافية المليئة بالبالونات إدارة مطار (بورك لاكيفرونت) تغلق مدرجها لمدة 30 دقيقة مما عرقل حركة الطيران الجوي، فقاضت سيدة في مقاطعة (مادينا) Medina County الجمعية مدعيةً أن هذه الكتلة البالونية العملاقة قد أخافت أحصنتها العربية الأصيلة مسببةً لها إصابات نتيجة هيجانها بسبب هذا المنظر الغريب في السماء.
وتم الإشارة إلى حصول حادثي مرور كذلك، فقال مرتكب الحادث الأول أنه لم يقصد التسبب بهذا الحادث، بل برر ذلك بقول أنه كان يحاول تجنب هذه العاصفة البالونية المتعددة الألوان التي غزت الطرقات مما أدى لخروج سيارته عن المسار، وبرر الآخر حادثه بقوله أنه لم يستطع التركيز أثناء قيادته على الطريق نتيجة رؤيته لهذه الكتلة البالونية الغريبة وهي تطفو في السماء ثم تتساقط بالوناً تلو الآخر على الأرض.
أنفقت (يونايتد واي) 500,000$ لتنظيم هذا الحدث، ولكنها خسرت الملايين في محاولاتها لتسوية الدعاوي القضائية التي رُفعت ضدها.
في الذكرى السنوية الـ25 في عام 2011، قال متحدث باسم الجمعية لموقع Cleveland: ”لن نقوم بإقامة حدث إطلاق بالونات بعد الآن، لقد تعلمنا الدرس من الأعوام الـ25 المنصرمة.“
