in

22 قرصانا حقيقيا يجعلون (جاك سبارو) يبدو مهرجا أمامهم

شحصية القبطان تشارلز فاين من سلسلة الأشرعة السوداء

لابد أن الجميع منا بات يعلم ماهية القرصنة ومن هم القراصنة بفضل سلسلة الأفلام الشهيرة (قراصنة الكاريبي) وشخصيتها الرئيسية المتمثلة في القرصان (جاك سبارو) ومغامراته الشيقة في عرض المحيطات والبحار، وغاراته الكثيرة على السفن الملكية البريطانية والإسبانية، لكن القرصنة في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير، والقراصنة الحقيقيون سيجعلونك تنسى أمر (جاك سبارو) في لحظات، بل أن شخصياتهم وميلهم الكبير للعنف سيملأ قلبك خوفاً.

تطورت أعمال القرصنة من ظاهرة عرفت بالـ”القرصنة التفويضية“ Privateer في القرنين السادس عشر والسابع عشر، التي كانت في جوهرها رخصة تمنحها الحكومات السائدة آنذاك لفائدة مالكي السفن تخولهم من تنفيذ هجومات والإغارة على سفن الدول المعادية لها.

كانت تتم الاستعانة بخدمات هؤلاء ”القراصنة المفوضين“ المرخصين من طرف الحكومة من أجل مهاجمة وأسر كل سفينة تجارية تنتمي إلى دولة عدوة، وكانت هذه الممارسة بالطبع تتطلب الحصول على رخصة يصدرها سواء الملك، أو الحاكم، أو مسؤولين أقل رفعة، وبمقابل إصدار رسالة الترخيص أو التفويض، كانت الهيئة التي أصدرتها تحصل على نسبة من الغنائم المتحصل عليها خلال الغارة البحرية.

ساعدت هذه الظاهرة في بروز عدد من الشخصيات الأيقونية في عالم الغارات والمعارك البحرية آنذاك على غرار (فرانسيس درايك) و(هينري مورغان)، و(ويليام كيد)، ولم تبرز شخصيات مشهورة في هذا الميدان على شاكلة (بلاكبيرد) و(آن بوني)، و(بارثولوميو روبيرتس) إلا خلال القرن الثامن عشر.

كان مصدر الصورة النمطية التي كوناها عن القرصان بأنه ذلك الرجل ذو الساق الخشبية وعصابة العين والببغاء الوفي هي تلك الحقبة الذهبية للقرصنة التي امتدت منذ بداية القرن السابع عشر إلى غاية منتصفه. غير أن كل قرصان متمرس كان نشطا خلال هذه الفترة لم يكن بتلك الشخصية الفريدة والساحرة، التي تعشق المغامرات مع لكنتها المميزة وطريقة كلامها الأنيقة مثلما تظهره الأفلام السينمائية، بل كان القرصان الحقيقي من عصر القرصنة الذهبي عبارة عن لص عنيف ويائس لا يفكر في شيء سوى القتل.

تحولت القرصنة من عمل قانوني مرخص به من طرف الحكومة إلى فعل إجرامي خارج عن القانون خلال منتصف القرن الثامن عشر، وكانت عقوبة ممارستها الموت، وانخفضت وتيرة ممارستها قليلا بعد اعتبارها فعلا إجراميا ثم عاودت الظهور بقوة في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر عندما قضت عليها البحرية الملكية البريطانية بشكل نهائي وإلى الأبد.

كان المتهمون بأعمال القرصنة بمجرد القبض عليهم يعدمون شنقا ثم تعلق جثثهم داخل أدوات تشبه الأقفاص عرفت باسم ”أقفاص التشهير“، التي كانت تحاكي في شكلها شكل الجسم البشري، وصممت خصيصا للإبقاء على أعضاء الجسم متماسكة بعد تعفن وتحلل الجثة مع مرور الزمن.

شنق (ويليام كيد) وتعليق جثته داخل ”قفص التشهير“ في سنة 1701
شنق (ويليام كيد) وتعليق جثته داخل ”قفص التشهير“ في سنة 1701

كان الهدف من تصميم هذه الأداة هو معاقبة المجرمين من القراصنة حتى بعد موتهم، ولتحذير البقية كذلك من مجرد التفكير في اقتراف نفس الجرم وحثهم على الانصياع لأوامر النظام، وكانت جثث هؤلاء المجرمين تترك معلقة في تلك الأقفاص لسنوات طويلة، وكانت تنبعث منها روائح مريعة بينما كانت السلاسل وقطع الفولاذ المتدلية من القفص تصدر أصواتا مرعبة عندما تحركها الرياح، أصواتا تبعث على القشعريرة بحق.

مع مرور الوقت، كانت جثة القرصان المعلقة تتعفن وتتحلل في نهاية المطاف لتتحول إلى مجرد هيكل عظمي مخيف، وكانت عقوبة التشهير هذه تؤكد في قسوتها وصرامتها على أن القرصنة كانت خيانة عظمى، وأن القراصنة لم يكونوا يعتبرون أفرادا في المجمتع بعد ممارستهم لها.

تابع معنا القراءة عزيزي القارئ حتى تتعرف على 22 قرصانا كان مجرد ذكر أسمائهم يثير الرعب في نفوس كل من عرفهم آنذاك:

1. (فرانسوا لولوني):

فرانسوا لولوني

كان (فرانسوا لولوني) قرصانا فرنسيا يهاجم ويغير على السفن والمدن الإسبانية خلال ستينات القرن السابع عشر، وقد كان يشتهر بكرهه للإسبان وإسبانيا وكل ما هو إسباني، وشاع عنه معاملته الفظيعة لسجناء الحرب من الإسبان كذلك، غير أن حياته المتوحشة عرفت نهاية مريعة عندما أُسر خلال إحدى المعارك، وقطع إلى أجزاء وشويت جثته فوق النار، وأُكلت في نهاية المطاف من طرف قبيلة من آكلي لحوم البشر في خليج (داريان).

2. (بارثولوميو روبيرتس):

بارثولوميو روبيرتس

كان (بارثولوميو روبيرتس) قرصانا شابا ووسيما وكان يتمتع بذوق رفيع فيما يتعلق بالتأنق واختيار الملابس الفاخرة، باختصار كان يبلي بلاء حسنا على العموم، وكان قد نجح في أسر أكثر من أربعمائة سفينة خلال الفترة التي امتهن فيها القرصنة، وعلى الرغم من نجاحه الكبير، غير أنه كان يكره حياة المتعة والبذخ، وكان يمنع المقامرة، واصطحاب النساء على متن سفنه، وكذا الإفراط في شرب الكحول.

توفي خلال معركة طاحنة مع القلعة العائمة الملكية البريطانية الـ(آيتش إم أس سوالو) HMS Swallow.

3. (هينري مورغان):

هينري مورغان

كان (هينري مورغان) يعمل تحت إمرة حاكم مقاطعة (جامايكا) السير (توماس موديفورد) وكان قد هاجم عددا كبيرا من السفن والمدن الإسبانية الأمر الذي جعل منه فاحش الثراء، بالإضافة إلى تقليده لقب ”فارس“ وتعيينه حاكما ملازما لمقاطعة (جامايكا).

توفي في نهاية المطاف بسبب مضاعفات وتعقيدات صحية تسبب له فيها إفراطه في تناول الكحول.

4. (إدوارد إنغلاند):

إدوارد إنغلاند

ولد (إدوارد سيغار) في إيرلندا حوالي سنة 1685، وكان هو من أطلق على نفسه لقب (إدوارد إنغلاند)، وشاع عنه كونه رجلا مثقفا تلقى تعليما مرموقا، وخدم كقرصان مفوض خلال ما عرف باسم ”حرب الخلافة الإسبانية“.

ثم تحول إلى امتهان القرصنة بعد أن أسر على يد سفينة قراصنة وأجبر على الانضمام إلى طاقمها، توفي لاحقا بسبب إصابته بمرض خطير في سنة 1721.

5. (آن بوني):

آن بوني

كانت (آن بوني) امرأة إيرلندية وزوجة قرصان متواضع عرف باسم (جايمس بوني)، لم يكن زواجها منه سعيدا لذا رحلت مع قرصان آخر عرف باسم (كاليكو جاك) تاركة زوجها خلفها.

وقع الاثنان في حب امرأة قرصانة كانت إحدى صديقات (آن) التي عرفت باسم (ماري)، وفي نهاية المطاف اعتقلت عصافير الحب الثلاثة هذه من طرف القوات الإنجليزية، تمكنت (بوني) بعدها من تفادي حكم الإعدام بادعائها بأنها كانت حاملا، وقبعت في زنزانتها الانفرادية إلى آخر أيام حياتها.

6. (بينجامين هورنيغولد):

بينجامين هورنيغولد

كان (بينجامين هورنيغولد) قرصانا يغير ويهجم على السفن التجارية المحملة بالبضائع، وكان نائبه في القيادة آنذاك أحد أشهر القراصنة وهو (إدوارد تيتش) الذي سيعرف فيما بعد باسم (بلاكبيرد)، وفي آخر سنوات حياته، تحول (هورنيغولد) من قرصان إلى صائد قراصنة، وتوفي في حادثة تحطم سفينة لم يعثر على حطامها أبدا..

7. (بلاكبيرد):

بلاكبيرد

ولد (إدوارد تيتش) وخدم المملكة البريطانية كقرصان مفوض يغير على سفن الأعداء، وسرعان ما تحول إلى أعمال القرصنة بحلول نهاية حرب الملكة (آن).

استقطبت وحشيته والعنف الشديد الذي اتصف به اهتمام (أليكسندر سبوتسوود) حاكم ولاية (فيرجينيا)، وبعد تحديد موقع هذا القرصان الشهير، نصب له (سبوتسوود) شركا وأوقع به، وبعد تعذيبه قطع رأسه وعلقه على مقدمته سفينته.

8. (كاليكو جاك):

كاليكو جاك

ولد تحت اسم (جون راكيم) واشتهر بلقب (كاليكو جاك) بسبب الثياب المصنوعة من قماش الكاليكو التي كان يرتديها، وكان (كاليكو) قرصانا اشتهر وذاع صيته لسببين اثنين: أولا تصميمه لعلم القراصنة الشهير المتألف من جمجمة بشرية وعظمتين متقاطعتين، وثانيا لكونه كان لديه عشيقتان قرصانتان ترافقانه في سفرياته وتشكلان فردين فعالين في طاقمه؛ (ماري ريد) و(آن بوني).

ألقي القبض على (كاليكو جاك) في نهاية المطاف، وحوكم وأدين فأُعدم شنقا في سنة 1720.

9. (تشارلز غيبز):

تشارلز غيبز

كان (تشارلز غيبز) لقب الشهرة الذي عرف به القرصان الأمريكي (جايمس جيفرز)، وكان واحدا امن أواخر الأشخاص الذين مارسوا القرصنة في مياه بحر الكاريبي في القرن التاسع عشر، كما كان بين آخر من حوكم بتهمة القرصنة وأعدم على إثرها في الولايات المتحدة الأمريكية.

10. (تشونغ بو تساي):

تشونغ بو تساي

لم يكن (تشونغ بو تساي) سوى ابن صياد أسماك محلي اختطف على يد زوج من القراصنة المشهورين في الصين آنذاك وهما (تشينغ الأول) و(تشينغ شي) اللذان تبنياه وعرفاه على حياة القرصنة والجريمة في عرض البحار.

تخبر القصص أنه عندما توفي (تشانغ الأول)، ارتبط (تشانغ بو) بأمه بالتبني وتزوجها في النهاية، وواصل الاعتناء بأعمال العائلة في السلب والنهب ونشر الرعب في البحار.

في نهاية المطاف، وجد (تشونغ بو) طريقة ما للانضمام إلى حكومة سلالة (كينغ) وأصبح مسؤولا نافذا.

11. (تشينغ شي):

(تشين شي)
(تشين شي).

كانت (تشين تشي) بائعة هوى صينية عملت على بيت دعارة عائم في (كانتون) بالصين في سنة 1775، والتقت (تشي) بعدها بقليل بقرصان ثري وذي نفوذ عرف باسم (زانغ يي) الذي تزوجته في نهاية المطاف، وبعد وفاته انتقلت إليها زمام التحكم في أسطول سفن القرصنة الذي كان يملكه، والذي يقدر عدد سفنه بثمانين ألف سفينة، وأصبحت بذلك أقوى وأول قرصانة قائدة في التاريخ.

12. (إدوارد لو):

إدوارد لو

كان (لو) في أيام شبابه لصا، ومقامرا، ومجرما صغيرا، وسرعان ما تحول إلى حياة القرصنة، حيث قام هو ورجاله بأسر ونهب عشرات السفن التجارية على عدد من الشواطئ حول العالم، اشتهر (لو) بوحشيته وقسوته الكبيرة واندفاعه المتهور، ويعتقد بأنه أعدم شنقا في نهاية المطاف.

13. (حير الدين بربروسا):

حير الدين بربروسا

بدأ (حير الدين بربروسا) حياته البحرية كقرصان، فأغار بمساعدة إخوته على الكثير من المدن الساحلية المسيحية وحجز على العديد من السفن في عرض البحر الأبيض المتوسط، وكان ناجحا جدا لدرجة أصبح لاحقا حاكما للجزائر، ثم ارتقى ليصبح الأدميرال قائد القوات البحرية العثمانية تحت حكم سليمان القانوني.

14. (ماري ريد):

ماري ريد

كانت (ماري ريد) صديقة مقربة جدا من القرصانة (آن بوني) التي سبق ذكرها في مقالنا هذا، وقد اشتهرت بكونها ترتدي ملابسا تتشبه فيها بالرجال، كما كانت حتى قد نجحت في الانضمام إلىى الجيش البريطاني متنكرة تحت شخصية رجل باسم مستعار (مارك ريد).

أُسرت في نهاية المطاف خلال نفس المعركة التي أسرت فيها (بوني) و(كاليكو جاك)، وتمكنت من تفادي الإعدام بسبب كونها حاملا، لكنها توفيت لاحقا في زنزانتها بسبب الأمراض.

15. (توتا) ملكة (إيليريا):

تمثال الملكة (توتا)
تمثال الملكة (توتا)

كانت الملكة (توتا) واحدة من أوائل الملكات اللواتي مارسن القرصنة، وكانت تستعين بأعمال القرصنة كوسيلة للتحكم في شؤون مملكتها، غير أنها سقطت تحت حكم وسيطرة الإمبراطورية الرومانية ولم يعرف عنها خبر بعد ذلك.

16. (سامويل بيلامي):

سامويل بيلامي

ولد (بيلامي) لعائلة إنجليزية فقيرة في سنة 1689، وانضم للبحرية الملكية البريطانية عندما كان عمره 13 سنة فقط، ثم تبنى حياة القرصنة، بعد أن جمع طاقما متمرسا واشترى بضعة سفن واتجه نحو عرض البحار والمحيطات.

كان من أنجح القراصنة ذلك أنه نجح في أسر أكثر من 50 سفينة خلال سنة فقط في الفترة الممتدة من 1716 إلى 1717، وتوفي في نفس السنة في حادثة تحطم سفينته بعد اعتراض عاصفة هوجاء لسبيلها.

17. السير (فرانسيس درايك):

فرانسيس درايك

شارك (فرانسيس درايك) في عدد من الرحلات الإنجليزية نحو أفريقيا لجلب العبيد، واشتهر بأعمال القرصنة التي استهدف بها السفن والممتلكات الإسبانية.

أرسلته الملكة (إليزابيث الثانية) في مهمة إلى جنوب أمريكا في سنة 1577، التي عاد منها عبر المحيط الهادي وكان بذلك أول رجل إنجليزي يطوف الكوكب مبحرا. قلّدته الملكة في وقت لاحق لقبَ ”فارس“.

18. (ستيد بونيت):

ستيد بونيت

كان (ستيد بونيت) ضابطا متقاعدا في الجيش البريطاني، وكان يملك مزارع سكر كبيرة في (باربادوس)، ولأنه سئم من تذمر زوجته المستمر، هجرها تاركا وراءه أطفاله، وأرضه، وثروته، واقتنى سفينة وانتهج حياة القرصنة في عرض البحار.

كان طاقمه والقراصنة الخاضعون لسيطرته يصفونه دائما بالقبطان غير الكفؤ، كما نالت له مغامراته الكثيرة لقب ”القرصان المهذب“، اعتقل لاحقا ونفذ فيه حكم الإعدام.

19. (ويليام كيد):

ويليام كيد

كان القبطان (ويليام كيد) قبطانا بحريا خلال القرن السابع عشر، وفي سنة 1695، منح ترخيصا ملكيا من طرف الحكومة البريطانية للقبض على أي قراصنة هاجموا السفن التابعة لشركة الهند الشرقية East India Company، غير أنه تحول إلى قرصان هو نفسه بعد ذلك، وأُعدم في نهاية المطاف.

20. (ييرماك تيموفيفيتش):

ييرماك تيموفيفيتش

كان (ييرماك تيموفيفيتش) فردا في قوة استطلاعية أرسلتها روسيا لاستكشاف (سيبيريا) بهدف ضمها إليها، فنجح في مهمته وأصبح بعدها قائدا لسكان تلك المنطقة التي أُرسل إليها، توفي لاحقا في خضم ثورات وانتفاضات كثيرة شنت ضد الحكم الروسي للمنطقة.

21. (أويلدا):

أويلدا

يعتبر الكثيرون شخصية (أويلدا) عبارة عن أسطورة، غير أنها كانت ابنة ملك إسكندنافي عاش في القرن الخامس ميلادي، وعندما أراد والدها تزويجها رفضت ذلك وهربت من القصر وأصبحت قرصانة لاحقا.

أرسل بعدها ملك الدنمارك سفينة حربية بقيادة ابنه وولي عهده الأمير لإعادة (أويلدا) إلى والدها، وكان هذا الأمير قد قاتلها بضراوة لدرجة قبلت شروط الاستسلام وعادت معه، تزوج الثنائي لاحقا ليصبحا ملك وملكة الدنمارك.

22. (هينري إيفري):

هينري إيفري

خلال رحلته كقرصان نشط في عرض البحار، تمكن (هينري إيفري) في فترة وجيزة لا تتعدى بضعة سنوات من أسر ونهب عشرات السفن وتحقيق مكاسب وغنائم بلغت قيمتها عشرات ملايين الدولارات، كما أنه كان قد حقق كل ذلك دون أن يتم اعتقاله أو قتله، حيث واصل حياته بشكل طبيعي إلى أن توفي بالشيخوخة.

مقالات إعلانية