in

17 صورة تظهر الأيام أو (اللحظات) الأخيرة من حياة هذه الأيقونات التاريخية، تم التقاطها قبل وقت قصير من وفاتهم

نيكولا تيسلا

يحتوي هذا المقال على آخر الصور المعروفة لبعض أشهر الأشخاص عبر التاريخ، وقد تم التقاطها قبل وقت قصير من وفاتهم. ومن بين الأشخاص الذين ظهروا في هذا المقال شخصيات سياسية وقادة وعلماء ومؤلفين وممثلين وموسيقيين مشهورين.

بينما عاشت بعض الشخصيات ضمن هذه القائمة حياة طويلة وناجحة؛ خسر آخرون حياتهم بشكل مأساوي، وتم التقاط بعض هذه الصور لهم قبل لحظات رحيلهم، وأدت الظروف المأساوية لوفاتهم إلى حدوث موجات دهشة في جميع أنحاء العالم، وساعدت بطريقة ما في ترسيخ إرثهم.

إليك ستة عشر من آخر الصور المعروفة لبعض الناس الأكثر شهرة في التاريخ:

17. (نيكولا تيسلا)

تم التقاط آخر صورة معروفة لـ(نيكولا تيسلا) في الأول من يناير/كانون الثاني سنة 1943، ثم في 5 يناير 1943؛ وضع (تيسلا) علامة ”عدم الإزعاج“ على باب غرفته الفندقية في فندق (نيو يوركر) في مدينة نيويورك. وجدت خادمة الفندق (تيسلا) مفارقا للحياة في غرفته في السابع من يناير، وقد استدعي الطبيب المساعد الدكتور (هـ. دبليو. ويمبلي) إلى مكان الحادث وخلص إلى أن سبب الوفاة هو الجلطة التاجية.
تم التقاط آخر صورة معروفة لـ(نيكولا تيسلا) في الأول من يناير/كانون الثاني سنة 1943، ثم في 5 يناير 1943؛ وضع (تيسلا) علامة ”عدم الإزعاج“ على باب غرفته الفندقية في فندق (نيو يوركر) في مدينة نيويورك. وجدت خادمة الفندق (تيسلا) مفارقا للحياة في غرفته في السابع من يناير، وقد استدعي الطبيب المساعد الدكتور (هـ. دبليو. ويمبلي) إلى مكان الحادث وخلص إلى أن سبب الوفاة هو الجلطة التاجية.

ولد (نيكولا تيسلا) في (سميلجان) في كرواتيا عام 1856. وكان (تيسلا) باحثًا ومخترعًا اكتشف الحقل المغناطيسي الدوار، والذي هو أساس معظم الآلات التي تعمل بالتيار المتناوب.

وفي عام 1884؛ هاجر (تيسلا) إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بعد سنة واحدة ببيع حقوق براءات الاختراع لنظامه الخاص بالمولدات التي تعمل بالتيار المتناوب والمحولات والمحركات لـ(جورج وستنجهاوس)، وبعد مرور ست سنوات، أي في عام 1891؛ اخترع (تيسلا) دائرة محولات كهربائية رنينية أطلق عليها إسم (تيسلا كويل)، وهو الملف التعريفي الذي يستخدم على نطاق واسع في تكنولوجيا موجات الراديو.

درس (تيسلا) في الجامعة التقنية في (غراتس) بالنمسا، ثم في جامعة (براغ)، وأثناء الدراسة في (غراتس) اخترغ (تيسلا) لأول مرة وعن طريق الصدفة الـ(دينامو غرامي)، وهو مولد يعمل عندما يتم عكسه كمحرك كهربائي. أدرك (تيسلا) بعد ذلك أنه يمكن استخدام التيار المتناوب كمصدر فعال للقوة.

وبينما كان العالم في (بودابست)؛ وضع صياغة تصورية لمبدأ حقل مغناطيسي دوار، ومحرك الحث الذي يمكن أن يعمل بالطاقة وباستخدام التيار المتناوب، وبعد أن انتقل (تيسلا) إلى باريس في عام 1882؛ عمل لدى شركة (كونتيننتال أديسون)، وفي السنة التالية تم إرساله إلى (ستراسبورغ) في مهمة، وأثناء تواجده هناك؛ أمضى وقت فراغه في العمل على مشروعه الخاص حيث نجح في بناء أول محرك تحريضي له.

في 1884 هاجر (تيسلا) إلى أمريكا وعمل لفترة وجيزة لدى (توماس إديسون)، وجعلت الخلفيات والأساليب المختلفة التي استخدمها المخترعان منهما شخصيتان معروفتان بعد ذلك بوقت قصير، وفي مايو 1885 باع (تيسلا) براءات الاختراع الخاصة بنظام المولدات التي تعمل بالتيار المتناوب والمحولات والمحركات إلى (جورج وستنجهاوس)، الذي كان وقتها رئيس شركة (وستنجهاوس إلكتريك) في (بيتسبيرج). وقد أشعل ذلك ”صراعا طاغيا على السلطة بين أنظمة (إديسون) المباشرة الحالية، ومولدات التيار المتناوب (تيسلا) و(ستنجهاوس)، التي انتصرت في نهاية المطاف“.

في عام 1900 حصل (تيسلا) على قرض قيمته 150,000 دولار من (جون بيربون مورغان) لبناء برج إذاعي عالمي في (لونغ آيلاند) في نيويورك، وبحسب ما ورد بعدها؛ حصل (تيسلا) على قرض من (مورغان) بموافقته على التنازل عن 51٪ من حقوق براءة اختراعه في الاتصالات الهاتفية والتلغراف.

كان لدى (تيسلا) خطط طموحة للمشروع، وأعرب عن أمله في أن تسهل اختراعاته الاتصالات في جميع أنحاء العالم، وإرسال أنواع مختلفة من المعلومات بما في ذلك الصور والرسائل والتحذيرات المتعلقة بالطقس وكذلك التقارير، ومع ذلك تلاشت آماله عندما تم التخلي عن المشروع بسبب نقص المورد المالي ومشاكل العمل وسحب الدعم المالي من (مورغان).

لسوء الحظ ونظرًا للافتقار إلى الموارد المالية؛ بقيت العديد من أفكار (تيسلا) في دفتر ملاحظاته، حيث توفي وهو مفلس تماما في 7 يناير 1943 وعمره يناهز الـ86 سنة، وتعتبر عبقرية (تيسلا) هي إرثه الوحيد حيث قام ثلاثة من العلماء الذين فازوا بجائزة نوبل بالإشادة به في خطبهم الخاصة بقبول الجائزة حيث قالوا: ”(تيسلا) هو واحد من العقول البارزة في العالم الذي مهدت الطريق للعديد من التطورات التكنولوجية في العصور الحديثة“.

16. (آن فرانك)

(آن فرانك) في الصورة مع أختها (مارغوت) في عام 1942.
(آن فرانك) في الصورة مع أختها (مارغوت) في عام 1942.

يمكن القول أن (آن فرانك) هي ضحية ”محرقة الحرب العالمية الثانية“ الأكثر شهرة في التاريخ.

ولدت (آن) في 12 يونيو 1929 في (فرانكفورت) بألمانيا، وغادرت عائلتها اليهودية ألمانيا في وقت مبكر مباشرة بعد وصول حزب (هتلر) النازي إلى السلطة، حيث هاجروا جميعهم إلى (أمستردام) في هولندا. وبعد أن غزا الجيش الألماني هولندا في عام 1941؛ كانت العائلة تواجه الترحيل إلى معسكر للعمل القسري في العام التالي، وفي 9 يوليو 1942 اختبأت عائلة (آن) رفقة أربعة أصدقاء يهود آخرين في المكتب الخلفي ومستودع الأعمال التجارية للمنتجات الغذائية (أوتو فرانك) التي كان يملكها والد (آن).

بقي الجميع مختبئين في ذلك المكان لمدة تجاوزت السنتين بقليل، حيث كانوا يتلقون الطعام والإمدادات الأخرى من الأصدقاء غير اليهود، إلى أن كشفت معلومات جمعها مخبرون هولنديون عن مخبأهم السري وأدلوا بها مباشرة للشرطة الولائية السرية. وتم بعدها إرسال العائلة إلى (ويستربورك)، الذي كان عبارة عن مخيم مؤقت يقع في هولندا، ومن هناك انتهى بهم المطاف بشكل مأساوي إلى آخر رحلة تنقل من (ويستربورك) إلى (أوشفيتز) في بولندا المحتلة في 3 سبتمبر 1944.

وبعد شهر من وصولهم إلى المكان، تم نقل (آن) وأختها (مارغوت) إلى محتشد الاعتقال في منطقة (بيرغن بيلسين)، وفي أوائل شهر يناير من نفس العام توفيت والدة (آن) في (أوشفيتز) قبل أن يتم إخلاء المخيم في 18 يناير 1945.

في مارس 1945، أدت الظروف المروعة والمكتظة وغير الصحية في (بيلسن) إلى تفشي مرض (التيفوس) الذي أودى بحياة (آن) وأختها (مارغوت) بشكل مأساوي قبل أسابيع قليلة من تحرير البريطانيين للمخيم في 15 أبريل 1945، وتم العثور على الأب (أوتو فرانك) في مستشفى في (أوشفيتز) عندما تم تحرير المعسكر من قبل الجيش الروسي في 27 يناير 1945، حيث كان العضو الوحيد الذي نجى من عائلة (آن).

في وقت لاحق؛ وجد أصدقاء قاموا بالبحث عن ما خلفته الشرطة الولائية السرية في المكان الذي اختبأت فيه عائلة (فرانك) قبل أن يتم كشفهم، فوجدوا مذكرات كتبتها (آن) خلال فترة تواجدهم هناك، ونُشرت يوميات (آن فرانك) بعدها وكانت بعنوان «يوميات فتاة شابة» في عام 1947. وقد تمت ترجمة هذه المذكرات باللغة الهولندية في المرة الأولى، وذاع سيطها بعد ذلك بشكل كبير وفي كل أنحاء العالم، وتمت ترجمتها إلى أكثر من 50 لغة مختلفة مما جعلها أكثر المنشورات الخاصة بمحرقة اليهود قراءة وعلى نطاق واسع.

وفي عام 1995 تمت إعادة طباعة مذكرات (آن) باللغة الإنجليزية، وكانت تحتوي على مواد تم حذفها سابقًا لذلك أصبحت النسخة الإنجليزية أطول بمقدار الثلث من الإصدارات الأصلية المنشورة بلغات أخرى.

أصبح اليوم مكان المستودع الذي اختبأت فيه عائلة (فرانك)، والذي كتبت فيه (آن) مذكراتها، عبارة عن متحف شهير يزوره الأشخاص من جميع أنحاء العالم.

15. (ألبرت اينشتاين)

(ألبرت أينشتاين)، التقطت الصورة في منزله في (برينستون) في ولاية (نيو جيرسي) الأمريكية قبل أسابيع قليلة من وفاته بسبب تمدد الأوعية الدموية الأبهري.
(ألبرت أينشتاين)، التقطت الصورة في منزله في (برينستون) في ولاية (نيو جيرسي) الأمريكية قبل أسابيع قليلة من وفاته بسبب تمدد الأوعية الدموية الأبهري.

يُعرف (ألبرت أينشتاين) المولود في مدينة (أولم) الألمانية في 14 مارس 1879 على نطاق واسع بأنه واحد من أعظم العلماء الأذكياء في تاريخ البشرية، حيث كرس حياته في مجال الفيزياء وطور نظرياته في النسبية الخاصة والعامة، ففاز بجائزة نوبل للفيزياء في عام 1921 لتفسيره للتأثير الكهروضوئي، وصاغ بشكل مثير للجدل المعادلة الأكثر شهرة في التاريخ العلمي «تكافؤ كتلة-طاقة»: ط = ك.س² (بالإنجليزية: E=mc²)، أي أن حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء يساوي طاقته.

غادر (أينشتاين) ألمانيا في عام 1933 بعد وصول (هتلر) والحزب النازي إلى السلطة، وهاجر إلى الولايات المتحدة وتولى منصبه في المعهد الدراسات المتقدمة الجديد في (برينستون) في ولاية (نيو جيرسي)، وفي عام 1939؛ وصلت أخبار نقلها الفيزيائي الدنماركي (نيلز بور) لـ(أينشتاين) بأن فيزيائي لاجئ ألماني يدعى (ليز مايتنر) قد تمكن من جعل ”الذرة تنقسم“، وخشي بعدها (آينشتاين) أن هذا البحث يمكنه أن يؤدي إلى تمكن الألمان من تطوير السلاح النووي. ومع اقتراب الحرب العالمية الثانية راسل (أينشتاين) الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) ليحذره من هذا الاحتمال، وهذا ما أدى في النهاية إلى تنفيذ «مشروع مانهاتن» وتطوير الأسلحة النووية [لم يشارك (أينشتاين) في هذا البحث].

قضى (أينشتاين) بقية حياته في صياغة نظرية الحقل الموحد في (برينستون). في 17 أبريل 1955 وعن عمر يناهز 76 عامًا؛ أصيب (آينشتاين) بتمدد الأوعية الدموي البطني، وأثناء تواجده في المستشفى رفض الخضوع للجراحة وأخبر الجميع بأنه كان مستعدًا للرحيل، حيث قال: ”أريد أن أذهب عندما أشاء.. لا يوجد طعم لإطالة هذه الحياة بشكل مصطنع.. لقد قدمت حصتي في هذه الحياة وقد حان الوقت للذهاب“. توفي (آينشتاين) في صباح اليوم التالي في المركز الطبي لجامعة (برينستون).

قام أخصائي علم الأمراض (توماس ستولتز هارفي) الذي أجرى تشريح جثة (أينشتاين) بإزالة دماغ النابغة والاحتفاظ به في المركز الطبي بدون إذن أسرته، وبعد عدة أيام تمكن (هارفي) من إقناع ابن (آينشتاين) الذي يدعى (هانز ألبرت)، بالسماح له بالاحتفاظ بدماغ والده لإجراء المزيد من البحوث عليه. وبعد أكثر من أربعة عقود من وفاة (آينشتاين)؛ أجرى علماء كنديون دراسة على دماغه، ووجد الباحثون أن الفص الجداري لدماغ (آينشتاين) –وهو منطقة الدماغ المسؤولة عن معالجة العلاقات المكانية والتصور ثلاثي الأبعاد والفكر الرياضي– كان أوسع بنسبة 15٪ من الأشخاص الذين يملكون نسبة ذكاء عادية.

14. (مارك توين)

الصورة الأخيرة لـ(مارك توين) التي التقطت في أبريل 1910.
الصورة الأخيرة لـ(مارك توين) التي التقطت في أبريل 1910.

ولد (سامويل إل. كليمنس) المعروف باسمه المستعار (مارك توين) في 30 نوفمبر 1835 في (فلوريدا) بولاية (ميسوري) الأمريكية. بالإضافة إلى كونه مؤلفًا يتمتع بشعبية كبيرة؛ عمل (توين) كقبطان مركب وصحفي ومحاضر وكرائد أعمال ومخترع أيضًا، ومما لا شك فيه أنه كان ناجحاً بصفة كبيرة ككاتب، حيث قام بتأليف العديد من الكلاسيكيات الأميركية مثل «مغامرات هاكلبري فين» و«مغامرات توم سوير». وجعلت هذه الكتب (مارك توين) كنزا وطنيا وجلبت له شهرة واسعة، وفي معرض تحدث فيه المؤلف (إرنست همنغواي) عن مساهمة (مارك توين) في الأدب الأمريكي، قال: ”إن كل الأدب الأمريكي الحديث يأتي من كتاب واحد لمؤلفه (مارك توين) يسمى «هاكلبري فين»“.

مع ذلك، فإن نجاح (مارك توين) كمؤلف لم يقابله نجاح لمشروعه التجاري، حيث أسس داراً للنشر لكنها أفلست في نهاية المطاف، كما عانى مأساةً لا يمكن تصورها في حياته العائلية أيضا، فقد توفي ابنه الصغير (لانغدون) بعد أن أصيب ببكتيريا تؤثر على الحلق والحنجرة، ثم جعلته حادثة أخرى مفتور القلب وذلك عندما فقد ابنته (سوسي) التي أصيبت بمرض التهاب السحايا في العمود الفقري، وتوفيت بعدها عندما كان عمرها 24 عاما فقط، حيث تفاقم ألم الخسارة لدى (توين) كونه لم يتواجد بجانبها في تلك الفترة ولم يتمكن من وداعها قبل رحيلها، ولم تنته مآسي العائلة الصغيرة عند هذا الحد، فقد توفيت ابنته (جين) –التي كانت مصابة بالصرع الشديد– بنوبة قلبية في سن التاسعة والعشرين.

توفيت زوجة (مارك توين) الحبيبة (ليفي) أيضا، بعد أن دام زواجهما لمدة 34 سنة في عام 1904 بعد معاناة مع المرض دامت طويلاً، وكان حب زوجته ينعكس في الطريقة التي كتب بها عنها، حيث وصفها قائلاً: ”أينما كانت تحل، تجلب معها الجنة“، وكتب أيضا عنها مراسلاً صديقه بعد فترة وجيزة من زواجه بـ(ليفي)، فقال: ”لدي الحبيب الوحيد الذي أحببته على الإطلاق… هي أفضل وأحلى وأروع فتاة، والأكثر طيبةً، وهي أفضل جوهرة من بين كل الجنس اللطيف“.

بعد أن عانى (مارك توين) من كل تلك المآسي الشخصية خلال حياته، أصبحت كتاباته أكثر قتامة وأكثر تشاؤماً مع نهاية حياته، حيث كتب عنه المؤلف الأمريكي (هاملين هيل) عدة كتب تناول فيها حياة (توين) وكتاباته فقال: ”إن (مارك توين) عاش الكثير من سنوات حياته الأخيرة في الجحيم“.

بينما كان (توين) يكافح مع مآسيه الشخصية الخاصة في في سرية؛ أمضى الخمسة عشر عاما الأخيرة من حياته وهو يحصل على الإشادة علنا كونه واحد من الكتاب الأميركيين العضماء الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وحصل وقتها أيضا على شهادات فخرية من جامعة (أكسفورد) و(ييل)، وبين عامي 1895 و1896؛ قام الكاتب الشهير بالذهاب في جولة ناجحة ألقى فيها محاضرات في جميع أنحاء العالم ساعدته على سداد ديونه.

توفي بعدها (مارك توين) في منزله في (ردينغ) بولاية (كونيتيكت) الأمريكية في 21 أبريل 1910.

13. (أوليسيس إس غرانت)

هذه آخر صورة معروفة لـ(أوليسيس إس غرانت) والتي تم التقاطها في 27 يونيو 1885. هنا تم تصويره وهو يقوم بكتابة ملاحظات أضافها لمذكراته.
هذه آخر صورة معروفة لـ(أوليسيس إس غرانت) والتي تم التقاطها في 27 يونيو 1885. هنا تم تصويره وهو يقوم بكتابة ملاحظات أضافها لمذكراته.

ولد (حيرام يوليسيس غرانت) في 27 أبريل 1822 في (بوينت بليزانت) في ولاية (أوهايو) الأمريكية، وفي سن السابعة عشر رتب والد (غرانت) ليتم تسجيله في أكاديمية الولايات المتحدة العسكرية في (وست بوينت)، واضطره خطأ كتابي وقع في وقت تسجيله في الأكاديمية العسكرية إلى تغيير اسمه من (غرانت) إلى (أوليسيس س. غرانت) لضمان قبوله.

على الرغم من انتصاراته العسكرية العديدة التي حققها في وقت لاحق؛ لم يظهر (غرانت) الكثير من الإمكانيات كقائد عسكري مستقبلي خلال الفترة التي قضاها في الأكاديمية العسكرية، حيث كانت الدرجات التي أحرزها متوسطة، وتلقى عدة ملاحظات سلبية من رؤسائه مثل العيوب التي حوت عليها ملابسه، والتأخر المتكرر في ارتدائه لملابسه العسكرية.

تخرج غرانت من الأكاديمية العسكرية وجاء في المرتبة الحادية والعشرين من ضمن 39 جندياً، وكان يعتزم الاستقالة بالكامل بعد أن أمضى أربع سنوات من الخدمة الإجبارية. خدم (غرانت) في الحرب المكسيكية الأمريكية كضابط مسؤول عن إدارة الثكنات والمخيم العسكري ورعاية الإمدادات، لكنه أصبح فيما بعد قائداً للجنود وأشاد به الجميع لشجاعته في المعارك.

ترك بعدها الجيش وحاول كسب عيشه في العالم المدني، وبعد عدد من المشاريع التجارية غير الناجحة لجأ إلى بيع الحطب في شارع (سانت لويس) ليتمكن من تلبية احتياجاته اليومية، وفي نهاية المطاف عاد (غرانت) إلى تجارة المدابغ التي تمتهنها عائلته، وعمل فيها كحافظ للسجلات والحسابات والأمور الإدارية الأخرى تحت إشراف أخويه الصغيرين، وكان هذا أسوء وقت في حياته بالنسبة إليه حيث أصيب بالإحباط جراء تغير مجرى حياته بتلك الصورة.

بعد اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية في عام 1861؛ عاد (غرانت) إلى الجيش واستطاع التفوق في النهاية والتقدم في الرتب العسكرية، حيث أصبح ملازمًا عامًا لجيش الاتحاد. وبعد فوز الاتحاد وانتهاء الحرب الأهلية، تمت ترقيته إلى رتبة جنرال كامل حيث كان مسؤولاً عن الجيش خلال إعادة الإعمار. أما في عام 1868؛ ترشح (غرانت) لرئاسة الولايات المتحدة، وفاز في الانتخابات وأصبح – في ذلك الوقت – أصغر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية عندما كان يبلغ من العمر 46 عاما.

أعيد انتخاب (غرانت) مرة أخرى في عام 1872، لكن فترة رئاسته تلك وللأسف تخللتها الفضائح التي أحاطت بأعضاء إدارته. وبعد تركه لمنصبه؛ تابع (غرانت) مشروعًا تجاريًا آخراً، لكنه سرعان ما واجه الإفلاس هو وزملاؤه في الشركة، بعد أن قام شريكه (فرديناند وورد) باختلاس أموال المستثمرين، وساءت الأمور الصحية لـ(غرانت) بعدها وتم تشخيصه بمرض سرطان الحنجرة في نفس العام.

قام (غرانت) بتكليف المؤلف (مارك توين) لكتابة مذكراته، والتي بيعت منها أكثر من 300000 نسخة، وهذا ما ساعد أسرته لكسب أكثر من 450,000 دولار، وبعدما تم نشر مذكراته مباشرة، توفي غرانت عن عمر يناهز الثلاثة وستون عاماً في 23 يوليو 1885.

12. (أبراهام لنكولن)

آخر صورة معروفة لأبراهام لينكولن، التقطت في 5 فبراير 1865 في (غاردنر غاليري) في العاصمة الأمريكية واشنطن.
آخر صورة معروفة لأبراهام لينكولن، التقطت في 5 فبراير 1865 في (غاردنر غاليري) في العاصمة الأمريكية واشنطن.

أصبح (أبراهام لينكولن) رئيساً للولايات المتحدة في عام 1860، وهيمنت أحداث كبرى على فترة رئاسته، مثل انفصال الولايات الكونفدرالية، والحرب الأهلية الأمريكية التي اندلعت في الفترة من 1861 إلى 1865، حيث أعلن (لينكولن) في البداية أن هدفه هو الحفاظ على الاتحاد، ولكن مع استمرار الحرب طوال فترة ولايته الأولى؛ اتخذ إجراءات جديدة لتحرير عبيد الولايات الكونفدرالية التي كانت لا تزال تمر بفترة الثورة والتمرد.

بعد انتصار الاتحاد في معركة (أنتيتام)؛ أصدر (لينكولن) إعلانًا تحضيريًا أوليًا في 22 سبتمبر 1862 ينص على أن جميع العبيد الذين يتواجدون في الولايات الكونفدرالية والتي كانت لاتزال في حالة ثورة في 1 يناير 1863 ”سيكونون من الآن فصاعداً أحرارا وإلى الأبد“، وقد ساعد إعلان تحرير العبيد وانتصار الاتحاد في الحرب الأهلية على وضع حجر الأساس ليقوم الأمريكيون بالتصديق على التعديل الثالث عشر، الذي ألغى العبودية في الولايات المتحدة.

ألقى (لينكولن) أحد أشهر الخطابات في التاريخ في 19 نوفمبر 1863 كتعزية للجنود الأمريكيين الذين فُقدوا من كلى الجانبين في معركة (غيتسبيرغ) في ولاية (بنسيلفانيا)، التي دامت من 1 إلى 3 يوليو 1863، وبالرغم من أن الخطاب استمر لدقيقتين فقط ولم يحتو سوى على 263 كلمة، إلا أن أهمية الكلمات التي اختارها في ذلك اليوم جعلت منه أيقونة تاريخية تتردد كلماتها إلى يومنا هذا، حيث قام (لينكولن) بالإشارة إلى ”إعلان الاستقلال“ وإلى ما كان يتخيله الآباء المؤسسون لأمريكا في عام 1776، وهو ”أمة جديدة ولدت حرة، كرست لتمجد الاقتراح القائل بأن جميع البشر خلقوا متساوين“.

بعد مرور مايفوق الشهر بقليل من تنصيب (لينكولن) لفترة رئاسته الثانية؛ تم اغتياله في 14 أبريل 1865 من قبل (جون ويلكس بوث) أثناء حضوره مسرحية في مسرح (فورد) في العاصمة واشنطن. وكانت آخر صورة معروفة لـ(أبراهام لينكولن) بينما كان على قيد الحياة قد التقطت في 5 فبراير 1865 في (غاردنر غاليري) في واشنطن من قبل المصور (الكسندر غاردنر)، حيث التقط (غاردنر) صورا مختلفة للرئيس خلال الجلسة بواسطة كاميرا متعددة العدسات. وكانت الصورة التي وضعناها في هذا المقال هي آخر واحدة تم التقاطها خلال الجلسة، والخط الذي يمر عبر الصورة التي تبدو وكأنها تجعدت هو في الواقع صدع في صفيحة الزجاج.

11. أسمهان:

تعتبر هذه الصورة من آخر الصور للفنانة (أسمهان) على الأرجح.
تعتبر هذه الصورة من آخر الصور للفنانة (أسمهان) على الأرجح.

ولدت (آمال الأطرش) المعروفة باسم (أسمهان) في 25 نوفمبر 1912 في البحر على متن باخرة يونانية، من أب درزي سوري من السويداء يدعى (فهد الأطرش)، وأم درزية لبنانية من حصيبا تدعى (علياء المنذر).

هاجرت العائلة إلى مصر عندما كانت (آمال) تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وبعدما كبرت قليلا تم اكتشاف صوتها الجميل عن طريق الصدفة عندما سمعها الموسيقار والملحن الكبير (داود حسني) وهي تغني في غرفتها بينما كان ضيفاً في منزلهم، ليتعامل فنياً مع أخوها الفنان الكبير الصاعد وقتها (فريد الأطرش)، وأعجب بها (داود حسني) على الفور وتبناها فنياً وأطلق عليها اسم (أسمهان).

سرعان ما سطع نجم (أسمهان) وهي في سن الرابعة عشر (أو السابعة عشر لأن وثيقة ميلادها كانت محل شك)، وظهرت للجمهور أول مرة في حفل موسيقي في دار الأوبرا المصرية المرموقة، وغنت أغنيات مسجلة من تأليف كبار الملحنين آنذاك من أمثال (فريد غصن) و(داود حسني) و(محمد القصبجي) و(زكريا أحمد). وفي سن السادسة عشر تمت دعوة (أسمهان) من قبل شركة تسجيلات مصرية، صنعت لها أول ألبوم خاص بها يحتوي على أول أغنية لها بعنوان «يا نار فؤادي» للفنان (فريد غصن).

كان صوت (أسمهان) أحد الأصوات النسائية القليلة في عالم الموسيقى العربية الذي طرح منافسة جادة على صوت الفنانة العظيمة (أم كلثوم)، حيث غنت العديد من الأغاني التي بقيت بارزة وراسخة إلى يومنا هذا مثل أغنية «ليالي الأنس في فيينا» و«يا حبيبي تعالى الحقني». توجهت (أسمهان) إلى التمثيل أيضاً، فشاركت أخاها (فريد الأطرش) في أول أفلامها «انتصار الشباب» في سنة 1941، ومثلت أيضا في فيلم «غرام وانتقام» في سنة 1944، وانتهت مسيرة (أسمهان) مع انتهاء هذا الفيلم الأخير.

تزوجت (أسمهان) من ابن عمها الأمير (حسن الأطرش) سنة 1933، وتوقفت عن الغناء والتمثيل وعادت معه إلى سوريا ورزقت بابنتها (كاميليا)، لكن (أسمهان) لم تستطع مواصلة العيش هناك وترك مجال الفن، فانفصلت عنه وعادت إلى القاهرة واستأنفت مسيرتها الفنية الغنائية، وخاضت تجربة زواج جديدة مع المخرج المصري (أحمد بدرخان)، إلا أنها كانت قصيرة وانتهت بالانفصال.

في 14 يوليو 1944 تحطمت سيارة تحمل (أسمهان) وصديقتها بعد أن فقد السائق السيطرة عليها، وسقطت في قناة مائية على جانب الطريق بالقرب من مدينة المنصورة في مصر. وكانت السيارة نموذجًا يحوي بابين فقط حيث كانت الصديقتان تجلسان في المقعد الخلفي، ومن المفترض أنهن فقدن الوعي بسبب الحادث وغرقن في وقت لاحق، ومع ذلك تمكن السائق من الفرار. وأثار سيناريو وفاة (أسمهان) العديد من التساؤلات والشكوك حوله، حيث يعتقد البعض أن حادث السيارة كان مدبرا.

اتهمت المخابرات البريطانية بأنها دبرت حادث وفاة الفنانة (أسمهان)، بعد أن زعمت العديد من التقارير أنها كانت تعمل لصالحها، وأنها تخلصت منها بعد أن حاولت مقابلة عملاء ألمان. تقول نظرية مؤامرة أخرى أن الفنانة (أم كلثوم) قامت بالتخلص منها كونها كانت المنافسة الوحيدة لها على الساحة الفنية، وتعددت الشائعات المختلفة الأخرى حول طريقة وفاتها.

دفنت الفنانة (أسمهان) في مصر وذلك حسب وصيتها، في سهل الفسطاط في القاهرة، وبعد سنوات قليلة لحقها شقيقاها (فؤاد) و(فريد الأطرش) والفنان العظيم (عبد الحليم حافظ)، الذين دفنوا بجانبها بطريقة أعادت لها ”القليل من المجد“ بعد وفاتها.

10. (جون كنيدي)

صورة الرئيس (جون إف كينيدي) وزوجته (جاكلين كينيدي أوناسيس)، تم التقاطها لحظات فقط قبل أن يتم سلب حياته في 22 نوفمبر 1963.
صورة الرئيس (جون إف كينيدي) وزوجته (جاكلين كينيدي أوناسيس)، تم التقاطها لحظات فقط قبل أن يتم سلب حياته في 22 نوفمبر 1963.

غيمت نظريات المؤامرة العديدة على حادثة اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (جون إف كينيدي) منذ ذلك اليوم في (دالاس) من عام 1963، وتم التعرف على (لي هارفي أوزوالد) في وقت لاحق على أنه مرتكب الفعلة الشنيعة، ولكن البعض تساءل عما إذا كان (أوزوالد)  قد تصرف بمفرده، أو ما إذا كان هناك مسلح آخر متموقع في الربوة المعشبة القريبة من مكان الحادث.

وطرحت أيضا نظرية مؤامرة أخرى أكثر غرابة تقول بأنه تم تأطير وتدريب (أوزوالد) على العملية، مشيرة إلى عدة مشتبهين محتملين، مثل المافيا ولجنة أمن الدولة الروسية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وحتى خليفته (ليندون جونسون) لم يسلم من التهم التي طالته نظراً لما سيعود عليه التخلص من (كينيدي) من فائدة، ولكن كل نظريات المؤامرة الجنونية هذه بقيت بدون أي دليل ملموس يثبت صحتها.

ازداد لهيب نظريات المؤامرة المختلفة حول الحادثة بعد يومين فقط من وقوعها، وذلك بسبب اغتيال مرتكبها (لي هارفي أوزوالد) على يد (جاك روبي)، وهو صاحب ملهى ليلي لديه صلات بالعصابات المنظمة، وقد عقدت لجنة قضائية للتحقيق في الحادثتين اللتين تخصان وفاة كل من (كينيدي) و(أوزوالد) برئاسة (إيرل وارن)، وهو رئيس محكمة القضاة في الولايات المتحدة، وخلصت إلى كون (أوزوالد) و(روبي) لم يكونا جزءاً من أي مؤامرة، وأن (أوزوالد) تصرف بمفرده، ولكن اللجنة لم تتمكن من الإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بالحادثتين، وبالتالي استمر تصديق نظريات المؤامرة المختلفة.

9. (مهاتما غاندي)

صورة لـ(غاندي) التقطت من قبل المصور الفرنسي (هنري كارتيه بريسون) في (بيرلا هاوس) في (الهند)، قبل يوم من واحد فقط من وفاته.
صورة لـ(غاندي) التقطت من قبل المصور الفرنسي (هنري كارتيه بريسون) في (بيرلا هاوس) في (الهند)، قبل يوم من واحد فقط من وفاته.

ولد الـ(مهاتما غاندي) المعروف أيضا باسم ”المهندس ذو الروح العظيمة“ في 2 أكتوبر 1869 في (بوربندر) في الهند، وأصبح (غاندي) الزعيم الروحي لبلده خلال النضال من أجل وضع حد للحكم البريطاني في الهند، ويمكن القول أن فلسفته للمقاومة ”بدون عنف“ هي أفضل ما يتذكره به أبناء بلده، حيث أصبح (غاندي) زعيمًا بارزًا في حركة الحكم الذاتي الهندية، وحث الهنود على مقاطعة البضائع البريطانية واتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى المعارضة للسلطة البريطانية في الهند، مثل الدعوة إلى ”توقف المسؤولين الحكوميين عن العمل لصالح بريطانيا، وتوقف الطلاب من الذهاب إلى المدارس الحكومية، ودعى أيضا الجنود لمغادرة مناصبهم، والمواطنين للتوقف عن دفع الضرائب للحكومة البريطانية“.

خلال الحرب العالمية الثانية أطلق غاندي حركة «كويت إنديا»، التي دعت إلى الانسحاب البريطاني الفوري من الهند، وكان رد البريطانيين جاهزاً حيث قاموا بقمع الحركة كلها، فاعتقلوا (غاندي) مع زوجته و العديد من زعماء المؤتمر الوطني الهندي الآخرين في أغسطس 1942، وقد عبر رئيس الوزراء البريطاني (ونستون تشرشل) عن موقف الحكومة البريطانية تجاه الانسحاب البريطاني من الهند بينما كان يتحدث في البرلمان قائلاً: ”لم أصبح الوزير الأول للملك لكي أترأس عملية تصفية الإمبراطورية البريطانية“.

عندما خسر (تشرشل) وحزب المحافظين الانتخابات في عام 1945؛ تفاوض (غاندي) مع حكومة حزب العمل الجديدة التي كانت تؤيد استقلال الهند، وعلى الرغم من جهوده الكبيرة لتشكيل الهند الموحدة، فقد تم تقسيم البلاد وفق خطوط دينية أدت إلى إنشاء دولة باكستان ذات الأغلبية المسلمة في عام 1947، واستمر العنف الطائفي بين الهندوس والمسلمين وقام (غاندي) بجولة في البلاد تدعو إلى السلام.

في 30 يناير 1948 وأثناء حضوره اجتماع للصلاة، سلبت حياة (غاندي) المسن بالرصاص على يد متطرف هندوسي اسمه (ناثورام غودس)، حيث قرر (غودس) التخلص من (غاندي) بعدما أغضبته رسالته الأخيرة عن ضرورة التسامح بين الطوائف، فقام بالتسلل إلى المكان الذي يجلس فيه (غاندي) وجثى على ركبتيه مباشرة أمام الرجل المسن قبل أن يطلق النار عليه ثلاث مرات من مسافة قريبة.

تناقض موت (غاندي) العنيف مع حياته السلمية، وتوفي بعد عمر ناهز الـ78 عامًا.

8. (مارتن لوثر كينغ الابن)

التقطت الصورة لحظة قبل وفاة (مارتن لوثر كينغ جونيور) على يد قناص.
التقطت الصورة لحظة قبل وفاة (مارتن لوثر كينغ جونيور) على يد قناص.

ولد (مايكل كينغ الإبن) في (أتلانتا) في ولاية (جورجيا) الأمريكية في 15 يناير 1929، وتماما مثل والده الذي كان أيضا وزيرا معمداني، تبنى اسم (مارتن لوثر) تكريما للزعيم البروتستانتي الألماني، وظهر (مارتن لوثر كنغ الإبن) كزعيم لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة منذ منتصف الخمسينيات حتى وفاته عام 1968، فكان نشاطه مفيدا في إحداث التغيير السياسي الذي أدى إلى إقرار الحقوق المدنية في عام 1964، وقانون حقوق التصويت لعام 1965، وبسبب نشاطه اللاعنفي في السعي للحصول على الحقوق المدنية للأميركيين السود في الولايات المتحدة؛ حصل (كينغ) على جائزة نوبل للسلام في عام 1964.

تتمثل أبرز النشاطات التي قام بها (مارتن لوثر كينغ) هي المظاهرة المشهورة في واشنطن في أغسطس عام 1968، حيث تجمع حشد من حوالي 200 ألف شخص في مظاهرة حاشدة تدعو إلى التغيير السلمي، حيث قام (كينغ) بإلقاء واحد من أشهر الخطابات وأكثرها تأثيراً في التاريخ، وهو الخطاب الفصيح البليغ «أي هاف أدريم» أو «لدي حلم» بالعربية، والذي تحدث فيه عن أمله في وقت يصبح فيه التمييز العنصري شيئًا من الماضي: ”لدي حلم… أن تنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها في يوم من الأيام. إننا نعتبر هذه الحقائق بديهية، وأن جميع البشر قد خلقوا متساوين… لدي حلم بأن يعيش أولادي الأربعة في يوم ما في دولة لن يتم الحكم عليهم فيها على لون بشرتهم ولكن بمحتواها… شخصيتهم“.

ألقى (كينغ) خطابًا مؤثراً آخر في 3 أبريل 1968 في معبد (ماسون) في (ممفيس)، قال فيه: ”لقد كنت في قمة الجبل.. لقد رأيت الأرض الموعودة، ومن المحتمل أن لا أنضم إليك هناك، لكنني أريدك أن تعرف الليلة بأننا كشعب سوف نصل إلى الأرض الموعودة“.

وفي اليوم التالي الذي يوافق الرابع أبريل من سنة 1968، تمت تصفية حياة (مارنت لوثر كينغ الإبن) من قبل قناص استهدفه عندما كان يقف على شرفة غرفته في (موتيل لورين)، وتم التعرف على مرتكب الفعلة لاحقاً باسم (جيمس إيرل راي)، حيث اعترف (راي) بالذنب الكامل وحكم عليه بالسجن لمدة 99 عامًا.

ادعى (راي) في وقت لاحق أنه أُرغم على الاعتراف بتلك الفعلة، وأنه ضحية بريئة لمؤامرة أكبر، وبعد مرور وقت على الحادثة التقى (دكستر) ابن (كينغ) مع (راي) في السجن، ودعا في وقت لاحق علنا ​​إلى إعادة فتح القضية المرفوعة ضده، لكن القضية لم تقدم مجددا للمحاكمة وتوفي (راي) في السجن عام 1998، وخلصت عدة تحقيقات في حكومة الولايات المتحدة في قضية (كينغ) إلى أن (راي) كان قد تصرف من تلقاء نفسه وبمفرده.

7. (فرانكلين دي روزفلت)

آخر صورة معروفة لـ(فرانكلين روزفلت)، التقطها المصور (نيكولاس روبنز) في البيت الأبيض الصغير في (ورم سبرينغز) في 11 أبريل 1945، في اليوم التالي عانى من نزيف دماغي وتوفي.
آخر صورة معروفة لـ(فرانكلين روزفلت)، التقطها المصور (نيكولاس روبنز) في البيت الأبيض الصغير في (ورم سبرينغز) في 11 أبريل 1945، في اليوم التالي عانى من نزيف دماغي وتوفي.

كان (فرانكلين ديلانو روزفلت) الرئيس الأمريكي الوحيد الذي خدم لأربع فترات رئاسية، ووصل الرجل إلى السلطة خلال أحلك الأوقات في التاريخ الأمريكي، حيث أنه أصبح رئيسًا للبلاد خلال فترة الكساد الكبير، فقام باتخاذ إجراءات لزيادة سلطة الحكومة الفيدرالية بشكل أكبر خلال تلك الفترة الصعبة.

ولمحاولة التخفيف من المشقة التي تحمّلها الأمريكيون خلال فترة الكساد العظيم؛ أصدر (فرانكلين روزفلت) وإدارته سلسلة من البرامج المعروفة باسم «الصفقة الجديدة»، حيث شهدت هذه الإصلاحات تنظيمًا حكوميًا أكبر للاقتصاد في مجالات مثل الإسكان والعمل والصناعة والزراعة والعديد من الأمور الأخرى.

سعى برنامج «الصفقة الجديدة» أيضا إلى مساعدة الأمريكيين ”المنسيين“ في أعقاب البطالة الجماعية خلال فترة الكساد الكبير، وتم تقديم عدد من استحقاقات الضمان الاجتماعي بما في ذلك استحقاقات الشيخوخة والأرامل، وتعويضات البطالة والتأمين ضد العجز، وتم إدخال تدابير أخرى لتحسين ظروف العمل للأشخاص العاملين في صناعات معينة، مع تحديد الحد الأقصى لساعات العمل بالإضافة إلى الحد الأدنى للأجور.

كان (فرانكلين روزفلت) رئيساً خلال الحرب العالمية الثانية، وكان للضغوط والتوترات التي تعرض لها أثناء النزاع تأثير ضار على صحته، وفي مارس 1945 خضع (روزفلت) لاختبارات طبية كشفت عن أنه مصاب بتصلب الشرايين –وهو مرض يسبب رواسب دهنية تعرف باسم البلاك تتراكم في الشرايين–، ومرض الشريان التاجي وفشل القلب الاحتقاني، وبعد شهر واحد، في 12 أبريل 1945، عانى (فرانكلين روزفلت) من نزيف دماغي هائل وتوفي.

كانت وفاة (روزفلت) البالغ من العمر 63 عامًا بمثابة صدمة كبيرة للشعب الأمريكي، وتم استبداله بنائبه (هاري إس ترومان) الذي أدى اليمين في غضون ساعات من وفاة (روزفلت).

6. (مارلين مونرو)

آخر صورة معروفة لـ(مارلين مونرو). تظهر هذه الصورة (مارلين مونرو) رفقة عازف البيانو (بادي غريكو) في أغسطس 1962 قبل أيام من وفاتها.
آخر صورة معروفة لـ(مارلين مونرو). تظهر هذه الصورة (مارلين مونرو) رفقة عازف البيانو (بادي غريكو) في أغسطس 1962 قبل أيام من وفاتها.

تذكر (مارلين مونرو) كواحدة من أكثر الإناث شهرة وإبداعا في تاريخ هوليوود، وذلك بفضل أدوارها التي لمعت فيها مثل دورها في فيلم «جنتلمان بريفر بلوندز»، وفيلم «سوم لايك إيت هوت»، فضلا عن المشهد الشهير من فيلم «سفن يير إتش»، حيث تطاير ثوب (مارلين) بينما كانت واقفة فوق مقضب المترو، وعلى الرغم من نجاحها الباهر في مسيرتها السينمائية؛ عاشت (مونرو) حياة مضطربة في الكواليس بعيدا عن بريق هوليود وسحرها.

عانت (مونرو)، واسمها الحقيقي (نورما جان بيكر) من نشأة صعبة، حيث كانت والدتها تعاني من مشاكل صحية وعقلية خطيرة، وقضت معظم حياتها كراشدة في المصحات العقلية، ونتيجة لذلك تم الاعتناء بـ(مونرو) من قبل اثني عشر مجموعة مختلفة من الآباء بالتبني، وقضت أيضاً بعض الوقت في دار للأيتام.

ودخلت (مونرو) أيضاً في عدد من علاقات الزواج الفاشلة خلال حياتها القصيرة، ففي عام 1942، عندما كانت تبلغ السادسة عشرة من عمرها فقط، تزوجت من (جيمس دوجيرتي) شريك في مصنع للطائرات، لكن الزوجان افترقا في عام 1946. وفي عام 1954 تزوجت (مونرو) من لاعب البيسبول الشهير (جو ديماجيو)، لكن فترة زواجهما كانت قصيرة واستمرت لمدة 274 يومًا فقط، وذكرت (مونرو) جملة ”القسوة العقلية“ كسبب لطلاق (ديماجيو). تزوجت بعدها من الكاتب المسرحي (آرثر ميلر) في عام 1954 لكنها انفصلت عنه عام 1961.

تداولت الصحف والمجلات أخباراً تفيد بأن (مونرو) أصبحت في حالة ذهنية هشة للغاية بعد طلاقها من (ميلر) بعد قصة الحب الجميلة التي جمعتهما، والتي جعلت الإثنان يعيشان كعنصر شبه كامل، وتم العثور على (مونرو) متوفاة في منزلها في (لوس أنجليس) في 5 أغسطس 1962، بعد أن أخذت حياتها بنفسها عن طريق تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة، وكانت تبلغ من العمر 36 عامًا فقط.

5. الأرشيدوق (فرانز فرديناند)

صورة تجمع الأرشيدوق (فرانز فرديناند) مع زوجته (صوفي) خلال زيارته إلى (سراييفو) في يونيو 1914. تم إطلاق النار على كلاهما في وقت لاحق من قبل (غافريلو برينسيب) الذي كان عضوًا في المجموعة الخارجة عن القانون التي تدعى بـ«بلاك هاند»، وقد أدى الاغتيال في النهاية إلى الحرب العالمية الأولى.
صورة تجمع الأرشيدوق (فرانز فرديناند) مع زوجته (صوفي) خلال زيارته إلى (سراييفو) في يونيو 1914. تم إطلاق النار على كلاهما في وقت لاحق من قبل (غافريلو برينسيب) الذي كان عضوًا في المجموعة الخارجة عن القانون التي تدعى بـ«بلاك هاند»، وقد أدى الاغتيال في النهاية إلى الحرب العالمية الأولى.

تشكلت عصابة «بلاك هاند» في عام 1911، والتي كانت عبارة عن مجتمع صربي سري يقوده العقيد (دراجوتين ديمترييفيتش)، وتألفت المجموعة بشكل رئيسي من ضباط الجيش وشملت بعض المسؤولين الحكوميين، وسعت المجموعة إلى توحيد شعب جنوب السلاف وتحويلها إلى دولة فيدرالية وتحقيق نهاية الحكم النمساوي المجري في البلقان. وقد نفذت الجماعة من بلغراد حملات دعائية ووحدات مسلحة في مقدونيا قبل حروب البلقان في الفترة 1912 و13، كما أنشأوا شبكة من الخلايا الخارجة عن القانون داخل البوسنة، حيث سيطرت المجموعة على الجيش الصربي واكتسبت نفوذاً على الحكومة من خلال ترويع المسؤولين.

كان للعصابة دورًا أساسيًا في مؤامرة التخلص من الأرشيدوق النمساوي (فرنسيس فرديناند)، والتي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتم تنفيذ عملية التخلص منه من قبل (غافريلو برينسيب) الذي تدرب على أيدي شريكه (نيدجيلكو كابرينوفيتش) وأربعة أعضاء آخرين في عصابة «بلاك هاند»، وتم ذلك بعد أن أصبح (فرانسيس فرديناند) مفتشا عاما للجيش في عام 1913، إضافة إلى كونه وريثا للعرش النمساوي المجري، مما جعله هدفا كبيرا بالنسبة للتنظيم.

عندما علم (برينسيب) بالزيارة الرسمية القادمة لـ(فرنس فرديناند) إلى (سراييفو) في يونيو 1914؛ وضع هو وشركاؤه خطة للتخلص منه. ففي 28 يونيو 1914 وأثناء موكب الأرشيدوق في شوارع (سراييفو)، ألقى شريك (برينسيب) قنبلة على السيارة التي كان يستقلها (فرديناند) لكنها ارتدت وانفجرت تحت العربة التالية، وفي وقت لاحق عندما كان (فرانسيس فرديناند) وزوجته يسافران إلى المستشفى لزيارة الضابط الذي أصيب في الانفجار، تم التخلص منهم على يد (برينسيب).

نفى مرتكب الفعلة (برينسيب) أنه كان ينوي التخلص من الزوجة (صوفي)، قائلاً أنه كان يستهدف الحاكم العسكري للبوسنة الجنرال (أوسكار بوتيوريك)، لكن القضاء حكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنة، وهي أقصى عقوبة يحكم بها على شخص دون سن العشرين. أصيب بعدها (برينسيب) بمرض السل وتوفي في مستشفى بالقرب من السجن بعد بتر ذراعه.

في نهاية المطاف تم تقديم قادة عصابة «بلاك هاند» للمحاكمة من قبل الأمير (ألكساندر) وهو القائد العام للجيش الصربي المغترب، في (سالونيكا) في عام 1917. وتم إعدام (ديمترييفيتش) وزعيمين آخرين بينما تم سجن أكثر من مائتين من الأفراد المنتمين للعصابة.

4. (الفيس بريسلي)

آخر صورة معروفة لـ(ألفيس بريسلي). تم التقاط هذه الصورة في الساعة 12:28 من صباح يوم 16 أغسطس 1977. تم تصوير (إلفيس) خلال رجوعه من موعد ليلي مع طبيب أسنانه الدكتور (ليستر هوفمان).
آخر صورة معروفة لـ(ألفيس بريسلي). تم التقاط هذه الصورة في الساعة 12:28 من صباح يوم 16 أغسطس 1977. تم تصوير (إلفيس) خلال رجوعه من موعد ليلي مع طبيب أسنانه الدكتور (ليستر هوفمان).

ربما يكون (إلفيس أرون بريسلي) هو الفنان والرمز الأكثر شهرة في كل العصور، والذي يمثل قصة نجاح حقيقية من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش، وهو رجل وصل إلى النجومية العالمية انطلاقاً من بدايات متواضعة.

حصل (إلفيس) على فرصته الكبيرة في عام 1953 بعد أن استمع المنتج الموسيقي (سام فيليبس) إلى شريط تجريبي يحوي على أغنيتين من أدائه كان قد سجلهما في استوديوهات (صان)، وكانت أول أغنية فردية له بعنوان «ذاتس أولرايت». وفي عام 1955 أصبح العقيد (توم باركر) مدير أعمال (ألفيس) وبعد ذلك بوقت قصير بدأ الفنان رحلته الفنية، وسرعان ما اكسبه صوته الرائع وحسن مظهره مجموعة كبيرة من المتابعين.

في ذروة شهرته في عام 1958؛ تم استدعاء (الفيس) للخدمة في الجيش الأمريكي لكنه سافر إلى الخارج وذهب إلى ألمانيا، وعندما عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة، ولكن في منتصف الستينيات بدأت مسيرته في الانحدار، حيث لم تكن سجلاته تصل إلى أعلى المراتب التي كان يتمتع بها في السابق، وتم انتقاده لقبوله القيام ببطولة سلسلة من الأفلام العامة المتوسطة، في الوقت الذي كانت فيه فرق مثل (البيتلز) تبهر عالم الموسيقى بأغانيها الرائعة، كانت مسيرة (إلفيس) تتلاشى ببطء.

في عام 1968 حقق (إلفيس) عودة قوية إلى القمة عن طريق تمثيله في بطولة «كومباك سبيشال» الناجحة بشكل كبير، وفي العام التالي تصدرت أغنيته بعنوان «ساسبيشوس مايندز» عالم الموسيقى، وقام بالذهاب في جولة ناجحة في (لاس فيغاس)، حيث شاهد أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم حفله الخاص بعنوان «ألوها فروم هاواي». ومع ذلك فإن ضغوط النجومية وأسلوب حياة ”الروك أند رول“ كان له أثره على صحته، وأصبح مدمنًا على العقاقير الطبية وبدأ يكتسب الكثير من الوزن.

كان من المقرر أن يتوجه (إلفيس) إلى (بورتلاند) بولاية (ماين) في 17 أغسطس لبدء الجولة التالية من جولاته على مستوى البلاد، ولكن للأسف في اليوم السابق للجولة في 16 أغسطس 1977؛ تعرض لأزمة قلبية حادة وتوفي في منزله في (غريسلاند) وكان عمره 42 سنة فقط. توافد حوالي 20000 من معجبيه إلى منزله في (غريسلاند) بعد وفاته.

3. (جون لينون)

صورة (جون لينون) وهو يقدم توقيعه لـ(مارك ديفيد تشابمان) خارج شقته في (مانهاتن). توفي (تشالمان لينون) بعد ساعات قليلة بينما كان يغادر شقته وأردي ميتا بأربع طلقات من الخلف.
صورة (جون لينون) وهو يقدم توقيعه لـ(مارك ديفيد تشابمان) خارج شقته في (مانهاتن). توفي (تشالمان لينون) بعد ساعات قليلة بينما كان يغادر شقته وأردي ميتا بأربع طلقات من الخلف.

اشتهر بكونه فرداً من فرقة (البيتلز) التي حققت نجاحًا عالميًا كبيرًا وعددًا كبيرًا من الإصدارات الموسيقية الشهيرة، حيث بدأ (لينون) مسيرته الموسيقية في منتصف الخمسينات مع فريقه «ذا كاريمان»، وفي عام 1957 التقى كل من (لينون) و(بول مكارتني) الذي كان يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا وقتها، وكان (لينون) معجبًا جدًا بـ(مكارتني) لدرجة أنه طلب منه الانضمام إلى فرقته. وتم تشكيل فرقة (البيتلز) وما حصل بعدها هو أن المجموعة غيرت مجرى الموسيقى التاريخي، فبعد فترة وجيزة أصبحت أكبر فرقة موسيقية من جيلهم، بل وكسرت السوق الموسيقية الأمريكية الصعبة.

بعدما انتهت فرقة (البيتلز) شرع (لينون) في مسيرة مهنية منفردة، واستعان بشهرته للتأثير في الناس والتعبير عن معارضته لحرب فيتنام، حيث أصدر عددا من الأغاني المناهضة للحرب مثل «أعطوا السلام فرصة» و«عيد ميلاد سعيد ’الحرب انتهت‘»، كما قام بتسجيل نسختين شهيرتين من أغنية «باد إينز فور بيس» مع زوجته (يوكو أونو)، إضافة إلى أغنيته الفردية «إيماجين» التي صورت عالمًا خاليًا من الحرب والانقسام العرقي، حيث ساد السلام وحلت الأخوة بين البشر.

في 8 ديسمبر 1940 سلبت حياة (لينون) خارج منزله في نيويورك على يد معجب مختل عقلياً اسمه (مارك تشابمان)، وفي الصورة الأخيرة التي التقطت قبل وفاة (لينون) الموجودة في الأعلى، يمكنك أن ترى (لينون) يقدم توقيعه لـ(تشابمان) الذي أخذ حياته بعد بضع ساعات فقط.

2. (فلاديمير لينين)

الصورة الأخيرة المعروفة لـ(فلاديمير لينين) قبل وفاته في 21 يناير 1924. وهو الشخص الجالس في كرسي متحرك، الذي ترك شبه مشلولا بعد تعرضه لعدد من السكتات الدماغية.
الصورة الأخيرة المعروفة لـ(فلاديمير لينين) قبل وفاته في 21 يناير 1924. وهو الشخص الجالس في كرسي متحرك، الذي ترك شبه مشلولا بعد تعرضه لعدد من السكتات الدماغية.

غير (فلاديمير إيليش أوليانوف) لقبه إلى (لينين) للمساعدة على إخفاء هويته أثناء عمله في أنشطة سرية بعد اعتقاله ونفيه في سيبيريا، ويشتهر (لينين) على نطاق واسع باعتباره واحداً من أهم الشخصيات السياسية في القرن العشرين، حيث كان مؤسساً للحزب الشيوعي الروسي المعروف باسم الـ«بولشوفيكس» وزعيم الثورة البلشفية في عام 1917. وفي أول ثورتين قامتا في البلاد تمت الإطاحة بالحكومة الإمبراطورية الروسية في مارس 1917، وتم تقديم حزب الـ«بولشوفيكس» في السلطة في أكتوبر 1917.

نشأت قناعات (لينين) السياسية الراديكالية عن حقيقة أنه تم إعدام شقيقه بسبب محاولته لاغتيال القيصر (ألكسندر الثالث)، وأدت وجهات نظر (لينين) السياسية المتطرفة إلى طرده من الجامعة، حيث كان يدرس القانون –وأصبح عليه أن يكمل دراسته كطالب خارجي–. وأثناء وجوده في السلطة؛ دمر (لينين) بلا رحمة كل معارضٍ لحكمه، وخلال ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي أعقبت استيلاء حزب (لينين) على السلطة؛ قام بالتخلص من كل مقاوم لقيادته حتى ضمن السكان المدنيين في حملة أصبحت تعرف باسم «راد تيرور».

نجا (لينين) بصعوبة من محاولة للتخلص منه في أغسطس 1918، حيث أُصيب مرتين لكنه نجا، ولكن صحته لم تبقى جيدة كما كانت من قبل، حيث تعرض لسكتتين دماغيتين في عام 1922، وأصيب مرة أخرى بسكتة دماغية في مارس 1923، مما جعله غير قادر على الكلام، وعانى (لينين) من سكتة دماغية أخرى في 21 يناير 1924، وتوفي في وقت لاحق من ذلك المساء في (غوركي)، بعد ذلك تم تحنيط جثة (لينين) وتم وضعها في ضريح في الساحة الحمراء في موسكو.

1. (أدولف هتلر)

تعتبر هذه آخر صورة لـ(أدولف هتلر) على أغلب تقدير قبل أن يأخذ حياته في 30 أبريل 1945، يظهر (هتلر) في الصورة مع (جوليوس شواب) مساعده يبحث في أنقاض الرايخ في 28 أبريل 1945.
تعتبر هذه آخر صورة لـ(أدولف هتلر) على أغلب تقدير قبل أن يأخذ حياته في 30 أبريل 1945، يظهر (هتلر) في الصورة مع (جوليوس شواب) مساعده يبحث في أنقاض الرايخ في 28 أبريل 1945. صورة: ullstein bild/Getty Images

(أدولف هتلر) الديكتاتور الألماني وزعيم الحزب النازي، المعروف أيضا باسم حزب العمال الاشتراكي القومي. أصبح (هتلر) مستشارًا ألمانيًا في 30 يناير 1933، وبعد وفاة الرئيس (بول فون هيندنبورغ)، حصل على اللقب المزدوج ”المستشار والزعيم“ في 2 أغسطس 1934، حيث خدم (هتلر) في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى، وبعدما عادت الحرب إلى (ميونيخ) واصل العمل في الجيش الألماني.

أثناء عمله كضابط مخابرات؛ قام (هتلر) بمراقبة أنشطة حزب العمال الألماني (DAP)، وقد انجذب إلى الفلسفة السياسية التي تبناها زعيم حزب العمل الديمقراطي (أنطون دريكسلير) والتي كانت في جذورها معادية للسامية ومناهضة للماركسية والقومية. انضم بعدها (هتلر) للحزب في سبتمبر 1919 وخلال عامين حل محل (دريكسلر) كزعيم للحزب، وفي هذا الوقت كان الحزب معروفًا أكثر باسم الحزب النازي، حتى أن (هتلر) صمم الرمز السيئ السمعة للحزب النازي (الصليب المعقوف).

بعد محاولة فاشلة للانقلاب في 8 نوفمبر 1923، ألقي القبض على (هتلر) وحوكم بتهمة الخيانة العظمى، وحكم عليه بالسجن لمدة تسعة أشهر حيث كتب كتاب «كفاحي» وحدد رؤيته لألمانيا، وتمت ترجمة الكتاب إلى 11 لغة وباع أكثر من خمسة ملايين نسخة بحلول عام 1939، وكانت النتائج هي وقوع الشعب اليهودي ككبش فداء مع ملايين من الألمان العاطلين عن العمل الذين كانوا يبحثون عن شخص يتحمل مسؤولية خسارة الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى، والفقر المدقع الذي عانى منه خلال الكساد الكبير.

ترشح (هتلر) لرئاسة ألمانيا في عام 1932 وحصل على 36٪ من الأصوات مما جعله قوة سياسية جادة في البلاد، وقام الفائز في السباق الرئاسي (بول فون هيندنبورغ) بتعيين (هتلر) كمستشار ألماني في محاولة لتحقيق الاستقرار السياسي، وفي اليوم التالي لوفاة (فون هيندنبورغ) في أغسطس 1934؛ قام (هتلر) مباشرة بإلغاء منصب الرئيس ونقل سلطات الرئيس السابق إلى مكتب المستشار، مما جعله قائد القوات المسلحة.

أدى غزو (هتلر) لبولندا إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية التي أسفرت عن مقتل عشرات الملايين من الأشخاص، بما في ذلك ستة ملايين يهودي ماتوا أثناء الهولوكوست. في 30 أبريل 1945 وفي الوقت الذي كانت فيه ألمانيا على حافة الهزيمة، قام (هتلر) بانهاء حياته هو وزوجته، التي تزوجها في اليوم السابق.

مقالات إعلانية