in

14 من أغرب شعائر التزاوج في مملكة الحيوان

زرافات

لحسن الحظ، فقد ساعدت تطبيقات المواعدة على اختزال الزمن الذي يحتاجه البشر للتناسل بشكل معتبر، هذا على خلاف البرّية، حيث لا يكون الحب والجنس أمران سهلي المنال.

طورت الكائنات المختلفة في مملكة الحيوان بعض أكثر استراتيجيات التزاوج غرابة وإثارة من أجل إشباع غريزتها وغريزة شركائها، والسهر على استمرار جيناتها من جيل إلى آخر.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ بعض الأمثلة عن أشكال التناسل المتطرفة التي تزخر بها الطبيعة:

1. هل ستشرب هذا؟

تماما مثل البشر، تمر الزرافات بدورات من الخصوبة عبر حياتها بصفة دورية. وعلى خلاف معظم البشر، سيقوم ذكر الزرافة بارتشاف بول الأنثى من أجل معرفة ما إن كانت خصبة وجاهزة للتناسل أم لا.

تضمن هذه التقنية المختصرة للوقت للذكر عدم هدر طاقته في مطاردة الأنثى التي لن تخصص له الوقت الذي يحتاجه للتناسل، أو التي لن ينجح في جعلها حبلى في حال وافقت على ممارسة الحب معه.

يقوم ذكر الزرافة بالانحناء ناحية مناطق الأنثى الحساسة فيفرك رأسه بمهبلها. بعد أن تأخذه بعين الاعتبار، تقوم الأنثى طواعية بإطلاق بعض البول لشريكها المحتمل في فمه ليتذوقه هذا الأخير.

ما يثير العجب أن لسان الزرافة تطور بشكل مثير ليعمل مثل عصا الإباضة، حيث يعتبر حساسا بما فيه الكفاية ليرصد الهرمونات التي تدل على أن الأنثى جاهزة للتناسل أم لا.

2. ومن الحب ما قتل:

فأر (أنتيشينوس).
فأر (أنتيشينوس). صورة: Mel Williams / Wikimedia Commons

على مدى أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في مستهل الربيع، تنضح الغابات الأسترالية بالشقاوة الجنسية لذكور فئران (أنتيشينوس) الصغيرة، حيث تستطيع هذه الجرابيات الصغيرة ممارسة الجنس لمدة تصل إلى 14 ساعة متواصلة.

يكون ذكور هذا الجنس اليائسون والذين لا يتعبون مستعدين لممارسة الجنس مع أكبر عدد ممكن من الإناث، حيث تستمر في ممارسة الجنس حتى يسقط فرائها عن جلدها، وتنهار أجهزتها المناعية ويتخثر الدم حول أعضائها الداخلية.

وفي أوج العملية الجنسية الانتحارية هذه، يقوم ذكر فئران (أنتيشينوس) بالانهيار والتحلل حرفيًا، حيث يدفع بنفسه إلى الجنس حتى الموت، ولا يتمكن حتى من العيش ليرى عيد ميلاده الأول.

قد يبدو التناسل الانتحاري طريقة غبية في ضمان استمرار جيناتك من جيل إلى آخر، لكنه على الأقل طريقة ذكور فئران (أنتيشينوس) للتغلب على منافسة بعضها البعض في سباق التكاثر لإنجاب أكبر عدد ممكن من الصغار.

3. أجنس أم محاولة قتل؟

بق الفراش
بق الفراش. صورة: Rickard Ignell / Wikimedia Commons

إليك عبارة غريبة أخرى صيغت بسبب ما لوحظ في الطبيعة: ”التخصيب الجارح“. هذا هو المصطلح الذي اختاره العلماء لوصف عملية الجنس ”الطاعنة“ الخاصة ببق الفراش (جنس Cimex). عندما يكون الذكر في مزاج يسمح له بالتكاثر، سيقوم بمطارحة أنثى لم يمضي وقت طويل على غذائها، ثم يقوم بغرس قضيبه الحاد الذي يشبه الإبرة في شكله مباشرة في بطنها، فيقذف داخل الجرح المفتوح (متجاوزا مسارها التناسلي الذي يعمل بشكل مثالي، لكنه صار يخصص لخروج البيض فقط). يجد السائل المنوي طريقه عبر متاهة من الأنسجة اللمفاوية (دم الحشرات) وصولا إلى المبايض، وهناك يعمل على تخصيب بيوض الأنثى التي تدخل في فترة نقاهة.

إن هذه العملية الجنسية على قدر العنف الذي تبدو عليه من خلال وصفها، حيث أن معظم الإناث تموت أثناء ذلك متأثرة بإصاباتها أو الالتهابات والعدوى الناجمة عن الجرح المفتوح. غير أنها تملك بعض الحيل في جعبتها لمساعدتها على النجاة، بما في ذلك هيكلة تناسلية عظيمة يطلق عليها اسم Spermalege، التي تساعد على تسريع عملية الشفاء وتقوية الجهاز المناعي. في بعض الحالات، قد توقف الأنثى العملية الجنسية قبل أن تبدأ حتى من خلال التدحرج إلى الأمام مستلقية على بطنها مما يجعل الوصول إلى بطنها صعبا على الذكر.

4. من يملك قضيبا هنا؟

اثنتان من حشرات Neotrogla Barklice يتزاوجان داخل مخبر.
اثنان من حشرات Neotrogla Barklice يتزاوجان داخل مخبر. صورة: Yoshizawa et al., Current Biology, 2014

الـNeotrogla Barklice هي حشرات بحجم البراغيث تعيش في كهوف جنوب البرازيل، وهي مشهورة بكون أجهزتها التناسلية معكوسة بشكل صارخ: حيث تحمل الإناث أعضاء تشبه القضيب يطلق عليه اسم (جينوسوم) والتي تستخدمها لاختراق الأعضاء التناسلية الذكرية التي تشبه المهبل خلال العملية التناسلية.

تدوم هذه العملية الجنسية المعكوسة والغريبة بين 40 إلى 70 ساعة، وتقوم فيها الإناث بإقحام (الجينوسوم) خاصتها داخل العضو التناسلي الذكري الذي يشبه المهبل وتقوم بشفط السائل المنوي منه. كما أن السائل المنوي الخاص بهذه الحشرات لا يقوم فقط بتخصيب بيوض الأنثى، بل أنه يقوم بتغذيتها طوال مدة التزاوج هذه.

من أجل تثبيت نفسها خلال العملية الجنسية الطويلة هذه، ترسي الأنثى نفسها داخل جسم الذكر من خلال رقع تشبه الأشواك التي تزيّن عضوها التناسلي (الجينوسوم). يعتبر هذا التثبيت الجنسي فعالا لدرجة أن محاولة الفصل بين الذكر والأنثى غالبا ما تنتهي بتمزيق الذكر إلى نصفين.

5. قبلة الموت:

أنثى سمكة أبو الشص مع الذكر ملتصقا بها
أنثى سمكة أبو الشص مع الذكر ملتصقا بها. صورة: Andrew Butko / Wikimedia Commons

تشتهر أسماك أبو الشص التي تعيش في أعماق البحار بإناثها ذات الحجم الكبير والأسنان الحادة وذات الضيائية الحيوية المتوهجة التي تستخدمها لاستدراج فرائسها، أما ذكورها، فهي صغيرة الحجم ولا تمتاز بالضيائية الحيوية، مما يجعل من الصعب جدا التقاط الصور لها، ناهيك عن النظر إليها غير مثير أساسًا.

من بين بعض أنواع أسماك أبو الشص، يوجد نوع ”شيطان البحر“، واسمها العلمي Ceratiidae، التي لا يتجاوز ذكورها كونهم عبارة عن أكياس حيوانات منوية متنقلة مع خياشيم. تولد ذكور هذا النوع في الظلام، وهي تشق طريقها في ظلام أعماق البحر لأداء واجبها وغرضها الوحيد من الحياة: ألا وهو العثور على أنثى والتزاوج معها، هذه الأنثى التي يتمكن الذكر من رصدها من خلال توليفة من الفيرمونات وتوهجها الفريد في الظلام.

في بعض الحالات، يكون الذكر قد تطور بشكل سيئ لدرجة أنه لا يكون مجهزا حتى بنظام هضمي كامل، ومنه يموت 99 في المائة من ذكور هذا النوع وهي عذارى جائعة.

هذا لا يعني أن الواحد بالمائة المتبقية لها حظ وافر، حيث بمجرد أن يعثر الذكر على الأنثى المنشودة، يقوم بضغط فمه على جانب جسمها ويبدأ بالتحلل لاحمًا جسمه وجسمها مع بعضهما البعض. تذوب أعضاء الذكر وتتحلل حتى لا يبقى منه سوى الخصيتان المزودتان بخياشيم. تستطيع بعض إناث هذا النوع حمل حوالي 6 ذكور على أجسامها دفعة واحدة، ثم تتزود بسوائلها المنوية عند الحاجة.

6. العشق المنحرف:

لا يستطيع حتى مؤدو العروض في سيرك الشمس Cirque du Soleil مجاراة بزاقات الفهد Leopard Slugs. على الرغم من أنها بطيئة الحركة ورخوية للغاية على الأرض، فإنها تتحول إلى رياضية بالدرجة الأولى عندما يتعلق الأمر بالتناسل.

على الرغم من أن البزاقات كائنات خنثوية (تحمل جهازا تناسليا ذكريا وأنثويا معا)، فإنها لا تخصب نفسها بنفسها، وبدل ذلك تستمر في البحث عن شركاء تتبادل معهم السائل المنوي بطريقة متناظرة. عند الالتقاء مع الشريك، يتدلى هذان الكائنان الرخويان من غصن شجرة ثم يبدآن بجدل جسميهما ببعضهما البعض بينما يتدليان متشبثين بحبل من المخاط الذي يفرزانه، ثم يخرج كل واحد منهما قضيبه أزرق اللون من جانب رأسه.

تنتفخ الأعضاء الذكرية وتتصل ببعضها البعض، ثم يلتف الكائنان حول بعضهما مثل ثريا تعمل بمثابة قناة ضخ للمني. بمجرد انتهاء تبادل السوائل المنوية بين الكائنين، يعاودان تسلق حبل المخاط إلى غصن الشجرة أو يسقطان سقوطا حرا ناحية الأرض، حيث يبحث الإثنان عن مكان ملائم لطرح بيوضه المخصبة.

7. عندما يدوم الحب الدهر كله:

طائرا قطرس لايسان مع بيضتهما
طائرا قطرس لايسان مع بيضتهما. صورة: Patte David / USFWS) 

غالبا ما تلتزم طيور (قطرس لايسان) بالعيش مع شركائها الذين تحددهم مدى الحياة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون هذا الشريك هو الشريك الذي خصب بيوضها. في جزيرة (واهو)، من النادر العثور على ذكر (قطرس لايسان)، لذا تعاني الأمهات العازبات من هذه الطيور الأمرين للتعامل مع مهمة احتضان البيوض وتربية الصيصان التي تستهلك الكثير من الطاقة، لذا أتت هذه الطيور الإناث بحل فريد من نوعه: ألا وهو مشاركة العش مع إناث أخريات والتعاون على المهمات التي يقتضيها الأمر، وأحيانا ما تلتزم هذه الإناث بعقد الشراكة هذا فيما بينها على مدى سنوات طويلة.

لا تربي طيور القطرس سوى صوصًا واحدًا في العام بغض النظر عن وتيرة ممارسة الجنس التي تحظى بها، وفي المتوسط، ينتج الأزواج من نفس الجنس (الإناث) عدد فراخ أقل من الأزواج المغايرة. لكن عندما تجد الأنثى نفسها أمام احتمال عدم العثور على شريك ذكر على الإطلاق، فإنها تختار هذه الاستراتيجية البديلة التي تمثل أفضل تسوية.

مثلما شرحه الباحثون: ”في وضعيات يكون فيها عدد ذكور هذه الطيور قليلًا، يبدو أن التزاوج بين الإناث يمثل أفضل حل لأسوأ وضعية“.

8. قمل شقي وشهواني:

قمل في لسان سمكة تعيسة.
قمل Cymothoa في لسان سمكة تعيسة. صورة: Christian Gloor / Wikimedia Commons)

بالكاد ما تفي عبارة ”قمل آكل للسان“ –على قدر الفظاعة التي تبدو عليها– قمل Cymothoa حقه. لا يرضى هذا الكائن الطفيلي البحري بمجرد استهلاك لسان مضيفه، بل يقوم في الواقع باستبداله، وهذا ناهيك عن ممارسة الجنس خلال هذه العملية.

لنشرح الأمر قليلًا: أولاً تقوم مجموعة من صغار القمل باختراق خياشيم سمكة تعيسة ثم تتطور داخلها لتبلغ مرحلة البلوغ. بعد أن تصير بحجم البالغة منها، على الأقل تتحول واحدة من المجموعة إلى أنثى ظاهريًا من أجل إحداث توازن في الجنس. تشق هذه القملة الأنثى طريقها بعد ذلك صعودًا حيث تحكم قبضتها على لسان السمكة المضيفة، ثم تبدأ ببطء بامتصاص الدم من هذا العضو.

يذبل لسان السمكة التعيسة ويموت على إثر ذلك، مما يترك الفم كله متاحا أمام القملة نفسها للاستحواذ عليه، فتقوم بمساعدة السمكة المضيفة على تحريك الغذاء حول الفم وكذا قضم الأجزاء الكبيرة منه. وعندما لا تكون تساعد السمكة المضيفة على تناول غذائها، تتغذى هذه القملة الطفيلية بإسراف وتتكاثر مع ذكورها التي تعيش داخل جسم السمكة المسكينة.

9. نزال القضبان:

تحدث واحدة من بين أكثر نزالات العالم شدا للانتباه في قاع المحيط، حيث يمكن العثور على الديدان المسطحة الخنثوية وهي تنازل بعضها البعض بأعضائها الذكرية. إن هذا الشكل من القتال باستخدام القضبان يعد من أقدم أشكال التزاوج على الأرض، والخاسر في النزال يتحمل مسؤولية حمل بيوض الزوج المخصّبة.

تتضمن كل دودة على زوج من القضبان التناسلية، والتي تشبه في شكلها خناجر بيضاء دقيقة النهاية مع أسنان مملوءة بالمني. والهدف بسيط: اجعل شريكك حاملًا قبل أن يجعلك هو حاملًا.

10. سحالي الـWhiptail عديمة الذكور:

سحالي الـWhiptail في ولاية نيوميكسيكو الأمريكية.
سحالي الـWhiptail في ولاية نيوميكسيكو الأمريكية. صورة: Greg Schechter / Wikimedia Commons

في مرحلة ما من التطور، قرر أحد فروع شجرة السحالي أنه قد نال كفايته من الذكور وسائلها المنوي عديم القيمة، لذا تخلصت من الذكور تمامًا.

اليوم تعتبر سحالي Whiptai في نيوميكسيكو واحدة من بين بضعة أنواع من الكائنات التي تتكون بشكل كامل من الإناث، والتي تتناسل بدون حاجة للذكور. بدل ذلك، تقوم هذه السحالي الإناث باستنساخ ذواتها بصورة أبدية، منتجة بيوضًا تحتوي على ضعف عدد الكروموسومات النموذجية، مما يجعل أجنّتها تتطور داخلها دون الحاجة إلى تخصيبها بالسائل المنوي الذكري.

تملك سحالي Whiptai في نيوميكسيكو خاصية تطورية مثيرة للاهتمام: فقد أتى نسلها منحدرا من نوعين منفصلين: سحلية Whiptai الصغيرة ذات الشرائط وسحلية Whiptai الغربية، ذلك أن الأنواع الهجينة بهذا الشكل لا تكون قادرة على التناسل والتكاثر في العادة (مثل البغال)، لكن من خلال مزج خصائص سلفها مع بعضها البعض، ورثت سحالي Whiptai نيوميكسيكو جينوما متنوعا وفريدًا ما جعلها قادرة على استنساخ نفسها مرارا وتكرارا دون الحاجة إلى مساعدة خارجية.

11. الحب الصاخب:

إن طيور الناقوسية البيضاء ليست بتلك الطيور الرقيقة التي قد تتخيلها عزيزي القارئ، حيث عندما تجد نفسها مثارة جنسيًا، تقوم بالبحث عن أنثى، فتقف بجانبها وتأخذ لها نفسا عميقًا ثم تصيح مباشرة في وجهها!

تعتبر صيحات هذه الطيور الأعلى التي تم تسجيلها في عالم الطيور، حيث تصل إلى 115 ديسيبل، وهو ما يعادل حشو رأسك داخل مكبر صوت ضخم في حفل موسيقى الروك.

كما يبدو أن إناث هذا النوع لا تمانع كل ذلك الصراخ، في الواقع، يرى الباحثون أنها معجبة به، وربما كانت كل تلك الصيحات والفوضى طريقة الذكور في استعراض كفاءتها الجسدية.

12. احذر يا صغير، فهي قد تلتهمك حيًا:

بالنسبة للسراعيف المفترسة، قد يكون التزاوج مميتا للغاية، وذلك لأن إناث هذا النوع تتغذى على ذكوره حرفيًا. يقوم ذكر السرعوف بملاحقة الأنثى وتعقبها بطريقة مهووسة قبل وقت قصير من حلول فصل الشتاء الذي يواجه فيه موتا محتوما وبطيئا. ربما كان هذا هو السبب الذي يجعله لا يمانع الخيار الثاني: ألا وهو أن يُقطع رأسه ويتم أكله من طرف الأنثى في خضم العملية التناسلية.

قد تتساءل الآن: لماذا تتحول إناث هذا النوع إلى آكلات لحوم بني جنسها وسط العملية الجنسية؟ يتطلب الجنس الكثير من الطاقة، واستهلاك الشريك الجنسي يمثل مصدرا عظيما للغذاء والطاقة التي تقوي قدرتها على إنتاج بيوض مخصبة.

تبدأ الأنثى باستهلاك رأس الذكر أولا، وذلك لأن ذكور السرعوف تستطيع مواصلة العملية الجنسية بدون رؤوسها، وبينما يبدأ الذكر في الموت، ينقبض بطنه مما يضخ السائل المنوي داخل شريكته ومنه تعزيز إمكانية التناسل بنجاح. وعندما تنتهي العملية الجنسية، تقوم الأنثى بابتلاع جثة الذكر وبقاياه.

13. رقصة النجاة من الموت:

نحن كبشر نستطيع الرقص كلما شئنا ذلك كما أننا نستمتع بذلك بدون شك، لكن بالنسبة لذكور عنكبوت الطاووس، فهي ترقص من أجل النجاة بحياتها.

تماما مثل شبيهاتها بالاسم من الطيور، تملك ذكور عنكبوت الطاووس الجميلة أشكالا مفعمة بألوان قوس قزح تزيّن صدورها، لكن هذا غير كافي لإثارة إعجاب الإناث، حيث ترغب أنثى هذا العنكبوت في رؤية الذكر وهو يرقص في ما يشبه صورة ملونة متحركة، وفي حالة ما فشل في إثارة إعجابها برقصته، عليه أن يستعد للموت.

تقوم ذكور هذا النوع من العناكب بأداء رقصاتها الاستعراضية لإثارة اهتمام الإناث من أجل التكاثر، وفي خضم ذلك تقوم الأنثى بمطاردة الذكر والاندفاع نحوه في كل مرة مهددة بقتله، حتى يثير إعجابها في نهاية المطاف أو تقتله.

قد تدوم هذه المداعبة العنيفة والشعائرية لمدة 50 دقيقة، مما يجعلها بالنسبة لذكر عنكبوت الطاووس رقصة الحياة للنجاة من الموت.

14. الحبار الشبق:

لا يشترط الحبار الكثير في شريكه عندما يتعلق الأمر بالمضاجعة، خاصة حبار Humboldt الشرس الذي يطلق عليه اسم حبار جومبو –أو الحبار الضخم— حيث يمكن أن يصل طوله إلى مترين ووزنه إلى 50 كيلوغرامًا. يقوم هذا الحبار بإضاءة نفسه ببريق تارة أبيض وتارة أحمر باستخدام الضيائية الحيوية التي يمتاز بها، وبسبب طبيعته العنيفة يلقب أحيانًا باسم ”الشيطان الأحمر“.

لكن ربما كان من الأجدر تسميته بـ”محب الجنس“، لأنه غالبا ما يشتغل برمي سهامه التي هي في الواقع كبسولات Spermatophore مشحونة بالسائل المنوي في جميع الاتجاهات.

حبارات Humboldt هي سادس نوع من الحبارات التي يُكتشف انخراطها في الجنس المثلي، فهي بطبيعتها تبدو وكأنها تعيش وفق قاعدة ”عش الحياة السريعة ومت صغيرا في السن“، وعندما يتعلق الأمر بالتزاوج، فهي تفضل كذلك الكمية على النوعية.

وذلك ما يجعلها وفقا لآراء الباحثين تمارس الجنس مع ذكور أخرى بوتيرة عالية، ذلك أنها لا تملك شيئا لتخسره سواء مارست الجنس مع ذكر أو أنثى، لأن أجسامها تنتج المني بوفرة كبيرة ولا تتوقف عن إنتاجه خلال حياتها كلها، كما أنها تملك بين 300 إلى 1200 كبسولة مني مشحونة وجاهزة للإطلاق في أي لحظة.

مقالات إعلانية