in

12 عمل ترميم خاطئ عصف بتحف أثرية قيمة

ترميم لوحة جدارية صورة المسيح عليها
صورة: Elías García Martínez/Cecilia Giménez

يتمحور عمل المرممين بالدرجة الأولى حول تصليح وإعادة إحياء الأعمال الفنية المخربة والمتضررة، مما يعتبر عملا حساسا للغاية، فخطأ واحد فقط أو حركة خاطئة واحدة كفيلة بإتلاف التحفة الفنية.

للأسف الشديد الأخطاء من هذا النوع شائعة الحدوث ولا يمكن تفاديها بنسبة مائة في المائة.

1. لوحة جصية متلفة:

ترميم لوحة جدارية صورة المسيح عليها

جرت أحداث أكثر أعمال الصيانة والترميم الفاشلة في إسبانيا، حينما تطوعت ”سيسيليا خيمينيز“ ذات الثمانين عاما لترميم لوحة جدارية في صورة المسيح عليها في إحدى الكاتدرائيات المحلية، إلا أنها؛ ولأسباب كثيرة، لم تعد تشبه الأصلية منها على الإطلاق، وربما كان السبب في ذلك إلى ضعف بصر المرأة الطاعنة في السن.

بإمكانكم المجادلة بدون توقف عما إذا كان يجدر إلقاء اللوم على سيسيليا أم لا، ففي كل الأحوال، تعرضت هذه اللوحة الجدارية لتلف شديد، ومن جهة أخرى، ذاع صيت هذه الكاتدرائية في العالم كله، وصارت سيسيليا تعرف باسم ”غويا“ الجديدة.

2. شخصيات بدون عيون:

كنيسة ”سيستين“

تعتبر أعمال الترميم التي جرت في كنيسة ”سيستين“ من أكثر أعمال الصيانة في القرن العشرين التي استغرقت وقتا طويلا، إلا أن العديد من نقاد الفن يعتقدون أنها على الرغم من ذلك كانت فاشلة تماما.

عندما كان الكهنة يقومون بإزالة السخام وتنظيف اللوحات الجصية، قاموا بملامسة الطبقة العلوية منها، تلك التي قام ”مايكل أنجلو“ بتصحيحها بنفسه؛ وكنتيجة على ذلك، فقدت الكثير من الشخصيات أعينها.

3. إفتتان برلسكوني:

ترميم تمثالي ”مارس وفينوس“ Mars and Venus

في سنة 2010، قام بعض العمال بتثبيت تمثالي ”مارس وفينوس“ Mars and Venus، أمام إقامة رئيس الوزراء الإيطالي ”سيلفيو بيرليسكوني“، وقد كانت هذه التماثيل قد فَقدت مع مرور الزمن؛ وفي ظروف غير معروفة، العديد من أطرافها.

قام برلسكوني بإعطاء الأمر بترميمها، كان الأمر يبدو طبيعيا للغاية، إلى أن جاء النقاد الذين لم يقوموا بهضم تهور برلسكوني.

يعتقد أن إعادة تعديل الصروح والتماثيل الأثرية بما يتماشى مع أهواء أحدهم هو عمل تخريبي أكثر منه ترميما، لأننا لم نعرف مسبقا كيف كانت هذه التماثيل تبدو في السابق في صورتها الأصلية، وبعد هذا النقد اللاذع، تم إعادة مارس وفينوس إلى صورتهما القديمة وحالتهما الطبيعية.

4. لوحة مخفّفة:

ترميم لوحة ”العذراء والطفل مع القديسة آن“ من إبداع ”ليوناردو دافينشي“

عندما تم ترميم لوحة ”العذراء والطفل مع القديسة آن“ من إبداع ”ليوناردو دافينشي“، تبين أنها صارت أخف بكثير مما كانت عليه من ناحية الألوان.

فإن كانت في السابق تسودها الألوان الداكنة المغيمة، فقد صارت الآن عبارة عن ألوان ساطعة خفيفة وبراقة، كما لو أن اللوحة تم رسمها لتمثل لوحة في يوم مشمس بهيج، ووفقا للخبراء، يأتي هذا الأمر مضاد تماما لما أراده دافينشي أن يكون، ولرؤياه.

كما أن بعض الخبراء في متحف اللوفر بباريس قاموا بالإستقالة من مناصبهم إحتجاجا على هذا النوع من الترميمات المضرة.

برأيكم، هل يعتبر عمل المرممين بهذا السوء حقا؟

5. لينين المشوه:

لينين المشوه

تحتوي كل مدينة في روسيا على صرح وتمثال للرئيس السوفييني ”لينين“، إلا أن واحدا منها في مدينة ”كراسنودار كراي“ كان سيء الحظ تماما، فبعد أعمال الصيانة والترميم التي أجريت عليه أصبح لديه يد واحدة طويلة بشكل مريب وبشع، أطول من اليد الأخرى، كما أصبح لديه وجه شخص آخر تماما.

تبينن أن هذا الصرح كان يبدو على هذا النحو لمدة طويلة، إلا أن صوره لم يتم تداولها إلى غاية سنة 2016، كما أن قصته تناولتها حتى محطات التلفاز المحلية، والتي شوه فيها صرح قائد عالم ”البلوريتاريا“.

6. صور الصين العظيم:

ترميم صور الصين العظيم

يعتبر سور الصين العظيم أكبر المعالم الأثرية في العالم، والذي؛ للأسف الشديد، يواجه خطر الإنهيار بشكل بطيء.

منذ عدة سنوات مضت، قام فريق من المرممين بإعادة بناء واحد من أجمل الأقسام لهذا السور الذي يبلغ طوله 780 مترا، حيث قاموا ببساطة بتغليفه بطبقة من الخرسانة، الذي اعتبره الكثيرون من أهل الإختصاص عملا تخريبيا أكثر منه ترميما.

يتم اليوم التحقيق في قضية التخريب هذه، كما تتم دراسة إعادة ترميم بقية السور بحذر أكبر.

7. كاستيلو دي ماتريرا:

إعادة بناء حصن قلعة ”ماتريرا“ بإسبانيا

كانت عملية إعادة بناء حصن قلعة ”ماتريرا“ بإسبانيا متناقضة بشدة: حيث أن البرج فيها أصبح يبدو أكثر حداثة.

تجلى فيما بعد أن المرمم ”كارلوس كويفادو“ أراد أن يوضح للرائي أي الأقسام حديثة، وأيها قديمة في هذه القلعة.

مع العلم أن منظمة ”Architizer“؛ وهي إحدى الجمعيات المختصة بالهندسة المعمارية والمهندسين، كانت قد وقفت إلى جانب المرمم كويفادو، إلا أن السكان المحليين ما زالوا في حالة استياء كبيرة.

8. لحية وذقن ”توت عنخ آمون“:

ترميم لحية وذقن ”توت عنخ آمون“

في سنة 2014، قامت إحدى الموظفات في متحف القاهرة بإسقاط قناع ذهبي يبلغ وزنه عشرة كيلوغرامات يعود للملك المصري ”توت عنخ آمون“ فانكسرت على إثر ذلك اللحية في هذه التحفة الأثرية، وبدلا من أن تقصد المختصين في هذا المجال، قامت هذه المرأة باللجوء إلى زوجها المرمم.

لقد قام هذا الزوج بإعادة لصق اللحية المنكسرة بواسطة غراء قوي Super Glue، والأمر الأسوء حيال ذلك كله هو أنه أخطأ في الزاوية تماما، وفي نفس الوقت قام بتلطيخ ذقن توت عنخ آمون بالغراء، وقرر إزالته عبر حكه مما أحدث فيه خدوشا كبيرة، لحسن الحظ قام بعد ذلك فريق من الخبراء بترميم هذا القناع بشكل ملائم.

9. طفل برأس شخص آخر تماما:

ترميم تمثال ”مريم العذراء ويسوع الطفل“

وقع في إحدى المرات تمثال ”مريم العذراء ويسوع الطفل“ ضحية لأعمال تخريب وسرقة من قبل سارقي تحف مجهولي الهوية في كندا، حيث تم اقتلاع رأس الطفل وسرقته.

تطوعت الفنانة ”هيذر واز“ من أجل القيام بعملية الترميم عبر تصميم رأس جديد للطفل، إلا أن نتائج عملها جاءت مخيبة للغاية، حيث بدى الوجه الجديد أكثر من غريب، وسبب استياء كبيرا وسط السكان المحليين.

لكن في النهاية، أتى هذا العمل المتواضع من قبل هيذر بنتائجه، حيث أن الشخص الذي سرق الرأس شعر بإحراج كبير لما تسبب به، وأعاد ما سرقه، ثم تم بعد ذلك ترميم التمثال بشكل رائع.

10. قلعة السبونج بوب:

قلعة السبونج بوب

عندما قام المهندسون بكشف النقاب عن رؤياهم حول القلعة التاريخية في مدينة ”سيل“ التركية التي تقع على البحر الأسود، والتي تحمل اسم ”أوكالي أدا“، فشلوا في رصد التشابه الكبير بين العمل الذي قاموا به وشخصية ”السبونج بوب“ الكرتونية الشهيرة.

حيث سارع رواد وسائل التواصل الإجتماعي في السخرية من عملية الترميم تلك مشيرين أن القلعة أصبحت لا تشبه شيئا أكثر من الإسفنج المربع الشكل الذي يعيش في حبة أناناس.

11. شو يانغ ”Chaoyang“ بالصين:

شو يانغ ”Chaoyang“ بالصين

تعرضت عملية إعادة ترميم في الصين للوحة جدارية جصية يعود تاريخها إلى حقبة حكم سلالة ”كينغ“ إلى نقد لاذع، ذلك أنها قامت بتحويل هذا العمل الفني إلى ما يشبه رسومات هاوية حديثة في سنة 2011.

وكان السبب الرئيسي في ذلك هو أن قام كبير الكهنة في هذا المعبد بالإستعانة بخدمات شركة ترميم غير مؤهلة من أجل القيام بهذا العمل؛ الذي يعتبر معقدا إلى حد كبير، في محاولة منه لتوفير المال على مشروع الترميم هذا.

12. شجرة الخصوبة في روما:

شجرة الخصوبة في روما

في سنة 2011، تم اتهام فريق من الخبراء بتخريب لوحة جصية يبلغ عمرها سبع مائة سنة من خلال قيامهم بإحداث بعض الخدوش في الخصيتين المتدليتين من ”شجرة الخصوبة“ هذه، وهو الأمر الذي نفى هؤلاء الخبراء الإيطاليون أن يكونوا قد قاموا به عمدا.

في الختام، من الجدير التنويه إلى أن قضايا الترميمات الفاشلة نادرة جدا، حيث أن العديد من الأعمال الفنية لعظماء الإنسانية كانت قد نجت على مر العصور لنشهدها اليوم بفضل الأعمال والمجهودات الجبارة التي يقوم بها المرممون. ويعتبر خير مثال على هذا هو عملية إعادة ترميم منحوتة ”ملاك“ في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.

مقالات إعلانية