in

10 حقائق مثيرة حول مراحيض الطائرات لم تسمع بها من قبل

مرحاض الطائرة

اليوم، حتى لو كنت مسافرا على متن طائرة في الدرجة الأولى، يبقى قضاء الحاجة -التغوط- على ارتفاع 10 ألاف متر مشكلة دائما، فمن جهة؛ تتسم مراحيض الطائرات بالضيق، ومن جهة قد تجعلك أية مطبات هوائية تصادفها الطائرة تقف من وضعية الجلوس التي تتخذها على المرحاض، أضف إلى ذلك طابور المسافرين الواقفين أمام باب المرحاض في انتظار استخدامه مما يجعل من الاسترخاء أمرا صعبا بحق.

وعلى الرغم من كل هذه السلبيات، فعليك أن تكون شاكرا اليوم لما آلت إليه المراحيض داخل الطائرات من تحسن وتطور، وذلك لأنها قديما كانت أسوأ بأشواط، ألق نظرة على مقالنا هذا على موقعنا ”دخلك بتعرف“ لتكتشف عشرة حقائق عن ماضي المراحيض في الطائرات وحاضرها وكذا مستقبلها:

1. كان المسافرون في السابق يقضون حاجاتهم داخل علب وصناديق:

الرحلات الجوية الأولى في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي
الرحلات الجوية الأولى في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي.

مهما كان المسافر الجالس بقربك فظاً، ومهما كان بكاء الطفل الجالس خلفك صاخبا، عليك أن تكون شاكرا لأنك لم تكن أحد الطيارين أو المسافرين على متن الرحلات الجوية الأولى في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. لم تكن الطائرات في هذه الحقبة مجهزة بأية حاويات فضلات أو مقصورات مراحيض منفصلة، ومنه كان يجب على كل شخص يرغب في التغوط أن يفعلها داخل دلو أو علبة –التي قد تفيض أحيانا بفعل المطبات الهوائية وتخرج منها الفضلات وترش في كل مكان داخل الطائرة.

كان على بعض الطيارين حتى أن يتبولوا في أحذيتهم أو خلال فتحة في أرضية مقصورة القيادة، ولم يكن حتى نهاية حقبة الثلاثينات حيث بدأ استعمال حاويات الفضلات القابلة للإزالة، وكان من واجب طاقم الرحلة أن يزيلها ويفرغها بعد كل هبوط، واستمر هذا الحال حتى بعد فترة الأربعينات.

2. كان البريطانيون يتغوطون في السماء مباشرة:

في سنة 1937، أدخلت طائرة عرفت باسم Supermarine Stranraer إلى الخدمة من طرف القوات الجوية الملكية البريطانية، ولم تستغرق هذه الطائرة وقتا طويلا حتى نالت اسما مميزا وهو ”بيت البراز الصافر“ –أي الذي يصدر صفيرا–، وكان تصميمها مثيرا ومحيرا في آن واحد؛ لم يكن المرحاض على متنها يحتوي على أي حاوية لاحتواء براز الطيار وكانت هناك تحته مباشرة فتحة يقوم بفتحها ليقضي حاجته في السماء مباشرة، والتي عندما تكون مفتوحة يصدر الهواء الذي يمر خلالها صوت صفير مرتفع.

3. تبول الطيار الشهير (تشارلز ليندبرغ) على فرنسا مباشرة:

الطيار الشهير (تشارلز ليدنبرغ)
الطيار الشهير (تشارلز ليدنبرغ).

أكمل هذا الطيار الشهير رحلته الجوية من مدينة نيويورك إلى باريس مباشرة في سنة 1927 والتقى بالملك جورج الخامس ملك بريطانيا بعد وقت قصير من هبوطه، ولعلمه بأن الرحلة دامت 33 ساعة كاملة، انتاب الملك فضول شديد حول الطريقة التي تعامل بها الطيار مع حاجاته الجسمية خلال كل هذه المدة وهو الأمر الذي سأله عنه مباشرة، فرد (ليندبرغ) بأنه تبول في حاوية من الألومنيوم ثم ألقاها من الطائرة عندما كان محلقا فوق فرنسا.

4. في حقبة الثمانينات، كان البراز المتجمد الساقط من السماء يشكل مشكلة كبيرة للناس على الأرض:

مع تطور الرحلات الجوية التي أصبحت أكثر رفاهية، تحولت مهمة المراحيض على متن الطائرات من مجرد محاولة احتواء الفضلات إلى محاولة محاربة انتشار البكتيريا في هذا الفضاء المغلق والمضغوط، ومنه دخل قيد الاستخدام ما عرف باسم الـAnotec، وهو الإسم التجاري لسائل أزرق يستخدم للتنظيف، ولسوء الحظ كانت حاويات هذا السائل المنظف وكذا حاويات الفضلات معرضة للتسرب بين الحين والآخر في السماء، مما كان يتسبب في تجمد كتل هائلة من البراز والفضلات على هيكل الطائرة التي تسقط خارجة مباشرة بعد بدء الطائرة في الانخفاض من أجل الهبوط.

وكانت كرات البراز الكبيرة هذه تسقط على السيارت محطمة زجاجها وأسقفها، وكل هذا كان يحدث قبل أن تتبنى شركة (بوينغ) وبعض صانعي الطائرات الآخرين نظام تفريغ المراحيض بالشفط الهوائي الذي مازال يستعمل إلى يومنا هذا.

5. تقع بين الحين والآخر حوادث فيها تصيب الأعضاء التناسلية للمسافرين:

مرحاض الطائرة

تستخدم مراحيض الطائرات المتوفرة حاليا نظام الشفط بالهواء، الذي يعمل بالضغط من أجل سحب الفضلات من المرحاض دون استعمال كمية كبيرة من السوائل، مما يغني الطائرة عناء نقل وزن زائد بسبب الفضلات السائلة الإضافية في السماء، وقد يكون الصوت الذي تصدره آلية الشفط الهوائي مزعجا أحيانا، لكنه من النادر جدا أن يتسبب في إصابات للمستعملين؛ قلنا نادرا وليس مستحيلا.

ذكر مقال نشر على مجلة ”طب السفر“ في شهر يوليو سنة 2006 إحدى حالات إصابات الحوادث داخل مرحاض الطائرة، راحت ضحية هذه الحادثة امرأة تبلغ من العمر 37 سنة عندما قامت بتفريغ المرحاض بينما ما زالت جالسة عليه، مما خلق نوعا من الانسداد لأن المرحاض يعمل بالشفط الهوائي، وبعد معاناة كبيرة تمكنت مضيفات الطيران من تحريرها أخيرا، ولدى فحصها من طرف الأطباء تبين أنها أصيبت بتهتك على مستوى شفتي المهبل مما أسفر عنه فقدان معتبر للدم، لكنها خضعت للعلاج وتمكنت من الشفاء تماما من إصابتها تلك.

6. هناك حيلة رائعة لتجنب ترك المرحاض مع رائحة ”نتنة“ بعد استخدامه:

لا أحد يرغب في أن يكون ذلك الشخص الذي بعد استعماله للمرحاض على متن الطائرة يتركه غارقا في رائحة غوط وبراز كريهتين قد تنتشران إلى المسافرين داخل الطائرة في هذا المحيط المغلق وتجعل من الرحلة كابوسا. وفقا لمضيفة طيران سابقة تدعى (إيريكا روث) فإنك تستطيع تجنب هذا الموقف المحرج من خلال طلب كيس من حبوب القهوة المحمصة من أحد الموظفين ضمن طاقم الطائرة، وتقوم بتعليقه داخل المرحاض بينما تقضي حاجتك لأنه سيعمل على امتصاص أي رائحة تصدر عنك أثناء ذلك.

7. تستطيع مراحيض طائرات (آيرباص) نقل الفضلات بسرعة تصل إلى 209 كلم/ساعة:

تم وسم هذه المراحيض بـ”مراحيض الفورمولا وان“، ومن بينها بعض موديلات (سيركا 2007) التي بإمكانها إنتاج قوة امتصاص هائلة.

في عرض لهذه التقنية على أحد الصحفيين، بيّن صانعوا (آيرباص) أن موديل A380 بإمكانه نقل الفضلات على سرعة تصل إلى 209 كيلومتر في الساعة، وتعتبر السرعة في نقل الفضلات ضمن الطائرة أكثر من ضرورية، لأنها تفسح المجال أمام مسافر آخر ليستخدم المرحاض بأسرع وقت ممكن من خلال نقل فضلات المستعمل الأول على طول المسافة الموجودة بين المرحاض وحاويات الفضلات التي توجد في مؤخرة الطائرة.

8. على قدر الضيق الذي تبدو عليه المراحيض اليوم، فإنها ستصبح أضيق في المستقبل:

من المحتمل أن تصبح مراحيض الطائرات أضيق في المستقبل، فقد أظهر تقرير أعدته مجلة Condé Nast Traveler أنه مع إحالة الطائرات القديمة خارج الخدمة فإن نماذج جديدة من طائرات نقل المسافرين أصبحت مجهزة بمراحيض أصغر بخمسة سنتيمترات من ناحية العرض والارتفاع، ويعتقد الملاحظون في هذا المجال بأن تقليص مساحة المراحيض قد يتسبب في مشاكل جمة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء الحوامل، والآهالي الذين يجب عليهم مرافقة أبنائهم إلى المراحيض.

9. قد تكون شركة (بوينغ) قد صنعت أفضل ”تجربة تغوط“ على متن الطائرة:

مرحاض طائرة بوينغ ذاتي التنظيف والتعقيم بواسطة الأضواء فوق البنفسجية
مرحاض طائرة بوينغ ذاتي التنظيف والتعقيم بواسطة الأضواء فوق البنفسجية.

في سنة 2016، أعلنت شركة (بوينغ) عن اكتشافها لحل لمشكلة الجراثيم والبكتيريا الملوثة للمراحيض على متن الطائرات، حيث أصبحت مراحيض طائراتها ذاتية التنظيف تستخدم الأضواء فوق البنفسجية من أجل القضاء على نسبة 99.9٪ من جميع الجراثيم التي تتواجد على السطح، ويتم تفعيل هذه الأضواء بين استعمالات المرحاض من أجل تعقيم المحيط لصالح المسافرين، هذا وتفكر شركة (بوينغ) في إنتاج مراحيض مستقبلية غير قابلة للمس مع مقاعد وأحواض ذاتية التفعيل.

10. هناك سبب وجيه لاحتوائها على منافض السجائر:

منفضة السجائر داخل مرحاض الطائرة

هل سبق وتساءلت لماذا تكون مراحيض الطائرات مجهزة بمنافض السجائر على الرغم من أن التدخين منع داخل الطائرات منذ زمن بعيد؟ ذلك لأن القوانين الفدرالية ما زالت تنص على ضرورة احتوائها عليها؛ والسبب خلف ذلك يرجع إلى تفادي الحرائق في حالة ما تمكن أحدهم من تهريب سيجارة داخل إحدى الطائرات وذهب ليدخنها داخل المرحاض، فإن لم يجد منفضة سجائر يطفئها فيها أو يلقي بعقبها فيها، فقد يرميها في أي مكان آخر ويتسبب في حريق على متن الطائرة مما يهدد سلامة جميع المسافرين على متنها، ومنه تساهم هذه المنافض في خفض أخطار الحرائق داخل الطائرات.

مقالات إعلانية