in

10 اختراعات تنسب لغير مخترعيها خطأً

عندما كنت في المدرسة الابتدائية تعلمت عن المخترعين العظماء في الماضي، وبالأخص أولئك الذين واجهوا تحديات الحياة بقوة وتمكنوا من التألق واكتشاف العديد من الأمور واختراع الأشياء التي باتت أساسية في حياتنا اليوم، وبين هؤلاء المخترعين المشاهير دائماً ما كان توماس إديسون الأمريكي يتصدر القائمة، فهو يمتلك أكثر من 2000 براءة اختراع في العديد من المجالات.

مع الكبر لم تعد معلومات الدراسة كافية، ومع البحث أكثر كنت كما العديدين أجد تناقضات كبيرة بين ما تعلمته وبين ما هو واقعي، فمع أن أديسون مثلاً يعد مخترعاً مهماً دون شك، فالعديد من الاختراعات التي تنسب إليه هي نتاج عمل أشخاص آخرين في الواقع.

هذه القائمة ستتضمن أمثلة عديدة عن هذه الحالات، وعلى الرغم من أن بعض الاختراعات المنسوبة لأديسون ستكون موجودة فيها، فهي تتناول اختراعات أخرى مهمة تنسب لغير مخترعيها في الكثير من الحالات، وتؤدي لتخليد ذكرى البعض بينما يبقى المخترعون الأصلون في طي النسيان لدى معظم الأشخاص غير المهتمين بالمجالات.

الواجهة الرسومية للحواسيب:

حاسوب Xerox ذو الواجهة الرسومية
في الثمانينيات اتهم Steve Jobs غريمه Bill Gates بأنه سرق فكرة الواجهة الرسومية من Apple، ويشاع بأن Gates رد بالقول أنه ذهب ليسرق تلفاز جاره (يقصد شركة Xerox) لكنه وجد Jobs قد سرقه.

المخترع المنسوب: شركة Microsoft في نظام Windows أو شركة Apple

المخترع الحقيقي: شركة Xerox

في حال كنت تقرأ هذه الكلمات الآن فأنت تستخدم نظاماً ذا واجهة رسومية دون شك، وسواء كان ذلك على حاسوب أو هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو غيره، فالأنظمة المنتشرة اليوم هي أنظمة تعتمد الواجهات الرسومية بشكل كلي. لتعرف ما هي الواجهات الرسومية يجب أن تعرف كيف كانت الحواسيب خلال عصرها الأول قبل الثمانينيات، ففي ذلك الوقت كانت الحواسيب تعتمد الإدخال النصي من لوحة المفاتيح وتوجيه الأوامر بشكل مباشر كما في نظام MS-DOS الذي كان الأوسع انتشاراً لسنوات عديدة.

على عكس الواجهات النصية القديمة، تتكون الواجهات الرسومية من صور وبيانات غير نصية متعددة مع قابلية للتفاعل معها واستخدامها دون الحاجة لإدخال الأوامر بشكل مباشر، ببساطة هي العامل الأساسي الذي نقل الحواسيب من أن تكون خاصة بالشركات والحكومات فقط لأن تصبح أساسية للأفراد ومختلف أنواع الأعمال.

في حال سألت أحداً عن مصدر هذه الواجهات فالجواب غالباً ما سيكون هو نظام Windows الأصلي الصادر عام 1985، وربما سيقوم أحدهم بتصحيح الأمر بالقول بأن Apple كانت قد سبقت Microsoft بذلك بحاسوبها Macintosh عام 1984.

يبدو كل من الجوابين مقنعاً جداً مع كون كل من Microsoft وApple شركتين من الكبريات في عالم التقنية مع إسهامات كبرى في الحوسبة، لكن الجواب الصحيح هنا هو في الواقع هو شركة لم تعد تعمل في مجال الحواسيب أصلاً بل باتت تتخصص بالطابعات بالدرجة الأولى: إنها Xerox.

أطلقت Xerox حاسوبها ذا الواجهة الرسومية عام 1973 (قبل أن تتأسس أي من Apple أو Microsoft) لكنها لم تنتج سوى 2000 حاسوب فقط، بقي معظمها في منشآت Xerox نفسها حتى اطلعت عليها Apple واستنسخت النظام تقريباً في حاسوب Macintosh الأصلي عام 1984.

السيارة:

كان (بنز) قد سبق (فورد) بسنوات في اختراع سيارة تستخدم محركاً يعمل بالغازولين، ومع أن شركة (مرسيدس-بنز) لا تزال تحمل اسمه فشهرة (هنري فورد) قد غطت عليه تماماً.

المخترع المنسوب: هنري فورد (مؤسس شركة فورد)

المخترع الحقيقي: كارل بنز (مؤسس شركة Benz & Co. التي تطورت لاحقاً إلى Mercedes-Benz)

يعرف الجميع شركة (فورد) كونها واحدة من أكبر شركات السيارات في العالم من حيث الإنتاج (ولو أنها تخسر ترتيبها العالمي لصالح الشركات غير الأمريكية)، وواحدة من الأقدم كذلك مع كونها تأسست منذ عام 1903 على يد المخترع الشهير Henry Ford المعروف بإسهامه الكبير في عالم السيارات، والذي كثيراً ما يوصف (بشكل خاطئ) بكونه أول من اخترع السيارات مع أولى سياراته الناجحة التي تم انتاجها عام 1896.

على الرغم من أهمية إسهامات فورد في السيارات، فالاختراع الحقيقي كان قد حصل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي من قبل (كارل بنز).

كان (بنز) معروفاً كمهندس ميكانيكي متميز وواحد من أوائل العاملين على مشكلة استخدام محركات الاحتراق الداخلي لدفع العربات (بالإضافة لمهندسين ألمان آخرين مثل Gottlieb Daimler وWilhelm Maybach وSiegfried Marcus) حيث نجح بصنع محرك يعمل على الغازولين يعتمد الاحتراق الداخلي وأربعة أشواط، وبنى أول نموذج لسيارته حول هذا المحرك ليحصل على براءة اختراع عام 1885.

بعد الكثير من العمل والتعديلات والتغييرات بدأ (بنز) ببيع العربات الخاصة به والتي كانت محمولة على 3 عجلات وتبدو أقرب إلى العربات التي تجرها الخيول من السيارات مع كونها بطيئة للغاية وذلك عام 1888، بالمقابل فـ(فورد) الذي كان يعمل على نفس الفكرة في الواقع لم يتمكن من بناء عربة ذاتية الدفع لا تحتاج لأحصنة (سيارة بمصطلحاتنا الحالية) حتى عام 1896 أي بعد أكثر من 10 سنوات من (بنز)، لكنه لاقى نجاحاً أكبر في الواقع وخلد اسمه مع شركته حتى اليوم.

التصوير بالأشعة السينية:

(توماس إديسون) هو واحد من أكثر الشخصيات التي تنسب إليها اختراعات لم يقم بها وفي أفضل الحالات قام أحد العاملين لديه بتقديمها وواحدة من هذه الاختراعات المزعومة هي التصوير بالأشعة السينية.

المخترع المنسوب: توماس إديسون

المخترع الحقيقي: ويلهلم كونراد رونتجن Wilhelm Rontgen

يعتبر التصوير بالأشعة السينية (أشعة X) واحداً من أساسيات الطب ومن الخطوات المهمة لتشخيص العديد من الحالات الصحية ككسور العظام مثلا. حالياً تستخدم طريقة التصوير الفلوروسكوبي كمعيار أساسي للأطباء على مستوى عالمي، وعلى الرغم من أن (توماس إديسون) هو من قام بتقديم هذه الطريقة، فهي ليست المثال الأول للتصوير بالأشعة السينية وبالتالي لا يمكن القول بأنه مخترع الأمر بأكمله.

يعود الاختراع الأصلي هنا للفيزيائي الألماني الشهير Wilhelm Rontgen الذي شاهد صورة ليد زوجته مرسومة على لوح فوتوغرافي نتيجة التعرض للأشعة السينية عام 1895 وكانت بذلك أول صورة لعضو بشري باستخدام الأشعة السينية.

وعلى الرغم من أن اختراع (إديسون) التالي هو الذي أصبح معتمداً، فمجهود Rontgen في المجال ليس صغيراً أبداً ومع أبحاثه العديدة حول الأشعة والتصوير باستخدامها فكثيراً ما تسمى الأشعة باسمه بدلاً من تسمياتها الأخرى.

الصور المتحركة:

المخترع المنسوب: توماس إديسون (علماً أن مشروع الصور المتحركة الخاص به كان كالعديد من الاختراعات التي امتلك براءة اختراعها مقدماً من أحد موظفيه أصلاً)

المخترع الحقيقي: Louis Le Prince

بالنسبة لعالم اليوم فالفيديو (الصور المتحركة) هو أمر مفروغ منه ومنتشر وكأنه شيء كان دائماً على هذا الحال، فمع التقدم التكنولوجي الكبير بات يتوقع من أجهز صغيرة الحجم مثل الهواتف الذكية التقاط الفيديو ذي الدقة العالية ومعدل الإطارات المرتفع الذي يصل حتى 60 إطاراً في الثانية، لكن الأمور لم تكن دائماً على هذا الحال، وقبل 130 سنة لم يكن اختراع الصور المتحركة موجوداً أصلاً إلى أن بدأ بالظهور مع نهاية القرن التاسع عشر حيث ظهرت أوائل الصور المتحركة ذات الجودة المنخفضة والعديمة الصوت بالطبع.

الفيديو الظاهر في الأعلى يعود لعام 1888 وهو أول تسجيل فيديو معروف في التاريخ البشري، وكما هو واضح ربما فالجودة سيئة وبالكاد تظهر الصور والحركة مقطعة بسبب معدل الإطارات المنخفض (12 إطاراً في الثانية). تم تصوير هذا الفيلم القصير جداً من قبل المخترع الفرنسي Louis Le Prince في إنجلترا. الفيلم مثير للاهتمام بشكل كبير بسبب الأحداث المريبة التي رافقته، فعدا عن كون إحدى الشخصيات الظاهرة فيه ماتت بعد 10 أيام فقط من التصوير، فالمخترع نفسه اختفى في ظروف غامضة.

في عام 1889 أو 1890 تمكن إديسون (بالأحرى موظفوه) من إنتاج أول فيلم متحرك خاص بهم باسم Monkeyshines وبعدها اختفى Le Prince أثناء سفره بين إنجلترا وفرنسا بشكل غير معروف التفاصيل، وعندما شهد ابنه الأكبر Alphonse (الذي يظهر في الفيديو كذلك) في قضية براءات اختراعات أقامها إديسون على شركة استخدمت تصوير الفيديو عثر عليه مقتولاً بعيار ناري عام 1892.

تسجيل الصوت:

المخترع المنسوب: توماس إديسون

المخترع الحقيقي: Édouard-Léon Scott de Martinville

عام 1877 كان إديسون يبحث في سبل ممكنة لإعادة قراءة الرسائل المسجلة بالتلغراف حيث كان التلغراف حينها يعتمد على إرسال أصوات ترمز إلى حروف يتم تسجيلها من قبل عامل يستمع إليه ومن ثم فك تشفيرها باستخدام شيفرة مورس غالباً (ولو أن شيفرات أخرى تم استخدامها لكن على نطاق أضيق)، وكنتيجة جانبية لبحثه تمكن إديسون من اكتشاف طريقة لتسجيل الأصوات المسموعة وإعادة تشغيلها مجدداً وسماها Phonograph وهي أداة استخدمت لعقود طويلة من الزمن بعد ذلك.

لكن قبل اختراع إديسون هذا بـ17 سنة كان الفرنسي Édouard-Léon Scott de Martinville قد ابتكر طريقة مختلفة لتسجيل الصوت باسم phonautograph، وعلى الرغم من أنها كانت قادرة على تسجيل الصوت بشكل فيزيائي فما جعلها دون فائدة حقيقية هو عدم القدرة على قراءة هذه التسجيلات لاحقاً.

في الواقع وطوال عقود عدة بقيت التسجيلات الخاصة بـde Martinville غير قابلة للقراءة حتى تمكن فريق من الباحثين من إحيائها عام 2008 بالاعتماد على الحواسيب، ومع أن الجودة كانت سيئة جداً فقد كان من الممكن تمييز صوت بشري أنثوي يغني أغنية فرنسية باسم Au clair de la lune.

المصباح الكهربائي:

المصباح الكهربائي يعد أشهر اختراعات أديسون، إلا أن الأمر يمتلك مشكلة واحدة فقط: إديسون لم يخترع المصباح الكهربائي.

المخترع المنسوب: توماس إديسون

المخترع الحقيقي: Sir Humphry Davy

كان الكيميائي البريطاني Davy واحداً من أهم المخترعين والمكتشفين نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وبالإضافة لتجاربه العديدة واكتشافاته المهمة (التي تتضمن اكتشاف عناصر مثل الصوديوم والبوتاسيوم وغيرها) فقد تمكن Davy الذي كان معلم العالم الشهير (فاراداي) من إنتاج بطارية كهربائية كانت الأقوى في وقته عام 1802 واستخدمها لتمرير تيار كهربائي عبر صفيحة رقيقة من البلاتين الذي اختاره Davy بسبب حرارة انصهاره المرتفعة جداً، وبتجربته هذه صنع أول مصباح كهربائي على الإطلاق.

كان مصباح Davy ذا نور ضعيف جداً وبالكاد يمكن ملاحظته، كما أنه لم يكن يصمد كفاية ليعتبر مصباحاً قابلاً للاستخدام حقاً، لكن اختراعه هذا سمح للعلماء والمخترعين الآخرين بالتجربة والاختبار على العديد من النماذج والتصاميم هذه عبر عدة عقود وصولاً إلى إديسون الذي تمكن بفضل استخدامه لأسلاك التنغستن والبلورة الزجاجية المفرغة من إنتاج أول مصباح كهربائي عملي كفاية ليحقق انتشاراً عام 1879، أي بعد 77 سنة من الاختراع الأصلي للمصباح الكهربائي.

الإنترنت:

الخطأ يأتي بسبب تصريح لـAl Gore يصف به دوره وزملائه في التشريعات التي ساعدت في بداية الإنترنت، فهو لم يدعي اختراعها أصلاً.

المخترع المنسوب: السياسي الأمريكي ونائب الرئيس الأمريكي سابقاً Al Gore

المخترعون الحقيقيون: مخترعو شبكة ARPANET الأم لشبكة الإنترنت وهم Vinton Cerf وLawrence Roberts وLeonard Kleinrock وRobert Kahn

في البداية يجب التنويه إلى أن Al Gore لم يدعي أبداً أنه اخترع الإنترنت بل أنه قال في عدة مناسبات أنه فخور بدوره في الكونغرس الأمريكي ومساهمته في خلق الإنترنت، هذا التصريح كثيراً ما يعامل كادعاء أو دليل على أن Gore هو من اخترع الإنترنت.

اختراع الإنترنت في الواقع ليس بسيطاُ أو محدداً بسهولة على عكس اختراع الويب (تم اختراع الويب عام 1990 وبدأت العمل بشكل حقيقي عام 1991 مع إنشاء أول صفحة ويب) لكن في حال حاولنا إيجاد مخترعي الإنترنت فالأشخاص الذين يعود لهم الفضل هم مخترعوا شبكة ARPANET عام 1969 والتي لم تكن متاحة للعامة أو تجارية في الواقع.

بداية الإنترنت غير محددة حقاً، لكن أقرب شيء يمكن اعتباره ميلاداً لمفهوم الشبكات بعيدة المدى بدأ عام 1969 مع استخدام تقنيات تسمح بنقل باقات من البيانات بشكل موزع وإعادة تجميعها لاحقاً في الهدف ولو أنها سلكت طرقاً مختلفة، هذه التقنية استخدمت لإنشاء شبكة بين عدة جامعات ومراكز بحثية على الساحل الغربي للولايات المتحدة، ومن ثم وصلت في عدة مواقع عبر البلاد وتطورت تدريجياً لتصبح تجارية وتسمح بوجود الويب الذي تستخدمه أنت الآن لقراءة هذه المقالة.

خطوط التجميع:

فكرة خطوط الإنتاج طورت الصناعة إلى حد بعيد من حيث القدرة على العمل على العديد من الآلات معاً وتسريع الإنتاج بشكل كبير، لكنها لم تكن فكرة (فورد) بل سبقته بقرون طويلة.

المخترع المنسوب: هنري فورد

المخترعون الحقيقيون: الصينيون القدماء

لتوضيح ماهية الاختراع هنا، فخطوط التجميع هي أفضل طريقة تصنيع معروفة اليوم، حيث يتم تصنيع الأجزاء المكونة للمنتج النهائي في عدة أماكن ومن ثم يتم تجميعها معاً في مصنع للتجميع يقوم بإعطاء المنتج النهائي. بالطبع فأفضل مثال على هذه الطريقة في التصنيع هي خطو إنتاج السيارات حيث يتم جمع الأجزاء العديدة للسيارة (والتي يكون قد تم صنعها في مواقع مختلفة وأحياناً في بلدان مختلفة حتى) معاً لإنتاجها، ومع كون الأسلوب اشتهر بفضل السيارات فـ(فورد) هو الشخص الذي ينسب إليه الأمر كونه واحداً من أوائل المخترعين في مجالها (ولو أنه ليس أول من اخترع السيارة كما ذكرنا في فقرة سابقة).

في الواقع فقد اخترع خط الإنتاج أصلاً خلال حكم الإمبراطور الأول للصين Qin Shi Huang (الذي مات عام 220 قبل الميلاد) وتم استخدامه لبناء المعلم الأثري الشهير (جيش تيراكوتا) المكون من تماثيل كثيرة تشكل ما يشبه جيشاً بأكمله تم صنع أجزاءه في أماكن مختلفة من الصين وحتى أن الأجزاء وسمت بوسوم خاصة بمصانعها وتم تجميعها معاً لتشكل التماثيل في الموقع الأثري المهم.

مشغلات الموسيقى الرقمية

مشغلات الوسيقى الرقمية المحمولة كانت موجودة لوقت طويل قبل طرح جهاز iPod، لكن شعبيته جعلت العديدين يعتقدون أنه الأول.
كانت مشغلات الوسيقى الرقمية المحمولة موجودة لوقت طويل قبل طرح جهاز iPod، لكن شعبيته جعلت العديدين يعتقدون أنه الأول.

المخترع المنسوب: شركة Apple

المخترع الحقيقي: البريطاني Kane Kramer

ربما أي شخص عارف كفاية بالتقنية سيستغرب وجود هذا التبويب أصلاً في هكذا قائمة، لكن لسبب ما فالعديد من الأشخاص يظنون أن فكرة مشغلات الموسيقى الرقمية المحمولة (عادة ما تسمى مشغلات MP3) أتت مع جهاز iPod الشهير من Apple.

مصدر الاعتقاد الخاطئ بسيط جداً وواضح في الواقع، فبالنسبة لمن عاشوا طفولتهم أو مراهقتهم مطلع القرن الحادي والعشرين عاصروا الفترة الأساسية لانتشار أجهزة iPod التي كانت في كل مكان وقدمت نقلة كبرى لـApple بحيث أدت إلى نموها المستمر لتصبح اليوم أكبر الشركات التقنية في العالم من حيث القيمة السوقية.

على أي حال فالواقع مختلف بوضوح عن ذلك كما سيدرك أي شخص عاش قبل مطلع الألفية، فبينما لم تظهر مشغلات موسيقى iPod حتى عام 2001، فمشغلات الموسيقى المحمولة كانت موجودة طوال فترة التسعينيات، وأصلها في الواقع يعود إلى وقت قبل ذلك حتى حيث ظهر سلفها الأصلي عام 1979 على شكل أداة تستطيع تخزين 3 دقائق ونصف من الموسيقى على شريحة إلكترونية.

مخترع هذه الأداة هو البريطاني Kane Kramer والذي سجل براءة اختراع عالمية لاختراعه هذا، لكنه لم يتمكن من تجديد براءة الاختراع بسبب البيروقراطية التي كانت تشترط دفع 90 ألف دولار لتجديدها، مما أنهى براءة الاختراع الخاصة به وترك مجال الموسيقى الرقمية مفتوحاً أمام الجميع.

المحرك البخاري:

المحركات البخارية فكرة قديمة للغاية، وعلى الرغم من أن (واط) ساهم بشكل كبير في تطويرها فهو لم يخترعها تماماً.

المخترع المنسوب: James Watt

المخترع الحقيقي: الإغريق القدماء

في حال كان لديك أي اطلاع تجاه الكهرباء والطاقة وعلومهما، فلن تكون كلمة ”واط“ التي تستخدم كواحدة لقياس الطاقة الكهربائية عادة غريبة عليك، وكما الغالبية العظمى من الواحدات المستخدمة فالواحدة تأخذ اسمها من مخترع ومهندس ميكانيك اسكوتلندي يعرف بكون اختراعاته وإنجازاته واحدة من أهم أسباب قيام الثورة الصناعية في المملكة المتحدة وأوروبا عموماً، لكن على الرغم من أنه أحدث تعديلات جوهرية على المحركات البخارية وجعلها قابلة للاستخدام حقاً للمرة الأولى، فهو لم يخترعها ولم يكن أول من حاول تحسينها حتى.

الاختراع الأصلي يعود إلى مدينة الإسكندرية حيث تمكن الباحثون الإغريق من صنع أول نموذج لما يمكن اعتباره محركاً بخارياً، لكنه كان بالطبع بدائياً جداً ودون استخدامات عملية حتى فقد كان يستخدم لتدوير مجسم كروي للأرض في مكتبة الإسكندرية حول محوره.

الاختراع الإغريقي بقي طي النسيان حتى أعيد بناؤه نهاية القرن السابع عشر من قبل المخترع الإنجليزي Thomas Savery لكنه استخدم في آلة لسحب الماء من مناجم الفحم (وفشل استخدامه بسبب حرقه الزائد للفحم) ولاحقاً تم تطويره عدة مرات قبل أن يأتي Watt ويجعله قابلاً للاستخدام على نطاق واسع ويطلق بذلك الثورة الصناعية.

مقالات إعلانية