كل شيء ناعم، مستدير، مقاعد مريحة وكلها باللون الوردي! يبدو وكأنه حلم فتاة صغيرة أليس كذلك؟ حسنًا، نحن الآن نتحدث عن شيء حقيقي جدًا. كما يحدث في كثير من الأحيان في هذا العالم، يجد عالم الإنترنت دائمًا طرقًا جديدة لمفاجأتنا، وليس بالضرورة أن يفاجئنا بشيء جديد (في هذه الحالة، إنه شيء قديم حقًا، ولكنّه ملفت للنظر).
في عام 1955، قدمت شركة (دودج) للسيارات سيارة جديدة أطلقت عليها اسم La Femme –التي تعني ”المرأة“ بالفرنسية– التي صممها الرجال للسيدات.
يلفت تصميم الـ(دودج) La Femme 1965 الأنظار بأسلوبه الأنثوي الوردي، وهو أمر منطقي تمامًا حيث تم تصميمها وتسويقها خصّيصًا للنساء.
أثناء تصنيع السيارة، كانت (دودج) تفكر في كل التفاصيل الدقيقة، واستكملت السيارة مع الملحقات مثل مظلة وردية وحقيبة يد وردية وحامل أحمر الشفاه.
على الرغم من كل التسويق؛ لم تتسرّع النساء في الحصول على السيارة، بالتالي بقيت السيارات الصغيرة ”الحزينة“ في صالات العرض حتى تجمّع عليها الغبار، وهذا ما جعل شركة (دودج) تتجاوز هذا الطراز وتلغيه من تصاميم العام الجديد.
على الرغم من الفشل الذريع الذي لاقى تصميم ”لا فام“، فإن المصممين لم يتوانوا عن تثبيت سجادة وردية زاهية، واستخدام طلاء الخزامى لطلاء السيارة من الداخل، أي أنهم لم يبتعدوا عن التصميم الأنثوي بشكل كامل.
لكن على الرغم من التخلص من حقيبة اليد، بقيت العناصر الأخرى مثل المظلات ومعاطف المطر موجودة في التصميم الجديد. ربما ساهم ذلك في نموذج 1956 الذي فشل أيضًا، حيث غادرت 1500 سيارة فقط صالات العرض بينما بقي الباقي يجمع الغبار.
تم إنشاء المحفظة بطريقة مشتقّة من التصميم الأصلي ليكون لها حامل خاص في الجزء الخلفي من المقعد الأمامي، وكان من المفترض أن يشكل حجر الزاوية في منتصف السيارة عند وضعه.
هذه التجربة الصغيرة الفاشلة جعلت المسوقين يعيدون التفكير في الاستراتيجيات القائمة على النوع الاجتماعي، والتوقف في النهاية عن الاعتماد عليها عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المشتريات الكبيرة مثل السيارات.