in

المصير الغامض لساجدة طلفاح، زوجة صدام حسين الأولى

ساجدة طلفاح وصدام حسين

لا يُعرف الكثير حول زواج صدام حسين الأول بالسيدة التي تدعى ساجدة طلفاح. لذلك، من الصعب تفريق الحقائق عن الإشاعات الكثيرة حول هذا الزواج، وما هو متوفر لدينا عن زوجته تلك في الحقيقة لا يقل سوءاً عن الإشاعات.

الحقائق:

لمن لا يعلم، فإن الزواج الذي جمع بين ساجدة وصدام حسين هو زواج مرتب بين الأقارب، تم الاتفاق عليه من قبل والديهما اللذان تربط بينهما صلة قرابة؛ فقد كانا أخوين، حيث تقرر تزويج ساجدة من ابن عمها صدام حالما يكبران، ولم يتعدى عمرهما العشر سنوات عندما تم هذا الاتفاق.

على الرغم من كون هذه العادات غريبة على المجتمعات الغربية، ويُنظر إليها على أنها تقاليد بالية من العصور الوسطى، إلا أن الزيجات المرتبة وزواج الأقارب هما أمران شائعان في بلداننا الإسلامية، هذه التقاليد التي ستؤثر سلباً في تلك الزيجة وتتسبب في العديد من المشاكل الصحية الموثقة، بالإضافة إلى النظرة السلبية الموجهة لها من قبل المجتمع الراقي.

تم الزفاف بين ساجدة وصدام حسين تقريباً في عام 1963 –حيث لا يوجد تاريخ دقيق– حيث كان يبلغان من العمر 26 سنة حينها، أنجبا بعدها خمسة أطفالٍ وهم: عدي وقصي ورغد ورنا وحلا.

ساجدة طلفاح وصدام حسين محاطان بأفراد العائلة
يظهر في أسفل يمين الصورة صدام حسين وبجانبه ابنته حلا وزوجته ساجدة طلفاح، ويظهر خلفهم على اليمين عدي (ابن صدام حسين)، وحسين كامل (زوج ابنة صدام)، ثم الابنتين رجا ورنا، ثم قصي – صورة: Getty Images

كانت ساجدة تعمل كمدرسة قبل زواجها، ولكنها نعمت بحياة اجتماعية راقية بعدها، والتي توفرت لها بسبب منصب زوجها المرموق في الحكومة العراقية، حيث ارتدت ساجدة أفخم ملابس المصممين الأوربيين واقتنت أثمن أنواع المجوهرات، وكانت زيارة ساجدة إلى تجار المحال في بغداد كابوساً، حيث أن السيدة الأولى لم تكن تدفع السعر الكامل لأي شيء تشتريه، بالرغم من ثروتها الفاحشة والتي كان مصدرها أصلاً سرقة الشعب العراقي، كما أنها غيرت من شكلها فقامت بصبغ شعرها بالأشقر، وزينت وجهها بالكثير من مساحيق التجميل.

يزعم البعض أن ساجدة كانت عنيفة وجشعة تماماً مثل زوجها، حيث وصفتها إحدى النساء، والتي كانت على صلة بأهل زوجها، بالمرأة الظالمة والتي تعنف خدمها، فقد قامت ساجدة في إحدى المرات بتقييد كلبها في الشمس الحارة، وتركته يعاني الجوع العطش كنوع من العقاب.

صورة ساجدة طلفاح أمام العامة

صدام حسين ورزجته الأولى ساجدة وهما يقطعان الكعكة مع ابنتهما حلا – صورة: Getty Images

كان صدام حسين حريصاً على تقديم صورة إيجابية إلى الصحافة عنه كزوج وكأب، ففي إحدى المقابلات عام 1978 قال صدام: ”إن أهم شيء حول الزواج هو ألا يترك الزوج لزوجته مجالاً بأن تشعر بالاضطهاد“.

بالطبع، كالادعاءات الأخرى التي يحاول صدام حسين تقديمها إلى العامة، فإن احترامه المزعوم لساجدة لم يكن سوى كذبة، حيث ظهرت العديد من الإشاعات عن علاقات صدام العاطفية، وإحدى هذه العلاقات، والتي كانت جدية بالنسبة لصدام على مايبدو، هي علاقته بسيدة تدعى سميرة الشهبندر، فارتباط كل من الشهبندر وحسين بأشخاصٍ آخرين لم يمنعهما من الزواج السري (المفترض) سنة 1986، في حين تنحى زوج الشهبندر وانسحب من علاقتهما الزوجية بحكمة وسلام، لم ترض ساجدة الاستسلام بسهولة.

تظهر هذه اللوحة الرئيس العراقي صدام حسين بجانب زوجته الأولى ساجدة طلفاح، توجد هذه اللوحة في قصر ساجدة في القصر الرئاسي في بغداد
تظهر هذه اللوحة الرئيس العراقي صدام حسين بجانب زوجته الأولى ساجدة طلفاح، توجد هذه اللوحة في قصر ساجدة في القصر الرئاسي في بغداد – صورة: Patrick Baz/AFP/Getty Images

سواء تزوج صدام حسين من سميرة الشهبندر أم لا، فقد بدأ الاثنان الظهور علناً في نهاية الثمانينات، مما سبب غضباً عارماً لساجدة وعائلتها، وكان عدنان خيرالله (شقيق ساجدة وابن عم الرئيس صدام حسين)، من أبرز المعارضين لهذه العلاقة وذلك بسبب الإهانة التي تعرضت لها أخته، وما إن أبدى عدنان معارضته تلك، حتى تم إسكاته فجأة وقُتل في حادث تحطم مروحية مريب، وبعد عدة سنوات، اعترف أحد حراس صدام الشخصيين بقيامه بزرع متفجرات في المروحية بناءً على أوامر الرئيس.

مصير ساجدة طلفاح المجهول

أُجبر العديد من أفراد عائلة الرئيس إلى الهرب من العراق خلال حرب الخليج، ولكن ما لبثوا أن عادوا بعد انتهائها، حيث أُجبرت ساجدة على ترك حياة الرفاهية عام 2003 (قبل غزو بغداد بفترة قصيرة).

لم يَعرف أحد إلى أين توجهت السيدة الأولى، حيث تقدمت هي واثنتين من بناتها بطلبات لجوء إلى بريطانيا في العديد من المرات، وصرحت الحكومة البريطانية بوضوح أن الدولة غير مطالبة بإعطاء حق اللجوء لأشخاصٍ ساهموا في انتهاك حقوق الإنسان.

كلّفت الحياة المترفة، والمتعة التي حظيت بها ساجدة طلفاح آلاف العراقيين حياتهم، أولئك الذين عاشوا في الفقر وتعرضوا لخطر السجن الدائم تحت حكم الرئيس العراقي، وحتى لو لم تكن ساجدة على علاقة مباشرة بعمليات التعذيب والقتل فإن كل جوهرة اشترتها وكل رحلة سياحية ذهبت فيها إلى باريس، دُفع ثمنها بالدم العراقي.

مقالات إعلانية