زياد اليوسف
تحتوي سوق العناية بالبشرة على العديد من الكريمات والمنتجات المكافحة للشيخوخة، فزيارة بسيطة إلى المتاجر وسترى رفوفًا مليئة بتلك المنتجات التي تدعي منع أو تأخير علامات الشيخوخة. لكن السؤال الذي عليك طرحه على نفسك، هل تلك المنتجات نافعة حقاً؟
من الصعب تصديق أن هذه الكريمات قادرة على صنع المعجزات، لكن في الحقيقة، إن تلك المنتجات قادرة على صنع فرق ملحوظ، وبالتالي هي حقاً منتجات فعالة. لكن هذا الجواب مختصر وبسيط، ولا يشمل الحقيقة الكاملة، إذ يجب عليكم معرفة هذه الأمور حول منتجات العناية بالبشرة ومكافحة الشيخوخة:
1. السعر ليس عاملًا مهمًا
مع وجود عدد كبير من المنتجات، ستلاحظ أن ثمنها مختلف جداً، وقد تعتقدون أن المنتجات باهظة الثمن أفضل طبعاً من المنتجات الرخيصة، وفي أحيان أخرى، قد يرى البعض أن رخص المنتجات التي يشترونها هي السبب وراء عدم تحقيق النتائج المرجوة.
إن هذا الأمر ليس صحيح، حيث يقول الطبيب (جول شليسنغر): ”هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن المنتجات باهظة الثمن تحقق نتائج أفضل. لكن في الحقيقة، عليكم معرفة ما هي المنتجات الجيدة وما الأسباب العلمية التي تجعلها جيدة“.
بمعنى آخر، إذا احتوى المنتج على مواد نشطة مثل الريتينول ومضادات الأكسدة، فمن المؤكد أنه سيؤدي إلى نتائج جيدة، سواء اشتريته من صيدلية ما أو وصفه طبيب جلدي، أو حتى لو كان منتجاً يعود لشركة مشهورة.
2. الريتينول يقاوم علامات الشيخوخة
كما أوضحنا سابقاً، المواد الفعالة في المنتج هي ما تحدد جودته، والريتينول هو مادة أساسية لمقاومة علامات الشيخوخة. الريتينول هو أحد أشكال الفيتامين أ A، وقابل للتحول إلى أشكال أخرى من البروتين. مع تقدمنا بالعمر، يبدأ جسمنا بفقدان فيتامين A بشكل طبيعي، وهذا ما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة تلك، كالتجاعيد والبشرة الباهتة، لكن بإمكان الريتينول إيقاف هذه العلامات.
تقول طبيبة الجلدية (ديندي إنجلمان): ”يعمل الريتينول، وتحديدًا حمض الريتينويك، على زيادة تجدد الخلايا الجلدية وبناء الكولاجين، ويحسّن أيضًا الاضمحلال اللوني ويساهم في معالجة التجاعيد عبر تغذية الجسم بالفيتامين أ“.
بمعنى آخر، يساهم الريتينول في تحسين عمل خلايا البشرة وجعلها تتصرف كما في مرحلة الشباب، حيث يساهم في تجديد خلايا البشرة بشكل أسرع. لذا إن احتوى المنتج الذي تودون شراءه على الريتنيول، فتوقعوا الحصول على بشرة أنعم وأكثر إشراقًا.
3. تساهم مضادات الأكسدة في منع علامات الشيخوخة أيضًا
من الأمور الأخرى التي تساهم في مكافحة الشيخوخية هي مضادات الأكسدة، فهي تحفز إصلاح وشفاء البشرة لدى المتقدمين في السن، أما الدور الأهم الذي تلعبه مضادات الأكسدة فهو منع ظهور علامات الشيخوخة.
تساهم مضادات الأكسدة في حماية البشرة من تضرر الجذور الحرة والعوامل البيئية الأخرى كالأشعة فوق البنفسجية والتلوث. بالتالي تساعد مضادات الأكسدة في حماية البنى البروتينية الرئيسة داخل بشرنا عبر تأخير وتبطيء تدهورها.
تأتي مضادات الأكسدة بعدة أشكال، من بينها فيتامين إي وفيتامين سي، ومستخلص الشاي الأخضر والنيكوتيناميد ومادة الريزفيراترول. تقول الطبيبة (إنجلمان): ”يقترن الفيتامين سي بالجذور الحرة بحثًا عن الإلكترون الناقص والمفقود، لذا يعمل الفيتامين على تعديل الضرر الذي قد تسببه الجذور الحرة لو تركت لترتبط مع الكترون من بروتينات البشرة“.
إن استخدام مضادات الأكسدة مفيد جداً لأولئك الذين لم يصلوا إلى مرحلة الشيخوخة بعد، وإن كنتم تخشون من ظهور التجاعيد قريبًا، ابحثوا عن منتجات تحوي هذه الأنواع من مضادات الأكسدة.
4. يجب أن تحتوي المنتجات على تلك المركبات بتراكيز عالية
إذا كنتم بصدد شراء منتج لمكافحة علامات الشيخوخة والعناية بالبشرة، فعليكم الاطلاع على المعلومات الموجودة خلف العبوة، ومراقبة تراكيز المواد الفعالة كالريتينول ومضادات الأكسدة، والتأكد من أن تراكيزها عالية كي تضمنوا فعاليتها بشكل جيد.
توضع المواد النشطة في أعلى القائمة، ما يشير عادة إلى التراكيز العالية لها ضمن المنتج. فعليكم بالتالي التأكد من أن تراكيز هذه المواد قوية بشكل كافٍ كي تؤدي عملها وتحرز التأثير البيولوجي المرغوب.
5. المواد المرطبة ضرورية ومفيدة، لكنها ليست الأساس
ترطيب البشرة يعيد إليها نضارتها وحيوتها، ويجعلها تبدو أصغر سنًا. لكن الفوائد طويلة الأمد لا تتحقق فقط بالترطيب. يعمل حمض الهيالورونيك على ترطيب البشرة، لكن هذا الترطيب على السطح فقط، لكن في المقابل، لا يجب علينا تجاهل ترطيب البشرة أو عدم أخذ فوائد الترطيب بالحسبان، وهو يساهم أيضًا في حماية البشرة.
تفقد بشرتنا الماء والرطوبة تزامنًا مع تقدمنا بالعمر، فتساعد مرطبات البشرة على تخزين هذا الترطيب، كما أن الجرعات العالية من الريتينول قد تؤدي إلى جفاف البشرة، لذا من الضروري إذاً استخدام المرطبات مع الريتينول أو مضادات الأكسدة، مما يساعد في إحداث توازنٍ في الرطوبة، ويسهم في تحقيق مظهر أكثر إشراقًا ونعومة، بينما تقوم المواد الأخرى بعملها على المدى الطويل.
6. لن تستطيع التخلص من التجاعيد بين ليلة وضحاها!
من المؤكد أن التخلص من التجاعيد والحصول على بشرة أكثر نضارة لن يتم بسرعة، وقد تلاحظ نتائج مباشرة جراء استخدام حمض الهيالورونيك أو الكافئين مثلاً، لكن عكس مظاهر الشيخوخة قد يتطلب وقتاً طويلاً.
يؤكد جميع أطباء الجلدية أن على النساء عدم الوثوق بأي ادعاءات تؤكد حصولهن على نتائج فورية، حيث يقول الأطباء أن أفضل منتجات العناية بالبشرة تحتاج من 4 إلى 8 أسابيع حتى تظهر فعاليتها وتحدث تغيرًا ملحوظًا في البشرة.
تحتاج البشرة إلى وقت طويل حتى تتمكن من إنتاج خلايا جديدة، وهذه الخلايا الجديدة هي التي تعطيكم نتائج حقيقية، وللوصول إلى تلك النتائج، عليكم استخدام المرطبات والأمصال كل يوم، فالبشرة تتجدد يوميًا، كما يُنصح باستخدام المنتجات في الصباح وقبل موعد النوم.
معلومات مغلوطة حول العناية بالبشرة ومكافحة الشيخوخة عليكم معرفتها
1. المنتجات غالية الثمن هي الأفضل
السعر المرتفع لا يعني أبداً النوعية الجيدة، فالمنتجات جميعها تحوي المواد الفعالة التي تسهم حقًا في الأداء الفعال للمنتج، بينما يرتفع ثمنها لعدة أسباب: منها العلامة التجارية والعبوة التي تحوي المركب، بالإضافة إلى احتواءها مواد أخرى وإضافات لا علاقة لها بالفعالية.
2. استخدام الواقي الشمسي في الأيام المشمسة فقط
قد يقوم الكثير من الأشخاص بعدم وضع الواقي الشمسي إن كان الجو غائماً مثلاً، أو في أيام الشتاء البارد، لكن في الحقيقة، التعرض لأشعة الشمس لـ 10 أو 15 دقيقة يوميًا كفيل بإحداث فرق وضرر على المدى الطويل إن لم يعتنِ المرء ببشرته، خاصة إن كان المرء يتعرض للشمس بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهيرة.
3. التجاعيد هي العلامات الوحيدة التي تدل على قرب مرحلة الشيخوخة
هذه أيضًا معلومة خاطئة، فتلك التجاعيد التي تراها على جبهة رأسك ليست مجرد علامات تدل على الشيخوخة. قد يلجأ بعض الناس إلى الحقن بالبوتوكس، ما يقلل كثافة وعمق خطوط التجاعيد تلك، لكن على أي حال، تظهر تلك التجاعيد لدى الكثير من الأشخاص، وفي مراحل عمرية مختلفة.
4. استخدام الكثير من المستحضرات
يقول العديد من أطباء الجلدية أنهم لاحظوا زيارة نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من تهيج أو احمرار، وتبيّن أنهما ناتجين عن استخدام عدد كبير ومختلف من مستحضرات مكافحة الشيخوخة.
إن استخدام الكثير من المرطبات والكريمات على الوجه قد يسبب احمرارًا وتهيجاً، وبالتالي من الأفضل أن تستخدمها بشكل معقول، وبشكل منفرد كي تتمكن من معرفة المستحضرات التي تناسبك وتلك التي لا تلائم البشرة.
5. تحضير منتجات مكافحة الشيخوخة في المنزل
قد ترى الكثير من الفيديوهات والمقالات حول تحضير علاجات أو مستحضرات منزلية لمكافحة الشيخوخة، لكن في الحقيقة، قد يؤدي هذا الأمر إلى مزيد من الضرر.
تبدو تلك الوصفات المنزلية سهلة، وبالطبع، هناك مواد عضوية قد تساهم في تحسين مظهر البشرة، لكن تلك الوصفات لم تنتج عن دراسات علمية حول ما هو مفيد أو ضار للبشرة. ثم هناك أمر آخر مهم، وهو أنك لا تعلم إن كانت هذه المواد الموجودة في مطبخك، والتي ستستخدمها لصنع منتجات البشرة، لا تحوي أي ملوثات أو ميكروبات صغيرة لا تستطيع رؤيتها بالعين المجردة، بالتالي من الأفضل الاعتماد على المنتجات الصناعية التي تُحضر بطرقٍ آمنة.
6. تلعب الجينات الدور الأكبر في ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة
هذه المعلومة شائعة جداً، ومفادها أن بعض الناس لا تبدو عليهم علامات الشيخوخة بفضل جيناتهم. في الحقيقة، تلعب الجينات دورًا كبيراً، لكنها ليست الوحيدة، فالعوامل البيئية أيضاً لها دور محوري، كأشعة الشمس مثلاً، بالإضافة إلى عوامل أخرى نفسية كالإرهاق والتعب والعمل المتواصل.
يؤدي الإرهاق إلى رفع مستويات الكورتيزول في الدم، ما يؤدي إلى فقدان الكولاجين وبروتينات الألياف المرنة (إيلاستين). لذلك، وبشكل عام، علينا تعلّم تخليص أنفسنا من القلق عن طريق بضعة أمور بسيطة، كالتأمل أو ممارسة اليوغا مثلاً.
