in

هذا الوهم البصري قد يخبرك في ثوانٍ ما إذا كنت تعاني من مرض التوحد

اختبار لمرض التوحد

إن تشخيص شخص مصاب باضطراب طيف التوحد (ASD) يتطلب مجموعة كاملة من المعلومات المختلفة والتقييمات المتنوعة والمتخصصة. ولكن قد يكون هناك اختبار بسيط يمكن أن يساعد في رفد هذه الاختبارات ومساعدة الأطباء والمصابين في آن، كل ما عليك فعله هنا هو النظر لوهم بصري معين.

وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة eLife أن التغيرات في حجم بؤبؤ عين المريض أثناء مشاهدتهم الوهم البصري لغزل أسطوانة ثلاثية الأبعاد يرتبط باحتمال وجود سمات طيف التوحد. هو ليس دليلًا واضحًا على أن شخصًا ما مصاب بالتوحد بالطبع، ولن يتم استخدامه مطلقًا كتشخيص حاسم، ولكن يمكن له دعم الأدلة والمساعدة في تحديد الأشخاص الذين قد يعانون من الـ ASD.

يعمل الاختبار من خلال ملاحظة كيفية تغيير حجم بؤبؤ العين بتغير نظر الشخص إلى الصور الفاتحة أو الداكنة. وهذا، بدوره، يمكن استخدامه لتتبع انتباه الشخص، بعد معرفة أي جزء من الشاشة يُركز عليه.

هذه الملاحظة تشكل أساس الوهم البصري المستخدم في الدراسة والذي يتكون من صورة متحركة gif، حيث يوجد مجموعة من النقاط البيضاء التي تتحرك في اتجاه معين، ومجموعة من النقاط السوداء تتحرك في الاتجاه الآخر. بالنسبة لمعظم الناس، تعطي هذه الحركة وهم أسطوانة ثلاثية الأبعاد دوّارة.

اختبار لمرض التوحد
وهم بصري كاختبار لمرض التوحد. صورة: Turi et al. 2018

ولكن كيفية رؤية الأسطوانة أمر يختلف من شخص لآخر. إذ يقوم البعض بالتركيز على النقاط التي تشكل مقدمة الأسطوانة ما يسمح لهم برؤيتها على شكلها الحالي، التركيز على النقاط البيضاء سيؤدي إلى تدويرها إلى اليسار والتركيز على النقاط السوداء سيجعلها تدور يمينًا. لكن يمكن لأشخاص آخرين رؤية الصورة بشكلها ثلاثي الأبعاد من خلال النظر إليها ككل، مع التركيز على جميع النقاط في نفس الوقت.

تؤثر نظرة الفرد للصورة على سلوك بؤبؤ عينه. يميل أولئك الذين يركزون بشكل أكبر على التفاصيل إلى النظر إلى لون واحد فقط من النقاط في وقت واحد والتبديل بين اللونين مع اختلاف الحركة، مما يجعل البؤبؤ متغير الحجم مع تغير الحركة وتقليب النظر بين النقاط. أما أولئك الذين ينظرون إلى الصورة ككل، فيبقى بؤبؤ عينهم ثابت.

قبل عرض الصورة عليهم، طُلب من المشاركين في الدراسة إتمام استبيان طبي خاص. أولئك الذين حصلوا على نقاط أعلى فيه كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من أولئك الذين حصلوا على درجات أقل. بعد الإجابة على الأسئلة، طُلب منهم إلقاء نظرة على الصورة المتحركة، وتم تسجيل استجابة بؤبؤ عيونهم.

من المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن أولئك الذين تغير حجم البؤبؤ لديهم عندما شاهدوا الوهم البصري يميلون أيضًا إلى الحصول على درجة أعلى في الاستبيان. يعتقد الباحثون بإمكانية ارتباط ذلك بحقيقة أن الأشخاص المصابين بالتوحد، أو الأشخاص المعرضين له، هم ببساطة أكثر ميلًا للتركيز على التفاصيل، وبالتالي إيلاء المزيد من الاهتمام للنقاط الفردية بدلاً من الصورة ككل.

مقالات إعلانية