in

دخلك بتعرف السبب الحقيقي وراء عدم نشر صور جثة أسامة بن لادن؟

أسامة بن لادن
صورة: AP

عندما يتعلق الأمر بموضوع أسامة بن لادن، تجد الجميع تعتريهم تعابير تجمع بين الحيرة والتشكك، خاصة بالنسبة لامتناع البيت الأبيض عن التصريح بنشر أية صور لجثته بعد مقتله.

تم نشر العديد من الصور؛ وحتى مقاطع الفيديو، التي ضمت عملية شنق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، كما نشرت صور عن جثث نجليه عدي وقصي، بعد أن قامت فرقة ”قوات الدلتا“ الأمريكية بالقضاء عليهما.

فلماذا إذا لم يقم البيت الأبيض هنا بنشر صور عن ”عدو الشعب الأمريكي الأول“ ليثبت للعالم جزاء كل من يتطاول على الولايات المتحدة الأمريكية ”العظيمة“؟

يحدد السبب وراء ذلك عضو فرقة النخبة لدى القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية التي تعرف باسم: ”SEAL“، إختصارا لـ: ”Sea, Air, And Land“، التي قام أفرادها بشن الغارة التي أوقعت بأسامة بن لادن في كتابه ”لم يكن يوما سهلا – No Easy Day“، حيث ورد في الكتاب: ”عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان أسامة بن لادن يتخبط بشدة ويهتز.“

ويضيف: ”قمت أنا وأحد زملائي بتصويب أسلحتنا نحو صدره وأطلقنا العديد من العيارات النارية، التي اخترقت جسمه وجعلته يثبت أرضا جثة هامدة بلا حراك.“

صورة مأخوذة من الجو لمركب أسامة بن لادن
صورة مأخوذة من الجو لمركب أسامة بن لادن

تظهر هذه الصورة الجوية المركب الذي كان أسامة بن لادن يتخذه ملجأ، والذي لاقا فيه حتفه في نهاية المطاف، حيث يقع هذا المركب في ”أبو تاباد“ في باكستان.

إلا أن ذلك كانت تعبيرا مهذبا ومدروسا لما قام به طاقم الفرقة التي نفذت العملية، حيث أنهم كانوا قد أخذوا أدوارهم في التناوب على إطلاق الرصاص على جثته بكميات كبيرة جدا، وهو الأمر الذي صرح به اثنان من المصادر الموثوقة لدى مجلة ”The Business Insider“ اللذان أبقي على سريتهما والتحفظ على هويتهما لدواعي أمنية.

تقول هذه المصادر: ”عندما انتهت العملية وتم قتل بن لادن، قام أعضاء الفريق بإغراق جثته على الأقل بمئات العيارات النارية“!

لكن هل كان ذلك أمرا غير قانوني؟

وفقا للقوانين التي تحكم سير الحرب وأرض المعركة الدولية، يخوّل الجندي من إطلاق بعض العيارات النارية على خصمه الساقط وذلك كإجراء أمان من أجل التأكد من موته.

وباعتبار أن العدو لم يستسلم، فإنه من الطبيعي والأخلاقي كذلك إطلاق بعض العيارات النارية على جثته للتأكد من مقتله ومن أنه لا يشكل أي تهديد بعد ذلك.

أما ما كان قد حدث مع جثة بن لادن، فقد تعدى مجرد كونه مبالغا فيه بأشواط، حيث لم يكن ما قام به أفراد الفرقة التي قضت عليه من أجل التحقق من كونه قد مات فعلا أو أنه لم يعد يشكل أي تهديد، فقد تبين أن تلك المبالغة في إفراغ ذخائر كاملة في جثته كان من أجل إمتاع النفس وشفاء الغليل.

قد لا يعنيك أو يقلقك موضوع إفراغ بعض من الجنود ذخائر بنادقهم في جثة بن لادن؛ مع أن البعض منا يهتم لذلك، لكن ما يجب أن يقلقك هو أن هذا الأمر بدأ يتخذ منحى واسعا، وأصبح شائعا أن تقوم وحدات العمليات الخاصة باتباع هذا التقليد في إشباع رغباتها في الانتقام من جثث قتلاها، هذا السلوك الذي لا يعتبر غير أخلاقي فقط، بل أنه قد يتعدى ذلك ليصبح سلوكا إجراميا قد يتفاقم ويتفحل مع مرور الوقت إن لم تتم مراقبته وكبحه بمعاقبة كل من يقبل عليه.

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن – صورة: قناة الجزيرة

لا يتعلق الأمر بكونهم جعلوا جثة بن لادن تشبه بشكل كبير جبنة سويسرية، بل أن هذا النوع من السلوكات أصبح معياريا بالنسبة لهذه الوحدة من القوات الخاصة.

الآن بت تعلم السبب الحقيقي الذي منع إدارة باراك أوباما من نشر صور جثة أسامة بن لادن عدو الولايات المتحدة الأمريكية الأول، لأنها لم ترغب في أن تقدم للعالم صور جثة تتخللها العديد من ثقوب الرصاص.

فقد تتسبب صورة من هذا الشكل بفضيحة عالمية، كما قد يفتح تحقيق حولها، الذي قد يقود إلى تحقيقات أخرى قد تكشف عن العديد من التجاوزات من هذا النوع. هذه التجاوزات التي قد يرغب الكثير ممن هم في مناصب حساسة في إبقائها مدفونة.

مقالات إعلانية