in

الرجل الذي أنقذ لندن من نفسها

الرجل التي أنقذ لندن

في خمسينات القرن الثامن عشر، كانت المجاري تصب في نهر التايمز مما جعله مسؤولاً عن آلاف الوفيات السنوية جراء الكوليرا والتيفوئيد والزحار، وذلك لأن مياه شرب مدينة لندن كانت مستمدة من هذا النهر.

في عام 1858، قام السكان بالاحتجاج على هذا الأمر فيما عُرف بسنة ”القذارة الفظيعة“، وهذه القذارة كانت غير مُحتملة لدرجة جعلت الحكومة البريطانية تقر بوجوب فعل شيء ما لوقف هذا التلوث الحاصل للنهر الشهير، وفعلاً هذا ما حصل.

النتانة العظمى
النتانة العظمى

كُلّف المهندس المدني ”جوزيف بازالجيت“ بمهمة إيجاد حل فعّال وغير مكلف اقتصادياً لهذه المشكلة المهولة المتمثلة في تنظيف نهر التايمز الذي يمر في مدينة تعدادها السكاني يقارب الـ3 ملايين نسمة، مع العلم أن مدينة لندن كانت تعج بتقاطعات الطرق والأبنية وأنفاق الميترو وأنابيب الصرف الصحي وغيرها من البنى التحتية فوق الأرض وتحت الأرض مثل بقية المدن الأخرى، لحسن الحظ قام هذا المهندس بمهمته على أكمل وجه وهذا صب في مصلحة لندن بشكل كبير.

Joseph William Bazalgette
Joseph William Bazalgette

الحل الذي اقترحه جوزيف كان إنشاء شبكات صرف الصحي سطحية في الشوارع على امتداد 1770 كيلومتر مع بالوعات ظاهرة سطحياً، بالإضافة إلى 130 كيلومتر من شبكات الصرف الصحي القرميدية تحت الأرضية لكي تعترض مياه المجاري الظاهرة الخام والتي كانت لحد ذلك الحين تتدفق بحرية في شوارع لندن، كان الهدف من هذه المجاري المعترضة تحويل مياه الصرف الصحي المتدفقة سطحياً إلى مجرى تحت أرضي منخفض حيث يمكن جمعها وإغراقها في نهر التايمز دون معالجة ليجرفها بعدها المد العالي.

تعرّض اقتراح بازالجيت لمقاومة شرسة وقوبل بالرفض مراراً وتكراراً ولكن كل هذا تغير في عام 1858، ففي تلك السنة كانت رائحة نهر التايمز النتنة تضغط بشكل كبير على البرلمان البريطاني وتشكل تحديا كبيرا له أمام عامة الشعب، وهذا ما جعل هذه السنة تُسمى بسنة ”النتانة العظمى“، هذا أعطى للسياسيين دافعاً جدياً للعمل مما دفع الحكومة للموافقة ودعم مقترحات مجاري الصف الصحي المٌعترضة الجديدة مادياً والتي بلغت كلفة إنشائها 3 ملايين جنية إسترليني.

اقرأ قصة جوزيف بازالجيت ونظام صرفه الصحي المعترض والمتعرج المثيرة على موقع مجموعة التراث ”Heritage Group“، الكتاب باللغة الإنكليزية يشرح بالتفصيل مخطط المجاري.

مقالات إعلانية