in

تعرف على مخابئ سويسرا العسكرية المموهة، نعم سويسرا… ذلك البلد المسالم والمدجج بالسلاح

مخابئ سويسرا العسكرية المموهة

سويسرا بلد محايد سياسياً ومع ذلك لديها جيش قوي، فعلى امتداد جبال الألب السويسرية توجد مخابئ ومنشآت عسكرية مخبأة بعناية لكي تندمج مع التضاريس الطبيعية المحيطة بها، بعضها مموه على شكل صخور ضخمة، وبعضها على هيئة فيلاّت وقصور هادئة أو حظائر قد تُفتح في حالات الطوارئ لتكشف عن مدافع أو رشاشات ثقيلة من شأنها أن تفجر أي جيش يقترب منها وتمزقه إلى أشلاء صغيرة.

كما قاموا بتسخير الكهوف الهائلة كمخابئ على الجانب الجبلي لتعمل كقواعد جوية مخصصة مع مرائب للطائرات، كما تم إنشاء كل جسر كبير، ونفق، وطريق وسكة حديدية بحيث قد تنهار بشكل متعمد عندما يتطلب الأمر ذلك لإبقاء جيوش الأعداء بعيداً في أوقات الحروب، كما يمكن تحويل الطرق السريعة إلى مدارج عن طريق الإزالة السريعة للحواجز بين خطوط السير.

مخابئ سويسرا العسكرية المموهة
هل هذه صخرة؟ – صورة: Leo Fabrizio
مخبأ عسكري مموه على شكل منزل عادي
مخبأ عسكري مموه على شكل منزل عادي – صورة: Leo Fabrizio
مخبأ عسكري مموه على شكل اصطبل
مخبأ عسكري آخر مموه على شكل اصطبل – صورة: Leo Fabrizio
مدفع من عيار 10.5 سنتمتر مموه داخل كوخ
مدفع من عيار 10.5 سنتمتر مموه داخل كوخ – صورة: Leo Fabrizio

يمكن تحويل الطرق السريعة إلى مدارج عن طريق الإزالة السريعة للحواجز بين خطوط السير
يمكن تحويل الطرق السريعة إلى مدارج عن طريق الإزالة السريعة للحواجز بين خطوط السير

يوجد في كل منزل في سويسرا ملاجئ محصنة ضد الانفجارات النووية كما في المؤسسات والمستشفيات، فضلاً عن قرابة الـ300,000 مخبأ و5,100 مأوى عام التي يمكنها أن تستوعب جميع سكان سويسرا إذا لزم الأمر، كما تمتلك سويسرا واحداً من أكبر الجيوش على مقياس التعداد مع 200,000 عسكري نشط و3.6 مليون جندي احتياطي -كل مواطن يقل عمره عن 34 عاماً (في بعض الحالات دون سن الـ50 سنة) هو جندي احتياطي-، ويسمح للجنود أيضاً بأن يأخذوا جميع الأسلحة المخصصة شخصياً معهم إلى منازلهم، فإذا فكر أي أحدٍ في غزو سويسرا سوف يجد شعبا مدججا بالسلاح.

استشهد الكاتب النيويوركي (جون ماكفي) في كتابه الذي صدر عام 1984 بعنوان (لا بلاس دو لا كونكورد سويس) La Place de la Concorde Suisse أو (سويسرا ساحة الوئام) مقتبساً عن ضابط سويسري قوله: ”لا تملك سويسرا جيشا، فسويسرا كلها جيش بذاته“، وبالفعل فقد ساعد الجيش المدني القوي في سويسرا في الحفاظ على حياد البلاد ومنع البلدان المجاورة من غزو الأراضي السويسرية، وللعلم لم يشارك هذا البلد في أي نزاع عسكري منذ 200 سنة.

مدفع مموه على شكل صخرة
مدفع مموه على شكل صخرة – صورة: Leo Fabrizio
نقطة دفاع ومراقبة في (ماستريلز) بسويسرا
نقطة دفاع ومراقبة في (ماستريلز) بسويسرا – صورة: Leo Fabrizio

مخبأ داخل جبل
هذا الجبل كان منطقة شبه مصادرة من قبل الجيش، لا يوجد أي طريق رسمي له، وفي قمة الجبل يوجد ملجأ للهجمات الإشعاعية، يمكن الوصول إليه عن طريق التلفريك (استخدام عسكري فقط) – صورة: Leo Fabrizio
منزل ومخبأ عسكري
مخبأ عسكري مموه حيث يوجد خلف هذه النوافذ رشاشات ثقيلة مخفية طبعاً – صورة: Leo Fabrizio

بدأ تحصين منطقة جبال الألب السويسرية في ثمانينات القرن التاسع عشر، وتم تكثيفها وتحديثها خلال الحرب العالمية ومرةً أخرى خلال فترة الحرب الباردة، ولكن اليوم كدولة محايدة بلا تهديدات مباشرة على حدودها، فإن معظم المخابئ قد أصبحت فارغة وكثير منها في حالة سيئة، وقد تم تحويل البعض منها إلى ملاجئ للمشردين، والبعض الآخر إلى منشآت سياحية كمتاحف وفنادق.

وقد نظرت الحكومة السويسرية في موضوع إقفالها ولكن تكلفة إيقاف الخدمة -ما يقدّر بـ1 مليار دولار- تفوق بكثير تكلفة صيانتها السنوية، وبينما لا يزال الأمر موضع نقاش فمن المرجح أن تظلّ المخابئ قائمة لأنها لا تزال تُستخدم كملاجئ تداعيات للكوارث النووية، فبعد كل شيء: ”الحياد ليس ضماناً ضدّ النشاط الإشعاعي“.

مخبأ عسكري مموه
بالنظر عن قرب يمكنك الجزم بأن هذا مخبأ عسكري ما، لكن إن نظرت إليه من بعيد قد تتساءل ما هذا ولن تشك للحظة بكونه منشأةً عسكرية – صورة: Leo Fabrizio
مخبأ عسكري
نحن نعلم أن سويسرا اكتسبت شهرتها بالساعات والشوكولا والتزلج على الثلوج، ولكن أعتقد بعد هذه الصورة وهذا المنظر الرائع أصبح بإمكاننا إضافة مهارات التمويه العسكرية لأسباب شهرتها – صورة: Leo Fabrizio

 ظهرت هذه الصورة في كتاب مختص بصور الملاجئ العسكرية في عام 2004.
ظهرت هذه الصورة في كتاب مختص بصور الملاجئ العسكرية في عام 2004 – صورة: Leo Fabrizio
منزل ومخبأ عسكري
حرص السويسريون على مزج الفن مع التصميم الرائع القريب من البيئة المحيطة من أجل الحصول على ملاجئ ومخابئ مخفية بشكل ممتاز – صورة: Leo Fabrizio

وفي عام 1978 صدر قانون يلزم جميع المباني الجديدة بإدماج ملجأ ضد الكوارث النووية في بنيتها، وإذا قررت الأسرة عدم بناء ملجأ، فعليها أن تدفع ثمن مكان أفرادها في أحد الملاجئ العامة التي يعج بها البلد.

سويسرا هي البلد الوحيد في العالم الذي يحتوي على ملاجئ تتسع لجميع سكانه البالغ عددهم 8 ملايين نسمة.

جبل ومخبأ عسكري في سويسرا
تم إخفاء هذا الملجأ بكل ذكاء ودهاء على شاكلة واجهة صخرية أمامية لجبل والباب فقط هو المرئي للعين المجردة دون الأطراف – صورة: Leo Fabrizio
مخابئ سويسرا العسكرية الممهوهة
كان الغرض من هذه الملاجئ التي تشبه الشاليهات المحفورة في الصخور خداع العين البشرية عن مسافة لا تقل عن 20 متراً فقط – صورة: Leo Fabrizio
كان الجنود السويسريون يختبؤون في مثل هذه المخابئ العسكرية – صورة: Leo Fabrizio
صورة أخرى تُظهر براعة السويسريين في فن التمويه العسكري.
صورة أخرى تُظهر براعة السويسريين في فن التمويه العسكري – صورة: Leo Fabrizio
مخبأ سويسري عسكري
المخابئ العسكرية هي جزء لا يتجزأ من نظام سويسرا العسكري الدفاعي الشامل وله تاريخ طويل مرتبط بالمناظر الطبيعية المحيطة بكل هذه المنشآت – صورة: Leo Fabrizio

مقالات إعلانية