في كل شهر يوليو يأتي بعض من أثرى وأكثر الرجال قوة في العالم إلى «البستان البوهيمي»، وهي أرض واسعة للتخييم تقع في (مونت ريو) في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لمدة أسبوعين كاملين يقضونها في الشرب، وأداء بعض ”الشعائر السرية الكتومة“، وكذا اتخاذ القرارات العالمية التي قد تؤثر على الكوكب كلّه.
كان من بين أعضاء النادي البوهيمي رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، وموسيقيون كبار، وبارونات نفط، وغيرهم من الشخصيات البارزة. من بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين كانوا أعضاءً في النادي البوهيمي نجد (ريتشارد نيكسون)، و(إيزنهاور)، و(روزفلت)، و(بوش الأب) و(بوش الإبن)، و(هوفر)، و(فورد)، و(ريغان).
من بين السياسيين الأمريكيين النافذين نجد أيضاً (كولين باول)، و(ديك تشيني)، وعدد لا بأس به من كبار مستشاري البيت الأبيض، وأعضاء مجلس الشيوخ، ووزارء الداخلية، ووزراء الدفاع، وجنرالات الجيش. في الواقع، وفي سنة 1942، تم تنظيم مشروع (مانهاتن) ضمن الاحتفاليات التي تجري وقائعها داخل هذا المخيم السري.
حتى أن (إيليزابيث) ملكة بريطانيا العظمى ظهرت في سنة 1983 من أجل دخول النادي غير أنها حُرمت من ذلك لأنها لم تكن ”ذكراً“، ذلك أن النادي البوهيمي حكر على الذكور فقط.
تحوم حول البستان البوهيمي الكثير من النظريات، خاصة نظريات المؤامرة منها، وتفيد إحدى هذه النظريات أن أعضاءه يقومون بشعائر تقديم أضاحي بشرية داخله، ويعتقد آخرون أن النادي هو من يختار الرؤساء المستقبليين لدول العالم كما يخطط لقدر الكوكب كله.
قال الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) في سنة 1972: ”بإمكان أيٍ كان أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن قلة قلائل قد يكون لهم أي أمل في أن يصبحوا رؤساء للنادي البوهيمي“!
تابع معنا القراءة عزيزي القارئ لتتعرف على أسرار هذا النادي الغامض الموضحة بالصور:
”ترميد الحرص“ The Cremation of Care:
تم تصويرها هنا في سنة 1907، وهي إنتاج مسرحي سنوي يؤلفه وينتجه ويؤديه أعضاء النادي البوهيمي، يتم تقديم هذا الأداء المسرحي الدرامي في الليلة الأولى للتخييم السنوي للنادي على أنها تمثيل استعاري لتخلي أعضاء النادي عن الحرص على الأمور الدنيوية.
خيمة بوهيمية في أوائل القرن العشرين، التي تأوي تحتها كلا من (بورتر غارنيت)، و(جورج ستيرلينغ)، و(جاك لندن):
بروفة ملابس من أجل مسرحية سنة 1909 للنادي البوهيمي بعنوان «ساينت باتريك في تارا»:
في سبعينات القرن التاسع عشر، كان (هاري إدواردس) ممثلاً ضمن شركة «مسرح كاليفورنيا»، كما كان من الآباء المؤسسين للنادي البوهيمي ورئيس قسم علوم الحيوان في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم:
صيف سنة 1967 في مخيم «عش البوم»:
حول هذه الطاولة نجد من اليمين إلى اليسار: (جاك سباركس)، و(غلين سيبورغ)، و(ريتشارد نيكسون)، و(هارفي هانكوك) —واقفاً—، و(رونالد ريغان)، و(بريستون هوتشكيس)، و(إدوين بولي)، وشخصين مجهولا الهوية.
مقام البومة تغطيه الطحالب، ينتصب بين الأشجار خلف مسرح على إحدى حواف بحيرة اصطناعية:
البستان البوهيمي:
في هذه الصورة يظهر لنا الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش الأب) و(جوج بوش الإبن)، و(نيوت جنيغريش) أثناء محادثات (لايكسايد) في البستان البوهيمي، وهي محادثات غير رسمية بارزة (تتناول الكثير منها موضوع سياسات الدول)، التي تم إلقاؤها عبر السنوات على يد مؤدي عروض، وبروفيسورات، ورواد فضاء، ورجال أعمال، وسياسيين ورجال دولة، ومدراء وكالة المخابرات المركزية، ورؤساء سابقين ومستقبليين.
السياسي الألماني وعضو حزب الديمقراطية الاجتماعي الألماني، الذي شغل منصب مستشار الجمهورية الفدرالية الألمانية (غرب ألمانيا)، من سنة 1974 إلى غاية سنة 1982، (هيلموت شميدت) وهو يلقي كلمته أثناء محادثات (لايكسايد) في سنة 1991:
ستعرف مباشرة أنك داخل البستان البوهيمي عندما تنزل عبر ممر في الغابة ثم تسمع صوت موسيقى البيانو قادماً من بين مجموعة من الخيم، ثم تنعطف لتشاهد رجلاً يحمل جعة بيده ويمسك بقضيبه بيد أخرى بينما يتبول على الأحراش:
مقام طائر البوم:
وهو تمثال أجوف يبلغ طوله تسعة أمتار مصنوع من الخرسانة المثبتة فوق هيكل معدني. يحاكي هذا المقام المغطى بالطحالب هيئة تشكلات صخرية طبيعية، غير أنه يتضمن بداخله معدات صوتية وكهربائية. على مر عدة سنوات، كان يتم استخدام تسجيل صوتي بصوت عضو النادي (والتر كرونكيت) من أجل بث الإعلانات من مقام البومة.
(جيمي كارتر) الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، و(جيم ستوكدايل) نائب أميرال القوات البحرية الأمريكية السابق، و(جاك كيمب) وزير الإسكان والتطوير العمراني السابق لدى حكومة الولايات المتحدة وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، أثناء محادثات (لايكسايد) في البستان البوهيمي:
مسرحية بوهيمية:
كل سنة، يتم أداء عرض مسرحي لمدة ليلة واحدة خلال نهاية الأسبوع الأخيرة للتخييم الصيفي للنادي البوهيمي. تعتبر هذه المسرحية إنتاجا مسرحيا موسيقيا رفيع المستوى، التي يتم تأليفها وتركيبها وتمثيلها وإنتاجها من طرف أعضاء النادي البوهيمي، وتتضمن عدداً يصل إلى 300 شخص، بما في ذلك الكَورس، وطاقم التمثيل، وطاقم خشبة المسرح، والأوركسترا.
في سنة 1975، قدر أحد الملاحظين أن مسرحية النادي البوهيمي تكلف بين 20 ألف دولار إلى 30 ألف دولار، وهو مبلغ يقدر بدولارات اليوم بحوالي 134 ألف دولار:
يقال أن (أوسكار وايلد) لدى زيارته للنادي في سنة 1882، قال أنه لم يسبق له أن شاهد في حياته قَطّ بوهيميين متأنقين وجيّدي المنظر مثل البوهيميين في ذلك النادي:
أحد العروض في البستان البوهيمي:
قال (جورج ستيرلينغ)، أحد أعضاء النادي البوهيمي: ”يعتبر كل شخص يمزج بين بعض العادات المرحة نفسه مؤهلاً لأن يلقب بلقب ’البوهيمي‘، غير أن هذا ادعاء لا أساس له من الصحة. هنالك عنصران اثنان على الأقل اللذان يجب توفرهما حتى يمكنك ادعاء البوهيمية. الأول هو الإخلاص أو الإدمان على واحد من الفنون السبعة أو أكثر، والعنصر الثاني هو الفقر. تقترح عوامل أخرى نفسها: على سبيل المثال، أحب التفكير في رفاقي البوهيميين على أنهم شباب، ذو نظرة راديكالية تجاه حياتهم وتجاه الفن، وخارجين عن المألوف، وعلى الرغم من أن هذا قابل للنقاش، فأحب التفكير فيهم كذلك على أنهم من قاطني مدن كبيرة بما فيه الكفاية لتتضمن ذلك المناخ الفظيع الذي تتسم به كل المدن العظيمة“.
مسرح البستان البوهيمي:
إنه عبارة عن مسرح يسع لحوالي 2000 شخص جالس، والذي كان يستخدم بشكل أساسي من أجل إنتاج مسرحيات النادي البوهيمي أثناء عطلة الأسبوع الأخيرة من مخيم منتصف الصيف. تمتد خشبة المسرح لتصل إلى التلة.