صورة عالية الدقة من على بعد مئات الكيلومترات!

عند الحديث عن مشاهدة الأرض من الفضاء فربما أول ما يخطر بالبال هو خدمة Google Earth الشهيرة التي تقدم رؤية لمعالم من الفضاء الخارجي بدقة عالية جداً عند الطلب. لكن الصدارة في هذا المجال لم تعد لعملاق التكنولوجيا الأمريكي، ففي السنوات الأخيرة بدأت عدة شركات العمل على إطلاق أقمار صناعية مختصة بتصوير الأرض بدقة عالية حسب الطلب.

أحد أهم الشركات في مجال الأقمار الصناعية المختصة بالتصوير التجاري هي شركة Digital Globe التي تمتلك أسطولاً مكوناً من 20 قمرا صناعيا يصور الأرض بدقة عالية جداً تصل حتى 0.31 مترا (أي أن القمر الصناعي قادر على التقاط الأشياء المختلفة التي تبعد عن بعضها 31cm أو أكثر). هذه الصور تلتقط وفق الطلب وتشكل خدمة مهمة اليوم خصوصاً في مجال دراسة تغير شكل الأرض، سواء بعوامل طبيعية أو من صنع البشر كما أنها مهمة لدراسة ذوبان جليد القطبين مثلاً.

القمر الصناعي World View 4

أطلقت الشركة قمرها الصناعي الأخير في الحادي عشر من نوفمبر 2016 حيث يقدم أعلى دقة تصوير للأرض حتى اليوم. فقد كلف حوالي 835 مليون دولار أمريكي (بما يتضمن التصميم والتصنيع والإطلاق).

القمر الصناعي حديث الإطلاق ليس ”جديداً“ تماماً، بل بدأ العمل عليه منذ عام 2007 وكان من المخطط إطلاقه منذ عام 2012 إلا أن شراء شركة Digital Globe لشركة GeoEye التي كانت المالك الأصلي للقمر الصناعي، وعلى الرغم من أن دقته هي الأعلى حتى الآن فسابقه World View 3 كان يمتلك تقنيات أعلى ومتعددة أكثر خصوصاً في مجال التصوير الحراري (وإن كان يصور بنفس الدقة).

حتى الآن لم تقدم الشركة سوى صورة وحيدة من تصوير القمر الصناعي، وهي لمجمع يويوغي الرياضي الوطني في اليابان (Yoyogi National Gymnasium, Shibuya, Tokyo) التي يمكن مشاهدتها أدناه أو مشاهدتها بالدقة العالية على هذا الرابط:

أهمية الدقة العالية لتصوير الأقمار الصناعية

مع وجود خدمات مثل Google Maps وGoogle Earth والتي توفر صور أقمار صناعية عالية الدقة للأرض قد يبدو هذا القمر الصناعي غير ذا أهمية فعلية، لكن ذلك ليس صحيحاً. فبالإضافة للدقة الأعلى التي يوفرها القمر الصناعي والتي تتيح دراسة أفضل لفوهات البراكين والصدوع الأرضية وجليد القطبين؛ فهو أيضاً يتيح خيار التصوير حسب الطلب حيث يستطيع التقاط صورة لأي مكان على الأرض خلال مدة أقصاها 4.5 أيام، مما يتيح وجود دقة أكبر للصور الملتقطة وتواترا عالياً يتيح دراسة أكثر تفصيلاً لسطح الأرض، وحتى مراقبة مواقع البناء وتقدم العمل فيها مثلاً.