in

قصص واقعية حول أشخاص غيرت إصاباتهم على مستوى الدماغ حياتهم إلى الأبد

إن الدماغ لعضو معقد بحق ظل العلماء يحاولون فهمه منذ قرون، غير أنهم على الرغم من محاولاتهم وبحوثهم الحثيثة لم يتمكنوا من حل جميع الألغاز المتعلقة به.

غالبا ما شهد الأطباء والجراحون بعض حالات إصابات الدماغ، التي ظهر على الأشخاص المصابين بها تغير كبير على مستوى الشخصية.

في معظم الأوقات، كانت هذه التغيرات سلبية، على سبيل المثال: الإصابة بالاكتئاب، والقلق.. إلخ. وفي حالات نادرة، تغيرت شخصيات بعض الناس المصابين على مستوى الدماغ نحو الأفضل اختبروا فيها ما يعرف في عالم الطب باسم ”متلازمة الموهوب“، التي هي هي حالة نادرة يُظهِر فيها شخص عانى أو يعاني من إصابات عقلية قدرات معينة تتجاوز المعدل الطبيعي بكثير.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ 10 من بعض هذه القصص الواقعية، التي تستعرض أمامك كيف لإصابة على مستوى الدماغ أن تغير حياة البعض بطريقة إيجابية وتوقظ فيهم ذلك الشخص الموهوب والمهتم:

1. من أجل التخفيف من الطنين في أذنه، خضع المعالج اليدوي (جون ساركين) للجراحة، التي خلالها عانى من نزيف دماغي وسكتة. أعلمه الأطباء بعدها أن دماغه قد تغير إلى الأبد، وسرعان ما شعر برغبة عارمة في الرسم. اليوم تم نشر أعماله الفنية في عدة مجلات ومعارض.

جون ساركين.
صورة:  jsarkin.com

أصيب (جون ساركين) بمرض الطنين على مستوى الأذن في سنة 1988 عندما كان يبلغ من العمر 35 سنة. قرر حينها أن يخضع لعملية جراحية من أجل التخفيف من وطأة الألم في سنة 1989، وخلال العملية الجراحية، أصيب بنزيف حاد على مستوى الدماغ، كما أصيب بسكتة دماغية.

عندما استفاق من العملية، لم يكن قادرا على السماع من إحدى أذنيه، وكانت رؤيته قد أصيبت بالاضطراب هي الأخرى، ولم يكن يقف أو يمشي باتزان. أعلمه الأطباء بأن دماغه قد تغير إلى الأبد وأن بعضًا من أقسامه قد أزيلت تماما حتى يخف عنه ألم الطنين.

تغيرت شخصية (جون ساركين) بعدها كثيرا لدرجة أصبح يشعر وكأنه شخص مختلف، وفي محاولة منه لاستكشاف هويته الجديدة، شعر برغبة قوية في الرسم بشكل دائم. كان (جون) يرى صورا في دماغه وكان يشعر وكأنه ملزم برسمها.

بدأ أولا برسم وجوه الشخصيات الكرتونية مع الرموز. ولأنه كان موهوبا بحق، فقد ظهر في عدة مجلات ومعارض على شاكلة (فانيتي فير)، وABC Medical Mysteries ومسلسل (ديسكفري شانل) بعنوان Tormented by Genius.

2. تعرض (جايسون باتجيت) للهجوم والضرب على يد شخصين في سنة 2002. تعافى من الحادثة لكنه ظل يعاني من إصابة في الدماغ. بعد العودة إلى منزله، تغيرت سلوكاته تماما، حيث بدأ يغسل يديه بصورة مهووسة، وازداد اهتمامه بالرياضيات كثيرًا، وسرعان ما أصبح عبقريا في مجال الرياضيات.

جايسن باتجيت.
صورة: Jason Padgett via BBC.com

كان (جايسون باتجيت) في الخارج يتسكع مع أصدقائه في سنة 2002، وفجأة هاجمه رجلان وبدآ يضربانه على مستوى الرأس بشكل متكرر خارج إحدى الحانات. شعر (جايسون) كما لو أن العالم كان يدور بدون توقف، فنقله أصدقاؤه على جناح السرعة إلى أقرب مستشفى. أعلمه الأطباء بأنه كان يعاني من ارتجاج في المخ ونزيف في الكلية، غير أنهم سمحوا له بالعودة إلى منزله في نفس اليوم.

بعد إصابته في الرأس، تغيرت سلوكات (باتجيت) كثيرًا وبسرعة، حيث أصيب باضطراب الوسواس القهري، فأصبح يخشى العالم الخارجي، ويخشى الجراثيم، فكان يغسل يديه بشكل متكرر، كما أفاد بأن بصره تغير أيضًا.

وفقًا لـ(جايسون): ”كان كل شيء ذو انحناءات يبدو وكأنه أصبح عبارة عن بكسلات. لم يعد الماء المتدفق من النافورة يبدو سلسًا كما في السابق، بل صار يشبه خطوطًا متماسة“.

شاهد في أحد الأيام صفحة على الإنترنت حول الكسور الرياضية التي استحوذت على اهتمامه فصار ينجز عدة رسومات عنها. رآى أحد علماء الفيزياء أعماله فانبهر بها ونصحه بالتسجيل والدراسة في الجامعة، وهو ما فعله (جايسون) بالتحديد.

بسبب رؤياه الفريدة من نوعها هذه، بدأ (جايسون) يفكر في الإشكاليات المعقدة المتعلقة بالرياضيات والفيزياء. اليوم، قام برسم الآلاف من الكسور الرياضية، وهو يبيع أعماله على موقعه الخاص على الإنترنت.

3. في حادث سيارة، عانى (سكوت ميلي) من إصابة على مستوى الدماغ. بعد الحادثة زار محلا للحرف مع أطفاله، وهناك شعر برغبة كبيرة وجامحة في الرسم، ومنذ ذلك الحين أنتج عدة لوحات فنية جميلة، وما يثير الاهتمام أكثر هو أنه لم يبد أي اهتمام بالرسم من قبل في حياته!

سكوت ميلي.
صورة: Scott.Mele.Art/Facebook

كان (سكوت ميلي) بائع سيارات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. عندما كان يبلغ من العمر 38 سنة، توقف بسيارته في أحد مفترقات الطرق، فجأة اصطدمت به سيارة بسرعة 100 كلم/سا. تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى.

سمح له الأطباء بالعودة إلى المنزل، ولم يكن أحد يعلم آنذاك أنه كان مصابا على مستوى الدماغ خلال الحادثة. بعد أربعة أشهر، استيقظ من نومه ليشعر بأنه تائه، كما أصبح مصابا بالقلق والاكتئاب.

في أحد الأيام، زار أحد محلات الحرف مع أبنائه وهناك شعر برغبة ملحة في الرسم. لقد كانت تلك أول مرة خلال أربعة أشهر منذ الحادثة يتعلق فيها بشيء ما. قال (سكوت) عن الأمر أنه كان يبدو وكأنها هويته الحقيقية، فبدأ على إثر ذلك يرسم بصورة قهرية.

قبل الحادثة، كان (سكوت) مريعا جدا عندما يتعلق الأمر بالرسم، وفي وقت لاحق أدرك أنه أصيب بمتلازمة الموهوب. منذ ذلك الحين، استعرض (سكوت) أعماله الفنية في عدة معارض، وهو يخطط حاليا للاستمرار في الرسم في المستقبل.

4. كان (دانييل تاميت) يعاني من نوبات الصرع في صغره، وهو الأمر الذي أثر على دماغه بشكل كبير. ثم بدأ يرى الأرقام على شكل صور، وتطورت ذاكرته لتصبح فريدة من نوعها ما مكنه من الفوز بعدة بطولات في مسابقات الذاكرة.

دانييل تاميت
صورة: Wikimedia Commons

ولد (دانييل تاميت) في إنجلترا سنة 1979. عندما كان لا يزال مجرد طفل صغير عانى من نوبات صرع متكررة، غير أنه شفي منها بفضل العلاجات الطبية على الرغم من أن عالمه تغير بالكامل بسببها.

بدأ (دانييل) يرى ويشعر بالأرقام حرفيًا. داخل عقله، كان كل رقم من الصفر إلى 10000 له شكل معين ولون معين وملمس معين.

لم يكن يحتاج لآلة حاسبة من أجل القيام بالعمليات الحسابية التي تتضمن على أرقام كبيرة، وكان كل ما يحتاج للقيام به هو رؤية هذه الأرقام بأشكالها وألوانها الفريدة، ثم كان يدمجها مع بعضها البعض ليخلق صورة جديدة ومنه يحصل على النتيجة.

عندما طلب منه في إحدى المرات أن يضرب العدد 53 في العدد 131، وصف الحل بالصور فقال: ”الرقم 53 الذي هو دائري، دائري جدا وكبير في قاعدته. ثم لدينا رقم آخر 131، الذي هو أطول بعض الشيء مثل ساعة رملية، ثم هناك هذا الفضاء الذي ينشأ بينهما. وهذا الشكل هو الحل الذي هو العدد 6943“.

حطم (دانييل) الرقم القياسي الأوروبي لمسابقات الذاكرة عندما قرأ قيمة العدد Pi من ذاكرته سنة 2004.

قام أحدهم في إحدى المرات بتحديه في أن يتعلم اللغة الآيسلندية، التي تعتبر من أصعب لغات العالم، في سبعة أيام، فقبل التحدي وتعلم اللغة في غضون أسبوع، فظهر على برنامج حواري تلفزيوني آيسلندي حيث استعرض مهاراته اللغوية في اللغة الآيسلندية.

5. استفاق (بين مكماهون) المواطن الأسترالي من غيبوبة على إثر حادثة سيارة في سنة 2015 ليكتشف بأن اللغة الوحيدة التي يمكنها التحدث بها هي لغة الماندرين الصينية.

بين مكماهون
صورة: bbc.co.uk

(بين مكماهون) مواطن أسترالي عندما كان طالبا في المدرسة الثانوية حاول تعلم لغة الماندرين الصينية غير أنه لم ينجح في ذلك. بعد عدة سنوات لاحقًا عام 2015، كان يقود سيارته عندما اصطدمت به شاحنة، فتم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات في المستشفى.

ظل (بين) في غيبوبة تامة لمدة أسبوع كامل، وعندما استفاق شعر بقلق كبير لأن لا أحد كان يفهم كلمة مما كان يقوله، ما عدا شخص واحد فقط وهي ممرضة صينية، حيث كان يتحدث بلغة الماندرين الصينية.

مما يثير الدهشة أن (بين) اكتشف أن لغة الماندرين كانت اللغة الوحيدة التي يمكنه التحدث بها. في حوار لاحق معه، شارك (بين) تجربته الشخصية قائلًا: ”بعد الحادثة، حواري الداخلي، ذلك الصوت الذي تفكر به في ذهنك، تغير فجأة. ومن تلك اللحظة، أصبح الأمر طبيعيا أكثر وأصبحت أتحدث بلغة الماندرين بطلاقة“.

بعد هذه الحادثة، تلقى (بين) دروسًا في اللغة الإنجليزية حتى يتمكن من التحدث مع أصدقائه وأفراد عائلته. ازداد حبه للثقافة الصينية كثيرًا، كما حظي بفرصة الظهور على واحد من أكثر البرامج التلفزيونية الصينية شعبية، بعنوان If You Are the One.

6. عانى (إدوارد مايبريدج) من إصابة على مستوى الرأس في حادثة عربة خيول عنيفة سنة 1860، وبعد الحادثة أصبح مولعًا بالتصوير، واشتهر بأعماله الرائدة في الدراسات التصويرية للحركة.

إدوارد مايبريدج.
صورة: Wikimedia Commons

ولد (إدوارد مايبريدج) في المملكة المتحدة وانتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان عمره 20 سنة. عمل كبائع للكتب، ثم خطط للعودة إلى إنجلترا سنة 1860، وأثناء هذه الرحلة المشؤومة تعرض لحادثة عربة خيول عنيفة تسببت له في إصابة بليغة على مستوى الرأس.

بعد الحادثة، صار يعاني من صداع مزمن في الرأس، ورؤية مزدوجة، وصمم، وفقدان للذوق والشم، والارتباك. لاحقًا قيل أن شعره تحول من أسود إلى أشيب في غضون ثلاثة أيام.

تغيرت شخصيته كذلك بعد الحادثة، حيث ذكر أصدقاؤه أنه في السابق كان رجل أعمال ذكي وسعيد، وبعدها أصبح فنانا غريب الأطوار.

أصبح (إدوارد) مهملا للغاية عندما يتعلق الأمر بمظهره، وكان يرفض قبول المال من زبائنه إذا ما شعر أنهم غير راضون عن خدماته.

ثم تطور لديه اهتمام مفاجئ وعارم في التصوير، فحوّل عربة الخيول إلى غرفة مظلمة متنقلة، وفي نهاية المطاف أصبح ناجحا للغاية في مجال التصوير، مركزا على وجه الخصوص على تصوير المناظر الطبيعية والمعالم الهندسية.

في جامعة (بينسلفانيا)، أنتج أزيد من 100 ألف صورة لحركة الحيوانات والبشر، مصورا الحركات المنفصلة التي يستحيل تقريبا على العين المجردة التقاطها.

7. غطس (ديريك أماتو) في حوض سباحة ضحل وارتطم رأسه بالقاع في سنة 2006. أصيب على إثر ذلك بارتجاجات وفقد 35 في المائة من سمعه، غير أن قدراته الموسيقية تطورت بشكل رهيب.

ديريك أماتو

غطس (ديريك أماتو) في حوض سباحة ضحل في سنة 2006 فارتطم رأسه بقوة بالقاع. عانى من ارتجاج في الدماغ وفقد 35 في المائة من حاسة السمع لديه. في حوار لاحق معه، قال عن التجربة: ”كانت عيناي سوداوان وكان جسمي بأكمله يؤلمني كما لو كنت قد تعرضت للضرب المبرح. أصبح نظري مشوشا أيضًا. كان بإمكاني رؤية بقع تتحرك في مرمى ناظري. لم تكن أصابعي تتوقف عن الحركة، حتى عندما كنت أجتهد في التركيز على إيقافها لم تكن تتوقف“.

بقي مقيما مع والدته لبضعة أيام، ثم قام بزيارة صديق له يدعى (ريكي) الذي صادف أن يكون موسيقياً، وهناك رأى (ديريك) آلة البيانو وراح يعزف عليه بدون توقف لمدة ساعات كاملة، وبينما كان قد عزف على الغيتار من قبل فإنه لم يسبق له أن لمس مفاتيح بيانو من قبل.

قال (ديريك) بأنه كان يرى بقعًا بيضاء وسوداء اللون في دماغه تتدفق من اليسار إلى اليمين في أنماط معينة، وكانت أصابع يديه تعيد محاكاة هذه الأنماط على البيانو، وعلى الرغم من أنه لم يكن يستطيع قراءة الموسيقى، فإنه كان يعزفها بشكل مذهل.

وفقًا لـ(ديريك): ”لقد كان جل ما أقوم به هو اتباع البقع والقيام بما تخبرني به. أنا أبذل جهدي كي أعزف هذه النوتات الموسيقية. إنه أفضل شيء حدث لي. لقد تغير كياني بأكمله، وأنا أعتقد أنها تجربة مذهلة“.

8. عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات، ارتطمت كرة بيسبول برأس (أورلاندو سيريل)، وبعد الحادثة صار قادرا على القيام بحسابات تقويمية ورزنامية معقدة للغاية.

أورلاندو سيريل

ضربت كرة بيسبول شاردة رأس الطفل (أورلاندو سيريل) ذي العشر سنوات من الجهة اليسرى في الخامس عشر من يناير سنة 1979. حتى بعد تعرضه لتلك الضربة، نهض وواصل اللعب بصورة عادية.

لم يخبر (أورلاندو) والديه عن الحادثة ومنه لم يتلق أي علاج عن إصابته، غير أنه بعد عدة شهور عانى من صداع حاد في الرأس. سرعان ما لاحظ كذلك أنه أصبح بإمكانه الآن بسهولة تامة القيام بحسابات تقويمية معقدة، وكان بإمكانه حتى تذكر حالة الطقس وكل تفصيل من تفاصيل أي يوم كان بدقة متناهية منذ الحادثة.

دعته جامعة (كولومبيا) لإجراء اختبار بالرنين المغناطيسي على دماغه في السابع عشر من يونيو سنة 2002، كما عرضت شبكة أنباء NBC وثائقيا عن قصته وحالته الفريدة في سنة 2003.

9. عانى (تومي مكهيو) من سكتات دماغية على كلا جانبي دماغه عندما كان يبلغ من العمر 51 سنة، فصار بعد الحادثة شاعرًا ورسامًا بارعًا.

تومي مكهيو

عانى (تومي مكهيو)، الذي كان يشتغل بناءًا، من نزيف على مستوى الدماغ سنة 2000. في ذلك الوقت، كان يبلغ من العمر 51 سنة. تأثر كل من فصه الجبهي والصدغي كثيرًا بتلك السكتات الدماغية التي تعرض لها، وبعد الحادثة، أصيب بأزمة هوية، وشعر برغبة مفاجئة في كتابة الشعر وتأليفه.

لم يكن (تومي) يميل للفن من قبل قط، غير أن دماغه صار فجأة مملوءًا بالأشعار، والصور، واللوحات. أصبح كذلك مهووسا بالرسم وكان غالبا ما يرسم لـ19 ساعة في اليوم. وجد أن إيقاف كل تلك الصور التي تتدفق في دماغه أمر مستحيل.

في حوار لاحق معه، شارك (تومي) تجربته قائلًا: ”كنت أرسم ثلاثة أو ستة أو تسعة لوحات في وقت واحد. أرى هذه الأرقام في دماغي معظم الوقت. أصبحت اللوحات غالية الثمن، لذا بدأت أرسم على الجدران والسقف والأرضية. لا يمكنني التوقف عن الرسم والنحت“.

عرض (تومي) أعماله الفنية وباع الكثير من لوحاته، كما عبّر عن امتنانه الكبير تجاه القدرات الخارقة للعادة التي صار يملكها الآن، غير أنه توفي بعد إصابته بالسرطان سنة 2012.

10. تعرض (توني سيكوريا) لصعقة برق سنة 1994 كاد يفقد حياته على إثرها، وبعدها أصبح موسيقياً ناجحاً وموهوباً على الرغم من أنه لم يكن لديه أي اهتمام بالموسيقى من قبل.

توني سيكوريا
صورة: TONY CICORIA

كان (توني سيكوريا) جراح عظام متخصص في الطب الرياضي. تعرض لصعة برق سنة 1994، عندما كان على بعد بضعة أقدام من كشك هاتف عمومي.

يتذكر (توني) أنه رأى ضوءًا أبيضًا مزرقًا يحيط به. كانت امرأة تنتظر دورها خارج كشك الهاتف عندما تعرض لصعقة البرق، وشاءت الصدفة أن تكون هذه المرأة ممرضة فقامت بإنعاشه على الفور منقذة بذلك حياته من موت محتوم.

بعد بضعة أسابيع عن الحادثة، زار (تومي) طبيباً مختصاً في الأعصاب عندما صار يشكو من ذاكرته التي صارت تخونه بعض الشيء. أجرى الطبيب عليه الكثير من الفحوصات ولم يلاحظ أي شيء غريبًا حياله. بعد يومين، تطورت لدى (تومي) رغبة قوية في العزف على البيانو، وصار يشعر وكأن الموسيقى تملأ كيانه.

اقتنى آلة بيانو بدأ يعزف عليها بدون توقف. ما يثير الاهتمام حيال قصته هو أنه لم يكن يملك أي اهتمام بالموسيقى قبل الحادثة.

استمر (توني) في تأليف الموسيقى وتطوير قدراته الموسيقية إلى أن ابتدأ مسيرته الفنية كعازف بيانو في مسرح (غودريتش) في مدينة نيويورك في التاسع والعشرين من يناير سنة 2008.

مقالات إعلانية