in

15 من أكثر الآباء شرًا في التاريخ

يذكر (نيتشه) في كتابه «إنسان مفرط في إنسانيته» أنّ: على الآباء فعل الكثير ليُكَفّروا عن إنجابهم الأبناء. أما الفيلسوف الروماني (إيميل سيوران) فيقول في معرض كتاباته: اقترفت كل أنواع الجرائم، باستثناء أن أكون أبًا. ولإلا نبتعد كثيرًا فأبا العلاء المعري أوصى بكتابة العبارة الشهيرة: “هذا ما جناه أبي عليَّ، وما جنيت على أحد.” على شاهدة قبره. بذلك قد تكون هذه الجمل الأشهر والأدق في وصف مثالب الولادة وما تحمله من معاناة بشكل عام لو ولد الأطفال في بيئة غير مثالية.

فكما نعرف بداهةً أنّ على الآباء واجب حماية أطفالهم من الأذى، ورعاية صحتهم النفسية والجسدية، ومنحهم مساحة آمنة ومحِبّة ينشأون فيها إضافة لتوفير كل سبل العيش الكريم والنمو السليم. ومع ذلك، هناك بعض الآباء الذين لا ينبغي لهم مطلقًا تحمل مسؤوليات رعاية طفل أو حتى الإنجاب أساسًا لأن طبيعتهم المريضة الملتوية تجعل من المستحيل عليهم توفير البيئة التي يحتاجها الطفل ليغدو انسانًا سليمًا.

إن إساءة معاملة الأطفال بأي شكل من الأشكال لهو أمر مرعب لكنه واقع في أغلب الأحيان. ومع ذلك هنالك بعض الأزواج والآباء الذين يفوقون أبشع التوقعات، حيث يتسببون في أسوأ أنواع الإساءة العاطفية والجنسية والجسدية التي تتجاوز القسوة العامة فتصل إلى كونها شر وانحراف واضح. لذا نحذر من إن بعض هذه القصص مروعة بطبيعتها، وقد تكون مزعجة على القارئ.

1. جون وسونيا كلوث

عندما تتبنى عائلة طفل ما، غالبًا ما يكون هناك فترة تكيف ربما يشعر الطفل فيها بالقلق من أن هؤلاء الآباء الجدد قد يغيرون رأيهم ويعيدونه إلى المكان الذي أتى منه. بالتأكيد أن الأطفال الثلاثة بالتبني لزوج من مقاطعة (يوكون) الكندية اسمهما (جون) و(سونيا كلوث)، تمنوا لو أن أهلهم الجدد قد فعلوا ذلك بالضبط.

تعرض هؤلاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و13 و10 سنوات في ذلك الوقت، للضرب والخنق والحرق بشكل روتيني إذا أغضبوا والديهم. فالابن الأكبر مثلًا قال في المحكمة بأن (سونيا) سحقت قدمه ذات مرة، واستخدمت الغراء وكماشة على أعضائه التناسلية، وأجبرت الأطفال على ضرب بعضهم البعض لأنها “تستمتع بمشاهدتي وأنا أعاني”.

لم يُعتبر الأطفال هؤلاء جزءًا من العائلة في الأساس بل جرى وضعهم في قبو تحت الأرض، حيث أُجبروا على العيش في صناديق للكلاب. بعد الشهادات وجمع الأدلة الواردة في عام 2012، حُكم قضائيًا على (آل كلوث) بالسجن مدى الحياة لـ (سونيا)، أو ما يعادله في كندا، وسيقضي (جون) 20 عامًا.

2. جيرترود بانيشفسكي

تمت مناقشة جرائم (جيرترود بانيشفسكي) بإسهاب وعرضت على الشاشة الكبيرة في فيلم An American Crime من بطولة (إلين بيج). على الرغم من أنها لم تؤذي أطفالها أبدًا بقدر ما فعلت مع الفتاة التي استقبلتها، كانت (بانيشفسكي) بالتأكيد واحدة من أكثر الآباء شرًا في التاريخ.

في الستينيات وبولاية إنديانا، كانت (بانيشفسكي) أمًا وحيدة لسبعة أطفال بعدما أجهضت ستة أجنة بالفعل وهجرها صديقها الأخير. لكسب بعض النقود الإضافية، استقبلت (بانيشفسكي) الفتاة (سيلفيا) واختها (جيني ليكينز)، بعد أن وعد والدهما بإرسال 20 دولارًا في الأسبوع مقابل رعايتهما. لا نعرف لأي سبب من الأسباب، انقلبت (بانيشفسكي) على (سيلفيا) وضربتها وحرقتها بالسجائر والماء الحار، وأجبرتها على أكل القيء والبراز، كما قامت بإدخال زجاجة كوكا كولا في مهبلها، وحفرت جملة “أنا عاهرة وأفتخر” على بطنها.

مع ذلك، لم ترتكب (بانيشفسكي) هذه الجرائم بمفردها، بل دعت أولادها وأطفال الحي إلى تعذيب (سيلفيا) البالغة من العمر أنذك 16 عامًا وقتلها في نهاية المطاف، فيما عُرف بـ “أفظع جريمة ارتكبت في ولاية إنديانا”. أدينت (غيرترود بانشفسكي) بجريمة قتل من الدرجة الأولى في 19 أيار من عام 1966، وقد خُفّض الحكم من عقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد بسبب ادعائها الجنون.

3. فيليشيا راي مكلور

من المفترض أن يقوم الآباء بحماية أطفالهم. إذن كيف يمكننا أن نفسر تصرف امرأة لم تحاول إيذاء طفلها بل كانت على استعداد لتسليمه لمن سيفعل ذلك؟ هذه هي حالة (فيليشيا راي مكلور) التي عرضت، في عام 2011، بيع عذرية ابنتها البالغة من العمر 13 عامًا مقابل 10.000 دولار. من أجل تقديم مزيد من الإغراءات للبائع، الذي حُددت هويته على أنه “دون” والذي تواصلت معه لمدة شهرين، استخدمت (مكلور) ملابس داخلية خاصة لابنتها الصغيرة من Victoria’s Secret حتى تتمكن من التقاط صور جيدة لها، والتي أرسلها إلى “الدون” وكذلك إلى رجل آخر مقابل المال.

لحسن حظ الفتاة، رصد صديق (مكلور) تبادل الرسائل النصية على هاتفها وأبلغ السلطات. فوجهت إلى (مكلور) تهمتان تتعلقان بالإساءة الجنسية الجسيمة لطفل وتهمتين بالاستغلال الجنسي لقاصر. وشيء واحد لسنا بحاجة إلى هيئة محلفين لتقرره، إنها شريرة ومريضة، لكنها للأسف ليست الوحيدة.

4. كيسي أنتوني

قد تكون امرأة حرة حاليًا، لكن (كيسي أنتوني) هي بكل تأكيد واحدة من أكثر الآباء المكروهين في أمريكيا. فعلى الرغم من تبرئتها من جريمة قتل ابنتها (كايلي) البالغة من العمر سنتين في عام 2008، إلا أن تصرفات (أنتوني) التي أعقبت اختفاء الصغيرة مباشرة هي التي لا تزال دليل يقنع الكثيرين بجريمتها.

في البداية، ادعت أنتوني أن (كايلي) قد اختطفتها مربيتها، على الرغم من عدم وجود مثل هذه المربية. أخبرت (أنتوني) والديها أيضًا أنها لم تر كايلي منذ أسابيع، رغم أنها لم تبدو وكأنها قلقة عليها للغاية. تم أيضًا إصدار المستندات التي أظهرت تاريخ التصفح الخاص بها، والذي تضمن عمليات بحث عن “كيفية صنع الكلوروفورم”. بالكاد صورة الحزن أو الألم، انقلب الرأي العام على أنطوني، التي رأى الكثيرون أنها خنقت ابنتها، ولفتها في كيس قمامة، وألقت بجسدها في المستنقع لتتخلص من مسؤولياتها الأبوية.

بينما قال محامو الدفاع إن وفاة كايلي كانت حادثًا، نتيجة غرقها في حمام سباحة العائلي، أشار ممثلو الادعاء إلى إنهم شعروا بخيبة أمل بسبب النتيجة، كما أثارت المحاكمة السخط لدى الجماهير الغفيرة التي توقعت الحكم عليها بالإعدام أو المؤبد، وبذلك تعرضت أسرة (كيسي) لتهديدات بالقتل في حالة مغادرتها للسجن.

5. جيمس وساندرا ديفيس

بدلاً من طلب 10.000 دولار مقابل الإساءة الجنسية لابنتهما مثل (فيليشيا راي مكلور)، رضي (جيمس) و(ساندرا ديفيس) بسعر أقل بكثير يكفي فقط لسداد تكلفة سيارة دودج ميني فان موديل سنة 1998 التي أرادوا شرائها في عام 2010. وما كانت التكلفة المتبقية لشراء الشاحنة؟ 281 دولارًا.

عرض الزوجان السماح لمدير وكالة السيارات البالغ من العمر 66 عامًا أن يقيم علاقة مع ابنتهما البالغة من العمر 12 عامًا عندما بدأت المفاوضات، بدلًا عن دفع باقي المبلغ. بل أن الزوجين (ديفيس)، لكونهما مريضين بالكامل، قاما باستغلال ابنتهما لنفسيهما أيضًا، واتُهما لاحقًا بالتحرش بالأطفال.

تعتقد الشرطة في إيستمان بولاية جورجيا أن الزوجين قاما ببيع ابنتهما بكل سرور لأي شخص طلبها مقابل المخدرات. وبتهمة قوادة ابنتهما، حُكم على كلا الزوجين بالسجن بينما وُضعت ابنتهما في الرعاية للتبني. ونظرًا لأنه حتى السجناء لديهم إحساس بما هو صواب وما هو خطأ في مثل هذه الحالة، فقد تعرض (جيمس ديفيس) للضرب المبرح عام 2011 من قبل نزيل آخر سمع بجرائمه تجاه ابنته حتى اضطروا لنقله إلى المستشفى.

6. لاسي سبيرز

هناك عامة الناس وهناك أشخاص مثل (لاسي سبيرز)، أولئك الذين يأخذون هوس وسائل التواصل الاجتماعي والظهور بموقف الضحية والمضحي بعيدًا جدًا وصولًا لعواقب وخيمة فعلا. لذلك وثّقت (سبيرز) على فيسبوك الصعوبات التي تحملتها هي وابنها (غارنيت) بسبب أمراض الطفل الغامضة والعديدة، فاكتسب تعاطفًا واهتمامًا من الأصدقاء والمتابعين.

في عام 2014، توفي (غارنيت) البالغ من العمر 5 سنوات أثناء وجوده في المستشفى، بعد حقن جرعة قاتلة من الصوديوم (على شكل ملح الطعام) في أنبوب التغذية. تم إعطاء الجرعة المميتة من قبل سبيرز ولحسن الحظ تم التقاطها فعلتها بالكاميرا. شهد طبيب سموم شرعي في محاكمة (سبيرز) أن الصبي الصغير امتلك في جسده ما يعادل 69 كيسًا من ملح الطعام الصغير، مما تسبب في تورم في دماغه وأدى في النهاية إلى وفاته.

تم اتهام المرأة بقتل ابنها وبعد التحقيق تبين أنها سبق وبحثت على الإنترنت حول مؤثرات “ملح الصوديوم” على صحة الأطفال قبل البدء بخطتها كما تبين ان ابنها كان بصحه جيدة منذ طفولته لكنها تسببت في مرضه الدائم حيث كانت في كل مرة يتماثل فيها للشفاء تعود وتضع له الملح ليمرض مرة أخرى فتكسب استعطاف المتابعين.

وجدت هيئة المحلفين ان (سبيرز) مذنبة بقتل ابنها وفي 2015 أدينت بالتهمة وحكم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا، إذ كانت نظرة القاضي أن (لاسي سبيرز) تعاني من «متلازمة مونخهاوزن بالوكالة» وهي خلل نفسي خطير يتسبب فيه شخص مقرب بالضرر الصحي أو الجسدي في شخص ضعيف آخر رهن عنايته لجذب الانتباه أو للحصول على فوائد أخرى، يقوم المتسبب بالأذى الجسدي والمعنوي على المريض لتبدو وكأنها مشاكل صحية أصيلة متكررة وصعبة العلاج. وبالتالي وبسبب انها مريضة نفسيًا لم يحكم عليها بالسجن مدى الحياة.

7. ماجدالينا لوكزاك

بدأ تعذيب (دانيال بيلكا) على يد والدته، (ماجدالينا لوكزاك)، وصديقها (ماريوس كروجيك)، الذي أطلق عليه لقب “وابل القسوة” من قبل الصحف والوكالات، عندما كان الطفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ونصف فقط. قام الشريكان بتجويع الصبي بشكل روتيني، هو فقط وليس أخوه، بل شُجع شقيقه على الكذب على السلطات بشأن ما حدث. كما أبلغوا مدرسة (دانيال) أنه يُعالج من اضطراب نادر في الأكل ولذلك لن يطعموه.

لكن الأمر لم يقف هنا، بل أن (دانيال) عانى من الضرب الوحشي المنتظم، وحُبس في غرفة، وجرى تغطيس رأسه تحت الماء في الحمام، وإطعامه الملح على الدوام. توفي الطفل في نهاية المطاف متأثرًا بجروح في الرأس بعدما عانى من سوء التغذية وقت وفاته. إذ كان يزن 10 كيلوغرام فقط.

لا يوجد سبب واضح لقيام (لوكزاك) بارتكاب جرائمها والسماح لصديقها بفعل الشيء نفسه، ولكنها شعرت ببعض الذنب بالطبع. ففي كانون الثاني 2016، شنقت نفسها في زنزانتها في السجن في عيد ميلاد ابنها الثامن.

8. ميغان هانتسمان

يتطلب الأمر شخصًا مريضًا مضطربًا ليقدم على قتل طفله، ويمكن القول إن الشخص الذي لا يملك إي صلة بالواقع أو العقلانية والعقل هو الوحيد القادر على ارتكاب هذا النوع من الجرائم عدة مرات لأطفال ما زالوا يأخذون أنفاسهم الأولى في هذه الحياة البائسة. كان هذا هو الحال مع (ميغان هانتسمان) من ولاية يوتا، التي اتُهمت بقتل ستة من أطفالها حديثي الولادة (ولد السابع ميتًا) وإخفاء جثثهم في مرآبها.

كان زوج (هانتسمان) المنفصل عنها هو الذي اكتشف الجثث ملفوفة في أكياس بلاستيكية ومعبأة في صناديق وهو يقوم بتنظيف المرآب فاتصل بالشرطة على الفور قبل أن تحصل على مذكرة تفتيش وتعثر على رفات سبع أطفال حديثي الولادة معبأة في صناديق من الورق المقوى. قالت (هانتسمان) إن جرائم القتل التي وقعت على مدى 10 سنوات من عام 1996 إلى عام 2006 كانت مدفوعة بإدمانها على الميثامفيتامين والكحول، بالإضافة إلى صراعها مع الاكتئاب.

في وقت جرائم القتل تلك، كان لدى (هانتسمان) بالفعل ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين 13 و20 سنة على قيد الحياة وبصحة جيدة عاشوا في المنزل ودافعوا عنها في الواقع في المحكمة. على الرغم من كل هذا، حُكم على هذه الأم المتوحشة بـ 30 عامًا مع إمكانية الإفراج المشروط.

9. راشيل تريلفا ونعومي ڨي

حظي هذين الزوجين بثلاثة أطفال، لكن يبدو أن الأم البيولوجية (راشيل تريلفا) وشريكتها المدنية، (نعومي ڨي)، قد فرّغتا معظم غضبهما على الطفل الصغير، (ليام ڨي). حيث تعرض (ليام) مع إخوته للتهديد بشكل منتظم، وحُبسوا في قفص، وأجبروا على أكل براز الكلاب والقيء، وضربوا، وتُركوا لتحمل آلام العظام المكسورة دون رعاية طبية. في النهاية، توفي (ليام) البالغ من العمر عامين متأثرًا بجروح بالغة في قلبه الصغير.

لم تظهر الشريكتان أي ندم على أفعالهما. حتى أن (ڨي) زعمت أنها ستكون “السيدة المسيطرة” في السجن وأنها “ستحكم المكان”. حُكم على هاتين السيدتين بأطول عقوبة سجن على الإطلاق لامرأة في اسكتلندا؛ 23.5 عامًا لـ (تريلفا) و24 عامًا لـ (ڨي). لكن بالنظر للفظائع المروعة التي ارتكبوها على أطفالهم يمكننا القول إن هذا المقدار من الوقت بالكاد يكفي لمثل تلك الأفعال.

10. مانسا موسى محمد

تعتبر هذه القصة واحدة من أكثر حالات إساءة معاملة الأطفال شهرة في تاريخ كاليفورنيا، حيث عانى الأطفال التسعة عشر نتاج تعدد زوجات (مانسا موسى محمد) لعقود على يد والدهم. وصف أحد أطفال (محمد)، الذي أطلق على ظروفهم المعيشية التي تشبه ظروف معسكر الاعتقال وصف “عهد الرعب”، حيث جرى حبسهم في قبو لعدة أيام في كل مرة أراد والدهم فيها ذلك ناهيك عن الضرب والتجويع والاغتصاب المستمر.

عانى الأطفال من سوء التغذية الشديد وتقزم في النمو لدرجة أن واحدة من بناته والتي كانت تبلغ من العمر 18 عامًا وزنت 22 كيلوغرام فقط، بينما بلغ ارتفاع فتاة أخرى في التاسعة عشرة من عمرها 1.21 متر و زنها 25 كيلوغرام.

أُجبرت زوجات (محمد) الثلاث على إيذاء أطفالهن، إذ خشين على حياتهم، وبالتالي شاركوا على مضض في الإساءة لأطفالهم. يمكن القول إن التلاعب والخوف النفسي اللذين لحق بجميع أفراد الأسرة من قبل الأب كان أسوأ من الإساءة الجسدية. من جانبه، لم يظهر (محمد) أي ندم على سلوكه ذاك، حتى بعد الحكم عليه بسبعة أحكام بالسجن المؤبد، مع استحقاق الإفراج المشروط في سن الـ 65 عامًا.

11. ميتشيل بلير

بصفتها أم لأربعة أطفال، ارتأت (ميتشيل بلير) قتل اثنين من أطفالها لأنها اعتبرتهم “شيطانين” وأنها ستقتلهما مرة أخرى لو لزم الأمر لاعتقادها أنهم كانوا يسيئون معاملة ابنها الأصغر، على الرغم من عدم وجود دليل على أي اعتداء جنسي منهم تجاهه ولم يتم تقديم أي تقارير للشرطة من قبل (بلير) أو أي شخص آخر في هذا الشأن.

بينما كان الأطفال الأربعة يتعرضون بشكل روتيني لسوء المعاملة على يد والدتهم، إلا أن ابنتها (ستوني) وابنها (ستيفن) هما اللذان لاقا نهايتهما. إذ خنقت (بلير) الطفلين قبل لفهما بأكياس بلاستيكية دون أن تُظهر أي عاطفة أو ندم على أفعالها. حتى أنها طلبت مساعدة أحد أطفالها لوضع جثة (ستوني) في الثلاجة.

حكم في النهاية على (ميتشيل بلير) بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط، كانت (بلير) باردة في تفسيرها موقفها والتعبير عن مشاعرها بعد وفاة أطفالها، مكتفيةً بالقول: “لا أشعر بأي عاطفة لموت هؤلاء الشياطين.”

12. زوجين لم يذكر اسمهما من أستراليا

من أجل حماية هوية الابنة، حُجبت أسماء هذين الزوجين الأستراليين المضطربين، على الرغم من أن جرائمهم المثيرة للاشمئزاز تتحدث عنهم وتكشف حقيقتهم بكل وضوح. فهذه الأم، المعلمة، وذلك الأب، الرياضي على المستوى الأولمبي، قاموا بتعذيب واغتصاب ابنتهم على مدى 14 عامًا (بداية من عام 1997)، وهددوها بقطع رقبتها، ولفوها بأسلاك شائكة، وحبسوها طوال الليل في صندوق، وعذبوها بالإغراق.

بالإضافة إلى التعذيب الجسدي الذي مارسه كلا الوالدين، قامت والدة الضحية أيضًا بتدريب ابنتها على كيفية إرضاء والدها جسديًا بشكل أفضل. وعلى الرغم من وجود أشقاء آخرين في المنزل، إلا أن هذه الابنة هي الوحيدة التي تعرضت للتعذيب من سن 5 إلى 18 عامًا.

يستحق الشر الذي اقترفه هذان الوالدان المروعان أطول فترة سجن في التاريخ الجنائي الأسترالي، بحد أدنى 36 عامًا للأب و16 عامًا للأم لمشاركتها في تلك الجريمة.

13. فريتزل البريطاني

القصة المعروفة أيضًا باسم “قضية شيفيلد” في إنجلترا، كذلك لا يمكن تسمية مرتكب هذه الجرائم الشنيعة لحماية ضحاياه. لكن على مدار 25 عامًا، من أواخر الثمانينيات حتى اعتقاله في عام 2008، قام رجل أعمال إنجليزي بمعاشرة ابنتيه مرارًا وتكرارًا وأنجب منهما 19 طفلاً نجا سبعة منهم.

بدأت إساءته لبناته عندما كانتا في الثامنة والعاشرة من العمر، حيث غادرت والدتهما المنزل منذ سنوات بسبب سوء المعاملة التي تعرضت لها هي نفسها. مع التهديدات، الإساءة الجنسية، والإيذاء الجسدي، كان “فريتزل البريطاني”، كما أطلقت عليه الصحافة للتشابه مع قضية (جوزيف فريتزل)، متنمرًا مستبدًا يتلاعب بأطفاله وبالنظام الاجتماعي ليخفي هويته على مدى عقدين.

لكن بعد اكتشافه من قبل السلطات المحلية، والعاملين في المجال الطبي، وأنظمة رعاية الطفل، حكم على الأب في النهاية بـ 25 حكما بالسجن مدى الحياة. رغم ذلك وفي وقت محاكمته وإصدار الحكم عليه كان لا يزال هذا الرجل المختل غير نادم على أفعاله بالمرّة.

14. جوزيف فريتزل

هذه القضية هزت العالم بسبب تأثيرها الكبير، وطول مدة الجرائم، والأسرار المظلمة التي ظهرت بعد انكشافها. فأصبحت موضوعًا للعديد من الأفلام الوثائقية، ويُشاع أنها مصدر إلهام للكتاب والفيلم الحائز على جوائز، «الغرفة» Room. ظهرت قضية (جوزيف فريتزل) للعلن في عام 2008 عندما أبلغت (إليزابيث فريتزل) الشرطة النمساوية أن والدها احتجزها لمدة 24 عامًا، وأنها تتعرض للضرب والاعتداء بانتظام. أنجبت سبعة أطفال منه أثناء وجودها في الأسر، بقي أربعة منهم معها، وانتقل ثلاثة منهم للعيش مع والديها بصفة “لقطاء”.

بعد أن حاصر (إليزابيث) في إحدى غرف المنزل، غطى (جوزيف فريتزل) على اختفائها بالقول إنها هربت، مستخدمًا رسائل أجبرها على كتابتها كدليل على كلامه. فقط عندما أصيبت ابنتها الكبرى بالفشل الكلوي، تمكنت (إليزابيث) من رؤية العالم الخارجي والفرار لتخبر الشرطة في النهاية عن معانتها التي تعرضت لها. حُكم على (فريتزل) بالسجن 15 عامًا على الأقل في عام 2009.

15. فريد وروزماري ويست

هناك الكثير من الآباء الأشرار والمرضى النفسيين في هذه القائمة، وترتيبهم يكاد يكون مستحيلًا، لأنه من الصعب قياس درجة الخسة في السلوك الذي ارتكبه هؤلاء الأشخاص الذين توجب عليهم حماية ورعاية تلك الكائنات التي من المفترض أن يتحملوا مسؤولية إحضارها لهذا العالم. ومع ذلك، ربما لا يوجد زوجان بمثل حقارة (فريد) و(روزماري ويست).

بدأ (فريد ويست) حياته كقاتل متسلسل قبل لقاء (روزماري). كان مسؤولاً عن قتل وتقطيع أوصال صديقته الحامل البالغة من العمر 18 عامًا، (آن ماكفال) قبل أن يلتقي بشريكته عندما كانت (روزماري) تبلغ من العمر 15 عامًا وهو في الثامنة والعشرين من عمره. توافق الزوجان تمامًا، وانطلقوا في سلسلة من جرائم القتل التي شملت ابنة (فريد) من زوجته الأولى، وزوجته الأولى نفسها، وابنتهما هما، (هيذر)، وامرأتين وظّفهما الثنائي لرعاية أطفالهم العشرة.

كما أنهم أساءوا معاملة أطفالهم بشكل منتظم، حيث شعر كل من (روز) و(فريد) أنه من حقهم ممارسة مثل هذا التعذيب الجسدي والجنسي على أولادهم. تم هدم منزل هذه العائلة المشؤوم الواقع في شارع كرومويل، والمعروف باسم “منزل الرعب” في عام 1996. خنق (فريد) نفسه أثناء وجوده في السجن. أما (روز) فادينت بـ 10 جرائم قتل وحُكم عليها بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.

كان هذا سردًا سريع ومقتبض لبعض من أغرب وأقسى القضايا والجرائم التي ارتكبها الآباء بحق أبنائهم حول العالم حتى بعد انجابهم، لكن بالطبع العالم مليء بأمثال هؤلاء وقليل جدًا من ينال منهم محاكمة عادلة لن تعوّض أبدًا أولئك الضحايا الذين قد يلعب كثير منهم ذات الدور في حلقة عبثية ربما لن تنتهي يومًأ.

مقالات إعلانية