in

تعرف على الوحش الأسطوري (بيكسيو) في الميثولوجيا الصينية وخصائصه

بيكسيو

الـ(بي كسيو) أو الـ(بي ياو) -لدرء الأرواح الشريرة في اللغة الصينية- هو مخلوق أسطوري صيني هجين وحامٍ شديد البأس، يحمي كل من يمارس الـ(فونغ تشوي) -الفينغ تشوي هو فلسفة صينية قديمة تهدف إلى تناغم الإنسان مع بيئته المحيطة في سلام وبشكل إيجابي-.

يحاكي الـ(بيكسيو) أسدا مجنحا، كما أنه كائن يعيش في البر والبحر معا، وبشكل خاص يعتبر كائنا ذا نفوذ عظيم وجالبا عظيما للخير، فهو ميمون بطبيعته وحضوره يعني الرخاء والازدهار والغنى.

يقال أن لديه شراهة ونهما كبيرين للذهب والفضة لا غير، ومنه، وبالنسبة للتقاليد والثقافة الصينية، لطالما اعتبر الـ(بيكسيو) كائنا جالبا للخير والمنفعة الذي يتمتع بقوى أسطورية غامضة تمكنه من جذب واستقطاب الـ(كاي كي) -أي الثروة- من كل الجوانب المختلفة، ومنه لديه قوى خارقة تساعد كل من يمر خلال أوقات عصيبة، وفقا للأبراج الصينية كذلك.

يوجد نوعان مختلفان من الـ(بيكسيو)، وتتجلى الاختلافات في القرون فوق رأسيهما، حيث يعرف الـ(بيكسيو) ذو القرنين الإثنين باسم (بي يا)، ويعرف ذلك الذي يمتاز بقرن واحد باسم الـ(تيان لو)، كما في الصورة البارزة في أعلى هذا المقال.

كائن البيكسيو الأسطوري الصيني
رسمة يدوية للكائن (بيكسيو) الأسطوري الصيني – صورة: Technikvista/Deviantart

يتولى (تيان لو) مسألة الثروة والرخاء المادي، ومنه يشاع أن عرض تمثال له في المنزل أو في المكتب يمنع زوال الثروة والنعمة. أما الـ(بي يا) فهو يعمل على طرد الشر والإبقاء عليه بعيدا، كما يعتقد كذلك أن للـ(بي يا) القدرة على مساعدة كل من يعاني من (فونغ تشوي) سيئ، الذي يكون غالبا بسبب الإهانة إلى (كبير الآلهة جوبيتر) -وهو كوكب المشتري الذي يطلق عليه كذلك اسم (تاي تسوي) وهو مركز التنجيم الصيني-.

تستعمل تماثيل الـ(بيكسيو) غالبا لجلب الثروة والرخاء المادي في ثقافة الـ(فونغ تشوي). اليوم، أصبح للـ(بيكسيو) حظ وشعبية كبيرة كذلك في تزيين قلائد أحجار اليشم التي يرتيدها الصينيون وممارسوا الـ(فونغ تشوي).

قلادة بيكسيو على حجر اليشم.
قلادة بيكسيو على حجر اليشم.

خصائصه:

– يبدو من مظهره أنه كائن شرس يغطي جسده فرو كثيف رمادي اللون، ويملك الـ(بيكسيو) كذلك رأس تنين صيني، لكنه يتم إبرازه غالبا بقرن واحد فقط.

– يظهر الـ(بيكسيو) ذكر الجنس في الثقافة الصينية القديمة بقرن واحد فقط، بينما تظهر الأنثى منه بقرنين إثنين، وتماما مثل طائر العنقاء الصيني، فقد أصبح التصور الشائع اليوم لهذا المخلوق على أنه كائن عديم الجنس.

– لدى كائن الـ(بيكسيو) عينان جاحظتان، وأسنان حادة للغاية، ويشبه جسمه جسم أسد صيني، ولديه سيقان الـ(تشيلين) -التشيلين هو كائن أسطوري صيني آخر يشبه الأسد في مظهره-.

– بالنظر إلى هيئة الـ(بيكسيو)، تجد أن هذا الكائن يعكس نوعا من القوة، والأناقة، ومن الخصائص المميزة له هو جسمه السمين الذي يبرز معدته الممتلئة على الدوام، غالبا بقدر لا متناهي من الذهب والفضة.

– لديه كذلك قرن وحيد فوق رأسه، وزوج من الأجنحة، ولا يملك فتحة شرجية، كما أنه لديه فما كبيرا مفتوحا على الدوام، وجاهزا لابتلاع الثروة والكنوز، وبسبب هذا، يتم دائما وضع تماثيل الـ(بيكسيو) في المنازل كطريقة لجذب الثروة والحفاظ عليها.

– يعتقد كذلك أن كائن الـ(بيكسيو) عديم الأجنحة يساعد في قنص الثروات والبحث عنها، بينما يقوم المجنح منه بمساعدة الطلبة على التقدم في دراساتهم والنجاح فيها، وبسبب التشابه الكبير بينهما، غالبا ما يخطئ بين الـ(بيكسيو) و(كلاب الفو) -كائنات أسطورية صينية هي الأخرى- أو الـ(تشيلين).

الميثولوجيا وراء الـ(بيكسيو):

تخبر أسطورة الـ(بيكسيو) أن هذا الكائن الأسطوري خرق أحد قوانين السماء، لذا قام الإمبراطور (جايد) -وهو الإمبراطور حاكم العالم الآخر بما فيه من بشر وجنة وجحيم- بمعاقبته من خلال تقليص حميته الغذائية لتقتصر على الذهب والفضة فقط، كما منعه من التفريغ وطرح الفضلات من خلال إغلاق فتحة الشرج لديه، ومنه يستطيع الـ(بيكسيو) ابتلاع الذهب فقط مع عدم القدرة على طرحه، وهذا هو أصل تمثيل الـ(بيكسيو) على أنه رمز لامتلاك الثروات وجمعها والحفاظ عليها دون زوالها.

الـ(بيكسيو) كائن شرس كذلك، حيث يستعمل أنيابه الحادة والكبيرة البارزة بوضوح في مهاجمة الوحوش والأرواح الشريرة، وامتصاص ماهيتهم وطاقاتهم الداخلية وتحويلها إلى ثروات.

يحرس الـ(بيكسيو) كذلك البشر ضد الأمراض التي تسببها هذه الشياطين والأرواح الشريرة والوحوش، وكإبراز لقوة الـ(بيكسيو) وشراسته في القتال، لطالما ارتبط اسمه ولازم الجيش في الصين القديمة.

ممارسة الـ(فانغ تشوي):

يعتبر الـ(بي ياو) أو الـ(بيكسيو) كائنا سماويا قويا جالبا للخير والمنفعة والحظ الجيد، ويقال أن له القدرة على مساعدة أي شخص يعاني من (فانغ تشوي) سيء بسبب إساءته لـ(كبير الآلهة جوبيتر) أو الـ(تاي تسوي) كما ذكرنا سابقا.

في سنة 2005، كان موقع (كبير الآلهة) أي المشتري، في جهة الغرب، لذا كان أولئك الذين يولدون في عام ”الأرانب“ في وضع معاكس له، ويحرص ممارسوا الـ(فانغ تشوي) على عرض تماثيل الـ(بي ياو) في جهة الغرب من أن أجل استمالة وإرضاء الـ(تاي تسوي).

كما يجب عرض تماثيل الـ(بي ياو) في المنازل التي يعاني أصحابها من فترة حظ سيء أو عاثر بعد انتقالهم بفترة وجيزة إلى منازل جديدة، أو بعد قيامهم بعمليات تجديد وتحديث لمنازلهم القديمة.

في سنة 2006، تغير موقع الـ(تاي تسوي) إلى الجهة الشمالية الغربية.

على مدى التاريخ الصيني، كانت تماثيل الـ(بيكسيو) تعرض في البيوت القديمة، وكانت جزءا أساسيا من الهندسة المعمارية السائدة آنذاك، من أجل درء الـ(يين كي) واستقطاب الـ(كي) جالب الخيرات.

بالإمكان العثور على تماثيل الـ(بيكسيو) بشكل واسع على الزوايا الأربع لأسطح المنازل، وفي الغالب على أسطح منازل الأشخاص ذوي النفوذ، على غرار الإمبراطور.

تمثال بيكسيو على سطح أحد المباني
تمثال (بيكسيو) على سطح أحد المباني.

يحتل الـ(بيكسيو) المرتبة الخامسة بعد التنين، وطائر العنقاء، والحصان المجنح، وحصان البحر، كما استعملت تماثيل الـ(بيكسيو) كحراس للقبور كذلك في الصين قديما.

بإمكان عرض تمثال الـ(بي يا) -أي ذو القرنين الإثنين- في المنطقة المتضررة من المنزل أو المكتب من سوء الطالع، حيث بإمكانه المساعدة على تجنب تفاقم الوضع وتجنب الكوارث وسوء الحظ، ويتم عرضه من الخارج باتجاه المنزل.

تمثال بيكسيو
تمثال (البيكسيو) معروض خارج المنزل لجلب الخيرات ومنع زوالها.

كما قد يتم وضع الـ(تيان لو) -الذي يمتاز بقرن واحد-من أجل جذب واستقطاب الثروات في المنطقة التي يراد منها أن تصير مغناطيسا للثروات. لا يجب وضع تمثال الـ(تيان لو) في مواجهة مباشرة مع الأشخاص بتاتا، كما لا يجب أبدا وضعه على الأرضية، ولا وضعه فوق مستوى الأعين.

مقالات إعلانية