إن كنت مثلي—كاتب المقال—فأنت لا تطيق المقولات التحفيزية التي تتكرر في كل مكان على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بغض النظر عن ذلك، فهناك العديد من المقولات الجيدة والعميقة، لكن المشكلة تكمن في قائليها.
المجموعة التالية تتضمن 7 مقولات تحفيزية جيدة للغاية لكن من الأشخاص الخاطئين تماماً:
”دائماً تذكر، ربما يكرهك الآخرون، لكن الكارهين لك لن ينتصروا إلا إذا كرهتهم، وبذلك تدمر نفسك“
عند قراءة هذه المقولة قد يخطر للبال يسوع الناصري و”أحب أعدائك“ أو ربما رموز النضال السلمي مثل غاندي ومارتن لوثر كينغ…
لكن قائل هذه الكلمات المؤثرة ليس الشخص المحب الذي تتصوره! فالقائل هو الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي أحب أعداءه في الحزب الديموقراطي لدرجة زرع مايكروفونات في مكاتبهم للتجسس عليهم، وحتى استغلال أموال المتبرعين لحملته لاقتحام مقر الحزب الديموقراطي!
”النساء يحملن نصف السماء“
مقولة جميلة عن المساواة بين الجنسين، لا شك في ذلك. لكنها ليست من ناشط في مجال حقوق المرأة أو شخص سلمي ولطيف، بل القائل هو ”ماو“ المستشار الأعلى السابق للحزب الشيوعي الصيني، وصاحب سياسة اقتصادية فاشلة كفاية لتتسبب بمجاعة في بلد المليار، وتقتل ما بين 15 و20 مليون صيني جوعاً!
”لا تندم على البارحة أبداً، الحياة فيك اليوم، وأنت من تصنع غدك“
مقولة مثالية لتصدر من راهب بوذي في أعالي التبت مثلاً، أو واحد من دجالي ”البرمجة اللغوية العصبية“ حتى. لكن المقولة صادرة عن إل. رون هوبرد L. Ron Hubbard مؤسس دين الساينتولوجي (Scientology) والذي يشكل أكبر كومة من الخرافات صدرت في القرت العشرين، عدا عن شهادات العديدين من المؤمنين السابقين به عن قمع الحريات ضمنه والتهديدات التي تلقوها عند تركه والتي كانت تصل للتهديد بالقتل.
”إذا أردت أن تشرق مثل الشمس، أولاً عليك أن تحترق مثلها“
مقولة منطقية، فلتحصل على المجد والتألق عليك بذل الكثير من الجهد والطاقة في هذا السبيل (أو أن يكون محظوظاً بأن يولد وفي فمه ملعقة ذهبية أو يشهر ببساطة بلا سبب). المقولة تبقى مؤثرة حتى تعرف أن القائل ليس سوى الفوهرر أدولف هتلر زعيم الرايخ الثالث وأحد أكبر مجرمي الحرب ومحبي السلطة في التاريخ!
في النهاية.. ليتحول من مجرد عريف في الجيش الألماني لإلى قائد الحزب الوطني الاشتراكي وزعيم ألمانيا النازية، لا بد أنه نفذ مقولته هذه وبذل الكثير من الجهد.
”المساواة لا تعني شيئاً، إلا إذا تم تطبيقها في المؤسسات“
ربما يخطر ببالك أحد المناضلين ضد التمييز العرقي أو حتى التمييز الجنسي عند سماع هذه الكلمات، لكن القائل لم يكن معنياً بأي من ذلك، وبالتأكيد لم يحمل مقولته هذه على محمل الجد أبداً.
المقولة لـ”ميلوسفيتش“، وإن كنت لا تعرف من هو فربما يجب أن تلقي نظرة على أشهر قضايا محكمة العدل الدولية. فالقائل هو رئيس ما كان يعرف بجمهورية يوغوسلافيا، ومجرم حرب من الطراز الأول. بالإضافة لكونه من أشهر مرتكبي التطهير العرقي في العقود الماضية.
”الكاتب هو مهندس الروح البشرية“
قد يخطر ببالك أن القائل أديب مخضرم أو شاعر شهير أو على الأقل سياسي محب للأدب (إذا عرفت مسبقاً أنه سياسي).
لكن القائل ليس أياً من ذلك، بل هو واحد من أكثر مضهدي الكتاب في العصر الحديث، ودكتاتور هو الأسوأ، وبالطبع نتحدث هنا عن ”ستالين“. فالشخص الذي جوع الأوكرانيين وقتل عدداً لا يحصى من الأشخاص وتسبب باختفاء المئات وربما الآلاف لأتفه الأسباب هو صاحب هذه المقولة الممجدة للأدب والكتاب.
”على المرأ أن يقوم برهان واحد على الأقل يومياً، فربما يكون محظوظاً دون أن يدرك ذلك“
المقولة مثالية لاتخاذ الخطوات الجديدة والمغامرة الدائمة! لكن بعد أن تعرف القائل، أشك أنك تود القيام بالمغامرة التي قام بها.
القائل هو جيم جونز (Jim Jones)، وربما لا تعرف الاسم لكنه أحد الأشخاص الأسوأ بالتأكيد، فالسيد جونز كان قائد جماعة دينية في الولايات المتحدة، وأقنع أتباعه بأن الخلاص سيكون عبر الانتحار مؤدياً لقتل/انتحار جماعي لـ 918 شخصاً من أتباعه.
في النهاية، لا أظن أن نوعك من المغامرة يتضمن قتل هذا العدد من الأشخاص (أو على الأقل، أنا أتمنى ألا يكون كذلك).