in

أم تتواصل مع طفلتها المتوفية عبر تقنية الواقع الافتراضي خلال برنامج يُبث على الهواء مباشرة

صورة: MBCdocumentary

عندما نتحدث عن تقنية الواقع الافتراضي، فيجدر بنا الذكر أن محاولات جعلها متاحة للمستهلكين قائمة منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، لكن لم تنجح تلك المحاولات ولم تنتشر التقنية على نطاق واسع حتى أوائل العام 2010 وما بعد.

لكن الأمر المثير للدهشة أن فكرة الواقع الافتراضي تنبأ بها صانع الأفلام ورائد تكنولوجيا الواقع الافتراضي (مورتن هيليغ) منذ خمسينيات القرن الماضي. حيث كتب عما أسماه «المسرح التجريبي»، وهو عبارة عن آلة تحفز وتثير جميع حواس الإنسان لتركز انتباه المرء على ما يُعرض على الشاشة.

بالطبع، بتنا نعرف الآن ما تعنيه تلك التكنولوجيا وما التجربة التي يخوضها المرء من خلالها، لكن هل تساءلتم يوماً ما عن إمكانية توظيف تقنية الواقع الافتراضي في مجالات أخرى؟ كمحاكاة المعارك وساحات التدريب مثلاً، وهو أمر موجود بالمناسبة. كما أثبتت تقنية الـ VR نجاحها في المجال الطبي والصحة العقلية.

سنتعرف اليوم على قصة امرأة من كوريا الجنوبية، استعانت بالواقع الافتراضي لترى ابنتها المتوفية ذات الأعوام السبع، والتي توفيت قبل 4 سنوات من هذه الحادثة

صورة: MBCdocumentary

بثّ برنامج Meeting You على التلفزيون الكوري حلقة حول امرأة كورية تُدعى (جانغ جي سونغ) فقدت ابنتها ذات الأعوام السبع، والتي تُدعى (نايون)، إثر إصابتها بمرض ما لم يُذكر اسمه عام 2016. ومن خلال تكنولوجيا الواقع الافتراضي، تمكنت السيدة من رؤية ابنتها مجدداً، واستطاعت التحدث والتفاعل معها خلال تلك الحلقة الخاصة.

صورة: MBCdocumentary

صممت «شركة مونها الإذاعية» المعروفة باسم MBC اختصاراً –وهي الشركة المسؤولة عن برنامج Meeting You– إعدادات الواقع الافتراضي التي يمكنكم رؤيتها في الصور والفيديو، واهتمت بتجسيد جميع التفاصيل الدقيقة لوجه الطفلة (نايون)، حتى أن صوتها جاء مماثلاً بشدة للواقع. وارتدت الأم قفازات تمكنها من الإحساس بملمس الجسم ثلاثي الأبعاد أمامها، لكنها لم تتمكن من لمس ابنتها بشكل حقيقي.

صورة: MBCdocumentary
صورة: MBCdocumentary

بُث اللقاء الافتراضي بين الأم والابنة على التلفزيون. وقضت الأم وابنتها بعض الوقت، وتحدثتا وتفاعلتا مع بعضهما خلال الحلقة. فأمسكتا بأيدي بعضهما والتقطتا الزهور وبعض الصور أيضاً، حتى أن (نايون) غنّت أغنية للاحتفال بعيد ميلادها وتمنت بعض الأمنيات، تماماً كما يفعل الطفل الحقيقي.

صورة: MBCdocumentary

صورة: MBCdocumentary

خلال تلك الزيارة، كانت الأم (جي سونغ) والعائلة (كانت عائلتها تشاهد ما يحصل خارج الغرفة الخضراء) في وضع حساس جداً، فكانت الأم تبكي وتذرف الدموع بينما كان الوالد يتحدث عن اهتمامات طفلته المتوفاة (نايون)، فكانت مثلاً تحب اللون الأخضر والوردي وكعكات الأرز.

انتهى الفيديو بقراءة (نايون) رسالة كتبتها لأمها، جاء فيها: ”أمي، سنبقى دائماً إلى الأبد أليس كذلك؟ في المرة التالية، دعينا نلعب سوية، ما رأيك؟ سأتذكرك لفترة طويلة جداً“. ثم طلبت من والدتها البقاء معها حتى تنام في السرير، ثم تحولت الطفلة إلى فراشة بيضاء براقة. إليكم الحلقة الكاملة على هذا الرابط، لكن علينا تحذيركم أنها قد لا تناسب الجميع.

أوضحت الأم أنها فعلت ذلك لمساعدة الآخرين الذين يمرون بنفس محنتها

صورة: MBCdocumentary

انتشر الفيديو بشكل واسع، فحصل على 10 ملايين مشاهدة منذ أن انتشر على موقع YouTube. حزن الكثير من الناس عند مشاهدة الفيديو، بينما أثنى بعضهم على تقنية الـ VR التي أتاحت الفرصة للأم لمشاهدة ابنتها مرة أخيرة.
لكن في المقابل، قال الكثير أن هذه الحالة قد تتحول إلى إدمان، خاصة إذا أصبح الناس غير قادرين على النسيان والمضي قدماً في حياتهم، وظلوا يتعلقون بالماضي ما قد يضر من عملية الشفاء من الحزن. بينما أوضح آخرون الجوانب الأخلاقية لهذه التقنية.

صورة: MBCdocumentary

صورة: MBCdocumentary

أوضحت السيدة (جانغ) أنها أقدمت على هذه الخطوة لأنها أرادت مساعدة الآخرين في تجاوز محنتهم المشابهة، ففقدت الأم ولدتها منذ 4 سنوات، وتقول أن عليها الآن تعلّم حب ابنتها أكثر من الاشتياق إليها والشعور بالحزن والأسى طوال الوقت. إليكم رابط الحلقة كاملة على يوتيوب، لكن علينا تحذيركم أن ال

صورة: MBCdocumentary
صورة: MBCdocumentary
صورة: MBCdocumentary

تنوعت ردود فعل الناس على الإنترنت، فقال حساب باسم Hurricane’s channel: ”تستطيع الأم رؤية ابنتها ولا تستطيع لمسها أو الإمساك بها أو عناقها… بالنسبة لي، ذلك مجرد ألمٍ إضافي لا يستطيع أحد تحمله… هذه الأم شجاعة حقاً“. وقال آخر: ”لا أعرف ما المحزن أكثر، أم ترى ابنتها المتوفاة أم رؤية الأم وهي تحاول لمس ابنتها لكنها لا تستطيع“.

صورة: MBCdocumentary

قال حساب آخر يبدو أنه أيضاً فقد طفلاً: ”بصفتي أب فقد طفله، ما رأيته هو خيال وحلم كل أب وأم مروا بهذه التجربة“. وأوضح حساب باسم Mohammad Ismael: ”في كل مرة ينقلون فيها من كاميرا الـ VR إلى الكاميرا الحقيقية في الغرفة الخضراء، أشاهد الأم تحاول لمس ما حولها بشكل يائس، ذلك مشهد يفطر القلب“.

صورة: MBCdocumentary

استطاعت (جانغ) رؤية ابنتها للمرة الأخيرة، هذه المرة التي لن تنساها في حياتها. لكن بعيداً عن اللحظات العاطفية، ما رأيكم بهذا الاستخدام لأجهزة الـ VR؟ هل تعتقدون أن الأمر مفيدٌ حقاً للأشخاص الذين فقدوا أحباءهم؟ أم أن محاولة تعديل الواقع بهذه الطريقة أمر غير أخلاقي، ولن يعود إلا بالضرر على أصحابه؟ تلك حقاً مسألة أخلاقية شائكة، ونرجو أن تخبرونا آراءكم بها في التعليقات.

مقالات إعلانية