in

15 قصة حب مأساوية ستجعلك تنسى قصة روميو وجولييت

قصة حب

على قدر حبنا وعشقنا لقصص الحب الجميلة، لطالما أسرت مخيلتنا قصص الحب المأساوية التي تتناول حبا من طرف واحد، أو موتاً مبكراً لحبيب أحدهم، أو انفصال أكثر الأزواج عشقاً وحباً. علم المؤلف الإنجليزي الشهير (شايكسبير) هذا الأمر عندما ألف روايته الشهيرة بعنوان «روميو وجولييت» الكلاسيكية.

بينما يعلم القاصي والداني أن رواية (شايكسبير) من نسج خياله، فإن ما لا يخفى عليك عزيزي القارئ أنه توجد الكثير من الشخصيات التاريخية الحقيقية في العالم التي عانت الأمرّين جراء قصص حب مأساوية عاشتها.

قد يكون الكثير من العشاق الذين سنتناولهم في مقالنا هذا مألوفين لدى الكثيرين، بينما قد نسمع ببعضهم الآخر لأول مرة، غير أن هذا لا يعني أن قصصهم تقل أهمية عن قصص غيرهم من المشاهير:

15. قصة حب الشاعرة (إليزابيث باريت) التي توفيت قبل أن تشهد سطوع نجم حبيبها وزوجها سراً المؤلف والشاعر (روبيرت براونينغ):

صورة (إيليزابيث باريت براونينغ) و(روبيرت براونينغ) سنة 1852.
صورة (إيليزابيث باريت براونينغ) و(روبيرت براونينغ) سنة 1852.

في سنة 1844، نالت (إليزابيث باريت) الانطوائية ذات التسعة والثلاثين ربيعاً نوعاً من الشهرة الأدبية بفضل نشرها لأعمالها الأدبية في الشعر. جعل ما تكتبه وتؤلفه من الشعر شاباً يبلغ من العمر 32 سنة يدعى (روبيرت براونينغ) يعجب بها، لقد كان (براونينغ) مؤلفاً متواضعاً يعاني الكثير من أجل نشر منتوجاته الأدبية، وعندما راسل (باريت) في يناير سنة 1845، عبر لها عن إعجابه بأعمالها.

ردت (إليزابيث) على رسالته، ثم تلى ذلك أشهر كاملة من المراسلة بين الشخصين. وقع هذا الثنائي في حب بعضهما البعض بعد أن التقيا في مايو سنة 1845، غير أن والد (إيليزابيث) منعها من الزواج بـ(روبيرت براونينغ). واصل الثنائي تبادل رسائل الحب والغرام سراً، وفي تلك الفترة ألفت (إيليزابيث) عدة سوناتات حب مستوحاة من علاقتها مع (براونينغ). بعد مضي عام على لقائهمتا الأول، وفي سبتمبر سنة 1846، فر الثنائي بداعي الزواج واستقرا في إيطاليا.

تحسن وضع (إيليزابيث) الصحي، وحاولت إصلاح علاقتها مع والدها عبر عدة سنوات دون جدوى. لقد كان والدها يعيد إليها جميع رسائلها التي كانت تكتبها له دون أن يقرأها حتى، ومنه لم يتحدثا إلى بعضهما البعض مجدداً.

خلال زواجهما، تمكن (روبيرت) من إقناع (إيليزابيث) بنشر سوناتات قصة حبها التي كتبتها له. فنشرتها بعنوان: «سوناتات البرتغالية»، والتي تتضمن أسطراً يعرفها كل عاشق على شاكلة: ”كيف أحبك؟ دعيني أعدّ الطرائق“. فارقت (إيليزابيث) الحياة بين ذراعي زوجها (روبيرت) في 29 يونيو 1861، وذلك قبل أن ينال زوجها شهرته الخاصة.

بعد وفاة زوجته، اشتهر (روبيرت) على أنه شاعر العصر الفيكتوري، ومازالت أعماله الأدبية تُدرس حتى يومنا هذا.

14. علاقة الحب التي جمعت أمير النمسا (رودولف) والبارونة (ماري أليكساندرين فون فيتسيرا) المأساوية التي انتهت بعملية انتحار مزدوجة:

صورة للأمير وولي العهد النمساوي (رودولف) وعشيقته البارونة (ماري فون فيتسيرا). متحف (مايرلينغ):
صورة للأمير وولي العهد النمساوي (رودولف) وعشيقته البارونة (ماري فون فيتسيرا).

في واحدة من أكثر قضايا القرن التاسع عشر غموضاً، عمد الأمير وولي عهد العرش النمساوي (رودولف) وعشيقته البارونة (ماري أليكساندرين فون فيتسيرا) إلى الانتحار مع بعضهما البعض. عندما لم يظهر (رودولف) أثناء رحلة صيد، قصد صديقُه كوخه في (مايرلينغ)، حيث اكتشف جثته إلى جانب جثة عشيقته.

أصبحت القضية ضجة إعلامية كبيرة: حيث كان هذا الأمير ذو الثلاثين ربيعاً رجلا متزوجاً ولم تكن عشيقته تبلغ من العمر سوى 17 سنة. لمدة تزيد عن المائة عام، ما زالت الحادثة تستمر في شد ذهول المؤرخين، حيث راحوا يحاولون جمع قطع أحجية ولغز يوم وفاة العاشقين.

خلصت التحقيقات الأصلية إلى أن ولي العهد النمساوي أطلق النار على عشيقته قبل أن يطلق النار على نفسه، غير أنه عندما استخرجت جثة البارونة (ماري فون فيتسيرا) من قبرها من أجل دراستها في الخمسينات الماضية؛ لم تتمكن السلطات من العثور على أي ثغرة لرصاصة في جسمها. تقترح عدة نظريات بأن (ماري) توفيت بطريقة أخرى، ولأن الأمير لم يتحمل قسوة واقع موتها لم يسعه سوى انهاء حياته هو الآخر للحاق بها بداعي الحزن العميق، غير أن رسائل (ماري) الأخيرة قبل وفاتها، التي تم اكتشافها في خزنة بنك سنة 2015 تخبر بقصة مختلفة تماماً، حيث كشفت الرسائل على أنها خططت للانتحار مع عشيقها، فكتبت لوالدتها في رسالتها الأخيرة: ”رجاء سامحيني لما فعلته، لم أستطع مقاومة الحب…“.

13. طلق (نابليون) زوجته المحبوبة (جوزيفين) على مضض لأنها لم تكن قادرة على منحه وريثاً شرعياً:

نابليون وهو يجعل من زوجته إمبراطورة لفرنسا
نابليون وهو يجعل من زوجته إمبراطورة لفرنسا.

عندما التقت بالجنرال الفرنسي اللامع (نابليون بونابارت) البالغ من العمر 26 سنة، كانت (ماري جوزيف روز) أرملة مع ولدين. سرعان ما أُعجب بها (نابليون) الطموح، غير أنها لم تعجب به كثيرا في البادئ. لقد كانت (ماري) تتمتع بالرفعة الاجتماعية والهيبة التي كان (نابليون) الطموح يحتاج إليها من أجل طموحاته الكبيرة.

بدون سابق إنذار، تزوجت (ماري) بـ(نابليون) في سنة 1796. في غضون أيام بعد زواجهما، غادر الجنرال البلد في حملة عسكرية، تاركا زوجته التي أطلق عليها لقب (جوزيفين) في باريس وحدها. أثناء غيابه، تورطت (جوزيفين) في علاقة غير شرعية، وعلى الرغم من أنه هددها بتطليقها، فإن (نابليون) سامحها على خيانتها له في نهاية المطاف. خلال زواجهما، لمع نجمع (نابليون)، الذي توج نفسه إمبراطوراً لفرنسا سنة 1804.

بقيت (جوزيفين) مخلصة لـ(نابليون)، غير أن عجزها عن إنجاب وريث شرعي له أرّق حياتهما مع بعضهما البعض. من أجل نيل وريث شرعي، تحتم على (نابليون) تطليق (جوزيفين) من أجل الزواج مجدداً. فيما قد يكون أكثر حالات الطلاق سلاما في التاريخ، حيث قرأ الزوجان على بعضهما البعض رسائل حب وغرام أثناء البت في إجراءات طلاقهما الرسمية.

وعد الزوجان بعضهما البعض حباً أبدياً، ولم يتوقفا عن حب بعضهما البعض أبداً. بعد أفول نجم (نابليون) وسقوطه من السلطة، توفيت (جوزيفين) قبل أن تتمكن من اللحاق به في المنفى في جزيرة (إيلبا). عندما عاود ارتقاء سلم السلطة مجدداً، زار (نابليون) مفطور القلب قبرها وقطف من فوقه أزهارا ظل يحتفظ بها إلى غاية وفاته سنة 1821.

12. عندما توفيت زوجة (أندرو جاكسون) المحبوبة قبل ثلاثة أشهر من انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية:

صورة لـ(راشيل) و(أندرو جاكسون) زوجها. مكتبة الكونغرس الأمريكية.
صورة لـ(راشيل) و(أندرو جاكسون) زوجها. مكتبة الكونغرس الأمريكية.

بينما كان يعيش في (ناشفيل) في سنة 1788، التقى (أندرو جاكسون) بابنة صاحب البيت الذي كان يستأجره، وهي (راشيل دونيلسون روباردس). وقع الثنائي في حب بعضهما البعض، حتى على الرغم من أنها كانت متزوجة من رجل يسيئ معاملتها آنذاك. بعد انفصالها عن زوجها المسيئ سنة 1790، انتقلت (راشيل) فورها للإقامة والعيش مع (جاكسون).

عاش الثنائي مع بعضهما البعض كزوج وزوجة حتى زواجهما بصفة رسمية سنة 1791. كانت هناك مشكلة وحيدة تتعلق بزواجهما، حيث أن طلاق (راشيل) من زوجها الأول لم يكن رسمياً. عندما اكتشف الزوجان أنهما لم يكونا متزوجين بصفة رسمية وقانونية، عمدا إلى إنهاء طلاقها الأول، ثم تزوجا مجددا في سنة 1794.

في سنة 1828، كان (جاكسون) يعتبر بطل حرب وسياسياً كان قد وضع نصب عينيه هدف رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. خلال حملته الانتخابية، راح مؤيدو الرئيس الحالي آنذاك (جون كوينسي آدامز) يتهجمون علنا على تاريخ زواج (راشيل) من أجل إلحاق الضرر بسمعة (جاكسون). في شهر ديسمبر، تعرضت (راشيل) لسكتة قلبية توفيت على إثرها، وكان ذلك قبل ثلاثة أشهر من انتخاب زوجها (جاكسون) رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

يعتقد الكثيرون أن قلبها لم يكن قادراً على تحمل ضغوطات الحملة الانتخابية وحملة التشهير الشرسة التي استهدفت سمعتها وسمعة زوجها.

حاول (جاكسون) الذي أصابته حالة هستيريا حادة إنعاشها بشتى الطرق، ويقول شهود عيان أنه تعين عليهم إبعاده عن جثتها بالقوة من أجل السماح للحانوتي بتحضير جثتها من أجل الدفن.

لم يتزوج (جاكسون) مجددا أبداً في حياته إلى غاية وفاته سنة 1845.

11. بعد وفاة الأمير (ألبرت) بشكل مفاجئ؛ ظلت زوجته الملكة (فيكتوريا) في حداد بقية حياتها لمدة 40 سنة:

الملكة فيكتوريا وزوجها
الملكة فيكتوريا وزوجها.

ما الذي يحدث عندما تتقدم لخطبتك أقوى امرأة في العالم؟ عندما التقت ملكة إنجلترا المستقبلية (فيكتوريا) بقريبها الأول الأمير (ألبيرت) من (ساكس كوبرغ غوثا) في سنة 1836، ألقى هذا الرجل الوسيم والجذاب بسحره عليها. كانت مشاعر الإعجاب متبادلة، وكانت الملكة (فيكتوريا) تعشق صحبته.

في العام الموالي، اعتلت العرش البريطاني، ولكونها ملكة حاكمة، لم يكن بمقدور أي كان التقدم بطلب الزواج منها. خلال لقائهما التالي في شهر أكتوبر سنة 1839، تقدمت (فيكتوريا) بطلب الزواج من (ألبيرت). بحلول زمن زفافهما في شهر فبراير سنة 1840، كانت ملكة إنجلترا قد وقعت في حب زوجها المستقبلي بشكل عميق.

بينما كانت زوجته مشغولة بإدارة شؤون أكبر إمبراطورية في العالم، كرّس (ألبيرت) حياته لخدمة الشعب البريطاني. في سنة 1861، وبعد 21 سنة من الزواج، توفي الأمير (ألبيرت) بسبب حمى التيفوئيد. كان لفقدانه أثر عميق في نفسية (فيكتوريا)، التي بقيت في عزلة تامة لمدة ثلاثة سنوات كاملة بعد وفاته، مما أثر بشكل سلبي وكبير على سمعة العائلة المالكة.

على الرغم من أنها خرجت سالمة من حالة الاكتئاب والعزلة التي طالتها جرّاء ذلك، فإن (فيكتوريا) لم تعد كسابق عهدها أبداً. فقد ظلت ترتدي اللون الأسود لبقية السنوات الأربعين في حياتها، فظلت في حداد على زوجها (ألبيرت) إلى أن توفيت سنة 1901.

10. قصة حب (كليوباترا) و(مارك أنتوني) التي تسببت في اندلاع حرب أهلية:

صورة التقاء (مارك أنتوني) وكليوبترا سنة 41 قبل الميلاد. لوحة فنية من إبداع (لاورنس ألماتاديما) سنة 1885.
صورة التقاء (مارك أنتوني) وكليوبترا سنة 41 قبل الميلاد. لوحة فنية من إبداع (لاورنس ألماتاديما) سنة 1885.

بعد اغتيال يوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد، قام جنرال جيوشه (مارك أنتوني) ووريثه الشرعي (أوكتافيان) الشاب بتقسيم الإمبراطورية الرومانية بينهما. عندما التقى (أنتوني) بملكة مصر القوية والساحرة كليوبترا بعد عدة سنوات لاحقة، سرعان ما تحول تحالفهما السياسي إلى واحدة من أكثر قصص العشق شهرة في العالم القديم والتاريخ بصفة عامة.

أسر سحر الملكة المصرية عقل (مارك أنتوني) الذي ظل يعيش معها إلى أن توترت علاقته مع (أوكتافيان). عاد (مارك أنتوني) إلى روما من أجل أن يتزوج من شقيقة (أوكتافيان) حتى يقوّي أواصر الحلف الذي يجمعهما. غير أنه عاد إلى مصر في سنة 36 قبل الميلاد، وأعاد بعث علاقته الغرامية مع كليوبترا. كانت كليوبترا تشعر بغيظ شديد من زواجه من شقيقة (أوكتافيان) فطالبته بأن يتزوج منها هي أيضاً.

تسبب خبر زواجه منها في موجة غضب عارمة بين أوساط الشعب الروماني، فاستخدم (مارك أنتوني) حملة سياسية شرسة ضده مستعينا بشقيقته على أنها ”الزوجة المهجورة“ وواصفاً (مارك أنتوني) على أنه ذلك الرجل الضعيف الواقع تحت سلطة كليوبترا التي تطوّعه كيفما تشاء.

أعلن (أوكتافيان) بعدها بفترة وجيزة الحرب على مصر في سنة 31 قبل الميلاد، فتمكنت قواته من القضاء على أسطول (أنتوني) وكليوبترا البحري في معركة (أكتيوم). تلقى (مارك أنتوني) أنباء كاذبة عن وفاة كليوبترا، فلم يتحمل الضغط وانتحر على إثر ذلك.

غزا (أوكتافيان) مصر، فحاولت كليوبترا جلبه للجلوس على طاولة المفاوضات من أجل مصلحة أبنائها، غير أنها انتحرت أيضاً عندما أدركت أن (أوكتافيان) كان يخطط لإذلالها وإهانتها من خلال جعلها جزءاً من موكب نصره عندما يعود إلى روما.

9. الإسكندر الأول الصربي الذي تسبب في حالة هيجان واسعة بين شعبه —ووالديه— عندما تزوج من عشيقته (دراغا ماسين) التي تكبره سناً بـ12 سنة:

صورة الإسكندر ملك صربيا وزوجته الملكة (دراغا).
صورة الإسكندر ملك صربيا وزوجته الملكة (دراغا).

في سنة 1889، تخلى الملك (ميلان) ملك صربيا عن عرشه وتنازل عنه لصالح ابنه الوحيد الإسكندر. قبل سنتين من انتهاء مهلة الوصاية، تمرد الإسكندر على حكم والدته بالوصاية، واستلم زمام أمور الحكومة. وتماما مثل أي شاب حديث السن يُمنح سلطة مطلقة في سن مبكرة، لم يكن الإسكندر يعير أدنى أي اهتمام لأي رأي يسديه له الآخرون، وكان لا يسمع إلا صوت نفسه الباطني، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيار زوجته المستقبلية. في سنة 1894، وقع الملك في حب وصيفة والدته التي كانت أرملة تكبره بـ12 سنة تدعى (دراغا ماسين)، وبعد أن تزوجها الإسكندر في سنة 1900، قام بعدها بنفي والدته التي عارضت زواجهما.

اعتبر الشعب الصربي الملكة البالغة من العمر 36 سنة وأبناءها الطموحين على أنهم مصدر تأثير سيئ على الملك الشاب. بعد حمل كاذب، حاول الإسكندر تأمين خط سلالته وورثة العرش من بعده من خلال تقديم أحد أشقاء (دراغا) على أنه وريثه الشرعي. تمرد الشعب على هذين الزوجين، وسرعان ما اقتحم الجيش القصر الملكي في شهر يونيو سنة 1903، فعثرت وحداته على الإسكندر و(دراغا) مختبئين في خزانة ملابس، فأطلقوا النار عليهما ثم نكلوا بجثتيهما وأخيرا ألقوا بهما من الشرفة إلى كومة من الروث.

تسببت حادثة القتل هذه في إثارة غضب الدول الأوروبية، ورفض حلفاء صربيا السابقون التفاوض مع الحكومة الجديدة إلا بعد أن قدمت الجناة للمتابعة القضائية.

8. قصة حب المؤلفة الشهيرة (ماري شيلي) التي ربطتها بـ(بيرسي شيلي) التي اعتُبرت فضيحة في إنجلترا، والتي أحاطت بها الكثير من المآسي:

(ماري شيلي) و(بيرسي شيلي).
(ماري شيلي) و(بيرسي شيلي).

كانت (ماري غودوين) ابنة للمناضلة في الحركة النسوية (ماري ولستونكرافت)، وكانت مجرد مراهقة عندما فرّت للزواج مع الشاعر المتزوج آنذاك (بيرسي شيلي). ترك الزوجان إنجلترا لتجنب الفضيحة، فسافرا عبر أوروبا مع بعضهما البعض. ولوقع هجر زوجها لها الذي لم تقدر على تحمله، عمدت زوجة الشاعر (شيلي) الحامل إلى الانتحار واضعة حدا لحياتها في سنة 1816.

دون إعارة أدنى اهتمام لنتائج أفعالهما، تزوجت (ماري) و(بيرسي)، كما أن (ماري شيلي) كانت تنادي نفسها باسم السيدة (شيلي) حتى قبل شغور هذا اللغب عندما كانت زوجة (بيرسي) ماتزال على قيد الحياة.

مع بداية فاضحة مثل هذه، كانت الأقدار تخبئ لـ(ماري شيلي) وزوجها (بيرسي شيلي) كلا من النجاح الباهر والمآسي. اعتُبر زواجهما فضيحة شنيعة في إنجلترا، مما أجبرهما على العيش في الخارج لبقية سنوات حياتهما. رزق الزوجان بعدة أطفال لم يبلغ منهم سن الرشد سوى طفل وحيد.

بينما أثرت سياسة (بيرسي) المتقدمة السابقة لأوانها وأسلوبه الفريد من نوعه على حياته المهنية كشاعر، فإن النجاح كان من نصيب (ماري) التي ألفت روايتها الأشهر على الإطلاق بعنوان (فرانكنشتاين).

في سنة 1822، وبعد ستة سنوات على زواجهما، توفي (بيرسي) في حادثة غرق عندما كان في إيطاليا. عادت (ماري) المقهورة والمصدومة والحزينة إلى إنجلترا مع ابنهما الوحيد، فأسست لنفسها مسيرة أدبية ملؤها النجاح على مدى ثلاثين سنة قبل أن توافيها المنية في سنة 1851.

7. قصة عشق (جون كيتس) التي جمعته بـ(فاني براون)، والتي استوحى منها واحدة من أجمل قصائده الشعرية بعنوان «النجم المشرق»:

صورة من فيلم بعنوان ”النجم المشرق“ يتناول قصة العشيقين، تم إننتاجه سنة 2009
صورة من فيلم بعنوان ”النجم المشرق“ يتناول قصة العشيقين، تم إنتاجه سنة 2009

عندما وقع (جون كيتس) الشاب في عشق جارته (فاني براون)، كان ذلك بمثابة المحفز الذي ساهم في إنتاجه لواحدة من أشهر قصائده الشعرية في مسيرته الأدبية القصيرة. كان الشاب (كيتس) الغريب اجتماعيا يزدري الزواج، وكان بصفة عامة يتفادى الاحتكاك بالنساء إلى أن التقى بـ(فاني براون) في خريف سنة 1818. على الرغم من أنها لم تحظ بإجابه في البادئ، غير أنه وجد نفسه منجذبا كثيرا لشخصيتها المرحة ومواقفها اللعوبة.

خلال قصة حبهما الجميلة، كان (كيتس) يكتب لها عشرات الرسائل، كان بعضها شغوفا بينما كان البعض الآخر غيوراً عليها بسبب سلوكاتها اللعوبة. بحلول شهر أكتوبر سنة 1819، تقدم (كيتس) بطلب يد (فاني) للزواج، واعدا إياها بالزواج بمجرد أن يصبح شاعراً مشهوراً.

لرغبته الشديدة في الوفاء بوعده والزواج من (فاني)، ألّف (كيتس) الكثير من القصائد الشعرية التي لن ينصفها الناس إلا بعد وفاته. ومن أجل حبيبته، ألّف قصيدة بعنوان «النجم المشرق» التي أصبحت واحدة من أشهر السوناتات التي ألّفها في حياته.

في شهر فبراير من سنة 1820، جاءته نوبة سعال مفاجئة، وكانت تلك العلامات الأولى لمرض السل الذي قتل جميع أفراد عائلته. عمد بعدها (كيتس) إلى إلغاء خطوبته بـ(فاني)، وانتقل إلى إيطاليا في نوفمبر 1820 من أجل علاج مرضه، غير أنه استسلم للمرض وتوفي بعد ثلاثة أشهر من ذلك، وكانت وصيته الأخيرة أن تدفن رسائل (فاني) له معه في قبره.

6. عندما شيّد الإمبراطور الروماني (هادريان) مدينة في مصر لتخليد ذكرى عشيقه الذي غرق في نهر النيل:

تمثالان يصوران (هادريان) و(أنتينوس):
تمثالا (هادريان) و(أنتينوس):

قضى الإمبراطور الروماني (هادريان) في القرن الثاني للميلاد معظم فترة حكمه التي دامت 21 سنة خارج روما، فقد كان كثير الترحال، ويعود الفضل إليه في إعادة بناء البنى التحتية للإمبراطورية. على الرغم من أن (هادريان) تزوج من (فيبيا سابينا)، ابنة أخت سلفه (تراجان) وذلك من أجل أسباب سياسية، فإنها لم تظفر قط بقلبه، حيث كان هذا الأخير من نصيب (أنتينوس).

في سنة 123 ميلادي، وصل (هادريان) إلى مدينة يطلق عليها اسم (كلوديوبوليس) —وهي مدينة (بولو) في تركيا حاليا— وذلك ضمن إحدى زياراته الملكية، حيث التقى بصبي يبلغ من العمر 12 سنة يدعى (أنتينوس)، حظي الصبي باهتمام الإمبراطور الذي أمر بإرساله إلى روما من أجل أن يتلقى تعليماً لائقاً بينما يكمل هو جولته الملكية التفقدية، وبعد خمسة سنوات من لقائهما لأول مرة، تحول حب (هادريان) لـ(أنتينوس) إلى هوس.

عاد (هادريان) إلى إيطاليا في شهر سبتمبر 125 ميلادي، وطلب أن يكون الصبي برفقته دائماً في جميع الأوقات، فجعله جزءا لا يتجزأ من حاشيته الملكية. رافق (أنتينوس) الإمبراطور (هادريان) خلال جولة ملكية أخرى خرج فيها من سنة 128 ميلادي إلى غاية سنة 130. وبينما كانا في زيارة لمصر، أبحر (هادريان) وحاشيته عبر نهر النيل، وهناك غرق (أنتينوس) بشكل غامض.

لم يسبق أن حزن إمبراطور روماني من قبل مثلما حزن (هادريان) على فقدانه لحبيبه (أنتينوس)، فجعل من هذا الأخير إلهاً وشيد مدينة (أنتينوبوليس) المصرية على ضفاف نهر النيل تيمناً به وتخليداً لذكراه. أثرت خسارة (هادريان) لـ(أنتينوس) على صحته المتدهورة، فتوفي بعد ثمانية سنوات لاحقاً في سنة 138 ميلادي.

5. عندما بنى (شاه جاهان) تاج محل كضريح لزوجته المفضلة وحبيبته (ممتاز محل):

شاه جهان وممتاز محل.
شاه جهان وممتاز محل.

في سنة 1612، تزوجت الجميلة والذكية (أروجوماند بانو بيغوم) من الأمير (كورام)، نجل الإمبراطور المغولي. لقد سطع نجمها فأفلت نجوم بقية زوجات الأمير أمامها، فحظيت بكامل اهتمامه. كان الأمير (كورام) يطلق على زوجته المفضلة هذه اسم (ممتاز محل) الذي يعني ”جوهرة القصر“، وكان (كورام) يعتمد على المشورة السياسية التي تقدمها له ممتاز محل، كما كانت ترافقه دائما في جميع حملاته العسكرية.

في سنة 1628، أصبح الأمير (كورام) إمبراطوراً للإمبراطورية المغولية، وأصبح اسمه (شاه جاهان). حكم هذان الزوجان في بلاط مزدهر، وقاما بتمويل ما عرف على أنه ثورة في الهندسة المعمارية في الهند، فأمرا ببناء عدة مشاريع حديثة، بما في ذلك حصن (أغرا) الأحمر، الذي سيصبح في وقت لاحق سجن (شاه جاهان).

في شهر يونيو سنة 1631، توفيت ممتاز محل إثر مضاعفات ولادة عسيرة. قهرت خسارتها الإمبراطور الذي استعمل حبه للهندسة المعمارية وشيد أجمل ضريح في العالم على شرف ذكرى زوجته المحبوبة. ولمدة العقدين التاليين، استخدم 20 ألف عامل ألف فيل من أجل بناء المثوى الأخير لممتاز محل: ”تاج محل“.

في سنة 1657، تدهورت صحة (شاه جاهان) المتقدم في السن، فسجنه ابنه (أورانغزب) في حصن (أغرا) الأحمر، واستحوذ على العرش الملكي. بقي (شاه جاهان) تحت الإقامة الجبرية، وقضى بقية حياته يتفرج على تاج محل إلى غاية وفاته سنة 1666.

4. قصة عشق الفيلسوف (بيتر أبيلار) وطالبته (هيلويس)، التي اكتشف أمرها عمها فقام بخصيه:

أبيلار وطالبته (هيلويس)
أبيلار وطالبته (هيلويس).

في سنة 1115، التقى الفيلسوف والأستاذ (بيتر أبيلارد) بـ(هيلويس دارجونتوي)، ابنة شقيق واحد من الفلاسفة المعاصرين (كانون فولبرت دو نوتردام). عندما كانت في أواخر سنوات مراهقتها وأوائل العشرينات من حياتها، كان فارق السن بينها وبين (أبيلارد) عشرون سنة، وكانت تتمتع بذكاء حاد أسر اهتمامه.

أقنع (أبيلادر) عم (هيلويس) وهو (فولبيرت) بأن يجعل منه مدرسا خاصاً لها، ثم راح هو وهي يعيشان قصة حب سرية، وعندما حبلت منه، تزوج الثنائي سرا من أجل حماية مسيرة (أبيلار) المهنية. عندما أعلن (فولبيرت) عن الزواج أمام العلن، نفاه الزوجان وأصرّا على التزام السرية حول الموضوع، فتسبب ذلك لـ(فولبيرت) بإحراج كبير، ومن أجل حماية حبيبته من عمها، أرسل (أبيلار) بـ(هيلويس) إلى أحد الأديرة.

أقنعت هذه الخطوة (فولبيرت) بأن (أبيلار) كان قد هجر ابنة شقيقه، فقام بتأجير قتلة مأجورين الذين اقتحموا عليه منزله وقاموا بخصيه. صار (أبيلار) يشعر بإذلال كبير ودائم، ومنه لم يسعه إلا أن يصبح راهبا كرس بقية حياته للعلم والكتاب المقدس. كما نجح في إقناع زوجته بأن تنذر على نفسها العفة وأن تصبح راهبة هي الأخرى.

لم يتحدث الزوجان لبعضهما البعض لعدة سنوات، كما صرح (أبيلار) أمام الملأ عن كونه المسؤول الأول عن علاقتهما وعما حل بهما. لم يريا بعضهما البعض مجددا أبداً، وكل ما كانا يقومان به للتواصل هو تبادل الرسائل، وهو الأمر الذي بقي مجهولا للجميع إلى حين القرن السابع عشر. بعد وفاة (أبيلار) في سنة 1142، ظلت (هيلويس) تزور قبره بصورة منتظمة إلى أن وافتها المنية سنة 1163.

3. (جوانا المجنونة) التي رفضت دفن جثة زوجها الخائن (فيليب الوسيم):

جوانا القستالية وزوجها (فيليب أوف فلاندرز):
جوانا القستالية وزوجها (فيليب أوف فلاندرز):

عندما كانت تبلغ من العمر 16 سنة، تزوجت أميرة إسبانيا وهي (جوانا) من (فيليب أوف فلاندرز) في أكتوبر سنة 1496. وقعت (جوانا)، ابنة الملكة (إيزابيلا) والملك (فرديناند)، التي كانت ذات جمال وذكاء منقطعي النظير، بشكل مجنون في حب زوجها الذي لم يبادلها الشعور، والذي راح يتسبب لها بموجات غضب وجنون كبيرة بسبب علاقاته غير الشرعية وخيانته لها.

ورثت (جوانا) عرش قستالة عندما توفيت والدتها في سنة 1504، وراح زوجها (فيليب) ينشر عنها الإشاعات والأقاويل التي تفيد بسلوكاتها المجنونة من أجل أن يؤكد على أنها غير سوية عقليا لتحكم. فراح يطالب بأحقيته في العرش والحكم، ودخل في صراع مع والد (جوانا) حول حقه في ذلك.

أصبح صراعها على الإبقاء على عرشها الذي ورثته معلوماً للقاصي والداني، كما أصبحت حالتها العقلية السيئة أمرا متعارفاً عليه كذلك، فنالت بذلك لقب (جوانا المجنونة). على الرغم من علاقتهما المتوترة والسيئة، فإن (جوانا) بقيت وفية لـ(فيليب).

عندما توفي هذا الأخير بسبب حمى التيفوئيد في سنة 1506، تشبثت بجثته، ورفضت السماح لأي كان بالاقتراب منها. احتفظت (جوانا) بجثة (فيليب) داخل تابوته لنفسها، وكانت تتناول وجباتها معها كما لو كان لا يزال حياً.

على ضوء سلوكاتها الغريبة هذه، أبقى عليها والدها الملك (فرديناند) ونجلها الإمبراطور الروماني المقدس (تشارلز) في الإقامة الجبرية في قصرها، وحكما باسمها إلى أن توفيت في أبريل من سنة 1555.

2. في مذكراتها اليومية، وثقت (رينيا سبيغل) قصة حبها مع (زيغمونت شوارزر) قبل أن يعدمها النازيون:

صورة لـ(رينيا سبيغل) ويومياتها
صورة لـ(رينيا سبيغل) ويومياتها

غزا الألمان النازيون بولندا عندما كانت (رينيا سبيغل) تبلغ من العمر 18 سنة، على مدى ثلاثة سنوات كانت (رينيا) تدون بصورة يومية كل تجاربها وكل ما يحدث لها في حياتها، كانت (رينيا) تعيش في الـ(غيتو) —حي المعزل— اليهودي البولندي، وكانت دائمة الاختباء، وفي نهاية المطاف عرف الحب طريقه إلى قلبها.

في شهر أبريل سنة 1939، وقعت في حب طالب يدرس معها يدعى (زيغموند شوارزر)، فوثقت (رينيا) قصة حبها تحت الاحتلال النازي. توج الثنائي علاقتهما بالجماع بحلول سنة 1942، ثم نجحا في الهروب من المعزل واصطحبا معهما شقيقة (رينيا). عرضت عائلة مسيحية على الثنائي أن تأوي في منزلها شقيقة (رينيا)، فوافقت ثم وضع (زيغموند) عشيقته مع والديه، الذين كانوا يختبئون في علية منزل عمه.

كان عم (زيغموند) ممثلا للمجتمع اليهودي لدى الألمان، لقد كان هذا المنصب بمثابة يهودي يتعاون مع النازيين ليدلهم على اليهود الفارين مقابل عدم إجباره على العيش في المعازل والمحتشدات، وعلى الرغم من أن لا أحد يعلم ما إن كان عم (زيغموند) قد خان شقيقه وعائلته وأفصح عن مكانهما للنازيين، فإن هؤلاء الأخيرين قد اكتشفوا مكان اختباء والدي (زيغموند) وعشيقته (رينيا) وأعدموا جميعهم في 30 يوليو سنة 1942.

عندما وصل (زيغموند) في اليوم الموالي، اكتشف مصير أحبائه. فأضاف عبارته الخاصة على يوميات عشيقته مختتما إياها، فكتب منتحباً: ”…انتهت حياتي. كل ما يسعني سماعه هو طلقات نارية، طلقات نارية عزيزتي (رينيا)، لقد اكتمل آخر فصل في يومياتك“.

1. عندما أعدم (ألفونسو) ملك البرتغال عشيقة ابنه الحامل التي لم يتمكن من منعه من حبها:

لوحة تبين اغتيال (إيناس دي كاسترو).
لوحة تبين اغتيال (إيناس دي كاسترو).

في سنة 1340، تزوج أمير البرتغال (بيدرو) من أميرة قستالة (كونستانس) من أجل تدعيم أواصر العلاقات الطيبة بين البلدين. لسوء الحظ، لم تحظ الأميرة (كونستانس) باهتمام زوجها، بل كان ذلك من نصيب وصيفتها وخادمتها (إيناس دي كاسترو). حظي (بيدرو) و(إيناس) بعلاقة غير شرعية طويلة، التي أسفر عنها ميلاد ثلاثة أبناء.

لم يقم الثنائي أبدا بإخفاء علاقتهما عن الجميع، وتسبب الأمر في فضيحة في البلاط الملكي البرتغالي. قام على إثر ذلك الملك (ألفونسو) والد الأمير (بيدرو) بنفي (إيناس) إلى دير بعيد، غير أن هذا لم يمنع الأمير العاشق الولهان من رؤيتها سرا. عندما توفيت زوجته الأميرة (كونستانس) في سنة 1345، جعل (بيدرو) من (إيناس دي كاسترو) مركز ومحور حياته.

على مدى عشرة سنوات، عاش (بيدرو) و(إيناس) مع بعضهما البعض مثل زوج وزوجة. رفض الملك (ألفونسو) أن يأذن لهما بالزواج، بل ذهب إلى أبعد من ذلك أن حاول أن يدبر لابنه الأمير زواجا ملكيا، غير أن هذا الأخير ظل يرفض في كل مرة.

أدرك الملك (ألفونسو) أن (بيدرو) لن يتخلى عن عشيقته، فأمر قتلة مأجورين بأن يغتالوها. عندما عثر عليها القتلة، فصلوا رأسها عن جسدها أمام واحد من أبنائها، فأعلن (بيدرو) المهتاج الحرب على والده الملك (ألفونسو)، غير أن النصر لم يكن حليفاً لأي منهما. عندما اعتلى (بيدرو) العرش في سنة 1357، قام بتنفيذ عملية انتقامه، فحاكم وأعدم قتلة (إيناس) من خلال اجتثاث قلوبهم وهم أحياء.

مقالات إعلانية